أمانة العاصمة تكتسي حلتها الخضراء وتتأهب للاحتفال بالمولد النبوي (صور)
تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT
سبأ :ماهر الخولاني
تتأهب العاصمة صنعاء للاحتفال بذكرى مولد النبي الأكرم محمد بن عبدالله أعظم شخصية وقائد عرفته البشرية الذي بعث ليخرج الأمم من الظلمات إلى النور ومن الجاهلية وعبادة الأوثان إلى الهداية وعبادة خالق كل شيء الواحد الديان.
ومنذ وقت مبكر وبزخم وتفاعل رسمي وشعبي واسع بدأت أمانة العاصمة أعمال التهيئة والاستعدادات التي تليق بالاحتفال بأقدس وأعظم مناسبة في الكون ميلاد خير البرية ورسول الإنسانية محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
واكتست العاصمة صنعاء حلتها الخضراء ابتهاجاً بمولد خاتم الأنبياء والمرسلين، وتشهد مديرياتها العشر وقطاعاتها ومكاتبها التنفيذية، استعدادات مكثفة بدءا بإقامة اللقاءات والاجتماعات والفعاليات والأنشطة التحضيرية وصولاً للفعالية الكبرى للمناسبة.
وفي حين ازدانت الشوارع والحارات والأحياء بالأنوار والشعارات واللوحات المضيئة باللون الأخضر، تتواصل الجهود بوتيرة عالية في أعمال التحسين والنظافة وتزيين وتشجير الحدائق والجزر الوسطية في الشوارع والمجسمات الجمالية، لتكون العاصمة في أبهى حللها، للاحتفاء بهذه المناسبة.
وبزخم جماهيري متميز ومنقطع النظير تشهد الاحتفالات المتنوعة والواسعة في عموم المديريات مشاركة رسمية وشعبية واسعة من أبناء الحارات والأحياء والقيادات المحلية والتنفيذية والشخصيات الاجتماعية والعقال والشباب والأطفال.
وعكست الاحتفالات التي تضمنت العديد من المشاركات والفقرات المحمدية، عظمة ومكانة خير البرية وسيد البشرية عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، في قلوب اليمنيين وابتهاجهم بمولده الشريف ومدى ارتباطهم واقتدائهم بنبي الأمة ومعلم الإنسانية الأول.
المدارس كان لها حضوراً بارزاً خلال الأيام الماضية من خلال إقامة الأنشطة والفعاليات والإذاعات المدرسية والمسابقات المتميزة، تعبيرا عن ابتهاج الطلاب والطالبات بذكرى مولد نبي الرحمة والإنسانية والاقتداء بأخلاقه وقيمه وسيرته العطرة، وغرسها في وجدان الأجيال.
وفي أجواء إيمانية مليئة بالمحبة والتعظيم والتوقير لخير خلق الله، تنوعت الفعاليات بين الموشحات الدينية والأناشيد والندوات والأمسيات وكذا المسابقات الثقافية والحلقات وغيرها من الأنشطة في الأندية والمعاهد والجامعات، والتي ركزت على التعريف بسيرة ونهج الرسول الكريم وأخلاقه ومبادئه وشمائله وشجاعته وجهاده.
تتجلى أهمية وعظمة إحياء المولد النبوي الشريف هذا العام، في اختيار وتميز شعار هذه المناسبة من وحي القرآن الكريم ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ۚ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ))، ليجسد الهوية والانتماء الإيماني للشعب اليمني واستشعاره للمسؤولية الدينية والأخلاقية والإنسانية في نصرة الدين والرسول الكريم وقضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى.
وتتزامن هذه المناسبة الدينية العظيمة، مع الموقف التاريخي والمشرف الذي يسطره أبناء الشعب اليمني تحت القيادة الحكيمة والشجاعة، في نصرة قضايا الأمة ومقدساتها وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى، من خلال المواجهة المباشرة مع أعداء الإسلام والمسلمين اليهود الصهاينة والأمريكان في إطار معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”.
ومع اقتراب موعد هذه المناسبة الغالية على قلوب اليمنيين خاصة والأمة كافة، استنفرت العاصمة أجهزتها ومكاتبها التنفيذية لاستكمال الترتيبات، للاحتفال المشرف بذكرى المولد النبوي على صاحبها وآله أفضل الصلاة وأزكى السلام، بما يليق بمكانة النبي الأعظم الذي أشرقت الدنيا بمولده.
