بوابة الوفد:
2024-09-16@09:18:24 GMT

التهجير من غزة إلى الضفة

تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT

هو الاقتحام الأكبر للضفة منذ 24 عاماً عدداً وعتاداً وتسليحاً؛ منذ انتفاضة الأقصى عام 2000، وعملية «السور الواقى» 2002. تكتيكياً؛ هناك تخوف إسرائيلى متزايد من اتساع نطاق المقاومة فى الضفة الغربية بما يعنى 7 أكتوبر جديدة.
عسكرياً؛ آلة الحرب الإسرائيلية تستعرض قوتها وتغطى على فشلها أمام حكومة اليمين المتطرف التى تهاجم القيادة العسكرية، وتتهمها بالفشل، وتحملها مسئولية ما حدث فى السابع من أكتوبر، وبالتالى اقتحام الضفة محاولة من القيادة العسكرية لتروى ظمأ صقور اليمين المتطرف المتعطشة دائماً وأبداً للدماء.


استراتيجياً؛ اقتحام الضفة هو عودة إلى مخطط «خطة الحسم» الذى قامت عليه حكومة نتنياهو السادسة فى 29 ديسمبر 2022، وهو المخطط الناجم عن اتفاق بين مكونات أحزاب أقصى اليمين المتطرف بقيادة وزير المالية بتسلئيل سموتريش زعيم الحزب الصهيونى الدينى، وإيتمار بن غفير زعيم حزب العظمة اليهودية ونتنياهو. هذا المخطط ينقل إسرائيل من مرحلة «إدارة الصراع» إلى مرحلة «حسم الصراع»، هذه الخطة تقوم على أربع مراحل، هى: إحداث فوضى بالضفة الغربية وتضييق الخناق على مواطنى الضفة والمخيمات، وثانياً إسقاط السلطة الفلسطينية من خلال الضغط عليها مالياً وسياسياً وأمنياً، لذلك لا عجب فى أن المسئول عن الضفة فى الحكومة الإسرائيلية هو وزير المالية نفسه، أما ثالث مراحل المخطط الإسرائيلى فتشتمل على تصفية الحركة القومية الفلسطينية من خلال استهداف عناصرها سواء بالتصفية أو بالاعتقال. والمرحلة الرابعة والأخيرة والأخطر تقضى بترحيل وتهجير مواطنى الضفة.
لذلك عاد مصطلح «الوطن البديل» لسكان الضفة فى الأردن كما هي الحال مع سكان غزة فى مصر يتردد مرة أخرى فى الخطاب السياسى الإسرائيلى، وأنه لا دولة فلسطينية فى الضفة، ولا حكم فلسطينياً فى الضفة، بما يعنى فرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على الضفة الغربية المحتلة وإجهاض أى أمل فى دولة فلسطينية مستقلة، من خلال توطين اللاجئين والمهجرين قسرياً حيث يقيمون، وأنه لا حاجة للقدس عاصمة للدولة الفلسطينية المنتظرة، وبالتالى إعفاء إسرائيل من مسئولياتها كسلطة احتلال، والإقرار والتسليم بكل إجراءات الاحتلال من تهويد وطمس للهوية العربية فى الأراضى المحتلة، لذلك حديث بن غفير عن كنيس فى المسجد الأقصى ليس من قبيل المصادفة، وكذلك إلغاء كل قرارات الشرعية الدولية التى تشكل مرجعية سياسية للقضية الفلسطينية، وما يترتب على ذلك من هدم للركن السياسى والقانونى للقضية الفلسطينية.
إذن فكرة «الوطن البديل» القائمة على التهجير القسرى، هى مكون رئيسى فى العقيدة السياسية والعسكرية والاستراتيجية لحكومة إسرائيل السابعة والثلاثين، كتصور نهائى لتصفية القضية الفلسطينية دون إنهاء احتلال أو التنازل عن أراضٍ أو إخلاء مستوطنات. لذلك الضفة كانت البداية لذلك المخطط وليس غزة، لكن هجمات السابع من أكتوبر جعلت غزة هى بؤرة التركيز، رغم ذلك إسرائيل تعتبر أن اللحظة الراهنة هى الأفضل والأنسب لخيار تصفية القضية الفلسطينية من خلال طرح «الوطن البديل».
لكن كل المخططات تفشل وتسقط أمام مصر، والقيادة المصرية كانت متيقظة ومتحسبة للمخطط الإسرائيلى منذ بداية العدوان على غزة، والموقف المصرى كان متوقعاً للمسلك الإسرائيلى السياسى الإسرائيلى والعسكرى، لذلك كان التأكيد المصرى الدائم على ضرورة شمولية الحل، وأن أية ترتيبات نهائية لابد أن تتضمن «حلاً سياسياً لكل فلسطين» لا لغزة فقط، وهو الحل القائم على الدولتين، دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو، وعاصمتها القدس.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: دولة فلسطينية دولة فلسطينية مستقلة الأراضي المحتلة د وليد عتلم التهجير من غزة إلى الضفة من خلال

