عربي21:
2025-03-18@11:41:26 GMT

حرب الاستنزاف تلقى ظلالها على جبهة الاحتلال الداخلية

تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT

نتنياهو ليس لديه تصور للكيفية التي ينهي فيها الحرب، لكن لديه تصور واضح للكيفية التي يستطيع فيها البقاء في السلطة عبر إطالة أمد الحرب وإبقاء الجبهة الداخلية موحدة خلف حكومته الائتلافية وقيادته التي يزعم أنها الأقدر على تحقيق أهداف الحرب والانتصار فيها.

هذه إحدى الخلاصات المستفادة من المؤتمر الصحفي الذي عقده بنيامين نتنياهو يوم الأربعاء، وتحدث فيه عن محور صلاح الدين (فيلادلفيا) كمفتاح للنصر بإبعاد "حماسستان" و"فتحستان" عن المحور، وها هو اليوم يتحدث وإن بطريقة غير مباشرة عن "مصرستان" زاعما تدفق السلاح عن طريقها للمقاومة، دون النظر إلى تداعيات ذلك على علاقات الكيان الاسرائيلي مع مصر وشركائها العرب في الإقليم التي يعتبرها نتنياهو اليوم ثانوية قياسا بالمعركة الداخلية التي تتهدد حكومته وبقاءه في حال التوصل إلى صفقة توقف القتال وإن كان مؤقتا.



نتنياهو بهذا المعنى يملك تصورا واضحا للكيفية التي يواصل فيها الحرب للحفاظ على ائتلافه الحاكم؛ عبر رفضه صفقة تبادل الأسرى بإسقاط أهم بنود الاتفاق التي وافقت عليها حركة حماس والمقاومة الفلسطينية في الثاني من تموز/ يوليو الماضي، فاتحا الباب بشكل أوسع للأجندة الأيديولوجية لليمين الذي يقوده وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، لملء الفراغ الناجم عن غياب الأفق السياسي نتنياهو بهذا المعنى يملك تصورا واضحا للكيفية التي يواصل فيها الحرب للحفاظ على ائتلافه الحاكم؛ عبر رفضه صفقة تبادل الأسرى بإسقاط أهم بنود الاتفاق التي وافقت عليها حركة حماس والمقاومة الفلسطينية في الثاني من تموز/ يوليو الماضي، فاتحا الباب بشكل أوسع للأجندة الأيديولوجية لليمين الذي يقوده وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، لملء الفراغ الناجم عن غياب الأفق السياسيالمحلي والإقليمي والدولي بمقولات أيديولوجية تبرر حالة الإجهاد السياسي والعسكري والاقتصادي والبشري للجبهة الداخلية الناجمة عن مواصلة الحرب.

ورغم أن موقف نتنياهو من معبر صلاح الدين لا يشاطره فيه وزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيسا الموساد والشاباك ديفيد برنياع ورونين بار، وقادة المعارضة وعائلات الأسرى، ورجال المال والأعمال ومن خلفهم الإدارة الأمريكية، إلا أنه تمسك بالمحور على نحو جنوني وضع فيه العلاقات الإقليمية وعلى رأسها العلاقة مع مصر في منعطف حرج، وذلك لتجاوز تحديات الجبهة الداخلية التي تعد الجبهة الأهم والأخطر بالنسبة لنتنياهو وأعضاء ائتلافه الحاكم بعد إضراب الاثنين الذي شاركت فيه نقابات العمال (الهستدروت) وأحزاب المعارضة وعائلات الأسرى المحتجة في الشارع؛ للذهاب إلى صفقة تنهي الحرب وتذهب بالكيان نحو انتخابات مبكرة للكنيست.

فآخر ما يرغب فيه نتنياهو وقف الحرب والذهاب لانتخابات مبكرة، بعد أن كشف استطلاع رأي أعدته هيئة الإذاعة الرسمية أن 53 في المئة من المستطلعين دعوا إلى ضرورة القبول بالصفقة المعروضة والانسحاب من محور صلاح الدين/ فيلادلفيا، في حين أكد 61 في المئة من المستطلعة آراؤهم عدم ثقتهم بإدارة نتنياهو للحرب على غزة، وفي الآن ذاته كشف الاستطلاع خسارة نتنياهو لصدارة الانتخابات المقبلة بتقدم حزب معسكر الدولة بقيادة بني غانتس بـ23 مقعدا مقابل 22 لحزب الليكود، في حين لن يجمع الائتلاف الحاكم أكثر من 50 مقعدا من أصل 120 في الكنيست.

