لجريدة عمان:
2024-09-16@09:29:00 GMT

صباح يشرق كالأمس.. قصص بنكهة الواقعية السحرية

تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT

صباح يشرق كالأمس.. قصص بنكهة الواقعية السحرية

القاهرة "العُمانية": يتناول الكاتب المصري ناصر كمال بخيت في مجموعته القصصية "صباح يشرق كالأمس" قضايا الزمن وتداخلاته البنيوية، والوجود ومعانيه الفلسفية، والواقع وهمومه الإنسانية، بأسلوب يتجاوز السرد التقليدي؛ مما يجعل القصص تندرج ضمن تيار الواقعية السحرية.

الكتاب الصادر مؤخرًا عن دار البديع العربي يصطحب القارئَ في رحلة بين الماضي والحاضر والمستقبل، ويطرح تساؤلات ملحّة حول الصراع بين تدفق الزمن الحتمي والأحلام المؤجلة، مستخدمًا توليفة فريدة تجمع بين الفانتازيا والواقع اليومي، حين يصبح الصباح رمزًا للتأمل في الحاضر وتداخل الأزمنة.

وتقدم المجموعة صورة معقّدة للإنسان المعاصر الذي يجد نفسه ممزقًا بين رغبته في العودة إلى الماضي الجميل الذي لا يبقى منه سوى الصور المثالية في عقله، وحلمه بتحقيق المستقبل الذي يمتلئ بالتحديات، وكل هذا في إطار من السرد الأدبي الذي يمزج بين البساطة والتعقيد.

ووفقًا للمؤلف، فإن القصص في هذه المجموعة ليست مجرد سرد لأحداث واقعية أو خيالية، بل هي انعكاس عميق للتجربة الإنسانية الحديثة. إذ يجد القارئ نفسه في أجواء تتداخل فيها الحدود بين الواقع والحلم، بين الممكن والمستحيل؛ مما يعزز شعوره بأن الحياة نفسها قد تكون مجرد وهم أو حلم مستمر.

في هذا السياق، تبدو فكرة "الصباح" في المجموعة أبعد من المفهوم المتداول بأنه بدايةٌ جديدة ليوم آخر، فهي تمثل لحظةً من التفكير في الحياة والقرارات والوجود ذاته. إنه صباح مملوء بالتأملات والأسئلة التي تلاحق الشخصيات عبر النصوص، وهو تذكير مستمر للإنسان بأنه يعيش في دائرة من الزمن لا نهاية لها، حيث تتداخل الأحلام مع الواقع، وتتشابك الأيام لتترك في النهاية أسئلة لا تجد إجاباتها إلا في تلك اللحظات الغامضة بين النوم واليقظة، كما في قصة "أسئلة الصباح" التي تُفتتح بتساؤلات وجودية تعكس حالة الضياع التي يعيشها الفرد في العالم الحديث: "مَن أنا؟ وأين أنا؟ وماذا أفعل؟".

تتسم المجموعة بالمزج بين الواقع والأسطورة، إذ تتجاوز الشخصيات حدودَ المنطق لتغوص في عوالم موازية. في قصة "تمثال الحرية" على سبيل المثال، ينتقل البطل من قريته الصغيرة إلى مدينة نيويورك بعد أن يتم اختياره في قريته كقربان من أجل ضمان استمرار الحياة بها، فإذا به يجد نفسه أمام تمثال الحرية الشهير، محاطًا بحضارة أخرى متقدمة بالنسبة لتجربته القروية وكأنه انتقل للمستقبل، لكن الأمر لم يكن بهذه البساطة، إذ يعكس سيرُ الأحداث التساؤلَ الدائم الذي يسيطر على المجموعة: أهذا حاضر أم مستقبل أم ماضٍ سحيق؟ تشتمل المجموعة أيضًا على تجارب قصصية تُظهر معضلة الإنسان المعاصر الذي يجد نفسه محاصرًا بين رغبته في العودة إلى الماضي ومواجهة تحديات المستقبل. يتجلى ذلك في النصوص التي تعرض شخصيات تبحث عن ذاتها في إطار من النوستالجيا والذكريات، كما نجد في العديد من القصص إشارة إلى "الدفاتر القديمة" و"الذكريات الضائعة"، حيث يحاول الأبطال استعادة ما فات من حياتهم أو استكشاف ما فاتهم فهمه أو تحقيقه في الماضي.