وبخطى متسارعة تضع الأمانة اللمسات الأخيرة لتجهيز ساحتي الاحتفال بالمناسبة، وإضفاء الرونق الجمالي والحضاري للعاصمة لتكون بحلة بهيجة، لاحتضان أكبر مهرجان جماهيري محمدي ابتهاجا بمولد الرسول محمد صلوات الله عليه وآله.
وجسدت الاحتفالات الواسعة والمستمرة بمختلف الأحياء والحارات وما تضمنته من مشاركات متميزة وقصائد شعرية وأنشطة متنوعة، عمق ارتباط ومحبة أبناء الشعب اليمني لنبي الأمة صلوات الله عليه وآله، والتمسك بالقرآن الكريم.
وتتزامن الاحتفالات الواسعة بمولد الرسول الأعظم بكافة مديريات الأمانة، مع تنفيذ مشاريع وأعمال الإحسان والخير وتعزيز قيم التكافل الاجتماعي اقتداء بأخلاق وصفات وقيم نبي الرحمة والإنسانية وتجسيد سيرته النيرة قولاً وعملاً.
يجسد أبناء الأمانة كغيرهم من أبناء الشعب اليمني الاهتمام والحفاوة والابتهاج بأعظم مناسبة، ويرسمون لوحة جمالية بديعة تشع نورا وضياء وروحانية بذكرى مولد من أشرقت الأرض بنوره.
ويؤكدون أن ابتهاج وفرح اليمنيين بمولد سيد البشرية ورسول الإنسانية، يمثل رسالة قوية لأعداء الأمة الإسلامية الذين يشنون حملات إساءة للرسول الكريم، بأنهم ما زالوا وسيظلون متمسكين بنبيهم الأعظم والاقتداء به والمضي على نهجه وجهاده في مواجهة العدو ونصرة المظلومين ودحر الصهاينة المجرمين.
وأعلنوا استعدادهم للحشد والخروج المليوني المشرف في الثاني عشر من ربيع الأول للاحتفال بذكرى مولد الرسول الأعظم، وإيصال رسالة للأعداء بأن هذه الأمة تفخر بنبيها ودينها، وتتمسك بنهجه القويم وسيرته العطرة، وتجدد الولاء والالتزام بتعاليم النبي الكريم ومواصلة الجهاد حتى تحقيق النصر.
ودعا أبناء العاصمة، الجميع إلى التحرك المستمر والتصدي لكل المحاولات التي تقوم بها قوى الكفر والطغيان والعدوان وأذنابها، الرامية إلى الإساءة لرسول الله، من خلال إقامة الفعاليات والأنشطة المحمدية والمشاركة فيها كونها تمثل الرد القوي على كل مؤامرات الأعداء وتؤكد الارتباط بالقائد والقدوة الحسنة ومنقذ البشرية.
يستعد اليمنيون بمختلف أطيافهم ومكوناتهم، للاحتفال بذكرى مولد الرسول الأعظم، ليجسدوا مدى علاقتهم برسول الله، ويؤكدون للعالم أجمع تمسكهم واقتدائهم بالنهج والسيرة المحمدية ومواصلة الثبات والصمود في مواجهة قوى الاستكبار والشر العالمي ونصرة ومساندة أبناء الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي هذه المناسبة أبناء الشعب مولد الرسول بذکرى مولد
إقرأ أيضاً:
إمام المسجد النبوي: هذه الآية تختصر مسار الحياة في كلمات بليغة ومعانٍ عميقة
قال الشيخ عبدالباري الثبيتي، إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، إن القوة الحقيقية تنبع من روح إيمانية، تشحذ بالطاعة، وتتعزز بالاستغفار، وتثمر بالعمل الصالح.
وأضاف الشيخ الثبيتي، في خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي الشريف، أن قول الله تعالى: «اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ»، هي آية تختصر مسار الحياة في كلمات بليغة ومعان عميقة، ترسم صورة لمراحل خلق الإنسان. تبدأ بضعف الطفولة تعلو بالقوة، ثم تعود إلى ضعف يزينه الشيب. آية توقظ العقول لتدرك عجز الإنسان، وتلامس القلوب لتظهر حاجته الدائمة إلى ربه.
