سرايا - كشفت وثائق ترجمتها منظمة "فري برس" أن إيران قد تكون أقرب إلى القنبلة النووية مما يُخيّل لكثير من الخبراء.

وفي هذا الإطار، قال جاي سولومون، مراسل استقصائي في منظمة "فري برس" ومؤلف كتاب "حروب إيران"، إنه إذا صنعت إيران قنبلة نووية، سنعيش في عالم أخطر بكثير من عالمنا هذا.

وعلى مدى أكثر من عقدين، كان تفادي هذا الواقع الدافع وراء السياسة الأميركية الخارجية، والآن تؤجج الأنشطة الأخيرة في مكتب سري داخل وزارة الدفاع في طهران المخاوف من أننا أقرب من تلك اللحظة مما يُخيل لكثير من الخبراء.



وأضاف الكاتب في تقرير المنظمة "تكشف وثيقتان منفصلتان باللغة الفارسية حصلت عليهما "فري برس" عن النحو الذي يوسِّع به البرلمان الإيراني بشكل كبير تمويل منظمة الابتكار والأبحاث الدفاعية الإيرانية".
وتم تحميل صفحات التشريعات التي مُررت الصيف الحالي من شبكة الإنترنت، وجارٍ تفصيلها حالياً لأول مرة في الصحافة الغربية.

وفي حين أن التشريع الإيراني الجديد لا يَذكر تحديداً تطوير القنبلة النووية، فهو ينص على أن مهمة منظمة الدفاع الوطني الاستراتيجي هي إنتاج أسلحة متطورة وغير تقليدية دون إشراف مدني وأن "هذه المنظمة تركِّز على إدارة التقنيات المبتكرة والناشئة والرائدة وعالية المخاطر استجابة للتهديدات الجديدة والناشئة وحيازتها".

لأكثر من عقد من الزمان، تعقَّب المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون ومسؤولو الأمم المتحدة عمليات منظمة الابتكار والأبحاث الدفاعية الإيرانية عن كثب ظناً منهم جميعاً بأنها أدت الدور الرئيس في أبحاث الأسلحة النووية السرية لإيران.

وبدءاً من عام 2014، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شبكة معقدة من مسؤولي المنظمة والشركات التابعة لها والشركات الوهمية التي تتصدر المشهد، في محاولة لاستنزاف خطوط إمدادها ومواردها.

وشعرت إسرائيل بالقلق الشديد حيال أنظمة المنظمة، حتى إن عملاءها اغتالوا الرئيس السابق للمنظمة محسن فخري زاده في ضواحي طهران في تشرين الثاني 2020، فضلاً عن 5 علماء إيرانيين آخرين بين عامي 2007 و2012.

والآن، يكرِّم القانون الإيراني الوارد في الوثائق التي حصلت عليها "فري برس" مؤسس منظمة الابتكار والأبحاث الدفاعية، إذ ينص على أن عمل المنظمة "سيواصل مسار العالِم الشهيد محسن فخري زاده ويعززه، ويحقق التقنيات المتقدمة اللازمة للدفاع والأمن الحالي والمستقبلي".

ويعتقد ديفيد أولبرايت، مفتش الأسلحة السابق في الأمم المتحدة، الذي تتبَّع أنشطة المنظمة لأكثر من عقد كامل، أن الوثائق تظهِر وقاحة طهران ورغبتها في التباهي بقدراتها المتنامية. وأضاف مخاطباً "فري برس" "تسعى منظمة الابتكار والأبحاث الدفاعية إلى تطوير جميع أنواع أنظمة الأسلحة وإجراء جميع أنواع الأبحاث المتعلقة بالأسلحة العسكرية. فإيران تريد أن تثير قلق خصومها وتضمن في الوقت ذاته تدفق الأموال على النظام الإيراني".
ويتزامن التوسع في برنامج منظمة الابتكار والأبحاث الدفاعية مع تحوُّل في وجهة نظر مجتمع الاستخبارات الأمريكية عن البرنامج النووي الإيراني.

ويخشى البعض من أن تستغل إيران حالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط والحرب في غزة ذريعة لتوسيع نطاق قدراتها النووية.

وفي السياق، قالت "دانا سترول" المسؤولة السابقة عن سياسة البنتاغون في الشرق الأوسط في الفترة بين عامي 2021 و2023 إن "قراراً واحداً يمكن أن يجعل طهران قريبة جداً من امتلاك هذا السلاح النووي"، وأضاف: "في هذه الحالة، فإن كثيراً من خيارات الرد ستكون قد خرجت من حسابات الولايات المتحدة وإسرائيل والعالم كله".

ونقل معد التقرير عن مسؤولين أميركيين ومسؤولين في الأمم المتحدة قولهم إن المسؤولين الإيرانيين أنكروا مراراً وتكراراً وجود البرنامج النووي الإيراني السري، وتورط مديره الراحل فخري زاده. وذكر مسؤولون حاليون وسابقون في الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن جهودهم السابقة الرامية لمقابلة فخري زاده ومسؤولين آخرين في الوكالة الخاصة للأمن القومي الإيراني باءت بالفشل.

