حلوى المولد للفرجة فقط بأسواق الدقهلية
تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT
المولد النبوي الشريف من أكثر الاحتفالات، قربا من قلوب المسلمين في شتى أنحاء العالم، ولعل اهتمام المسلمين بالمولد النبوي بدأ منذ قرون عدة .
ويرجع كثيرون تاريخ الاحتفال بالمولد النبوي الشريف إلى الدولة الفاطمية في مصر، كما احتفلوا بغيره من الموالد الدورية التي عُدت من موسمها، إلا أنه في سنة 488 هـ أمر الأفضل بن أمير الجيوش بدر الجمالي بإبطال الاحتفال بالموالد الأربعة وهي المولد النبوي ومولد الإمام علي ومولد السيدة فاطمة الزهراء ومولد الإمام الفاطمي الحاضر.
وفي عهد الدولة الايوبية، كان أول من احتفل بالمولد النبوي بشكل منظم في عهد السلطان صلاح الدين الأيوبي، الملك مظفر الدين كوكبوري، إذ كان يحتفل به احتفالًا كبيرًا في كل سنة، وكان يصرف في الاحتفال الأموال الكثيرة، والخيرات الكبيرة، حتى بلغت ثلاثمائة ألف دينار، وذلك كل سنة.
وكان يصل إليه من البلاد القريبة من أربيل مثل بغداد، والموصل عدد كبير من الفقهاء والصوفية والوعّاظ، والشعراء، ولا يزالون يتواصلوا من شهر محرم إلى أوائل ربيع الأول. وكان يعمل المولد سنة في 8 ربيع الأول، وسنة في 12 ربيع الأول، لسبب الاختلاف بتحديد يوم مولد النبي محمد، فإذا كان قبل المولد بيومين أخرج من الإبل والبقر والغنم شيئًا كثيرًا وزفّها بالطبول والأناشيد، حتى يأتي بها إلى الميدان، ويشرعون في ذبحها، ويطبخونها. فإذا كانت صبيحة يوم المولد، يجتمع الناس والأعيان والرؤساء، ويُنصب كرسي للوعظ، ويجتمع الجنود ويعرضون في ذلك النهار، بعد ذلك تقام موائد الطعام، وتكون موائد عامة، فيه من الطعام والخبز شيء كثير
وأضفى الفاطميون عنصرا جديدا على الاحتفالات بيوم مولد النبي صل الله عليه وسلم، بابتكار ما يعرف حاليا بـ حلوى المولد التي أصبحت تزين المحال التجارية والشوارع الشعبية قبل نحو شهر من بدء شهر ربيع الأول، وصارت من أهم طقوس إحياء هذا اليوم المميز.
ومع مرور السنين أصبحت صناعة الحلوى جزءا من التاريخ والثقافة والفلكلور المصري، ورغم أنها شُكلت في البداية على هيئة حصان أو عروس توزع على الأطفال، فإن المصريين أدخلوا عليها تعديلات وأضافوا الألوان لتلائم كل فئات الشعب.
وتشهدُ أسعار حلاوة المولد ارتفاعاً جنونياً في أسواق الدقهلية هذا العالم، متأثرة بإرتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج مثل السكر والسمسم والفول السوداني و عسل الجلوكوز وغير ذلك، مما أسهم في تراجع الإقبال على شرائها وفق تأكيدات أصحاب المحلات بعد أن سجلت أسعار الحلويات أسعارا قياسية ، حيث وصل سعر الكيلو إلى 500 جنيه ، ما أدى إلى تراجع الطلب على الحلوي بشكل كبير، خاصة وأن الجميع يعاني من ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة فرضت تغييرات جذرية على معظم عادات المواطنين خلال الشهر، الذى يتزامن مع الاستعدادات الجارية لعودة الدراسة، في ظل تركيز الإنفاق على مستلزمات والمصروفات المدرسية والدروس الخصوصية .
ومن جانبه أكد السيد وصفى ، أحد تجار حلاوة المولد، أن إقبال المواطنين على شراء حلوى المولد خلال هذه الفترة شبه معدوم ، ذلك مقارنة بالأعوام السابقة في مثل هذا الوقت، فعادة ما يكون هناك اقبال على الشراء، معبراً عن أمله في أن يتزايد الإقبال خلال الأيام المقبلة مع اقتراب يوم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وأرجع السبب وراء الإقبال الضعيف في تقديره إلى حالة الضغط التي أصبح يعيشها المواطن بسبب غلاء المعيشة، إضافة الي شراء مستلزمات المدارس تأتي على رأس أولويات معظم الأسر في الوقت الحالي، نظراً لتزامن الاحتفال بالمولد مع بدء العام الدراسي الجديد.
وعبرت شيماء السيد موظفة بنبرة حزن وجدت الأسعار نار بالمقارنة بالأعوام الماضية مضيفة إشتريت كيلو حلاوة واحد من أجل الأولاد وربنا يلطف بنا فراتبى البسيط لا يستطيع أن يواجه الارتفاع المستمر فى الأسعار .
