جمهورية الدومينيكان.. وجهة سياحية في أحضان الطبيعة
تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT
بوناو "د.ب.أ" تعتبر جمهورية الدومينيكان من الوجهات السياحية العالمية؛ حيث تتمتع البلد الواقعة في منطقة البحر الكاريبي، بطبيعة خلابة تأسر الألباب، بالإضافة إلى الطابع الاستعماري، الذي يهيمن على المباني والمنازل.
وعند فتح باب المصنع الصغير يشعر الزائر بأنه محاط بسحابة حلوة ويعيش حالة جميلة من التعلق بالشوكولاتة، ويشاهد "نيريدا أكوستا" وهي تقوم بدحرجة كتلة كبيرة من الشوكولاتة على سطح العمل بواسطة الملاعق، والتي يتم تشكيلها على شكل "لفائف الكاكاو"، والتي تتحول بعد ذلك إلى ألواح شوكولاتة.
وتعتبر "نيريدا أكوستا" واحدة من خمس نساء أسسن جمعية صانعات الشوكولاتة في قرية "كاريبي"، والتي تقع على مقربة من بلدة "بوناو"، وتهدف هذه الجمعية إلى الاستفادة من أرباح زراعة الكاكاو المحلية، وعدم ترك الأرباح تذهب بالكامل إلى الغرباء، ويقتصر عملها على غرفة واحدة، وبمجهودها الذاتي يتم إنتاج منتجات فائقة الجودة.
وأسست "نيريدا أكوستا" علامة التجارية تحت اسم "كاريفير"، ويمكنها منافسة العلامات التجارية الفاخرة من سويسرا وبلجيكا بكل سهولة، وتشعر "خوانا بانياجوا"، زميلة "نيريدا أكوستا"، بالرضا التام عن العمل والمنتجات، التي يتم بيعها بشكل مباشر فقط، وأضافت قائلة: "نفخر بأننا نقوم بكل شيء بأنفسنا، ولقد منحتنا الحياة فرصة جديدة".
ولقد ظهرت العديد من المبادرات المحلية الرائعة لضمان بقاء الإيرادات داخل المجتمعات المحلية في وديان "بوناو" و"سيباو" والمناطق المحيطة بهما، والتي تقع بعيدا عن الشواطئ الشهيرة في جمهورية الدومينيكان، والتي لا تزال تحتفظ بسماتها الحقيقية والأصيلة.
وعلى غرار سلاسل الجبال "كورديليرا" المركزية ينطلق طريق صغير من بلدة "بوناو"، وتنتشر نباتات الخيزران العملاقة في الخارج، وتتجول عائلة من أربعة أفراد على دراجة فيسبا بدون اتداء خوذات لحماية الرأس، ويجتمع شباب القرية في صالة البلياردو.
مجمع "ريو بلانكو"
ويسعى السياح إلى زيارة مجمع السياحة البيئية "ريو بلانكو"، الذي تم تأسيسه بواسطة "جمعية سكان الريف من أجل التقدم"، وبحسب تقديرات "أندرياس ساريتا" فإن هذه الجمعية تضم حوالي 600 أسرة، ويعمل هذا الشاب، البالغ من العمر 32 عاما، كمتطوع في المشروع التابع لهذه المنظمة غير الربحية.
ويمكن للسياح المبيت في غرفة مزودة بحمام، كما يمكن الاستفادة بعروض الإقامة الشاملة بتكلفة بسيطة، وينعم السياح بإطلالة رائعة على المناظر الجبلية الخلابة، ويمر المسار التعليمي عبر مزارع حبوب القهوة؛ حيث يتم تخفيف حبوب القهوة وتحميصها وبيعها في هذه المنطقة. وأكدت ساريتا أنه يمكن للسياح تناول الكمية، التي يريدونها من القهوة أثناء إقامتهم، وأضافت أنه نوع خاص من الإقامة الشاملة.
ولكن في وقت ما يشعر السياح برغبة ملحة لزيارة المقاصد السياحية الشهيرة في جمهورية الدومينيكان، والاستمتاع بالشواطئ الرائعة والأجواء الاستعمارية في العاصمة سانتو دومينجو، ويمكن أن تكون زيارة المناطق الداخلية في البلاد إضافة للبرنامج السياحي في العاصمة وليست بديلا عنه.
