قد يكون خليفة لبوتين.. من هو سيرجي كيرينكو عراب حملة دوبلغانغر؟
تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT
منذ وصوله إلى الكرملين، كانت مهمة سيرجي كيرينكو التأكد من أن الشعب الروسي يرى فقط ما يريد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يروه، واليوم يقول المدعون الأميركيون إنه يحاول فعل الشيء نفسه للأميركيين.
يشغل كيرينكو حاليا منصب نائب مدير الإدارة الرئاسية، وهو منصب رئيسي في الكرملين، وعمل سابقا رئيسا للوزراء في ظل رئاسة بوريس يلتسين حتى أدت أزمة مالية تاريخية عام 1998 إلى إسقاط حكومته.
عاد اسم كيرينكو للواجهة هذا الأسبوع بعدما كشف السلطات في الولايات المتحدة عن حملة تضليل روسية معروفة باسم "دوبلغانغر" ووصفتها بأنها إحدى أكبر الأنشطة التي تدعمها موسكو للتأثير على انتخابات 2024.
ووفقا لمسؤولي الاستخبارات الأميركية، يدير حملة دوبلغانغر، سيرغي كيرينكو، أحد الشخصيات الرئيسية في إدارة بوتين.
في يوم الأربعاء، أدرجت وزارة العدل الأميركية كيرينكو كمنسق لما يقرب من 30 نطاقا إلكترونيا كانت الحكومة الروسية تستخدمها لنشر معلومات مضللة.
كيرينكو يشغل حاليا منصب نائب مدير الإدارة الرئاسية وهو منصب رئيسي في الكرملينكانت هذه النطاقات تبدو وكأنها مواقع إخبارية أميركية، لكنها في الواقع مليئة بالدعاية الروسية التي تهدف إلى تقويض الدعم الدولي لأوكرانيا والتلاعب بالناخبين الأميركيين قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر، بحسب المسؤولين الأميركيين.
أشرف كيرينكو، النائب الأول للرئيس في إدارة بوتين، على عملية الكرملين التي استمرت لسنوات للتدخل في الانتخابات الأميركية واستخدام المعلومات المضللة للترويج للروايات المؤيدة لروسيا عبر الإنترنت، وفقًا لشهادة خطية من 277 صفحة كشف عنها المسؤولون الأمريكيون يوم الأربعاء.
مساعد بوتين المقربكيرينكو البالغ من العمر 62 عاما، التكنوقراطي المخضرم وأحد أكثر المساعدين الموثوقين لبوتين، شهد توسعا في صلاحياته في السنوات الأخيرة، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال".
أشرف كيرينكو، على عمليات الكرملين التي استمرت لسنوات للتدخل في الانتخابات الأميركية واستخدام المعلومات المضللة للترويج للروايات المؤيدة لروسيا عبر الإنترنت، وفقا لشهادة خطية من 277 صفحة كشف عنها المسؤولون الأميركيون، الأربعاء.
يصفه مدير مركز كارنيغي روسيا أوراسيا في برلين ألكسندر غابويف بأنه التكنوقراطي المثالي بأسوأ معنى للكلمة"، مضيفا أن الاتهامات الأميركية تشير إلى أن نجمه آخذ في الصعود".
ويتابع غابويف: "إذا كانت هناك أوامر للتخلص من حرية التعبير، فسوف ينفذها بأكثر الطرق فعالية".
بعد بضعة أشهر من غزو روسيا لأوكرانيا، سعى كيرينكو إلى حشد مسؤولي العلاقات العامة من الهيئات الحكومية والوزارات لخوض معركة على الجبهة الداخلية، قائلا لهم إن "الحرب الرئيسية التي تجري الآن هي الحرب على عقول الناس".
كان كيرينكو يعتبر في السابق داعما للأفكار الموجهة نحو الغرب، ولكنه استخدم خطابا قوميا متزايدا في السنوات الأخيرة، فقد تحدث بشدة عن أهمية تلقين الأطفال في المدارس الروسية أفكارا ضد الغرب من خلال تعليم الشباب الروسي بطريقة وطنية وتعزيز الخدمة العسكرية بين الأطفال في المدارس.
جرى تعيين كيرينكو رئيسا للوزراء في عهد بوريس يلتسين عام 1998 عندما كان يبلغ من العمر 35 عاما، ليصبح بذلك أصغر شخص يشغل هذا المنصب في روسيا بعد الحقبة السوفيتية.
في ذلك العام، قدم كيرينكو، فلاديمير بوتين عندما جرى تعيينه رئيسا لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي.