إقرأ أيضاً:

الضفة.. آلاف يشيعون جثامين 10 فلسطينيين قتلتهم إسرائيل

شيع آلاف الفلسطينيين، الجمعة، جثامين 10 مواطنين قتلهم الجيش الإسرائيلي خلال عملية عسكرية في محافظتي طوباس وطولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة.

 

وشارك المشيعون في طولكرم بموكب تشييع جثامين 5 فلسطينيين قتلوا خلال العملية العسكرية التي استمرت 3 أيام، بحسب مراسل الأناضول.

 

وانطلق المشيعون من أمام مستشفى "ثابت ثابت" الحكومي في المدينة، ودفنت الجثامين في مخيمي طولكرم ونور شمس وبلدة شويكة القريبة من المدينة، بحسب المراسل.

 

وفي مدينة طوباس شيع الآلاف جثامين 5 شهداء آخرين، قتلوا بقصف إسرائيلي استهدفهم خلال عملية عسكرية استمرت يومين.

 

وأفاد مراسل الأناضول بأن موكب التشييع انطلق من مستشفى طوباس التركي الحكومي باتجاه وسط المدينة، حيث دفنت 4 جثامين في طوباس فيما دفن الخامس في بلدة طمون.

 

ومساء الخميس، انسحب الجيش الإسرائيلي من مدينتي طولكرم وطوباس شمال الضفة الغربية، بعد تنفيذ عمليات عسكرية في المدينة الأولى استمرت ثلاثة أيام والثانية استمرت يومين، ما خلف دمارا واسعا.

 

والثلاثاء، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية في طولكرم ومخيمها، تلتها في اليوم التالي عملية في بلدة طوباس، قبل أن ينسحب الخميس.

 

وبموازاة حربه على غزة، وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته بالضفة، بينما صّعد المستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم، ما أسفر عن 703 قتلى فلسطينيين بينهم 159 طفلا، بجانب 5 آلاف و700 مصابا، وأكثر من 10 آلاف و400 معتقل، وفق مؤسسات رسمية فلسطينية.

 

بينما أسفرت حرب إسرائيل بدعم أمريكي على غزة عن أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال.


مقالات مشابهة

  • إصابة فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلى عند باب العمود بالقدس المحتلة
  • «الصحة الفلسطينية»: إسرائيل ترتكب 3 جرائم جديدة ضد العائلات في غزة
  • وزيرة خارجية فلسطين: يجب الضغط على إسرائيل لوقف الحرب
  • تمهيدًا لاستيطانه وضمه..السلطة الفلسطينية تحذر من إخلاء شمال غزة
  • الخارجية الفلسطينية تحذر من مخطط استيطان إسرائيلي في شمال قطاع غزة
  • الخارجية الفلسطينية تحذر من تفريغ شمال القطاع لتكريس احتلاله وتهجير سكانه
  • تمهيداً لاستيطانه وضمه..السلطة الفلسطينية تحذر من إخلاء شمال غزة
  • ماذا تريد إسرائيل من وراء عملياتها في الضفة الغربية؟
  • الضفة.. آلاف يشيعون جثامين 10 فلسطينيين قتلتهم إسرائيل
  • يقين وثقة واستبسال.. سيدة فلسطينية في الضفة الغربية تتمسك بأرضها وترفض التهجير