عمّان- قال محمود الزعبي (شقيق الكاتب الأردني الموقوف أحمد حسن الزعبي) إن وضع شقيقه الصحي آخذ بالتدهور داخل سجن ماركا في العاصمة عمّان، وإنه بات يعاني آلاما حادة وشديدة، ويعيش على المسكنات.

وأضاف -للجزيرة نت- أن أخاه المعتقل أبلغهم في أثناء زيارتهم له قبل أيام أن الفحوصات الطبية أظهرت وجود ارتفاع في "أنزيمات الكلى والكبد"، إذ يعاني مرض السكري المزمن، مما أدى إلى نزول وزنه لأكثر من 10 كيلوغرامات.

كما أبلغهم أنه يعاني ضغوطا نفسية كبيرة نتيجة ظروف السجن، وإرهاقا وتعبا وشحوب الوجه، ولفت محمود إلى أن عائلته لم تحصل على نتائج الفحوصات التي أجريت لشقيقه داخل السجن، رغم مطالبتهم بذلك أكثر من مرة.

محمود رفقة أبناء شقيقه الصحفي المعتقل أحمد الزعبي أمام سجن ماركا (الجزيرة) شكوى

وأشار ذوو الزعبي إلى تقديم شكوى لدى وزارة العدل وإدارة السجون حول وضعه الصحي وما يعانيه داخل السجن، محملين تلك الجهات مسؤولية أي تدهور في حالته.

من جانبه، طالب المحامي والقاضي السابق لؤي عبيدات، عضو لجنة الدفاع عن الزعبي، بسرعة الإفراج عن موكله، إذ إن مرضه يشكل خطورة حقيقية على صحته وحياته. وقال للجزيرة نت إن "المطلوب الآن أن يتم الإفراج عن أحمد من خلال استبدال عقوبة الحبس بأخرى بديلة، علما أن القانون يسمح بذلك".

وحسب عبيدات، يعاني الصحفي المعتقل ارتفاعا في أنزيمات الكبد، والكوليسترول والدهون الثلاثية، وهذه "مؤشرات خطيرة كونه يعاني أمراضا مزمنة كالسكري وارتفاع ضغط الدم".

وأشار إلى أن "الاتجاه العالمي للفقه الجزائي ينحو صوب تفعيل اللجوء إلى العقوبات البديلة، خصوصا في جرائم ذات وصف الجُنح، وفي ظل عدم ثبوت تضرر أي شخص من جراء ارتكابها، وهو ما ينطبق على المعتقل الزعبي، إذ إن قرار توقيفه جاء نتيجة تعليق له على منشور لا أكثر ولا أقل".

وجاء الحكم على الزعبي بعدما قضت محكمة صلح عمّان، العام الماضي، بحبسه شهرين بتهمة "إثارة النعرات العنصرية والطائفية والحض على النزاع بين مكونات الأمة"، فاستأنف اعتراضا، واستأنف النائب العام سعيا لعقوبة أشد، فكان السجن لمدة سنة.

جدل

وتصدر وسم الكاتب أحمد حسن الزعبي قائمة الأكثر تداولا على منصة إكس في الأردن أكثر من مرة، بعد تنفيذ قرار توقيفه على خلفية تعليقه على منشور انتقد الحكومة بعد تداعيات إضراب النقل جنوبي البلاد في ديسمبر/كانون الأول 2022، حين شهدت المملكة إضرابا عن العمل نفذه قطاع النقل.

وشهد الشارع الأردني جدلا بشأن قوانين الجرائم الإلكترونية، وأثار خبر اعتقال الزعبي ردود فعل واسعة.

وكانت منظمة العفو الدولية قد دعت السلطات الأردنية للإفراج عن الصحفي الزعبي، وقالت آية مجذوب، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة "لا ينبغي أن يتعرض أحد للسجن بسبب انتقاد السلطات على وسائل التواصل".

والزعبي من مواليد مدينة الرمثا (شمالي البلاد) في عام 1975، ويحمل الدرجة الجامعية في تخصص المحاسبة، وهو كاتب ساخر معروف بانتقاده لسياسات الحكومات.