تمسك بالمحور على نحو جنوني وضع فيه العلاقات الإقليمية وعلى رأسها العلاقة مع مصر في منعطف حرج، وذلك لتجاوز تحديات الجبهة الداخلية التي تعد الجبهة الأهم والأخطر بالنسبة لنتنياهو وأعضاء ائتلافه الحاكم بعد إضراب الاثنين الذي شاركت فيه نقابات العمال
موقف نتنياهو من الانسحاب من المحور الحدودي (صلاح الدين/ فيلادلفيا) المدعوم من أركان حكومته الائتلافية؛ موقف مصيري نقل فيه المعركة من جبهات القتال الخارجية إلى الجبهة الداخلية لمواجهة خصومة في المعارضة وسائر المكونات المتضررة من الحرب التي تحولت إلى استنزاف أمني وسياسي واقتصادي وبشري؛ لا أفق منظورا لاستمراره سوى بقاء الائتلاف الحاكم ونتنياهو رئيسا للوزراء في ظل تدهور واستنزاف الجبهة الداخلية وفتح المزيد من أبواب الاستنزاف الصراعات على مستوى الإقليم.

ختاما.. نتنياهو يخوض معركته على الجبهة الداخلية منذ اليوم الأول لطوفان الأقصى في محاولة لاستعادة ثقة الجمهور الإسرائيلي عبر إلحاقه دمارا واسعا في قطاع غزة، إلا أن توسع الحرب إلى الضفة الغربية والمخاطر المتكررة بإشعال حرب إقليمية وخسارة استراتيجية، دفعته إلى توظيف موارد الكيان الخارجية والداخلية للحفاظ على تماسك الائتلاف الحاكم، لترتد المعركة بقوة نحو الجبهة الداخلية عاكسة فشل نتنياهو في إدارة المواجهة وعجزه عن الحسم وخشيته من المحاسبة، وهي معركة يديرها على حساب علاقات الكيان مع شركائه في الغرب وداخل الولايات المتحدة وفي المنطقة العربية، خصوصا مع مصر التي تحولت مؤخرا إلى هدف مباشر للماكينة الإعلامية الخاصة بنتنياهو لإدارة معركته الداخلية.

x.com/hma36

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه نتنياهو محور صلاح الدين مصر غزة مصر غزة نتنياهو محور صلاح الدين مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجبهة الداخلیة صلاح الدین مع مصر

إقرأ أيضاً:

لماذا غضب نتنياهو من صفقة تبادل الأسرى التي وافقت عليها حماس؟

سلط تقرير نشره موقع "موندويس" الضوء على غضب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بعد موافقة حركة حماس على مقترح أمريكي للإفراج عن الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأمريكية عيدان ألكسندر، وتسليم جثث أربعة إسرائيليين يحملون جنسية مزدوجة.

وقال التقرير الذي ترجمته "عربي21" إنّ "حماس ترى بهذه الخطوة وسيلة للتمهيد للمفاوضات حول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، وتضع تل أبيب في موقف صعب برفضها الدخول في مفاوضات لإنهاء الحرب".

وذكر أن موافقة حماس الأخيرة نابعة عن مواقفها السابقة، والتي رفضت مقترحا للمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف بالإفراج عن نصف الأسرى الإسرائيليين المتبقين، وتحول المقترح إلى الإفراج عن خمسة أسرى فقط بينهم عيدان ألكسندر و4 جثث.

وتابع: "من المقرر أن تتحرك المفاوضات بشأن المرحلة الثانية وصولا إلى إنهاء الحرب بشكل دائم"، مضيفا أن "هذه التطورات وضعت إسرائيل في موقف حرج، نظرا لرفضها الدخول في المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، أو التفكير في إنهاء الحرب بشكل دائم".



ولفت إلى أن "محادثات وقف إطلاق النار دخلت مرحلة جديدة في وقت سابق من هذا الأسبوع مع عودة المفاوضين إلى الدوحة، لمناقشة إمكانية التوصل إلى هدنة طويلة الأمد بين إسرائيل وحماس، وقد مدد المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إقامته في المنطقة حتى نهاية الأسبوع لدفع المفاوضات إلى الأمام، كما أرسلت إسرائيل فريقًا تفاوضيًا يضم منسق الحكومة الإسرائيلية لشؤون الرهائن ومسؤولًا في الاستخبارات الداخلية الإسرائيلية والمستشار السياسي لنتنياهو أوفير فالك".