محمية "سالتوس دي جيما"
ويتجول السياح في المحمية الطبيعية "سالتوس دي جيما" الصغيرة بعيدا عن الشاطئ والأفواج السياحية، وتظهر على لافتة الترحيب "مرحبا بكم في الجنة". وأوضحت المرشدة السياحية نادية هيرنانديز سالسيدو قائلة: "تستقبل المحمية في بعض الأيام 5 زوار فقط". ويعتبر شلال "جيما" هو عنصر الجذب الأساسي في المحمية الطبيعية، ويلزم أن يكون السياح برفقة مرشد سياحي أثناء هذه الزيارة.
وتبلغ رسوم دخول المحمية الطبيعية 200 بيزو، أي ما يعادل ثلاثة دولارات أمريكية تقريبا، ويذهب نصف هذه القيمة إلى الصندوق الخاص بفريق المرشدين السياحيين، والمكون من 26 مرشدا سياحيا. وأضافت نادية هيرنانديز قائلة: "هذا هو المشروع السياحي لمجتمعنا". وفي السابق كانت نادية، البالغة من العمر 40 عاما، تعمل ربة منزل، أما الآن فإنها تقوم بشرح عالم النباتات للسياح.
ويسير السياح في المسار المظلل ويمرون على الجذور ويصعدون السلالم ويعبرون جسور المشاة، ويلزم أن يصطحب السياح معهم طارد البعوض، حتى يصلوا في النهاية إلى الشلال، حيث تتساقط المياه من ارتفاع منخفض عبر المسطحات الخضراء.
وأضافت المرشدة السياحية نادية هيرنانديز قائلة: "يأتي بعض السياح إلى هنا للاستمتاع بجلسات التأمل على خلفية هدير الماء"، وفي طريق العودة يتعين على السياح التوقف عند حمام السباحة الطبيعي في نهر "جيما".
وعلى الرغم من الأجواء المنعشة في هذا الحمام، إلا أنه لا يمكن مقارنته بشواطئ النخيل، ومع ذلك فإن المنتجعات السياحية الساحلية لا يوجد بها ورش عائلية مثل ورشة "مارينو أنطونيو بريتو"، التي تقع على مسافة 8 كلم إلى الجنوب الغربي من "موكا"، حيث يقوم الرجل البالغ من العمر 58 عاما وفريقه بتحويل قشور جوز الهند إلى فراشات فنية تحت العلامة التجارية "آرتيكو".
وتعمل هذه الورش الفنية على تحويل المواد، التي يتم التخلص منها إلى معروضات زخرفية خفيفة الوزن ومطلية بألوان الأكريليك، وتتوافر هذه الهدايات التذكارية بتكلفة بسيطة للغاية لا تتعدى 200 بيزو، بالإضافة إلى ذلك تساعد مثل هذه الأعمال في دعم النساء، ومنهم "ميري إسبايلات"، من خلال توفير فرصة عمل لهن في هذه المنطقة الفقيرة.
مركز الفنون "نيوارتي"
ويقوم مركز الفنون "نيوارتي" القريب ببيع الهدايا التذكارية أيضا، والتي تعود بالنفع على سكان الريف، وأعرب مدير المركز "هنري ميجيل كريسوستومو" عن حماسته لدعم النساء من خلال بيع منتجاتهن، مثل "الدمى بدون وجوه"، في المتجر مباشرة بدون الاضطرار لدفع عمولة للوسطاء.
وأوضح مدير المركز، البالغ من العمر 57 عاما، أن "الدمى بدون وجوه" تشير إلى وحدة سكان الجزر الأصليين والأفارقة والأوروبيين، وأضاف قائلا: "ليس هناك سمات جسدية موحدة لسكان جمهورية الدومينيكان، فنحن عبارة عن بوتقة ينصهر فيها كل الأجناس والأعراق".
وأضاف "هنري ميجيل كريسوستومو" قائلا: "يجب أن تختفي سياحة الإقامة الشاملة"، وهو على قناعة بأن وعي السياح بذلك يزداد يوما بعد يوم، كما أنهم يبحثون عن معايشة تجارب جديدة في المناطق الريفية.