كما يشغل رئيس تحرير موقع "سواليف" المحلي، وكان في السابق كاتبا في جريدة "الرأي" المقربة من الحكومة قبل أن يتم إيقافه عن الكتابة، وسرعان ما أصبح أحد أشهر النشطاء الأردنيين على شبكات التواصل الاجتماعي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

حوادث نفوق الجمبري بالعقبة.. تضارب تفسيرات السلطات والمختصين بالأردن يُنذر بتكرار حدوثها

صباح يوم الأربعاء الخامس عشر من ماي 2024، اكتسى جزء من شاطئ الغندور، بمدينة العقبة في الأردن، باللون الأحمر، إثر نفوق الآلاف من صغار الجمبري؛ تمنى ساعتها الصياد محمد لو حظي بهذه الغنيمة في شِباكه، بدلاً من أن يلفظها البحر هكذا.

حادثة النفوق تكررت أكثر من مرة، في المنطقة نفسها (الشاطئ الأوسط)، وفي الفترة ذاتها تقريباً، فشهد عام 2020 حادث نفوق كائنات بحرية أخرى غير الجمبري، كالحبار الذي نفق بكميات قليلة سابقاً.

شِباك الصياد محمد -الذي اعتاد الصيد في مناطق مختلفة على شاطئ العقبة- لم تعرف صيد الجمبري إلا في المنطقة الشمالية، وبكميات قليلة غير تجارية؛ ما يثير تساؤلات حول وجود هذه الكميات الكبيرة بالعقبة.

خليج العقبة وجهة سياحية واقتصادية يقصدها السياح، خاصة هواة الغوص من جميع أنحاء العالم، بسبب لون مرجانه الفريد، وتعدد كائناته البحرية النادرة. لكنّ ظاهرة نفوق صغار الجمبري، أو أيّ أنواع بحرية أخرى، قد تُعرقل مساعي المدينة في إدراج المحمية البحرية على قائمة التراث العالمي.

ناصر الزوايدة، مدير محمية العقبة البحرية، أكد أن صغار الجمبري تقترب من الشواطئ بحثاً عن المُغذيات، وعند وصولها للشاطئ تتعرض للنفوق بفعل درجات الحرارة العالية، خاصة خلال الصيف.

لكنّ استنتاج الزوايدة ليس قاطعاً؛ فهناك بعض التقارير العلمية تخالف ما ذهب إليه.

حرارة أم تلوث أم نشاط بشري؟

في تقرير صادر عن محمية العقبة البحرية بشأن الحادثة، أشار إلى رصد أعداد كبيرة من الجمبري صغير الحجم (1.5 إلى 3 سنتيمترات تقريباً) نافقة على الشاطئ الأوسط. وأرجع علماء ومختصون في البيئة البحرية هذه الحادثة إلى التغير في درجة الحرارة، الذي يؤدي إلى خلط عمودي وأفقي للمغذيات في مياه البحر، وما يصاحب ذلك من زيادة أعداد الكائنات الحية؛ بما فيها الطحالب التي تزداد بشكل كبير في هذه المناطق، الأمر الذي قد ينتج عنه اختلاف في نسب الأكسجين الذائب المتوفر.

نتائج التحاليل المخبرية أشارت إلى زيادة نسب المغذيات مثل النيتريت (مركب كيميائي ينتج من وفرة المياه العادمة التي تجاوزت القيم الطبيعية)، وتجاوز حدود المواصفات الأردنية في قيم الفحوصات الجرثومية (الميكروبيولوجية) في أحد أنواع البكتيريا المؤشرة إلى تلوث بمياه صرف صحي.

محمية العقبة البحرية رفعت توصية إلى سلطة العقبة الخاصة، تتضمن عمل فحوصات إضافية تشمل المعادن الثقيلة، والملوثات العضوية، والطلب على الأكسجين الكيميائي الحيوي.

علي السوالمة، مدير محطة العلوم البحرية في العقبة، أشار إلى عاملين مذكورين في التقرير؛ هما زيادة التبخر نتيجة لارتفاع درجات الحرارة، ما يؤدي إلى تركز الملوثات، مضيفاً: « تبخر المياه بسبب ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى تغير في نوعية المياه الساحلية، المتمثل في ارتفاع تركيز الملوثات الأساسية، مثل الأمونيا، وما ينتج عنها من نيترايت ونيتريت، في حال وصول المياه العادمة والملوثات إلى البحر ».

