تواصل مؤسسة الزواج في إيران التراجع ما يثير قلق قادة النظام الإيراني بشأن انخفاض الالتزام الديني، واندثار التقاليد ما يؤدي في نهاية المطاف إلى خطر انخفاض عدد السكان، حسب وسائل إعلام غربية.

وتنقل صحيفة "فايننشال تايمز" أن العديد من الإيرانيين الأصغر سنا في المناطق الحضرية يعتقدون أنهم سيفقدون حريتهم بسبب الزواج.

ودعا المرشد الأعلى علي خامنئي، في أول اجتماع له مع أعضاء الحكومة الجدد في أواخر الشهر الماضي، شخصيا وزير الصحة إلى اتباع سياسات من شأنها تشجيع الإنجاب والنمو السكاني.

وتقدم الحكومة قروضا منخفضة الفائدة للمتزوجين لتشجيع الزواج والإنجاب، وزادت المبالغ المعروضة في السنوات الأخيرة، كما يقدم كل من الجيش الإيراني والحرس الثوري الدعم المالي للأزواج المصابين بالعقم الذين يسعون للحصول على العلاج. لكن على مدى العقد الماضي، انخفض العدد السنوي للزيجات في إيران من حوالي 800 ألف إلى 480 ألف، وفقا لمنظمة التسجيل المدني في إيران.

ويعكس جزء كبير من الانخفاض تغير التركيبة السكانية في البلاد، و"انخفض عدد النساء غير المتزوجات تحت سن 50 إلى حوالي 5 ملايين من 8 ملايين قبل عقد من الزمان"، وفق ما قالت شهلا كاظمي بور ، أستاذة الديموغرافيا في جامعة طهران، للصحيفة.

وأضافت "نسبة ثابتة من النساء غير المتزوجات، حوالي 10 في المئة، يتزوجن كل عام." ولكن في الوقت نفسه، ارتفع متوسط سن الزواج في طهران من 25 إلى 27 للنساء ومن 29 إلى 30 للرجال. 

ولا يشعر العديد من الشباب الإيرانيين بأنهم مجبرون على الزواج لأسباب دينية أو ثقافية كما كانوا يفعلون في الماضي.

وقالت كاظمي  إن 5 في المئة من النساء الإيرانيات فوق سن 40 عاما يعتبرن الآن من غير المرجح أن يتزوجن على الإطلاق، ارتفاعا من 2 في المئة فقط في ثمانينيات القرن العشرين. 

وأوضحت أنه بعد ثورة 1979، ذهبت المزيد من النساء إلى الجامعات وحدت مؤهلاتهن من خيارات الزواج "لأنهن لن يتزوجن بعد الآن من رجال يحملون شهادات أو وظائف أقل". 

وقال تقي آزاد أرماكي، أستاذ علم الاجتماع في جامعة طهران، إن تربية الأسرة "لم تعد ذات قيمة وشعبية كما كانت من قبل" و "ليست حتى أولوية ثانية وثالثة لكثير من الناس". 

ويتابع للصحيفة "هناك شعور بالفردية الراديكالية والمتمحورة حول الذات" بين الشباب والشابات الذين يعطون الأولوية لتحقيق الذات".

وقال كيانوش خشايار، وهو طبيب يبلغ من العمر 27 عاما، إن وسائل التواصل الاجتماعي تمجد أيضا حياة العزوبية "من خلال إظهار كيف يعيش غير المتزوجين حياة خالية من الهموم وناجحة". 

ومع وجود الاقتصاد الإيراني في وضعية صعبة بسبب ارتفاع التضخم وضعف العملة والعقوبات الدولية، فإن تكلفة تكوين أسرة، بما في ذلك البذخ المرتبط بحفل زفاف فارسي نموذجي، يمكن أن تكون بمثابة عائق إضافي.

وأدخلت الحكومة الإيرانية برامج منع الحمل في تسعينيات القرن العشرين للسيطرة على النمو السكاني الجامح بعد طفرة المواليد. لكنها تشعر بالقلق الآن إزاء تحديات شيخوخة المجتمع والانكماش المتوقع لعدد السكان، الذي يبلغ الآن ما يقرب من 90 مليون نسمة.