كانت هذا المنصب بمثابة نقطة انطلاق بوتين إلى الرئاسة في عام 2000، ومنذ ذلك الحين تحول كيرينكو لحليفا وثيق للكرملن.
الدبلوماسية النوويةفي عام 2005، جرى تكليف كيرينكو بإدارة شركة روساتوم الحكومية التي تعد واحدة من أكبر الشركات في صناعة الطاقة النووية على مستوى العالم.
تقول وكالة "بلومبرغ" إن "روساتوم" تحولت في عهد كيرينكو لأداة للسياسة الخارجية، حيث وقعت صفقات بمليارات الدولارات لبناء محطات طاقة من فنلندا والمجر إلى الصين والهند، وكذلك برزت كمورد نووي رئيسي لدول في أميركا اللاتينية والشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا، مما ساعد في بناء العلاقات الدبلوماسية والتجارية في الجنوب العالمي.
في عام 2016 جرى تعيين كيرينكو في الكرملين للإشراف على حملة بوتين لولاية رابعة بعد أن شابت احتجاجات حاشدة فوزه الانتخابي السابق.
بعد الغزو الشامل لأوكرانيا، قاد الجهود لتعبئة المجتمع الروسي لدعم الحرب وأصبح مسؤولا عن الأراضي التي احتلتها روسيا في أوكرانيا.
عندما تولى كيرينكو منصب نائب مدير الإدارة الرئاسية في الكرملين، سعى إلى فرض سيطرة على المحتوى عبر الإنترنت بنفس الطريقة التي سيطرت بها روسيا على وسائل الإعلام التقليدية.
جرى إقرار سلسلة من القوانين التي شملت كل شيء، بدءا من زيادة الغرامات على المنشورات المناهضة للحكومة وصولا إلى توجيه حركة الإنترنت التي تدخل البلاد عبر محطات تصفية تسيطر عليها الدولة.
كان مكتب كيرينكو مسؤولا عن مراقبة شركات التكنولوجيا الروسية مثل "VK"، النسخة الروسية من فيسبوك، بالإضافة إلى متابعة مدى استعداد هذه الشركات للامتثال لمطالب المسؤولين.
ومع تشديد روسيا قبضتها، ازداد عدد الطلبات للحصول على بيانات من شركات التكنولوجيا الروسية بشكل كبير، وفقا لشخص عمل في إحدى تلك الشركات تحدث لوول ستريت جورنال.
وقال الشخص إن وكالات الأمن الروسية كانت تتواصل غالبا بشكل غير رسمي، وأحيانا كان كيرينكو يتواصل مع الشركات مباشرة.
"كان يتحدث بهدوء وباحترام، لكنك كنت تعرف ما نوع القوة التي يمتلكها"، قال الشخص الذي اجتمع مع كيرينكو في عدة مناسبات.
عقوبات أميركيةفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في عام 2021 عقوبات على كيرينكو في أعقاب تسميم زعيم المعارضة الراحل أليكسي نافالني، مع إشارة الولايات المتحدة إلى دور كيرينكو باعتباره "أمين السياسة الداخلية" لبوتين.
كذلك فرضت واشنطن عقوبات على كيرينكو في عام 2022 لدوره في تأسيس الحكم الروسي في الأراضي الأوكرانية التي احتلتها موسكو بشكل غير قانوني.
استمر نجم كيرينكو السياسي في الصعود، وأشار بعض المراقبين في الكرملين إلى أنه قد يكون خليفة محتملا لبوتين.
يقول ميخائيل خودوركوفسكي، المنشق الروسي والقطب النفطي السابق في مقطع فيديو نُشر على يوتيوب في يوليو 2022 إن كيرينكو بدأ يظهر كثيرا في الصحافة وعلى التلفزيون.
ويضيف خودوركوفسكي أنه كان يلقي خطبا حول المواضيع العسكرية ويزور جبهات القتال ويفتتح نصب تذكارية.. وهذا يوضح كيف أنه نال مكانة خليفة بوتين".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی الکرملین فی عام
إقرأ أيضاً:
مارسيل خليفة يهدي الغزية آلاء القطراوي أغنية (شاهد)
لم تترك كلمات الشاعرة الفلسطينية آلاء القطراوي، التي فقدت أبناءها الأربعة (يامن، كنان، أوركيدا، وكرمل) في حرب غزة، أي قلبٍ إلا وأثرت فيه بعمق.
