لجريدة عمان:
2024-12-22@16:04:32 GMT

في المسألة خلاف

تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT

يتكرر الحديث كثيرا عن المسائل الخلافية، وخاصة بين أهل العلم، وهذا أمر متوقع لاعتبارات كثيرة، يأتي منها تجربة الحياة، والحصيلة المعرفية، والتقدير الشخصي للمجتهد، والقدرة على المقارنات، والمقاربات بين المواقف والأحداث، وكذلك القدرة على إجراء عمليات القياس، والظروف الزمنية والبيئية المختلفة، وأمر الخلاف ليس مقتصرا على أهل العلم، فكل إنسان يستطيع أن يتقاطع مع آخر، ولنفس الأسباب الواردة أعلاه، فليس هناك إنسان لم يكوِّن مجموعة من الآراء والمواقف والقناعات، ويمر بتجربة حياة وفق عمره الذي كتب له، والأمر؛ في حقيقته؛ ليس يسيرا بالمطلق، ولا معقدا بالمطلق، لأن الإنسان جبل على أن يكون متحفزا؛ ويشجعه هذا على الخلاف، وأن يكون متمهلا وهذا يدعوه إلى عدم الاستسلام لأي رأي أو موقف، أو قناعة يبديها فلان من الناس، كما أن هناك تراجعا عن قناعات تأكدت في لحظة زمنية ما، واستجدت قناعة أخرى أكثر حيوية ومنطقية، وهناك تأمل؛ فلعل في المسألة زاوية أخرى غير واضحة في اللحظة الزمنية الفارقة التي يجب أن يتخذ فيها قرارا ما، فقضايا الحياة؛ بقدر كثرتها وتنوعها، وشموليتها، بقدر تعقيداتها وحساسياتها، وخطورتها أيضا، فمنها ما يذهب إلى القيم الحاكمة بين الناس والمنظمة لحياتهم اليومية، ومنها ما يتعلق بالدين، ومنها ما يتعلق بالعادات، ومنها ما يتداخل مع العلاقات القائمة بين الأطراف، وتعدد هذه العلاقات بين: نسب، أو جماعة، أو بيئة عمل، أو حالة مصلحية، مؤازرة في لحظة حرجة، أو صداقة، ومنها ما يذهب أكثر إلى العمق الإنساني «الحب» وحقيقته المشتتة للتركيز، فيما يعرف بالعلاقة الرأسية، وهي أخطرها، لأن في نقيضها تذهب إلى إحداث صدمات غير متوقعة في الطرف الآخر، وفي كل هذه «التوليفة» يبقى من الصعوبة بمكان الوصول إلى حقيقة مطلقة في حسم الخلافات، مع التأكيد أن لا وجود؛ حقيقة مطلقة، إلا حقيقة النشأة والفناء؛ فهما الوحيدان اللذان يمكن أن لا يختلف عليهما اثنان، وما عدا ذلك، يبقى الحكم فيها نسبيا، مهما بلغ اليقين مستوى عال من الاطمئنان، وحوى كمًا مقدرا من الحقائق، لأن كل منطق خاضع للزمن الذي يعيش فيه، ولا يمكن تسويقه لأزمان قادمة، وذلك لسبب بسيط، وهو تغير الأدوات والوسائل في كل زمن جديد، ولذلك يتعب الناس أنفسهم عندما يغالون في مسألة الخلاف على حقائق ماثلة في عصرهم، ويريدون تسويقها لعصر قادم، من خلال تفريغ محتوياتها على أبنائهم؛ مثلا؛ فهذا لا يمكن على الإطلاق، ولنا العبرة في مقولة: «ولدوا في زمن غير زمانكم».

المشكلة ليست في مسألة الخلاف، فهذا أمر قطعي مرتبط بالإنسان أينما كان؛ ومن كان، وإنما المشكلة في مسألة الخروج من الخلاف، وهذه قضية متجذرة، ليست فقط في الحقل المعرفي؛ وخاصة في القضايا الخلافية، وإنما في حقول الحياة كافة، وقس ذلك على كل الأنشطة التي يمارسها الإنسان في حياته اليومية، سواء على المستوى الفردي، عندما يتقاسم عدم الخروج من الخلاف مع غيره، فيصل بهما الأمر إلى التنازع والشقاق، أو على مستوى المجموع، جماعة ضد جماعة، أو مؤسسة ضد مؤسسة، أو دولة ضد دولة، أو مكون سياسي/ اقتصادي/ ثقافي؛ ضد آخر يماثله في الوظيفة، ولعل أسهل الحلول عند الفقهاء؛ حيث يقال لك: «وللخروج من الخلاف عليك أن لا تأخذ بما يثير الخلاف» أي نقيض ما هو مختلف عليه، والذي يؤجج مواقف الخلاف أكثر، وعدم الركون إلى «الخروج من الخلاف» هو التعنت، والنرجسية، والاستصواب المطلق للرأي الخاص، وعلى الرغم من التجربة الإنسان الطويلة في مسألة الخلاف والخروج من الخلاف، إلا أن هذه المسالة لا تزال في مربعها الأول، وهذا ما يؤسف له حقا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: من الخلاف ومنها ما فی مسألة

