لجريدة عمان:
2025-03-31@09:44:14 GMT

مكافحة التزوير واغلاق المراكز الاحتيالية

تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT

مكافحة التزوير واغلاق المراكز الاحتيالية

لا نكاد ننسى قصة مركز وهمي نشأ من العدم واستمر لفترات طويلة في إغواء الحالمين بالحصول على مؤهلات دراسية رفيعة المستوى، أو منح ألقاب رنانة لبعض الناس، بالمقابل حصلت تلك المراكز على كسب مادي وفير نظير الخدمات "الغير قانونية" التي اعتمدت على منح الطامحين والمهتمين بمثل هذه الشهادات المزيفة.

وأصبحت تجارة بيع الشهادات الوهمية والنياشين المزيفة" طريقا للتفاخر والمباهاة عند بعض الناس إلى درجة أن ما حصلوا عليه أصبح معلقا في جدران عقولهم، وأصبحت ألسنتهم تلهث بالحديث عن إنجازاتهم، لم يلبث ذلك طويلا فقد ضاع كل شيء في غمضة عين، سقط هذا المركز في هوة المساءلة القانونية بعد اكتشاف أمره، ولم يُعترف بشهاداته الوهمية، وضاعت أموال الحالمين بهذه المسميات والدرجات العلمية الرفيعة التي حصلوا عليها دون عناء أو مشقة !.

وسط الحملات المكثفة والرقابة الشديدة، تتلاشى مراكز وهمية كثيرة، وقبض على بعض أصحابها وتم إحالتهم إلى المحاكم بتهم عدة، وبعد أن استقرت الأمور لبرهة من الزمن، عادة الظاهرة مرة أخرى، فنبتت مراكز أخرى جديدة في تربة أخرى، لتصدق مقولة "لا يموت الذئب ولا تفنى الغنم"، فالنصب والاحتيال في مجال الشهادات المزورة لن تنقطع حباله طالما وجد عدد من الطامحين والحالمين بهذه الشهادات والألقاب لا يهم أن كان كل شيء مزيف، فالناس ليس لديهم الوقت لطرح الأسئلة أو التأكد من المعلومات التي تصل إليهم، بل يسيرون في طريقهم دون توقف أو تريث.

وهذا الأمر يفسر لنا هذا التوارد والتوالد في مثل هذه المراكز والأكاديميات والمعاهد التي لا أساس لها في أرض الواقع، ولذا حتى هذا اليوم لا زلنا نصدم بأسماء براقة لمراكز وأكاديميات تظهر للعلن كمولود جديد يبحث عن فرصة الثراء ولا يهمه إن تم إغلاقه لاحقا "فهو يمنح ما لا يملك لمن لا يستحق " ويتخذ من المنصات التفاعلية طريقا للوصول إلى الزبائن.

هذا التكاثر غير المشروع أصبح عبارة عن نسخ متوالية من قصص لن تنتهي في المدى القريب، بل هو عبارة عن فصول متعددة في رواية عربية بنكهة أوروبية، هو تكرار لمسلسل قديم جديد، لن تنتهي حلقاته إلا بعد فترة طويلة، طالما أن هناك سوقا رائجة لشراء مثل هذه الشهادات والحصول على هذه المسميات، تبعث الفرح في نفوس من يحب أن يذكر اسمه بـ"الألقاب والمسميات"، وأصبحت الدرجات العلمية متوفرة طالما أن الدفع يكون إلكترونيا وفي غضون دقائق معدودة، وبعدها لا يهتم من مُنح هذه الشهادة "المزيفة" فهو لا يريد أن يعادلها أو إخضاعها للتقييم من قبل الجهات المختصة والرقابية، بل يكتفي أن يشيع بين الناس في وسائل التواصل الاجتماعي بأنه قد حصل على شهادة مرموقة من إحدى المؤسسات التي لم يسمع عنها الناس من قبل !.