ويأتي تجدد المفاوضات في ظل وقف إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، وقد أدى إغلاق جميع نقاط العبور إلى غزة ومنع إدخال المساعدات إلى القطاع إلى نقص في المواد الغذائية والوقود وإغلاق المخابز في القطاع، بالإضافة إلى ارتفاع كبير في أسعار المواد الأساسية للمعيشة.

وأشار التقرير إلى أن نتنياهو صرح في أوائل الشهر الحالي بأنه لن يكون هناك "غداء مجاني لغزة" طالما لم يتم إطلاق سراح أسرى إسرائيليين جدد، في خطوة تمثل انتهاكًا لشروط وقف إطلاق النار المتفق عليها، حيث لم يكن من المقرر إطلاق سراح أي أسرى جدد قبل بدء المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، وانسحاب إسرائيل من ممر فيلادلفيا على طول الحدود مع مصر.

ومن الاستراتيجيات الأخرى التي اتبعها نتنياهو وحلفاؤه في تخريب مفاوضات وقف إطلاق النار هي تهديداته باستئناف الهجوم الإسرائيلي على غزة، فقد صرح وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، بأن إسرائيل تستعد لهجوم متجدد وأشد قسوة، كما هدد نتنياهو نفسه حماس وسكان غزة خلال خطاب له في الكنيست الإسرائيلي بعواقب "لا تُحتمل" إذا لم يتم إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.



وبحسب التقرير، جاء تعبير حماس عن استعدادها لتسليم أسير إسرائيلي وجثث أربعة آخرين مقابل التفاوض على المرحلة الثانية، ليضع حدًا لتكتيكات نتنياهو التخريبية.

وأوضح التقرير أن هذا التحول جاء إثر إجراء الولايات المتحدة محادثات مباشرة مع حماس دون وساطة، في خطوة تكسر ثلاثة عقود من العرف الأمريكي في رفض التفاوض مع المنظمات التي تعتبرها "إرهابية".

وذكر أنه "رغم محدودية صلاحيات الوفد الإسرائيلي الذي أُرسل إلى الدوحة، إلا أن استئناف المحادثات بعد أسبوع متوتر من التهديدات الإسرائيلية يظهر تغيرًا في الموقف الأمريكي الذي انتقل من اقتراح ترامب الاستفزازي بتطهير عرقي للفلسطينيين من غزة إلى مناقشة الشروط مباشرة مع حماس وتقديم مقترحات متتالية للانتقال إلى محادثات حول إنهاء الحرب".

وفي صلب هذا التغيير مسألة إعادة إعمار غزة ومقترح القمة العربية البديل؛ حيث عرض اجتماع وزراء الخارجية العرب في الدوحة يوم الأربعاء الماضي الخطة على ويتكوف، واتفقوا على مناقشتها في المحادثات الجارية كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع.

وختم التقرير بقوله: "بينما يضع الفلسطينيون في غزة وعائلات الأسرى الإسرائيليين آمالهم في جولة المحادثات المتجددة في الدوحة، فإن احتمالات التوصل إلى اتفاق نهائي لا تزال بعيدة؛ فحكومة نتنياهو لا تُظهر أي علامة على استعدادها لإنهاء الحرب، وستحاول الآن إيجاد طريقة لتجنب المضي قدمًا في المفاوضات وإيجاد طريقة لإلقاء اللوم على حماس، كما فعلت مرات عديدة في الماضي".

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء: الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة هي حرب على الإنسانية
  • حماس: نتنياهو قرر استئناف الحرب لتصدير أزمته الداخلية وفرض شروط تفاوضية جديدة
  • مكتب نتنياهو: استئناف الحرب على غزة
  • كيف تفضح طموحات نتنياهو نقاط ضعف الاحتلال الإسرائيلي؟
  • الشعبية «التيار الثوري»: قوى الثورة يجب ألا تسمح باستخدامها كـ«ديكور» لقسمة السلطة
  • حزب "المصريين": زيارة الرئيس لأكاديمية الشرطة تعكس اهتمامه برجال تأمين الجبهة الداخلية
  • الرئيس السيسي يعرب عن تقديره لصلابة وتماسك الجبهة الداخلية
  • «الرئيس السيسي»: الجبهة الداخلية متماسكة ولا يمكن لأحد المساس بأمن مصر
  • تركيا الأولى عالميا ضمن الدول التي يصعب فيها امتلاك منزل!
  • لماذا غضب نتنياهو من صفقة تبادل الأسرى التي وافقت عليها حماس؟