وأضاف أن هذه الآية هي دعوة للتفكر في أطوار الخلق، وفي تقلب الأحوال بين القوة والضعف، وفي قدرة الله المطلقة التي تدبر هذا المسار بحكمة وإتقان. كل شيء بيده، منه المبتدأ وإليه المنتهى. تأكيدًا على أنه يجب على المسلم أن يعظم شعائر الله في كل وقت وحين، ويزداد التعظيم لحرمات الله في هذه الأشهر الحرم، بترك المحرمات وتجنب المنهيات، والمسارعة إلى فعل الخيرات، والمسابقة إلى الصالحات، بشرط البعد عن المبتدعات، والمجانبة لاختراع المحدثات.
وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي أن الطفولة هي الصفحة الأولى في كتاب الحياة، تبدأ ببراءة ناصعة وضعف يحفه لطف الله ورحمته. طفل صغير لا يملك من أمره شيئًا، أودع الله في قلوب منحوله حبًا وحنانًا، وأحاطه بأيد ترعاه وتخفف عنه ضعفه، مشيرًا إلى أن هذه الآية مشهد مهيب يبين عظمة التدبير الإلهي، إذ يحفظ الله هذا الطفل الضعيف، ويمنحه العون من حيث لا يدري.
أفضل دعاء يوم الجمعة .. ردد أجمل أدعية مستجابة لراحة البال وانشراح الصدربعد ضمه رسميا لوزارة الأوقاف.. أول صلاة جمعة من مسجد مصر الكبير بالعاصمة الإدارية
وبين مراحل نمو الإنسان من خروجه ظلمات بطن أمه لا علم له ولا قدرة، في عجز تام جهل مطبق، ثم فتح الله له أبواب العلم، ووهب له السمع والبصر والفؤاد لينهل بها من معين التعلم والمعرفة، مشيرًا إلى أن كل ما اكتسبه الإنسان من علم أو قوة هو هبة من الله وعطاء من كرمه، قال تعالى «وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ».
ونوه بأن هذه الآية تغرس في القلوب أدب العبودية، وتزرع في النفوس تواضع المخبتين، فلا يطغى الإنسان بعلمه، ولا يغتر بقوته، مشيرًا إلى أن على الإنسان أن يدرك أن كل ذرة من قوته وكل حركة في جسده هي نعمة تستوجب شكرًادائمًا وخضوعًا كاملًا. فالعبد، مهما علا شأنه، يظل فقيرًا إلى ربه، محتاجًا إلى فضله في كل لحظة حياته كلها هبة من الله، تستحق الحمد في كل حين. فما أعظم غنى الله، وما أبلغ فقر العبد بين يديه.
وأفاد بأن هذه المرحلة تكتب فيها أعظم قصص الكفاح، وتُبنى أقوى صروح الحضارة، فلا تقوم قائمة للأوطان ولا تنهض أمة إلا بسواعد الشباب اليافعة وهممهم العالية.
وأكد إمام وخطيب المسجد النبوي، أن قوة الشباب تزدهر حين تتفيأ ظلال الدين، وتسمو حين تتغذى من معين القيم والأخلاق، وتتجلى في سماء المجد حين تسخر لخدمة البلاد و العباد، مضيفًا: ومن أهدر شبابه فقد أهدر عمره كله، فهو لحظة عابرة في زمن الحياة، ومن استثمره في الخير والنفع خلد أثرًا طيبًا، وجنى ثمارًا يانعة في الدنيا والآخرة.
وأشار إلى أن القوة الحقيقية تنبع من روح إيمانية، تشحذ بالطاعة، وتتعزز بالاستغفار، وتثمر بالعمل الصالح. فهي القوة التي تتصل بربها، فيزيدها عزمًا وثباتًا. قال الله تعالى على لسان هود عليه السلام «وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ».
وفي الخطبة الثانية، أوضح أن حدود زمن الطفولة والقوة ثم الضعف والشيبة هي متوسط عمر الإنسان، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك»، منوهًا إلى أنها رحلة قصيرة في ميزان الزمن، لكنها تذكر بالمال المحتوم وأن النهاية تقترب مع كل لحظة تمر.
وفي ختام الخطبة، حث إمام وخطيب المسجد النبوي على اغتنام كل لحظة من العمر، فالعمر محدود، والفرصة لا تعود والأعمار لا تقاس بعدد السنين، بل بما يترك فيها من أثر خالد وعمل صالح.