وخلال ذلك، يُظهر الكاتب قدرتَه على التعامل مع التناقض بين الماضي والمستقبل، كما يظهر في مجموعة القصص التي تتناول الصباح كحالة شعورية ترتبط بأسئلة لا تجد إجابات مباشرة لها.

ويظهر واضحًا الصراعُ الداخلي لدى شخوص القصص، ليدفع القارئ إلى إعادة التفكير في مفاهيم الوجود والهُويّة. نرى هذا في قصة "أرواح سجينة"، حيث ينقل الكاتب معاناة بطلها، وهو شاعر ومثقف يعيش في صراع بين الالتزام الأدبي والمادي وبين أحلامه السامية ورغباته المكبوتة، ثم يبدأ تمردًا داخليًا ضد ما تفرضه عليه الحياة الاجتماعية والاقتصادية، حيث يجد نفسه غارقًا في الحرمان بينما يلاحق عالمًا آخر ساحرًا من الأدب والشعر. هذه التناقضات تجعل الشخصية مثارًا للتأمل والتعاطف من القارئ، لكنها في الوقت نفسه تمثّل انعكاسًا لأزمة الإنسان في العصر الحديث، إذ يتجلى الفارق الرهيب بين احتياجات الروح والجسد، وبين ما يقدمه الواقع وما يرغب فيه المرء من حياته.

وفي قصة "تصويب"، يعيش بطل القصة تجربة يتنقل فيها بين الماضي والمستقبل، حيث يتلاعب الزمن به لينقله من نقطة إلى أخرى بلا أيّ سيطرة منه. كل يوم جديد بالنسبة له يشكل تحديًا لفهم ما إذا كان في حلم أم في واقع جديد. الزمن في هذه القصة ليس خطّيًا كما نعرفه، بل هو سلسلة من الأحداث التي تتشابك وتتداخل لتَظهر كأنها نسيجٌ معقّدٌ من المشاعر والتجارب الإنسانية. هذه التقنية الأدبية تمنح القصة طابعًا سرياليًّا، لكنها في الوقت نفسه تجعل القارئ يعيد التفكير في طبيعة الزمن وتأثيره على الحياة.

ونجد في هذه المجموعة تركيزًا على قضايا الحرية والاختيار، ليس فقط من خلال التفاعل مع الزمن، بل أيضًا من خلال القضايا الأخلاقية والفلسفية التي تطرحها القصص. وقصة "المنحة" تعكس هذا الصراع بشكل خاص، حيث يعيش البطل حالة من القلق والترقب بشأن مستقبله المهني والشخصي؛ فبينما يستعد للسفر للحصول على منحة تعليمية، يواجه أزمات نفسية ووجودية تتعلق بحياته المهنية والضغوط الاجتماعية. تعكس القصة معاناة الفرد المعاصر الذي يكتشف أنه في مواجهة دائمة مع التحديات الاجتماعية والمهنية، ومحاولة الهروب من الواقع إلى أحلام أخرى ربما تكون مستحيلة. وتتكرر هذه الفكرة في قصص أخرى؛ حيث يظهر الأبطال محاصَرين بين قرارات مصيرية وضغوط نفسية تدفعهم لإعادة التفكير في مصيرهم ومستقبلهم.

وتمثل قصص "صباح يشرق كالأمس" دعوة للتأمل في ماهية الواقع والزمن والوجود، وقد أظهر فيها الكاتب قدرةً على التلاعب بالزمن ليقدم لنا مسارات عدة ربما لقصة واحدة يجاهد فيها البطل من أجل الحصول ولو على لحظة بسيطة من السعادة افتقدها في ماضيه.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: التفکیر فی یجد نفسه فی قصة

إقرأ أيضاً:

قصته وحقيقته.. الذهب الصيني ملاذ المصريين في الزمن الصعب

في بلد يعاني أزمة اقتصادية وتضخما غير مسبوق، بات كثير من المصريين يلجؤون لشراء حُلي صينية مستوردة، تشبه الذهب، باعتبارها بديلا أرخص للمعدن الأصفر الثمين، وللتزين بها في مناسبات خاصة.

وبحلول كل مساء تعج المحلات التي تبيع ما يطلق عليه اسم "الذهب الصيني" بالمتسوقين في سوق محلية بالقاهرة.

وعن تاريخ الذهب الصيني في مصر، ومدى جودته، قال مايكل إسحاق، وهو صاحب محل مجوهرات ذهب صيني، لتلفزيون رويترز: "الذهب الصيني نزل مصر من أول 2005 وأنا كنت من بداية المستوردين، أنا ووالدي، كنا من بداية المستوردين فيه من 2005. كل ده كان مستورد، مستورد من الصين، واتسمى (سمي) بالدهب الصيني لأن المُصَدر الأساسي ليه هو في الصين وهو المنتج الأساسي ليه بالكواليتي والجودة دي (..)".