ففي لحظة وقف إطلاق النار في غزة، كتبت القطراوي على حسابها في "فيسبوك" كلماتٍ تعكس جراحها وأملها معاً: "حين تنتهي الحرب: لن أخاف من المطر، لن أخاف الوقوف على النافذة، ولن أغلق الستائر. سأمسحُ الغبار عن عتبة منزلنا، وإذا لم أجده سأحتضن ركامه، فكل حجرٍ فيه هو بيتي. سأقف على شاطئ البحر طويلاً، وسأغرق في شرودي، ولن أخاف من شكلِ بارجةٍ حربيةٍ تفصل بيننا. سأُقبّلُ أيادي رجال الإسعاف والدفاع المدني، لأنني حين كنتُ أسمعُ صوت غارةٍ فوقنا كنتُ أفقد صوتي وقدرتي على الحركة، بينما هم كانوا يعبرون بين الشظايا ويصرخون عالياً: أيسمعني أحد؟ هل هنالك أحدٌ حيّ؟".
وأضافت القطراوي: "لن أخافَ الموتَ برداً على أحدِ أرصفةِ النزوح. يوجعني أن يتجمد قلبي فجأة وقد أوقدته حطباً يتدفأ به الأيتام والثكالى. سأرتشف قهوتي كما أحبها مع صوت فيروز، وربما سأبكي وهي تقول (ويدبل الشتي). لم أكن أعرف كيف يذبل الشتاء إلا في شتاءات هذه الحرب القاسية".
وختمت كلماتها المؤلمة: "في صباحِ كل أحدٍ، الساعة الثامنة والنصف صباحاً، سأمشي في الشارع الطويل دونَ خوفٍ لأحتضن أطفالي الذين أصبحوا في المقبرة!".
هذه الكلمات القوية لم تمر مرور الكرام، بل لفتت انتباه الفنان اللبناني مارسيل خليفة، الذي قرر أن يهديها أغنيته الشهيرة "يا نسيم الريح"، من أداء أوركسترا غزة.
وكتب خليفة على حسابه: "إلى آلاء القطراوي – يا نسيم الريح - صحوت اليوم باكراً على إغفاءة كلماتك: 'لن أخاف الوقوف على النافذة، ولن أغلق الستائر، وسأسحب الغبار عن عتبة منزلنا، وإذا لم أجده سأحتضن ركامه، فكل حجر فيه هو بيتي... سأمشي في الشارع الطويل دون خوف لأحتضن أطفالي الذين أصبحوا في المقبرة'".
وأضاف خليفة: "آلاء، أفي مثل هذا الأحد من سنة على حافة الشباك تنتظرين: يَامِنْ وكنان وأوركيدا وكرمل..
يا نَسِيمَ الريحِ قولي للرَشا
لم يَزِدني الوِردُ إلاَّ عَطَشَا
لي حبيبٌ حُبُّهُ وَسطَ الحَشَا
إن يَشَا يمشي على خَدَّي مَشَا".
يذكر أن الدكتور آلاء القطراوي، التي لُقبت بـ"أم الشهداء"، فقدت أبناءها الأربعة بعدما قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي منزلهم في غزة، لتظل كلماتها شاهدة على معاناة شعبٍ يرفض الاستسلام.
الشاعرة الفلسطينية، الحاصلة على العديد من الجوائز في الشعر العربي، تروي بالصورة والكلمة فصول الجريمة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق أطفالها الأربعة. تقول بمرارة: "في الصورة طفلتي أوركيدا، محاصرة برفقة إخوتها يامن وكنان وكرمل، بعد أن منعهم الاحتلال من الخروج من المنزل، ثم قام بقصف المنزل عليهم، مانعاً إيانا من الوصول إليهم لأربعة أشهر كاملة".
القطراوي، التي تقف في العقد الثالث من عمرها، بدأت رحلتها مع الكتابة منذ المدرسة الابتدائية، حيث كانت تدوّن الخواطر، ثم تطورت موهبتها لتصبح شاعرة متميزة. أصدرت ديوانها الشعري الأول عام 2012، وهي تعمل كمعلمة في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".
تم تكريمها في مسابقة "أمير الشعراء" عام 2017 كواحدة من أبرز الأصوات الشعرية الفلسطينية، وحصلت على العديد من الجوائز، منها جائزة فلسطين للإبداع الشبابي، والوسام الذهبي لأفضل مجموعة شعرية عام 2011، وجائزة أفضل قصيدة شعرية في فلسطين عن قصيدتها "عاشقة الصحراء" عام 2017.
كما كُرّمت من قبل وزارة شؤون المرأة الفلسطينية عام 2018، تقديراً لتميزها كسيدة فلسطينية في مجال الشعر.