فيما أكد أسامة المنجى موظف أن الحالة التى تدفعه لشراء الحلوى هى وجود علبة جيدة ولا يزيد سعرها عن 200 جنيه وذلك للإحتفال مع أولاده مؤكدا أن الحلوى التى أسعارها مرتفعة تفوق طاقة المواطن البسيط
وتشير نعمة إبراهيم ربة منزل إلى أن أسعار حلاوة المولد ارتفعت بشكل جنوني هذا العام وتكتفي بشراء كيلو واحد حسب ميزانية أسرتها.
بينما تؤكد فتحية محمود موظفة اكتفيت بشراء كيلو ونصف حلاوة لأسرة مكونة من 6 أفراد مضيفة أن أسعار هذا العام مبالغ فيها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المسلمين بالمولد تاريخ الاحتفال الإستعدادات الدقهلية الاحتفالات السيدة فاطمة الزهراء الاحتفال بالمولد قلوب المسلمين المولد النبوي الشريف بالمولد النبوی المولد النبوی ربیع الأول
إقرأ أيضاً:
خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف
مكة المكرمة
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي المسلمين بتقوى الله -عز وجل- فطاعته أجلّ نعمة، وتقواه أعظم عصمة.
وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام: “إن الإيمان قول باللسان، وعمل بالأركان، وعقد بالجنان وأكمل المؤمنين إيمانًا أحاسنهم أخلاقًا الموطؤون أكنافًا الذين يألفون ويؤلفون، فالإسلام جاء لتحقيق أنبل القيم، وأفضل السمات، فهو يجمع ولا يفرق، ويبنى ولا يهدم دين بني على اليسر والسهولة والرفق والسماحة، خلق عظيم ولعظم مكانتها قرنها النبي -صلى الله عليه وسلم- بالصبر وجعلها دلالة من دلائل الإيمان، فالصبر يحمل على ترك ما نهي عنه، والسماحة تحمل على فعل ما أمر به وتجمع بين طيب النفس، وحبّ الخير للناس فهي اليسر والمساهلة، واللين والتيسير في المعاملة، طلبًا لمرضاة الله تبارك وتعالى، فالسماحة ملتنا وشرعنا، وديننا ومنهجنا، بها بعث النبي -صلى الله عليه وسلم إلينا”.
ولفت النظر إلى أن من صور ومظاهر السماحة المسامحة في البيع والشراء والاقتضاء والإحسان في الأخذ والعطاء، فلا يغالي في الربح عند بيعه ولا يماطل ويظلم البائع عند شرائه وإذا طالب غيره بحقه، لم يشتد عليه ويظلمه وفي هذا تيسير ورفق بالناس، وباب عظيم لجلب البركة وما كان الرفق في شيء إلا زانه.
وأكد الشيخ ماهر المعيقلي أن من اتصف بخلق السماحة، سمت روحه وزكت نفسه ورقت أخلاقه وأورثته سماحته، سماحة الخلق والخالق، وعلى هذا الخلق من السماحة في المعاملة كان أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وأوضح فضيلته أن الحياة لا تصير سعيدة ولا النفوس مطمئنة إلا بالتغاضي والمسامحة والعفو والمساهلة، إذ الكمال في بني آدم محال والخطأ والزلل فيهم طبع وحال فمن يسّر على مسلم في الدنيا، يسّر الله عليه يوم القيامة، ومن السماحة إقالة من ندم في بيعه أو شرائه، والإقالة:
هي التراجع عن البيع أو الشراء ومن السماحة إنظار المعسر الذي لا يجد وفاء لدينه، لعل الله أن ييسر له سببًا فيسد دينه، أو التصدق عليه به أو ببعضه، ووعد سبحانه المُنْظِر بالثواب العظيم والأجر.
ورأى فضيلته أن العاقل يغتنم الفضائل، فإن لها أوقاتًا قلائل وربما لا تعود، والسماحة منزلة سامية، لا يوفق لها إلا ذو حظ عظيم.
وأبان إمام وخطيب المسجد الحرام أن السماحة طيب في النفس وانشراح في الصدر، ولين في الجانب وطلاقة في الوجه وصدق في التعامل ورحمة بالخلق، فالمسلم سمح هين لين يغض الطرف عن الزلات ويعفو عن الإساءات، وكلما كان المرء أقرب إلى السماحة كان أقرب إلى عفو ربه ورحمته وأبعد عن ناره وعذابه.
وأكد فضيلته أن الحث على الإنظار والمسامحة، لا يعني التساهل في أخذ أموال الناس بالباطل أو عدم سدادها أو التحايل، فمن قصد ذلك فقد عرض نفسه للمهالك ووصف -صلى الله عليه وسلم- من ماطل في سداد ما عليه وهو قادر على الوفاء به بالظالم الآثم، قال- صلى الله عليه وسلَّم -: (مَطْلُ الْغَنِي ظُلْمُ).
وحذر الشيخ ماهر المعيقلي المسلمين، من التساهل في أموال الناس فإن الميت قد يحبس عن الجنة بدينه حتى يقضى عنه.