الغريب في الأمر أن بعض المراكز تنظم في الخفاء أحيانا بعض المنتديات والقاءات والحفلات وخلالها يتم توزيع وتكريم بعض الشخصيات التي تدعى لمثل هذا الحدث العظيم، وللأسف ما يتم رصده ومحاربته وملاحقته قانونيا هو عدد قليل، وسط كم هائل من المراكز التي تعتمد على الجانب الإلكتروني في مخاطباتها "لزبائنها "، ولا نصفهم بأنهم "ضحاياها" لأنهم جزء من الجريمة التي يتم ارتكابها في حق التعليم، حرفيا كانوا سببا في ازدهار مثل هذه التجارة المستترة والغير قانونية أو أخلاقية -إن صح التعبير.

في الوقت الراهن تشتغل مثل هذه المراكز الوهمية على مشروع ضخم يدر عليها الملايين وهو منح " شهادة الدكتوراه الفخرية والألقاب العالمية" التي أصبحت تباع وتشترى دون أن يوجد لها حل أو رادع رغم الجهود التي تبذل لمحاربة مثل هذه المواضيع.

في السوق الموازية والغير رسمية، هناك أسعار متفاوتة للشهادات التي تمنح لبعض الناس وعادة ما يكون الدفع بـ"الدولار"، وما بين البائع والمشتري يتم الاتفاق سرًّا، ثم يتم الاحتفال بالشخص ومنحه هذه الشهادة دون الخوض في التفاصيل الدقيقة التي يجب أن تعرض على الجهات الرقابية، ويكتفى فقط بأن يعرفها الناس دون الخوض في التفاصيل مثل: من أين جاءت هذه الشهادة ؟، عن أي تخصص منحت ؟، وما هو الإنجاز الذي حققه الباحث حتى يستحق ما حصل عليه من مؤهل دراسي أو غيره ؟!

دول عربية عدة اكتشفت هذا الأمر وكان مذهلا بالنسبة لها، وتم تحويل الأشخاص المتلاعبين بهذه الشهادات إلى جهات التحقيق، ولا غرابة أن تسمع بأن وزارات التعليم العالي والبحث العلمي تسحب من فترة إلى أخرى الاعتراف من بعض الجامعات والتخصصات، وأيضا أصبح التشديد على معرفة كل تفاصيل الشهادات التي يحصل عليها الباحثين والتحقق من مصدرها وصدق المعلومات التي بها.

لكن مع كل تلك الإجراءات الاحترازية والرقابية، هل نتوقع أن تكف هذه المراكز عن نشاطها الإجرامي ؟

في حقيقة الأمر -شخصيا- لا أعتقد ذلك، ومبعث ذلك الاعتقاد هو أن من امتهن مثل هذه الأعمال المخالفة للقانون، لديه من الوسائل والطرق ما يكفيه للترويج عن هذه "الأوهام " بطرق عدة، لذا أرى أن المخالفات ستبقى قائمة رغم أن يد القانون والجهات الرقابية ستظل تلاحق مثل هؤلاء المحتالين والنصابين لفترات طويلة، والقضاء على هذه المراكز أو بقائها يظل مرهونا بنظرية السوق" العرض والطلب " لأنها تجارة رائجة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: هذه الشهادات هذه المراکز مثل هذه

إقرأ أيضاً:

استمرار عمل الخط الساخن لصندوق مكافحة الإدمان خلال أيام عيد الفطر المبارك

يستمر الخط الساخن لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى رقم  "16023"  في العمل خلال أيام عيد الفطر المبارك 2025 خاصة بعد   إطلاق الصندوق حملة تحت عنوان "حياتك الجديدة محتاجة عزيمة" وتزايد عدد الاتصالات على الخط الساخن لتلقى العلاج الى أكثر من 7 آلاف اتصالا خلال أول أسبوع  من إطلاق الحملة ،حيث تستهدف تسليط الضوء على المراكز العلاجية التابعة للصندوق، ويتم إحالة المرضى لأقرب مركز علاجي من محل اقامتهم تيسيرا عليهم ،حيث توفر المراكز كافة الخدمات العلاجية لمرضى الإدمان مجانا وفى سرية تامة ووفقا للمعايير الدولية


