توقعات بموت عشرة ملايين سوداني جوعا
تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT
منتدى الإعلام السوداني: غرفة التحرير المشتركة
إعداد وتحرير: صحيفة التغيير
كمبالا 6: سبتمبر 2024- خابت آمال السودانيين بعد تعلقها بمحادثات سويسرا التي كانت تهدف إلى وقف العدائيات وإدخال المساعدات الإنسانية إلى الولايات المتضررة من الجوع. ومع فشل هذه المحاولات وتوقع تجدد المعارك، يبقى التحدي هو كيفية إيصال المساعدات إلى السودانيين.
أكد تقرير صادر عن المعهد الهولندي للعلاقات الدولية أن السودان يشهد أسوأ مجاعة في العالم منذ 40 عاما، ورجح أن 10 ملايين سوداني مهددون بالموت بحلول عام 2027 في حال عدم توقف الحرب.
ونشرت مجلة “الإيكونوميست” الأسبوع الماضي تقريراً مفاده أنه إذا توقفت الحرب في السودان الآن، ونجح موسم الزراعة في أكتوبر، سيكون هناك 6 ملايين شخص مهددين بالموت بحلول عام 2027؛ وإذا لم تتوقف الحرب، وهو السيناريو الأكثر احتمالاً، فإن 10 ملايين شخص مهددين بالموت بحلول عام 2027.
وعلى الصعيد نفسه، قال بيان مشترك من المجلس النرويجي للاجئين والمجلس الدنماركي للاجئين ومؤسسة «ميرسي كوربس» العاملة في مجال الإغاثة الإنسانية في السودان إن السودان “يشهد أزمة جوع ذات مستويات تاريخية غير مشهودة. ومع ذلك، فإن الصمت يصم الآذان، ويموت الناس من الجوع كل يوم”.
مجاعة مدمرة
قبل ثلاثة أشهر، حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من تدهور الأمن الغذائي في السودان، وأشار إلى أن خمسة ملايين شخص يواجهون خطر المجاعة، بينما يعاني 18 مليوناً آخرين من انعدام حاد في الأمن الغذائي. وفي توقعات جديدة مثيرة للقلق، حذرت وكالات أممية من أن السودان يواجه “كارثة مجاعة مدمرة” لم يشهد لها مثيلاً منذ أزمة دارفور في بداية العقد الأول من القرن الحالي.
الأزمات الإنسانية المتفاقمة لا تقتصر على مناطق النزاع فقط، بل تمتد أيضاً إلى الولايات المحاصرة من قبل قوات الدعم السريع، خاصة بعد توقف الشاحنات التي كانت توفر المواد التموينية والسلع الغذائية في ولايات الجزيرة والنيل الأبيض والنيل الأزرق وسنار، حيث يشتكي المواطنون من تدهور الإمدادات الغذائية وزيادة معدلات سوء التغذية، نتيجة توقف المطابخ المجتمعية؛ بسبب نقص التمويل وصعوبة توفير المواد التموينية.
ووفقا لمتطوع في غرفة الطوارئ بربك، بولاية النيل الأبيض، فضل حجب هويته لدواع أمنية، فإن الأوضاع الإنسانية في الولاية تزداد سوءاً، مع ارتفاع أعداد المتأثرين بسوء التغذية.
وأوضح أن الحصار المفروض من قبل قوات الدعم السريع على جميع مداخل الولاية أدى إلى توقف عمل غرف الطوارئ بشكل شبه كامل. واعتبر في حديثه مع (التغيير) أن استمرار هذا الوضع قد يقود إلى المجاعة، داعياً إلى فتح الطرق لإدخال الإغاثة الإنسانية، ومطالب المجتمع الدولي بابتكار آليات جديدة للتخفيف من معاناة المدنيين.
عجز مالي بـ 459 مليون دولار
برنامج الأغذية العالمي أشار إلى وجود مجاعة في معسكر زمزم بشمال دارفور، وذكر أن 13 منطقة أخرى تواجه ذات الخطر. وقال المتحدث باسم البرنامج محمد جمال الدين ل (التغيير): “رغم خطورة الوضع، لا يزال ممكناً إنقاذ الوضع الإنساني في هذه المناطق، بشرط تكثيف الجهود الإنسانية وزيادة الضغط على الأطراف المتقاتلة لتأمين ممرات آمنة للسماح بدخول المساعدات عبر الحدود وخطوط القتال”.
وجدد مناشدة برنامج الأغذية للمجتمع الدولي بالالتفات للسودان لمنع تفشي أكبر كارثة جوع في العالم، وذلك بتوفير الدعم الكافي للوكالات الإنسانية حيث يعاني البرنامج، من عجز مالي يقدر بـ 459 مليون دولار حتى نهاية عام 2024.
الوضع الإنساني المزري للملايين من السودانيين، يتحمله طرفا النزاع، كما أشار الناشط المجتمعي محمد عبد الله، بما في ذلك الولايات التي شهدت اشتباكات والأخرى المحاصرة من قبل قوات الدعم السريع.
وقال عبدالله لـ”التغيير” إن أزمة الجوع تزداد تعقيداً مع تصلب المواقف بشأن كيفية إدخال المساعدات الإنسانية، مشيراً إلى أن الوضع قد يصبح أكثر فتكاً في المرحلة القادمة مع تزايد أعداد المحتاجين للغذاء. وأعرب عن أمله في تحرك المجتمع الدولي لإنقاذ السودانيين من المجاعة التي أصبحت واقعاً ملموساً، مُستغرباً من إنكار حكومة الأمر الواقع، لواقع انعدام الغذاء، وأكد أن الوضع خطير، ويجب تداركه قبل فوات الأوان.