إقرأ أيضاً:

بعد رفض مصافحتها.. ما حقيقة الخلاف بين ناهد السباعي و حورية فرغلي؟

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية بـ اسم الفنانة ناهد السباعي، وذلك بعد تداول مقطع فيديو لها ظهرت خلاله وهي ترفض فيه مصافحة زميلتها الفنانة حورية فرغلي، مكتفيه بالتحية من بعيد فقط، وكان ذلك على هامش فعاليات مهرجان القاهرة الدولي للفيلم القصير.

واستدعت الانتقادات التي وجهت للفنانة ناهد السباعي بسبب هذا الفيديو ضرورة خروجها عن صمتها وتوضيح الأمر للمجهور.

وكتبت ناهد السباعي عبر حسابها بموقع الصور والفيديوهات «إنستجرام»: «الموضوع كبر أوي، لكن أنا فاهمة تأثير أفعالي وعايزة أوضح الوضع المنتشر حاليًا، أنا بحترم كل زملائي في الصناعة وعمري ما ها أتسبب في أي إساءة عمدًا، وحابة أوضح سوء الفهم لأنه أنا متفاجئة من ردود الأفعال».

ناهد السباعي وحورية فرغلي

وأضافت: «بالنسبة للموضوع اللي حصل، أنا ما سلمتش لأنها كانت وسط مقابلة والكاميرا شغالة، وما حبتش أقطعها، كان رد فعل تلقائي وعشان كده قررت أكتب رد عام عشان الكل يفهم الموقف بعدين، إحنا سلمنا على بعض على المسرح».

آخر أعمال ناهد السباعي

مؤخرا، عرض لـ الفنانة ناهد السباعي مسلسل «نقطة سودة» وشاركها البطولة الفنان أحمد فهمي إلى جانب عدد من الفنانين أبرزهم: أحمد مجدي، أحمد بدير، سماح أنور، وفاء عامر، نضال الشافعي، سارة سلامة، هدى الإتربي، وهو من تأليف ورشة كتابة تحت إشراف المؤلف أمين جمال، وإخراج محمد أسامة.

ويعد مسلسل نقطة سودة، التعاون الفني الثاني بين النجمين أحمد فهمي وناهد السباعي، بعد تقديمهما فيلم «اللعبة أمريكاني»، الذي عرض عام 2019، للمخرج مصطفى أبو سيف، وشارك معهما مجموعة من الفنانين منهم شيماء سيف، أحمد الشامي، عارفة عبد الرسول، انتصار، علاء زينهم، أيمن القيسوني، محمد السويسي، هبة الإمام.

يذكر أن الفنانة ناهد السباعي تألقت في رمضان الماضي من خلال مسلسل محارب، وهو من بطولة حسن الرداد، إلى جانب كوكبة من نجوم الفن منهم أحمد زاهر، ماجد المصري، نيرمين الفقي، محمود عمرو ياسين، منة فضالي، أحمد عنان، ملك أحمد زاهر، نور محمود، سلوى عثمان، وغيرهم، وهو من تأليف محمد السيد بشير، وإخراج شيرين عادل.

اقرأ أيضاًغدا الجمعة.. عمر طاهر يتلقى عزاء والده بمسقط رأسه في سوهاج

أبرز العروض المسرحية بمهرجان المسرح العربي في دورته الـ 40

مقالات مشابهة

  • التواضع زينة الأخلاق.. تأملات في قول الله تعالى: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ}
  • هل تنجح محاولة أردوغان مصالحة السودان والإمارات؟
  • دعم جنبلاط ترشيح عون يقلب المعادلات.. وجعجع يدرس مسألة ترشحه بشكل جدي
  • باحث سياسي: ما يحدث في سوريا هزة ارتدادية لزلزال سقوط الأسد
  • مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك: مقتل أكثر من 700 في حصار الفاشر بالسودان
  • كاتب صحفي: الدول الغربية تتحرك لحماية مصالحها أكثر من حقوق الإنسان
  • مقتل أكثر من 700 في حصار الفاشر بالسودان
  • الدروس الظاهرة والمخفيّة في المسألة السوريّة
  • بعد رفض مصافحتها.. ما حقيقة الخلاف بين ناهد السباعي و حورية فرغلي؟
  • السوداني ينفي تعرض العراق لتهديد في أي مسألة ويشير إلى وجود حوار مسؤول