سرايا - قال قائد حركة أنصار الله، عبد الملك الحوثي، إنّ بعض الأنظمة “باتت مفضوحة في تعاونها مع العدو الإسرائيلي وولائها له”، واصفاً ذلك بـ”الحالة المخزية”.

وأكد الحوثي في كلمة ضمن تدشين فعاليات المولد النبوي، أن “الأعداء سيفاجأون في البر كما تفاجأوا في البحر، بتقنيات جديدة غير مسبوقة في التاريخ”.

وأوضح أن اليمنيين لن يألوا جهداً في نصرة الشعب الفلسطيني.



وأشار إلى أن كل ما هو عليه العدو الإسرائيلي من إجرام وعنجهية وتدمير شامل، يكشف عما هو عليه من جبن وخَوْر وضعف”.

وشدد الحوثي على أنّ القوات المسلحة اليمنية تحركت في عمليات عسكرية جريئة، لضرب العدو بكل إمكاناتها ومن دون أي قلق، مشدداً على السعي لما هو أكبر.

وأعلن الحوثي أنّ العمليات مستمرة، وأنّ كل أسبوع له محصلته من القصف الصاروخي والاستهداف للأعداء بالصواريخ البالستية والمجنحة، مشيراً إلى أنه “منذ بداية العدوان على غزة كنا نتلهف لو أمكن شعبنا التحرك بمئات الآلاف للالتحام المباشر في المعركة البرية”.

وأشار إلى، أن ما “حال بيننا وبين المواجهة المباشرة مع العدو هو الجغرافيا الواسعة لأنظمة عربية، تواطأ الكثير منها مع العدو الإسرائيلي”.

وأضاف السيد الحوثي “كنا نتمنى أن يختبرونا، أو أن يسعوا إلى التخلص منا من خلال فتح الطريق لنا إلى قطاع غزة، لكنهم لم يفعلوا ولن يفعلوا”.

وتحدث السيد الحوثي عن نتائج كبيرة للعمليات اليمنية في البحار، وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط.

وأضاف، “الأعداء يتحدثون عن معركة البحر الأحمر بمفردات الهزيمة والفشل، لعدم قدرتهم على حماية السفن الإسرائيلية”.

ودعا السيد الحوثي الشعب اليمني إلى الخروج المليوني، يوم غد الجمعة، وفاءً لرسول الله ونصرةً للشعب الفلسطيني، مؤكداً أن الشعب اليمني “نال شرف العزة والخلاص من المواقف المذلة والمهينة”.

وشدّد على أنّ الخروج إلى الساحات ليس لأهداف سياسية، بل هو جزء من جهاد الشعب اليمني.

وختم كلمته مؤكداً “لن نخذل الشعب الفلسطيني أبداً ما دام فينا عرق ينبض،وما دام فينا وجود للحياة”.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

إقرأ أيضاً:

نسيان الإنسان لله وآثاره السلبية.. تحليلٌ للأزمة العربية والنموذج اليمني

طالب عمير

تمر الأُمَّــة العربية اليوم بفترات عصيبة، حَيثُ تزداد الهوة بينها وبين ماضيها المشرق، وتكتسب الهزائم والتفرقة سمات واقعها. هذا الواقع المرير لم يكن مُجَـرّد صدفة أَو نتيجة للظروف السياسية وحدها، بل هو في جوهره نتيجة لابتعاد الأُمَّــة عن إيمانها بالله، ونسينها لدور الله في تعزيز قوتها واستعادة كرامتها. إن النسيان المتعمد لله في قلوب الشعوب والحكام جعلهم عرضة للاختراق من قوى الاستعمار والغزو، فتوالت الهزائم والانقسامات في كُـلّ زاوية من الوطن العربي.

إن الأمم التي ابتعدت عن معالم إيمانها وتخلت عن قيم دينها الحنيف قد أصبحت فريسة سهلة للمخطّطات الأجنبية. فقد أصاب الأُمَّــة العربية في قلبها هذا التفرقة والضعف؛ بسَببِ النسيان التام لله، الذي كان يومًا ما سبب قوتها وصمودها في مواجهة أعتى الإمبراطوريات. ومع مرور الوقت، تحول العرب إلى أدوات في يد القوى الكبرى، مثل الولايات المتحدة الأمريكية و”إسرائيل”، التي لا يخفى على أحد أنها تتسلط على مصير الشعوب في المنطقة العربية. آخر هذه التصريحات التي تكشف حجم التبعية العربية هو تهديد الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب بتهجير سكان غزة والاستيلاء على أرضهم للاستثمار التجاري، في تصرف مستفز يوضح حجم التخاذل الذي تعيشه الأنظمة العربية.

ما يعكسه هذا التخاذل هو غياب الهوية والإيمان بالله، الذي كان يحمى الأُمَّــة من الضغوط والهيمنة. فالغرب، وأمريكا بشكل خاص، تحولت إلى القوة الضاربة التي يقف أمامها الحكام العرب عاجزين. تحولت أمريكا إلى “الرب” الذي يحدّد مصير المنطقة، بينما تتهاوى الأنظمة العربية أمام هذا النفوذ المقيت، فلا يتجرأ أحد على قول كلمة ضد أمريكا أَو “إسرائيل”، بل أصبح البعض منهم يسعى إلى إرضاء هذه القوى على حساب شعوبهم.