وقال محمد رضا نقدي، وهو ضابط رفيع المستوى في الحرس الثوري، في يونيو إن "العدو" يخطط "لمنع النمو السكاني في إيران بسبب المخاطر التي يشكلها على القوى العظمى". 

وألقت فرزانة كاسب عهدي، أستاذة الدراسات الإسلامية، باللوم على التنشئة الدينية غير السليمة والنظرة الغربية السائدة للعالم في تغيير المواقف تجاه الزواج. 

وانخفض معدل الخصوبة في إيران من 2.09 لكل امرأة في عام 2017 إلى 1.7 في عام 2024، مما يشير إلى أن عدد السكان سيبلغ ذروته في غضون عقدين ثم يبدأ في الانخفاض.

لكن العديد من الشباب الإيرانيين مدفوعون بالتغيرات الاجتماعية أكثر من السياسات الحكومية، وقد تحبط مواقفهم الجهود الرسمية لتشجيع الزواج والإنجاب.  

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی إیران

إقرأ أيضاً:

وصفٌ لشريحة كبيرة من الأميركيين.. من هم لاتينكس؟

خلال النقاشات العامة في الولايات المتحدة، حول المصطلحات التي تستخدم لوصف السكان الذين لديهم جذور من أميركا اللاتينية وإسبانيا، برز مصطلح "لاتينكس" (Latinx) كبديل محايد لكلمة "لاتينو" و"لاتينا" وهما المصطلحان الأكثر شعبية اليوم لوصف العرق من أميركا اللاتينية.

وتجاوز عدد السكان من أصل لاتيني في الولايات المتحدة 60 مليون نسمة، وفق موقع "سميثسونيان" مما يشكل 18.9 في المئة من إجمالي السكان، وفقا لمكتب التعداد الأميركي. 

ظهور مصطلح "لاتينكس"

ظهر مصطلح "لاتينكس" في أوائل القرن الحادي والعشرين، ويقال إنه استخدم لأول مرة على الإنترنت في عام 2004، وفق ما ذكر موقع جامعة كولورادو. 

يعتبر "لاتينكس" بديلا محايدا لكلمة "لاتينا" (Latina) للنساء أو "لاتينو" (Latino) للرجال، وتستخدمان عموما لوصف الأشخاص المنحدرين من أميركا اللاتينية.

لذلك جاء مصطلح "لاتينكس" ليبدد هذه الثنائية الجنسية ويضع وصفا محايدا للنساء والرجال من أميركا اللاتينية في لفظ واحد.

وعلى الرغم من أنه غير واضح تماما توقيت ظهر المصطلح وحيثياته، إلا أنه من الواضح نشأ ضمن المجتمعات اللاتينية على الإنترنت، وفق نفس الموقع.

على أساس ذلك، أضحى مصطلح "لاتينكس" يشمل الرجال والنساء، وجميع الأشخاص على اختلاف ميولهم الجنسية.

يقول موقع صحيفة "هفنغتون بوست" إن اللغات تتغير عموما لتتناسب مع الأزمنة التي تُستخدَم فيها، وفي فترة أصبحت فيها المناقشات حول الهوية الجنسية أكثر إلحاحا، "من المنطقي أن يتطور مصطلح لاتينكس".

تطور استخدامه

بعد سنوات من الاستخدام العام للمصطلح من طرف المشاهير والقادة ووسائل الإعلام والأكاديميين وغيرهم، زاد الوعي بمصطلح "لاتينكس" وفق مركز "بيو" للأبحاث خصوصا بين اللاتينيين في الولايات المتحدة.

وفي استطلاع حديث، نشر مركز "بيو" نتائجه، الخميس، صرح ما يقرب من نصف المستجوبين (47 في المئة) بأنهم سمعوا عن "لاتينكس"، مقارنة بـ 23 في المئة، في عام 2019.