ويوضح إسحاق أن الذهب الصيني يُصنع أساسا من النحاس، أو الاستانلس ستيل، ويُطلى باللون الذهبي.

وأضاف لتلفزيون رويترز: "المكون بتاعه أو هو أصلا بيتكون من إيه؟  بيبقى فيه نوعان، فيه بيبقى الدهب الصيني اللي هو الماتيريال بتاعته (الخام الخاص به) بيبقى نحاس وهم بيبقوا طاليينه (قاموا بطلائه)، طبعا بيبقى فيه مواد كتيرة طبعا دي بتبقى سرية بالنسبة لهم اللي هي المواد اللي هي الطلاء، وفيه الحاجة التانية اللي هو الاستانلس ستيل، ده بيبقى فيه حاجات كتيرة شبه للدهب، بس هو الأغلبية اللي شبه الدهب أو اللي هو بيبقى سهل التشكيل اللي هو النحاس اللي هو بيتطور يبقى الدهب الصيني".

وأكد: "طبعا هو أصبح في الوقت الحالي البديل الرئيسي بعد الدهب، لأن إحنا من قديم الأزل وإحنا بنحب الزينة والحلي والحاجات دي كلها، فهو بقى (بات) البديل في الشبكة (مجوهرات الزفاف أو عقد الخطوبة) لو فيه حد عاوز يخطب (يعقد خطوبته) ومش قادر يجيب (لا يستطيع شراء ذهب) (..) فيادوبك (بالكاد) يجيب دبلة مثلا ويبدأ يكمل من الدهب الصيني".

ويذكر التقرير السنوي لمجلس الذهب العالمي أن الطلب على العملات الذهبية والسبائك زاد في مصر نحو 58 في المئة من عام 2022 إلى عام 2023، إذ استخدمه المصريون لحماية مدخراتهم من خفض قيمة العملة.

لكن بالنسبة للاستخدام الشخصي، يقول مشترون مثل رحمة روبي، إن كثيرين لا يستطيعون شراء الذهب، في حين يقول بائعو الذهب الصيني إن الطلب عليه آخذ في الارتفاع.

وقالت رحمة لتلفزيون "رويترز"، خلال ارتيادها محلا يبيع الذهب الصيني "باشتري الدهب الصيني لأنه بقي أفضل من الدهب في الأسعار لأن دلوقتي (حاليا) الأسعار بتاعة الدهب بقت عالية جدا. فبالنسبة لي الدهب الصيني كواليتي حلو (خام جيد) برضه مش وحش وفي نفس القوت بسعر رخيص مش غالي، وفيه حاجات حلوة جدا منه وشبيهة بنفس الدهب بالزبط (تماما)".

وقال حسين صابر، وهو بائع في محل للذهب الصيني، "دلوقتي إحنا بنقدم دهب صيني بكواليتي عالي جدا، ليه؟. لأن إحنا دلوقتي الدخل بتاع المواطن المصري بقى دخل ضعيف شوية، بنحاول نعوض قلة المواطن إن هو يقدر يشتري الدهب فبنحاول نقدم حاجة كواليتي عالي جدا زي كده بفنش (صناعة) عالي جدا نفس فنش الدهب (..)".

مقالات مشابهة

  • مختص: الشوكولاتة من بين العناصر الغذائية التي تحفز على الإصابة بالصداع النصفي
  • لغز Die Glocke.. هل ظهرت آلة سفر عبر الزمن في الحرب العالمية الثانية؟
  • قصته وحقيقته.. الذهب الصيني ملاذ المصريين في الزمن الصعب
  • أبو عبيدة .. نبارك العملية النوعية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية صباح اليوم
  • غدًا أمسية سينمائية بنكهة مهرجان بردية في نادي سينما المرأة
  • مصرع 74 شخصًا في الفيضانات التي اجتاحت ميانمار
  • مسافر عبر الزمن يتوقع أحداثًا خطيرة قبل نهاية 2024.. ماذا سيحدث؟
  • أين وصلت مراجعة ساعات العمل بقطاع التعليم التي وعدت بها الوزارة كجزء من الاتفاق؟
  • تحرير 157 مُخالفة للمحلات التي لم تلتزم بقرار الغلق
  • هل قلوبنا كبيرة .. فعلا؟