وتزعم حكومة إيران رسمياً أن برنامجها النووي مخصَّص للأغراض السلمية بحسب مرسوم أصدره آية الله خامنئي علناً عام 2003، يحظر تطوير الأسلحة الذرية. لكن خلال الأشهر الأخيرة، شكك مسؤولون إيرانيون حاليون وسابقون في جدوى هذه العقيدة العسكرية، مشيرين إلى التهديدات التي تمثلها الولايات المتحدة وإسرائيل اللتان تملكان أسلحة نووية.

وعلى مدار العامين الماضيين، زادت إيران مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب بقدر كبير، حتى إنه يمكن استخدامه لصنع 6 قنابل نووية، إذا نُقِّيت المواد الانشطارية بشكل أكبر، بحسب ما ذكره أولبرايت وخبراء آخرون في مجال الأسلحة النووية.

ويقول خبراء أميركيون إن طهران بوسعها إنتاج وقود من النوع الذي يستخدم في صنع الأسلحة النووية في غضون أسابيع قليلة.

ومضت إيران قدماً في تطوير منظومة إرسال الأسلحة النووية إذ اختبرت صاروخ سيمرغ الحامل للأقمار الصناعية في كانون الثاني الماضي.

وكان الموقف الرسمي لمجتمع الاستخبارات الأميركية هو أن إيران "لا تمارس حالياً أنشطة أساسية لتطوير الأسلحة النووية اللازمة لإنتاج جهاز نووي قابل للاختبار". ولكن في تموز الماضي، بدَّل مكتب الاستخبارات الوطنية الأميركية روايته زاعماً أن طهران "مارست أنشطة تجعلها في وضع أفضل لإنتاج جهاز نووي إن شاءت".

لكن الورقة الرابحة في قصة إيران، حسب التقرير، تتمثل في الرئيس المنتخب حديثاً مسعود بزشكيان الذي تولى منصبه بعد وفاة سلفه المتشدد إبراهيم رئيسي في حادث تحطم مروحية. وتحدث بزشكيان الإصلاحي الهوى عن رغبته في تجديد المفاوضات مع الولايات المتحدة والحكومات الأخرى، بغية تقييد قدرات إيران النووية مقابل تخفيف العقوبات الغربية. واستعان بزشكيان بعدد من الدبلوماسيين الذين تفاوضوا على الاتفاق النووي التاريخي لعام 2015 مع إدارة أوباما وانسحبت منه الولايات المتحدة بعد ثلاث سنوات.

ويشكك المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون في أن بزشكيان يتمتع بالثقل السياسي الذي يمكِّنه من انتزاع السيطرة على البرنامج النووي الإيراني من بين فكي الحرس الثوري الإيراني وآية الله خامنئي. ولكن، ما زال هناك اعتقاد بأن الولايات المتحدة وإيران سترجعان إلى طاولة المفاوضات، خاصة في ظل إدارة المرشحة للرئاسة الأميركية كاملا هاريس.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأسلحة النوویة

إقرأ أيضاً:

مع اقتراب الذكرى الثانية لوفاة مهسا أميني.. نساءٌ يتحدّين السلطة ويخرجن إلى شوارع طهران دون حجاب

مع اقتراب الذكرى الثانية لوفاة الشابة مهسا أميني، التي قُتلت خلال احتجازها لدى الشرطة الإيرانية بحجة عدم التزامها بـ"المعايير اللازمة" لارتداء الحجاب، لم تعد رؤية النساء بدون حجاب أمراً مستغرباً في شوارع طهران، خصوصاً عند الغسق.

اعلان

تتسع دائرة تحدي النساء لإجراءات السلطة الدينية التي يصفها محققو الأمم المتحدة بـ”القمعية“. ورغم أن الرئيس الجديد للبلاد مسعود بيزشكيان وعد خلال حملته الانتخابية بوقف الاجراءات التعسفية التي تتخذها شرطة الآداب تجاه النساء، ولكن تبقى السلطة العليا في البلاد بيد المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، الذي قال في الماضي إن ”السفور محرم دينياً وسياسياً".

وحذرت بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة يوم الجمعة من أن ”التغييرات الهادفة والمساءلة عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والجرائم لا تزال بعيدة المنال بالنسبة للضحايا والناجين، لا سيما النساء والأطفال".

أثار مقتل أميني، البالغة من العمر 22 عامًا، في 16 أيلول/ سبتمبر 2022 موجة من الاحتجاجات، وسرعان ما تحولت مطالب المحتجين إلى دعوات علنية للثورة ضد خامنئي. وأدت الحملة الأمنية التي أعقبت ذلك والتي استمرت شهورًا إلى مقتل أكثر من 500 شخص واعتقال أكثر من 22,000 شخص.

امرأة إيرانية دون ارتداء الحجاب الإسلامي الإلزامي تومض بعلامة النصر في السوق الرئيسي القديم في طهران، إيران، 13 يونيو 2024Vahid Salemi/AP

تقول طالبة في جامعة طهران شريف، تبلغ من العمر 25 عامًا، والتي لم تذكر سوى اسمها الأول ”آزاده“ خشيةً على نفسها: ”شجاعتي بعدم ارتداء الحجاب أستمدها من مهسا أميني. علينا أن نحمي الإنجاز الذي قامت به".

