حماية العقول.. من فاقديها ١-٢ (السرقات الأدبية أنموذجًا)
تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT
لا يساورنى شك فى أن هذا الموضوع من الموضوعات المهمة، ليس هذا وحسب وإنما من الموضوعات الشائقة الشائكة.
لماذا؟!
لتفشى هذه الظاهرة بصورة كبيرة، ليس فى السرقات الأدبية سواء بسرقة نص نثرى عمودى، أو حتى سرقة خاطرة، أو قصة أدبية دون توثيق المصدر الذى استقى منه، دونما الإشارة إلى مؤلفة حتى ولو عن طريق الاقتباس.
ليس الأمر مقصورا على الأدب بل بات جليا أن هذه الظاهرة استشرى خطرها وانتشر فى كافة مناحى الحياة الثقافية والسياسية والإعلامية، بل واشتد خطرها فى البحث العلمى الأكاديمى فكثير ما ندعى لمناقشة رسائل علمية وتجد ما يسمى بالباحث، نعم فهو ليس باحث بحاث إنما هو لص ليس محترفا لماذا، لأنك لأول وهلة عندما تراجع هذه النصوص أولا تجده ليس موثقها فى الحواشى، ليس ثمة إشارة ولو حتى عن طريق الاقتباس إلى مصدر هذه النصوص وبتدقيق القراءة تجد أنه لا يمكن بحال من الأحوال أن تكون رؤيته ولا يمكن بحال من الأحوال أن يكون فكره يتضح ذلك جليا من مجريات وقائع مناقشته، ودليلى على ذلك، أنه ذات مرة ناقشت طالب وللأسف استشهد برأى فى قضية فلسفية دون أن يشير إلى صاحبه، وقدرا كان هذا الرأى لى شخصياً كنت قد دونته فى إحدى مؤلفاتى وبمواجهته، اضطرب ولم يستطع الرد على.
لماذا لأنه ليس فكره، ليس عقله الذى يكتب وإنما وظف عقله فى الغش والسرقة والانتحال دون إشارة.
فالبحث العلمى لا يعرف مثل هذه الأمور، البحث العلمى يلتزم بالصرامة والدقة والعقلانية، وإلا لو تسامحنا مع هؤلاء فماذا سنخرج، هب أن المتقدم للمنح درجة دكتوراه أو ماجستير وطبطبنا على هذا السارق الذى رضى لنفسه هذا الأمر، ماذا سيصبح.
بالحتمية المنطقية سيصبح عضوا فاسدا فى المجتمع، حتى وإن أصبح عضو هيئة تدريس، من الذى سيتخرج من تحت يديه، طالب سارق أيضا، لماذا لأن فاقد الشيئ لا يعطيه.
إذن لابد من التصدى لهذه الظاهرة بكل ما أوتينا من قوة، ولابد من التوصية بتفعيل دور الأجهزة الرقابية بحفظ حقوق الملكية الفكرية باستصدار أرقام إيداعات دولية لتحفظ للمؤلف حقه وحتى لا تجعله عرضة للسرقات.
ليس فى مجال البحث العلمى فقط، بل فى شتى صنوف المعاملات.
وهناك من يسرق مقالا على الرغم من أنه قد يكون موثقا على محرك جوجل، وحدث ذلك معى، أقلب صفحات الفيس بوك وافاجأ بلص سرق مقالتى فى فلسفة القرآن الكريم، ونسبها لنفسه، وكم ثناء منقطع النظير على هذه المقالة ونشرها على موقع يسمى كذا دون ذكره، ودخلت على هذا الموقع وأرسلت لهم رابط مقالتى، فافتضح أمره، والنتيجة المتوقعة طردوه من المجموعة.
السرقات برمتها سواء أدبية أو ثقافية، أو علمية أو دينية، أو اقتصادية، أو سياسية، جميعها أفعال مشينة تشين صاحبها وفاعلها وتفقده ذاته وتجعله منسحقا قيميا أمام مجتمعه إذا ما افتضح أمره، وسيفتضح ولو بعد حين.
إذا أردنا حقا نهضة على كافة المستويات واصلاحا حقيقيا فلابد من الوقوف جنبا إلى جنب فى وجه أمثال هؤلاء، وقوف ممنهج بضوابط علمية رصينة، وأهمها توصيات فى ندوات ومؤتمرات تعقد فى هذا الشأن، وهذه التوصيات لا توضع فى الأدراج وإنما تفعل وترسل لأولى الأمر حتى يتخذوا الإجراءات الاحترازية الصحيحة.