وبلغ  عدد مشاهدي الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي الى أكثر  من 7.5 مليون مشاهدة حتى الآن ، " الصفحة الرسمية للصندوق على الفيس بوك ، تويتر، وانستجرام واليوتيوب " " ،ولاقت الحملة إشادة كبيرة من جانب رواد مواقع التواصل الاجتماعي ،حيث أعرب الكثير عن سعادتهم بوجود مراكز تابعة لصندوق مكافحة الإدمان تضاهي المراكز العالمية وتوفر جميع خدمات العلاج والتأهيل لمرضى الإدمان مجانا وفى سرية تامة ،كما وصف البعض مراكز العزيمة التابعة للصندوق بمثابة طوق نجاة لمرضى الإدمان بعد تجربتهم مع هذه المراكز وعلاج مرضاهم دون أي تكلفة مالية.

كما جاء من أبرز العوامل الدافعة  للعلاج وفقا لنتائج الخط الساخن  "تحسين الصورة والتفكير في المستقبل ،ضغوط الأهل ، بسبب الزواج ..بسبب الخوف على الأولاد ،،عدم القدرة المادية ، ضياع الصحة ، نظرة المجتمع  "،وذلك  بعد مشاهدة مراكز العزيمة التابعة لصندوق مكافحة  الإدمان من خلال الحملة حيث تم انشاء هذه المراكز وفقا للمعايير الدولية وتتضمن المراكز أقسام متعددة "حجز داخلي للمرضى ، وعيادات خارجية ، وصالات ألعاب رياضية وملعب كرة قدم "خماسي" وتنس طاولة وبلياردو وصالات جيم للرجال ومجمع فنون وقاعات موسيقى وقاعات حاسب الى ومسرح ومكتبة ومطاعم ومغسلة وورش تدريب مهني لتدريب المتعافين على حرف مهنية يحتاجها سوق العمل ضمن برنامج "العلاج بالعمل" حتى أصبحت تجربة الصندوق من التجارب الرائدة على مستوى المنطقة ، وبدأت العديد من الدول تطلب مساعدة الصندوق لإنشاء مراكز علاجية على غرار المراكز التابعة للصندوق  .
 

من جانبه أشار الدكتور عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى إلى تواجد فريق متخصص للرد على المكالمات الواردة للخط الساخن طوال أيام العيد وعلى مدار 24 ساعة  لافتا إلى أن هناك إجراءات وقائية يتخذها الصندوق تسمى برامج لحماية المتعافين خلال فترة أيام العيد ، خاصة وأن هذه الفترة تعد من الفترات شديدة الخطورة لدى مرضى الإدمان الذين لم يكتمل تعافيهم بشكل كامل، وأن الكثير من الدراسات والأبحاث تؤكد تزايد التعاطى خلال الأعياد والعطلات الرسمية وأنها أحد العوامل الرئيسية لانتكاسة المتعافين، ونفس الأمر بالنسبة للمتعافين الذين مازالوا يتلقون العلاج داخل المستشفيات ويتوافق خروجهم مع يوم الوقفة أو خلال أيام العيد حيث يتم تأجيل خروجهم لحين انتهاء أيام العيد لحمايتهم لمجرد التفكير فى العودة للإدمان

مقالات مشابهة

  • العيد في أسوان.. رؤساء المراكز والمدن يوزعون الهدايا والبلونات على الأطفال
  • المراكز التجارية في منطقة الظفرة تجذب العائلات
  • أمير القصيم يستقبل المحافظين ورؤساء المراكز وأهالي المنطقة المهنئين بعيد الفطر
  • مكافحة الآفات: متابعة مستمرة للمحاصيل الإستيراتيجية ولجان طوارئ خلال العيد
  • صندوق مكافحة وعلاج الإدمان بأسوان ينظم مبادرة «إفطار صائم»
  • استمرار عمل الخط الساخن لصندوق مكافحة الإدمان خلال أيام عيد
  • فاسد ولائي يدعو إلى “مكافحة الفساد وهو في قعره”
  • استمرار عمل الخط الساخن لصندوق مكافحة الإدمان خلال أيام عيد الفطر المبارك
  • صور| مختص يحذر من الاستخدام العشوائي للمبيدات في مكافحة آفات أشجار السدر
  • الخدمة الاتحادي يعين وجبة جديدة من الأوائل وحملة الشهادات العليا