مصدر رسمي (فضل عدم ذكر اسمه) يؤكد هذه الخلاصة بالإشارة إلى تسرب مياه الصرف الصحي بمنطقة الشاطئ الأوسط، الذي تسبّب في حدوث تلوث ونفوق الجمبري.

فقد اشتُبه سابقاً في حدوث تلوث كيميائي أدى إلى حالات نفوق بحرية، ولكن تبين لاحقاً وجود نسبة تلوث من مياه صرف صحي، يُعتقد غالباً أنها نتجت عن أعمال إنشائية لفندق بمنطقة « الكورنيش »، حيث إن إقامة المشروع على مقربة من الشاطئ، وما صاحبها من عمليات حفر، نتج عنها خروج كميات كبيرة من المياه، تمّ التخلص منها عن طريق صرفها عبر أنبوب يصب في البحر مباشرة.

لكن في المقابل، قال الدكتور أيمن سليمان، مفوض البيئة والمحميات الطبيعية في سلطة العقبة الخاصة، إن أنبوب المياه الموجود بمنطقة الشاطئ الأوسط يخص أحد المشروعات، وإن المياه الصادرة منه مياه بحرية، حيث إن السلطة كانت تعتزم تحويل المياه لمدينة آيلة الإسلامية، قبل أن تقوم دائرة الآثار بأعمال إعادة تأهيل المدينة؛ ما جعل السلطة تتخذ قراراً بتحويل المياه للبحر.

سليمان قال إنهم يقومون بأخذ عينات بشكل دوري للتأكد من جودة المياه وعدم تغيرها، وفي حال تغيرت المياه يتم نضحها لمحطة التنقية.

وحتى يُسدّ هذا الباب عقب حادثة النفوق، أوقفت سلطة العقبة الخاصة ضخ أنبوب المياه للبحر، وتمّ سحب المياه من خلال 39 صهريجاً ونقلها لمحطة التنقية.

المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، أضاف سبباً آخر محتملاً للنفوق، وهو استخدام قوارب الصيد، وبعض القوارب الزجاجية، محركات تخلط البنزين مع الزيت.

الدكتور علي السوالمة، مدير محطة العلوم البحرية في العقبة، يؤكد أن جودة المياه بمنطقة الشاطئ الأوسط قد تختلف عن المياه في المناطق الأخرى من البحر؛ بسبب وقوع الشاطئ على منطقة تزدهر بالأنشطة البشرية كالسباحة، وما يصحبها من ممارسات كإلقاء النفايات من الزوار.

السوالمة قال أيضاً: « إن الضغط البشري على استخدامات الشاطئ، المتمثلة بالفعاليات الترفيهية مثل السباحة، والقوارب السياحية، والرياضات البحرية، يؤدي إلى تأثير بيئي مباشر أو غير مباشر في مياه البحر والكائنات البحرية ».

ومن جانبه أضاف الزوايدة أن 85 في المئة من النفايات المُستخرجة من حملات تنظيف جوف البحر هي من البلاستيك؛ إذ استخرجت كوادر السُّلطة 13 طناً من النفايات، بعد أن استوطنت بحر العقبة وموائله الطبيعية، وذلك في فترة امتدت لسبعة أشهر منذ بداية عام 2024.

كما أن جغرافية وشكل شاطئ الغندور، وما به من زوايا بشكل الشاطئ، يحد من تجدد المياه أحياناً.

جدلية التلوث الضوئي

الجمبري يُعدّ من الكائنات الحساسة تجاه الضوء، لذا يخرج للشاطئ ليلاً بحثاً عن المغذيات، لكن مع وجود منشآت صناعية وغيرها على الساحل الأردني، فإن الإنارة الليلية لهذه المنشآت قد تتسبّب في نفوق الجمبري، بحسب بعض الآراء.

الأمر الذي يؤكده الدكتور فؤاد الحوراني، البروفيسور في كلية العلوم بالجامعة الأردنية، بأن نفوق مجموعات من صغار الجمبري يعود للتلوث الضوئي؛ فإنارة شّوارع العقبة تصل للبحر في منطقة الشاطئ الأوسط، وفي المنظومة المينائية الممتدة على الشاطئ الجنوبي، على عكس الدول المتقدمة التي لا توجّه أيّ إنارة صناعية نحو الشاطئ، حتى لا تتسبّب في اجتذاب صغار الكائنات نحو الضوء، ما يؤدي إلى نفوقها، وبالتالي يؤثر في دورة تكاثرها؛ فالكثير من الكائنات تعتمد على ضوء القمر في ما يعرف باسم « الدورة القمرية »، وليس على الأنوار شديدة السطوع.