وعلى الرغم من ذلك يستسلم السياح لإغراء المنتجات السياحية الكبيرة والشواطئ الرائعة المنتشرة في الشمال في مناطق "سوسوا" و"كاباريتي" و"بلايا دورادا"، والتي تعرف باسم الرمال الذهبية، بالإضافة إلى المنتجعات السياحية المنتشرة في الشرق بالقرب من "بونتا كانا"، وتشتهر جمهورية الدومينيكان، التي تشترك في جزيرة مع هايتي، بسواحلها الجميلة والشعاب المرجانية الرائعة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: جمهوریة الدومینیکان من العمر
إقرأ أيضاً:
تزايد إقبال السياح على وجهات المغامرات والإثارة وسط إحجامهم عن مناطق الطقس القاسي
قالت منظمتا السوق العالمية للسفر وأكسفورد للاقتصاد إن السيّاح باتوا يفضلون خوض مغامرات في الهواء الطلق أثناء عطلاتهم، في حين يتجنبون الوجهات التي يرتبط اسمها بـ"الطقس القاسي".
وبحسب التقرير الذي عُرض مؤخرًا في مؤتمر بالعاصمة البريطانية لندن، فإن المسافرين الذين ينتمون إلى الطبقتين الغنية والمتوسطة باتوا "أكثر انفتاحًا على المغامرات والسعي وراء الإثارة"، مضيفا أن عشاق الإثارة الذين يملكون ميزانيات كبيرة، باتوا يحجزون رحلات تشمل أنشطة مثل القفز بالمظلات، وتسلق الجبال، والتجديف في الأنهار الجبلية.
طيران مظلي فوق متنزه يوسميتي الوطني الواقع في كاليفورنيا الأمريكية (غيتي إيميجز)لكن في المقابل، ما زال الكثيرون يفضلون الأنشطة "منخفضة المخاطر ومحدودة التجارب"، مثل المشي لمسافات طويلة أو ركوب الدراجات.
وقد أشار التقرير إلى احتمالية استمرار الطلب على أماكن "جديدة" للزيارة، وهو ما قد يعزز السياحة في دول مثل صربيا وأرمينيا. وبحسب جولييت لوزاردو من منظمة السوق العالمية للسفر، فإن "المسافرين يرغبون على ما يبدو في خوض أنشطة مشوقة تقليدية، بما يتماشى مع توجه السفر الذي لاحظناه نحو الوجهات الجديدة".
عدّاء حر يتسلق صخرة جبلية شديدة الانحدار في منطقة جبال "الثلاث شقيقات" بولاية نيوساوث ويلز الأسترالية (غيتي إيميجز)كما سلط التقرير الضوء على ما يُعرف برحلات "العمل والاستجمام" (Bleisure)، وهي رحلات عمل تتخللها نشاطات عادة ما تُمارس في العطلات. ومن المتوقع أن تصبح هذه الرحلات أكثر شيوعًا مع عودة السفر للأعمال إلى مستوياته قبل فرض قيود السفر وإغلاق الحدود بسبب جائحة "كوفيد-19" في عام 2020.
وقالت وحدة اقتصاديات السياحة التابعة لمنظمة أكسفورد للاقتصاد إن "مسافري الأعمال اليوم يمددون إقاماتهم، ويزيدون من إنفاقهم، ويمزجون بين العمل وأوقات الترفيه، وذلك بفضل خيارات العمل المرنة عن بُعد".
درج حجري معلق وسط الضباب في منطقة بيكو دو أرييرو الجبلية بماديرا البرتغالية (غيتي إيميجز)أما بالنسبة للمسافرين الأصغر سنًا، فإن حب المغامرة أو السعي وراء التطرف له حدود، حيث أقر ما يقرب من نصف الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا أنهم يتجنبون الذهاب إلى الأماكن التي يخشون أن يتقلب فيها الطقس.
وتأتي نتائج تقرير منظمتي السوق العالمية للسفر وأكسفورد للاقتصاد بعد تقرير لشركة "إكسبيديا"، أفاد بارتفاع عدد المسافرين الذين يختارون وجهات "الطرق الالتفافية"، وهي أماكن يمكن الوصول إليها في رحلة يومية أو أقل من المواقع الأكثر ازدحامًا وشعبية، مثل مدينة ريمس الفرنسية، الواقعة على بُعد ساعة أو ساعتين من باريس.
وفي لمحة أخرى عن الصناعة، ذكرت شركة "بوكينغ" أن هناك احتمالًا لاستمرار الاهتمام بالسياحة الليلية بعد الكسوف الشمسي والقمري الأخيرين، والعروض الشهيرة للشفق القطبي.