لا يزال العصيان محفوفًا بالمخاطر. فبعد أشهر من توقف الاحتجاجات، عادت شرطة الأخلاق الإيرانية إلى الشوارع.

ومنذ ذلك الحين، انتشرت مقاطع فيديو متفرقة لنساء وفتيات صغيرات يتعرضن للتعنيف من قبل الضباط. في تموز/ يوليو، قال نشطاء إن الشرطة أطلقت النار على امرأة هربت من نقطة التفتيش في محاولة لتجنب احتجاز سيارتها لعدم ارتدائها الحجاب.

Relatedتكرار لمأساة مهسا أميني؟ قلق بشأن فتاة إيرانية دخلت في غيبوبة بعد مشادة مع شرطة الأخلاقعام على وفاة مهسا أميني.. كيف تتحضّر إيران للذكرى؟البرلمان الأوروبي يمنح جائزة ساخاروف لحرية الفكر لتكريم مهسا أميني والحركة النسائية في إيران

وعادةً ما تقوم كاميرات المراقبة بالبحث عن النساء غير المحجبات في السيارات لتغريمهن وحجز سياراتهن. وذهبت الحكومة إلى حد استخدام طائرات بدون طيار لمراقبة معرض طهران الدولي للكتاب 2024 وجزيرة كيش بحثًا عن النساء غير المحجبات، بحسب الأمم المتحدة.

ويبدو أن الحكومة لا تتصدى اليوم بشكل مباشر لزيادة عدد النساء اللاتي لا يرتدين الحجاب، وبدأت ترى على الأرجح تغيّراً ملحوظاً في المشهد السياسي.

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية إيران: الإفراج عن صحفيتين غطتا خبر وفاة مهسا أميني بكفالة مالية شاهد: إيران تفرج عن إسباني سُجن أكثر من عام بعد أن زار قبر مهسا أميني السلطات المصرية "تمنع" طائرة مساعدات لغزة من الهبوط في العريش بسبب صورة لمهسا أميني قتل وفاة مهسا أميني إيران ذكرى علي خامنئي اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. الحرب في يومها الـ 344: قصف لا يتوقف على غزة ونتنياهو يقرر توسيع العملية العسكرية في الشمال يعرض الآن Next وزارة الدفاع الروسية: تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا شمل 103 عسكريين من كل جانب يعرض الآن Next عاجل. مقتل شخصين وإصابة 29 آخرين جراء تصادم قطارين في مدينة الزقازيق بمصر يعرض الآن Next دول وسط أوروبا تتأهب لأمطار غزيرة ومخاوف من تكرار "فيضانات القرن" يعرض الآن Next بعد نجاح إطلاقه.. القمر الصناعي الإيراني "شمران 1" يرسل أولى إشاراته إلى الأرض اعلانالاكثر قراءة في منطقة شنغن.. إليكم 8 دول شدّدت إجراءات الدخول عبر حدودها البرية حرائق في صفد بعد صواريخ حزب الله وغارات إسرائيلية تسفر عن 5 قتلى في لبنان وسوريا تباين الآراء في الاتحاد الأوروبي: سانشيز يدعو لإعادة النظر في الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية كوريا الشمالية تكشف عن منشأة سرية لتخصيب اليورانيوم وكيم يدعو لصنع المزيد من الأسلحة النووية غوتيريش: غياب المحاسبة على قتل موظفي الأمم المتحدة في غزة "غير مقبول" اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم روسيا ألمانيا الاتحاد الأوروبي فيضانات - سيول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا بولندا انهيارات أرضية -انزلاقات أرضية تركيا أوكرانيا حادث غزة Themes My Europeالعالمالأعمالالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • "تغييرات جذرية" بعد عامين على مظاهرات إيران
  • هل يمكن أن تحيي حرب غزة حظر الانتشار النووي في الشرق الأوسط؟
  • مدفيديف: موسكو لديها الأسباب الموجبة لاستخدام الأسلحة النووية مع كييف
  • مع اقتراب الذكرى الثانية لوفاة مهسا أميني.. نساءٌ يتحدّين السلطة ويخرجن إلى شوارع طهران دون حجاب
  • خارجية إيران: منفتحون على الدبلوماسية لحل النزاعات لكن نرفض التهديد
  • إيران ترفض الضغوط بعد عقوبات أمريكية وأوروبية
  • إيران تنجح في وضع قمرها الصناعي "شمران 1" في مداره وإرسال أولى إشاراته إلى الأرض
  • ميدفيديف: لدينا بالفعل أسباب لاستخدام الأسلحة النووية
  • الأمم المتحدة تندد بـلغة التهديد بين روسيا وأمريكا بعد التلويح بـ النووي
  • منظمة الدول الأمريكية تواصل دعم الاحتلال خلافا لرغبات الدول الداعمة للحق الفلسطيني