كما أشار الحوراني إلى أنه رفع توصية لسلطة العقبة الخاصة، بضرورة وجود تعليمات في المنشآت الساحلية. وقال إن الملوثات من أكثر ما يؤثر في الكائنات البحرية، وخصوصاً المرجان، فبالرغم من إمكانية عيشه مئة عام، فإنه كائن حساس للملوثات بما فيها التلوث الضوئي.

ولكنّ الدكتور أيمن سليمان، يؤكد عدم وجود علاقة للإضاءة بنفوق صغار الجمبري، مشيراً إلى أن رأي الأساتذة كان بشأن تركيب سلطة العقبة كشافات إضاءة في منطقة الشاطئ الجنوبي.

أسباب متضاربة

ظاهرة نفوق الكائنات البحرية تكررت بالمنطقة العربية؛ في الكويت تمّ تسجيل حادثة نفوق للأسماك في مياه الجون في غشت وشتنبر عام 2000، التي أدت إلى نفوق ما يزيد على ثلاثة آلاف طن من الأسماك؛ ما يعادل سبعين مليون سمكة، بحسب التقديرات في ذلك الوقت.

وفي اليمن، في منطقة الشحر بمدينة المكلا في حضرموت، نفقت أطنان من الجمبري عام 2024، وأرجع مختصون بالدول التي تكررت بها الحادثة أسباب النفوق إلى إلقاء مخلفات الصناعات الكيماوية والنفطية، بجانب أسباب أخرى طبيعية، نتيجة تغير خصائص المياه البيولوجية أو الكيميائية أو الفيزيائية بشكل كبير ومفاجئ. بالإضافة إلى أسباب بشرية ترجع بالأساس إلى تأثير الأنشطة البشرية والممارسات البيئية الخاطئة، التي أصبحت منتشرة على نطاق واسع ومتكرر في المناطق الساحلية وغيرها من المسطحات المائية.

ويحدث النفوق الجماعي للأسماك بشكل طبيعي بسبب النمو الفجائي وغير الاعتيادي للعوالق أو الهائمات النباتية (طحالب مجهرية دقيقة)، التي تتكاثر في المياه السطحية بصورة فائقة، ما يؤدي إلى استنفاد أو نقص الأكسجين المذاب بالمياه.

سلطة العقبة الخاصة أكدت أن القوارب السياحية لا تفرغ حمولتها من الصرف الصحي بالبحر، وعند حدوث أيّ تلوث يكون لدى السلطة المعرفة من خلال العينات المأخوذة من قبل مختبر « بن حيان »، التابع لسلطة العقبة الخاصة.

الدكتور أيمن سليمان، أكد أن السلطة أجرت الفحوصات اللازمة، وتواصلت مع أكاديميين بالبيئة البحرية، الذين أكدوا طبيعية هذه الظاهرة.

وبذلك تبقى أسباب نفوق صغار الجمبري في العقبة متضاربة؛ ما يؤشر إلى إمكانية تكرارها لعدم تحديد أسباب حدوثها.

أنجز هذا التقرير بدعم من أريج

مقالات مشابهة

  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي ..غيم في سن التقاعد
  • السجن 3 سنوات للاعب أحمد المحمدي في قضية التعدي على فتاة
  • رئيس الوطنية للانتخابات يستقبل رئيس مفوضي الهيئة المستقبلة للانتخاب بالأردن
  • السجن المشدد 10 سنوات لعاطلين يتاجران في الحشيش بعين شمس
  • تأييد السجن المشدد للاعب أحمد ياسر المحمدي بمواقعة فتاة بغير رضاها
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. شتاء تحت الإقامة الجبرية
  • الاقتصاد الألماني يعاني من أزمة وتخوفات من انكماش الناتج المحلي
  • حوادث نفوق الجمبري بالعقبة.. تضارب تفسيرات السلطات والمختصين بالأردن يُنذر بتكرار حدوثها
  • الأمم المتحدة: ‎اليمن يعاني واحدة من أعلى معدلات وفيات الأمهات
  • أحمد المغربي أسير عانى العزل الانفرادي بسجون الاحتلال