ومن الجدير بالذكر أن الوعي بمصطلح "لاتينكس" قد ازداد عبر جميع الفئات الديمغرافية الرئيسية بين اللاتينيين في الولايات المتحدة.

في غضون ذلك، لا يزال حوالي نصف السكان الذين يُفترض أن يصفهم مصطلح "لاتينكس" لم يسمعوا عن هذا المصطلح.

وعلى الرغم من زيادة الوعي بالمصطلح، فإن نسبة الذين يستخدمون "لاتينكس" لوصف أنفسهم لم تتغير إحصائيا، حيث يقول 4 في المئة من البالغين اللاتينيين إنهم استخدموا "لاتينكس" لوصف أنفسهم، وهو تغير طفيف عن 3 في المئة الذين قالوا الأمر ذاته، في عام 2019.

يشار إلى أن الـ 4 في المئة من البالغين اللاتينيين الذين قالوا إنهم استخدموا "لاتينكس" لوصف أنفسهم يمثلون ما يُقدر بـ 1.9 مليون شخص.

جدل

مع زيادة الوعي بمصطلح "لاتينكس"، فإن ارتفاع استخدامه في بعض المجالات جلب مزيدا من التدقيق في أميركا وخارجها.

في الولايات المتحدة، تخلت منظمة حقوق مدنية لاتينية عن استخدام "لاتينكس"، في عام 2021، بينما انتقل المسؤولون المنتخبون على المستوى الفيدرالي والولايات عبر كلا الحزبين السياسيين الرئيسيين إلى حظر المصطلح.

وحظرت ولاية أركنساس استخدام المصطلح في الوثائق الحكومية، في عام 2023.

في المقابل، لا يزال البعض يدافع عن المصطلح والبدائل المحايدة جنسيا عموما.

"غير شعبي"

بحسب الاستطلاع، يُعتبر "لاتينكس" مصطلحا غير شعبي بشكل عام بين البالغين اللاتينيين الذين سمعوا عنه، حيث يقول 75 في المئة من اللاتينيين الذين سمعوا بالمصطلح إنهم يرون أنه لا ينبغي استخدامه لوصف السكان ذوي الأصول اللاتينية، مقارنةً بـ 65 في المئة قالوا نفس الشيء في عام 2019.

ويميل الأشخاص من أصول لاتينية إلى رؤية الاستخدام الواسع لمصطلح "لاتينكس" كأمر سلبي.

حوالي ثلث (36 في المئة) من الذين سمعوا عن المصطلح يرون أنه من السيء أن يستخدم الناس "لاتينكس" بشكل أكثر شيوعا، بينما يقول 12 في المئة إنه أمر جيد.

ويعتبر 38 في المئة منهم أن استخدام المصطلح المتزايد ليس جيدا ولا سيئا، و14 في المئة يقولون إنهم غير متأكدين بالخصوص.

مقالات مشابهة

  • ”العريس العماني والفتاة اليمنية: ستار الزواج يخفي شبكة لبيع النساء!”
  • لعبة معدنية تتسبب في حالة استنفار داخل قاعة سينما بمراكش والأمن يتدخل (فيديو)
  • مع اقتراب الذكرى الثانية لوفاة مهسا أميني.. نساءٌ يتحدّين السلطة ويخرجن إلى شوارع طهران دون حجاب
  • مشاجرة بين أطفال ونساء ورجال سوريين وسط بغداد والأمن يتدخل (فيديو)
  • إيران تنجح في وضع قمرها الصناعي "شمران 1" في مداره وإرسال أولى إشاراته إلى الأرض
  • زواج مثليي الجنس كان رائجًا في آسيا.. ليس بعد الآن
  • وصفٌ لشريحة كبيرة من الأميركيين.. من هم لاتينكس؟
  • بزشكيان: سأتابع شخصيا تطوير خطط استراتيجية مشتركة بين إيران والعراق
  • تعزيز الحضور الجوي الأمريكي في شبوة... تحليق مكثف للطائرات المسيرة فوق عتق وسط مخاوف السكان
  • إيران تكثف قمع النساء بعد عامين على مقتل مهسا أميني