حماية فكرنا من هذه الفئات والعناصر الضآلة المضلة التى ليس لها هدف اللهم إلا إثارة الفوضى ونشر الرذيلة فى المجتمعات،واختتم حديثى بقوله تعالى.(إن الله لا يصلح عمل المفسدين).
وأشد انواع الفساد والإفساد، فساد العقول وافسادها.
أستاذ ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عضو هيئة تدريس
إقرأ أيضاً:
وكالة الشارقة للحقوق الأدبية تعزّز حضور الأدب العربي عالمياً
الشارقة (الاتحاد)
أكد تامر سعيد، مدير وكالة الشارقة للحقوق الأدبية، أن الوكالة تعد أحد مشروعات هيئة الشارقة للكتاب، وتهدف إلى دعم وتعزيز حضور الأدب العربي في الأسواق العالمية، كما تعد حلقة وصل بين صنّاع ومنتجي المحتوى، لافتاً إلى أنها تستهدف تسهيل الوصول إلى الأدب العربي، وفتح آفاق جديدة للناشرين محلياً ودولياً.
جاء ذلك خلال جلسة بعنوان «التعريف بوكالة الشارقة الدولية للحقوق الأدبية والخدمات التي تقدمها»، والتي انعقدت ضمن فعاليات الدورة ال43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، وأدارها راشد الكوس، مدير جمعية الناشرين الإماراتيين.
وقال تامر سعيد، خلال الجلسة، إن الوكالة تقدم في قائمتها ما يقارب 150 عملاً أدبياً، تشمل الروايات والشعر لأكثر من 42 كاتباً، بالإضافة إلى 100 كتاب للأطفال، فيما تتعاون مع العديد من دور النشر بينها الهدهد، والكرمة، واللوهة للنشر، وينبع الكتاب.
وأوضح سعيد، أن دور الوكالة يتركّز في تقديم جودة مُحررة ومنقّحة بعناية، إذ تنتقي الوكالة المخطوطات بعناية فائقة، مقدمة أعمالاً عالية الجودة جاهزة للنشر، وتشمل هذه العملية مراجعات نحوية ولغوية لضمان تلبية المخطوطات لمعايير الجودة. كما توفر مواءمة لمتطلبات السوق، فالوكالة تتابع باستمرار اتجاهات النشر وتفضيلات القراء، مما يسهم في تقديم مخطوطات تلبي احتياجات السوق وتزيد من فرص النجاح.
وانتقل تامر سعيد للحديث عن فرص التوسّع، قائلاً: نسعى في الوكالة إلى خلق فرص للتوسّع عبر اتصالات عالمية قوية، لاسيما وأن الوكالة تمتلك شبكة واسعة من العلاقات الدولية مع ناشرين ومحررين ومترجمين، مما يتيح للناشرين فرصاً للتوسع في أسواق جديدة والوصول إلى جمهور أوسع، إذ تغطي مناطق جديدة لم يتم الوصول إليها بعد مثل منطقة البلقان، فعلى سبيل المثال تلقينا العديد من الطلبات أثناء مؤتمر الناشرين من دولة مقدونيا الشمالية، مؤكداً أن الوكالة ستكون حريصة على الوصول إلى تلك الأماكن أسرع من الناشر بدافع أقوى واستثمار الفرص.
وقال تامر سعيد، إن الوكالة تتيح فرصاً للشراكات طويلة الأمد من خلال تدفق مستمر من المحتوى الجديد، إذ تقدم الوكالة للناشرين محتوى أدبياً متجدداً بإضافة أعمال جديدة باستمرار، مما يساعدهم على تكوين كتالوج متنوع وجذّاب يُلبي تطلعات الجمهور، وبناء علاقات طويلة الأمد مع الناشرين من خلال توفير قاعدة موثوقة من الإصدارات بما يشجع على التعاون، فضلاً عما توفره من خبرة في شراء حقوق النشر، حيث تساعد الوكالة الناشرين في الوصول إلى أعمال أدبية من ثقافات مختلفة، مما يُثري قائمة إصدارات الناشرين ويزيد من تنوعها وجودتها.