نقل 1,253 طناً مترياً من المساعدات
رغم دعوة الأمم المتحدة إلى إزالة العوائق البيروقراطية وضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني، لا تزال التحديات قائمة. ففي 16 أغسطس، رحب منسق الأمم المتحدة الإنساني المقيم في السودان بإعادة فتح معبر أدرى، ودعا إلى تسهيل توصيل المساعدات دون عوائق عبر جميع الطرق الممكنة إلى داخل البلاد.
وقامت الفرق الإنسانية فوراً بتنسيق وتنظيم أول دفعة من الشاحنات للعبور إلى السودان. اعتباراً من 26 أغسطس، عبرت 38 شاحنة، بما في ذلك شاحنات من المنظمة الدولية للهجرة (IOM)، ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (UNICEF)، ومنظمة الصحة العالمية (WHO)، وبرنامج الأغذية العالمي (WFP). من بين الشاحنات الـ38 التي عبرت، عبرت 16 شاحنة بين 20 و21 أغسطس (4 من IOM، و4 من UNHCR، و8 من WFP)، بينما عبرت شاحنتان إضافيتان من IOM وخمس شاحنات من WFP في 25 أغسطس.
وفي 26 أغسطس، عبرت 10 شاحنات من WFP، و4 من UNICEF، WHO. وتم نقل 1,253 طناً مترياً، وهو ما سيساعد حوالي 119,000 شخص في مواقع مختلفة. يتم حالياً تجهيز شاحنات إضافية للعبور إلى السودان بمجرد استكمال الإجراءات مع الهيئة العامة للإغاثة، حسب تقرير مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) أمس الثلاثاء.
ورغم عبور 38 شاحنة مساعدات إلى السودان بين 20 و26 أغسطس، فإن الحاجة إلى المزيد من الدعم لا تزال ملحة.
المجتمع الدولي لن يقف متفرجا
الخبير العسكري العميد المتقاعد جمال عبد الوهاب، اعتبر في مقابلة مع (التغيير) أن المجتمع الدولي لن يظل مكتوف الأيدي تجاه أزمة نقص الغذاء في السودان، الذي يعد بمثابة القلق الأكبر للمواطنين حالياً مقارنة بالعمليات العسكرية. وقال “ستتبع تحركات منبر جنيف خطوات أخرى لإنقاذ المدنيين من شبح الجوع.” وأشار إلى أن هناك محاولات لتشويه أي جهود تهدف إلى تقديم المساعدات.، وشدد على ضرورة احترام الطرفين المتحاربين للمدنيين وتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية.
المحلل السياسي صلاح الدومة أكد ضرورة دعم المجتمع الدولي للشعب السوداني الذي يعاني الحرب والجوع. وأوضح الدومة لـ”التغيير” أن الفاعلين الدوليين دعوا الأطراف المتنازعة إلى منبر جنيف، للتوصل إلى مخرجات قد تسهم في حل الأزمة، خاصةً في مجال الإغاثة لمنع كارثة الجوع. وأشار إلى أن تنفيذ مخرجات جنيف، التي شملت فتح المعابر ودخول المساعدات وفتح أربعة مطارات في إقليم دارفور، سيكون حاسماً في إنقاذ الشعب السوداني.
وتناول الدومة أيضاً تصعيد الحرب، قائلاً إن هذا الخطاب يأتي من أعضاء حزب المؤتمر الوطني المحلول، الذين يروجون لاستمرار النزاع، بينما يتطلع معظم السودانيين إلى إنهاء معاناتهم.
ينشر هذا التقرير بالتزامن في منصات المؤسسات والمنظمات الإعلامية والصحفية الأعضاء بمنتدى الإعلام السوداني
منتدى الإعلام السوداني#ساندوا_السودان
#Standwithsudan
الوسومآثار حرب السودان الجوع في السودان حرب الجيش والدعم السريعالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: آثار حرب السودان الجوع في السودان حرب الجيش والدعم السريع المجتمع الدولی الأمم المتحدة الدعم السریع إلى السودان فی السودان إلى أن
إقرأ أيضاً:
باحث: المجتمع الدولي يقر بارتكاب إسرائيل مجازر إنسانية في فلسطين ولبنان
قال ماركو مسعد عضو مجلس الشرق الأوسط للدراسات، إن غالبية المجتمع الدولي الآن يقر بأن هناك مجازر إنسانية ترتكبها إسرائيل في حق الشعبين الفلسطيني واللبناني، لافتًا إلى أن نيويورك تايمز أقرت بالأمس أن هناك مجازر من إسرائيل بسبب السياسة العنيفة التي يتبعها جيش الاحتلال الإسرائيلي.
الاحتلال الإسرائيلي خالف القواعد الدوليةوأضاف «مسعد»، خلال مداخلة عبر شاشة قناة القاهرة الإخبارية، أن الاحتلال الإسرائيلي كسر كل القواعد والقوانين الدولية ومجازره لا يمكن أن يغفل عنها الإعلام الغربي بشكل عام، لافتًا إلى أن إدارة بايدن الداعم الأول للاحتلال الإسرائيلي عسكريا وسياسيا.
إدارة بايدن لن توقف المساعدات العسكرية لإسرائيلوتابع عضو مجلس الشرق الأوسط للدراسات: «إدارة بايدن قالت إنها لن توقف المساعدات العسكرية لإسرائيل، لأنها ترى أن إسرائيل عدلت من سلوكها وهذا الأمر لا يمكن لأحد أن يصدقه»، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تعلم حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة وأنها في مأزق كبير بسبب دعمها الغير محدود لإسرائيل.