ومن أكثر هذه المؤثرات السلبية هي الفكر الوهَّـابي السعوديّ الذي زرع بذور التبعية للغرب في عقل الأُمَّــة. فالفكر الذي تروج له بعض الأنظمة العربية، والمبني على إضعاف الدين والعقيدة الإسلامية الصحيحة، ساهم بشكل كبير في خلق هذا التفكك. فبدلًا من أن يتوجّـه العرب إلى مصدر قوتهم، وهو الله، تجمدت قدراتهم تحت تأثير هذا الفكر الذي قيدهم وأصبحوا أسرى لقوى استعمارية تهيمن على مفاصل حياتهم السياسية والاقتصادية.

في مقابل هذا الواقع المأساوي، يبرز الشعب اليمني كأحد النماذج الفريدة التي استلهمت قوتها من تمسكها بالله وثقتها به. تحت قيادة السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي، حفظه الله، رفض اليمنيون أن يكونوا عبيدًا لأي قوى أجنبية أَو مرتزِقة. في الوقت الذي انهارت فيه بعض الأنظمة العربية أمام الضغوط الخارجية، نادى الشعب اليمني بشعار “لا ولن تكونوا يومًا وصيين على الشعب اليمني”. كان هذا التمسك بالله هو السر في صمودهم ومقاومتهم للاعتداءات المتواصلة، واستطاعوا أن يقدموا رسالة قوية لجميع الشعوب العربية والإسلامية أن النصر يتحقّق بالاعتماد على الله، لا بالانحناء أمام القوى الغربية.

لقد أثبت الشعب اليمني بقيادة السيد القائد أن الأُمَّــة لا تنهض إلا حين تضع ثقتها بالله، وتتمسك بعقيدتها الراسخة. ففي مواجهة أعتى التحالفات العسكرية بقيادة أمريكا، صمدت اليمن بشعبها وقيادتها، رافضة الاستسلام لأية قوة تسعى لفرض هيمنتها عليها. كان الشعب اليمني في مقاومته نموذجًا يحتذى به، حَيثُ جدد معركة العزة والكرامة في زمن غابت فيه كثير من الشعوب العربية عن الساحة.

إن ما يفعله الشعب اليمني اليوم يعكس الأمل في العودة إلى الله، وفي تحقيق النصر عبر تمسك الأُمَّــة بهويتها وعقيدتها. إن النصر ليس هبة من الغرب، ولا يعتمد على تكرار التبعية للمستعمرين، بل هو ثمرة تمسكنا بالله وبقيمنا التي لا يمكن أن تهزمها أية قوة خارجية. اليمن، اليوم، يقدم دليلًا على أن الأُمَّــة التي تتوكل على الله، وتدافع عن مبادئها، لن تهزم مهما كانت التحديات.

ما يجب أن نتذكره أن ضعف الأُمَّــة العربية هو نتيجة نسيانها لله، وهو لا يعني فقط فشل الحكومات، بل هو إشارة إلى إضعاف هويتنا الدينية والعربية. علينا أن نستلهم من الشعب اليمني، الذي علمنا أن النصر لا يأتي بالتبعية، بل بالثقة في الله وتوحيد صفوف الأُمَّــة. عبر العودة إلى الله، سنستعيد قوتنا، ونواجه التحديات التي تحيط بنا، وسنحقّق العزة والكرامة التي طالما كانت غائبة عن واقعنا الإسلامي.

مقالات مشابهة

  • أبو الغيط: قوات الاحتلال ارتكبت جرائم غير مسبوقة في قطاع غزة
  • أبناء الأمانة يؤكدون وقوفهم الكامل مع الشعب الفلسطيني
  • محافظة صنعاء تشهد وقفات نصرة للشعب الفلسطيني وتأكيدا على الجهوزية
  • محافظة صنعاء تشهد مسيرات ووقفات حاشدة نصرة للشعب الفلسطيني وتأكيدا على الجهوزية
  • صنعاء.. مسيرات ووقفات حاشدة نصرة للشعب الفلسطيني وتأكيدا على الجهوزية
  • رسالة دكتوراه تناقش الزمن بين التاريخ والمتخيّل في الملهاة الفلسطينيّة
  • شاهد | إعلام العدو: ترتيبات غير مسبوقة للجيش المصري في سيناء
  • أبو العينين يفضح روايات الاحتلال الكاذبة أمام برلمان البحر المتوسط ويؤكد: لا سلام دون استعادة حقوق الشعب الفلسطيني
  • «أبو العينين»: العالم لم يعد يقبل بممارسات الاحتلال وانتهاكاته لحقوق الشعب الفلسطيني
  • نسيان الإنسان لله وآثاره السلبية.. تحليلٌ للأزمة العربية والنموذج اليمني