مرصد يقترح إطلاق سراح معتقلين لتخفيف الضغط على السجون
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
زنقة 20 | الرباط
اقترح المرصد المغربي للسجون، الإفراج عن السجناء والسجينات الذين ستنتهي مدة الأحكام الصادرة في حقهم في الأشهر الثلاثة القادمة، أو الذين تتعثر قضاياهم لدى مكاتب التحقيق، وذلك لمواجهة معضلة اكتظاظ السجون بالمغرب.
و أكد المرصد ، أن السجن مرفق عمومي، والنزلاء هم مواطنات ومواطنون، وأطر المؤسسات هم موظفون عموميون، وكل خصاص بشري أو إنساني أو معنوي أو مادي قد يواجهها، إلا وكانت له نتئج وخيمة، يتحملها و يسأل عنها كل المتدخلين من أطراف السلطات العمومية ومن بينها السلطات القضائية والتشريعية و التنفيذية، فليس لأي منهم مفر ولا مخرج دون مساءلة.
وسجل المرصد في بلاغ له ، أن الاكتظاظ ولد مع الاعتقال الاحتياطي فأرهق السجون، والعائلات، والقضاء، والمجتمع والميزانيات، فأصبح ظاهرة تميز واقع السجون، أثارت نقاشا قويا بالبرلمان، و بالمؤسسات الوطنية الحقوقية، و بالمندوبية العامة للسجون، وبالهيئات الحقوقية، و لدى المؤسسات الدولية ولدى المرصد المغربي للسجون بالاولوية، لأنها الظاهرة التي ترمز لضعف الحكامة القضائية ولأزمة التعاطي مع الحرية.
وأوضح أن المرصد المغربي للسجون، يتفهم البلاغ الأخير للمندوبية العامة للسجون، و ردود بعض جمعيات القضاة ومواقفها منه، لكن المطروح اليوم ليس البحث عن أصل معاناة سجوننا، هل هو الجريمة أو المغالاة في الاعتقال الاحتياطي أو ممارسة الدعوى العمومية، أو عدم تفعيل المراقبة القضائية وبدائل العقوبات المتوفرة لحد اليوم، بل إننا بحاجة لحلول سياسية و حلول قضائية وتنزيل حقيقي للمقتضيات الدستورية، وأخيرا في حاجة لحوار وطني وازن وصريح حول السجون، والاعتقال الاحتياطي والعدالة الجنائية.
ودعا المرصد المغربي للسجون، إلى إعطاء كامل العناية والأولوية لحالة السجون بعد أن امتلأت بمائة ألف نزيل ونزيلة، فالحالة خطيرة و مخيفة بلغة المسؤولية والوعي بحماية الوطن والمواطنين، و تأسيس ” لجنة وطنية للرصد والإنقاذ ” من أطراف متعددة سياسية وقضائية وتشريعية وحقوقية وطبية، للقيام بزيارات للسجون، ومعاينة ميدانية لواقع الإيواء بالمؤسسات السجنية بدءا بالسجن المحلي عكاشة بالدار البيضاء، و اتخاذ إجراءات مستعجلة للحد من إجراءات الإعتقال الإحتياطي، ومن أجل الإفراج عن السجناء والسجينات الذين ستنتهي مدة الأحكام الصادرة في حقهم في الأشهر الثلاثة القادمة، أو الذين تتعثر قضاياهم لدى مكاتب التحقيق.
كما اكد على ضرورة إعطاء صلاحيات جديدة لآليات الرقابة القضائية والادارية لكي تقوم بأدوارها سواء تعلق الأمر بتغطية شاملة للمؤسسات السجنية وعلى الخصوص المتأثرة بالارتفاع المهول للساكنة، أو بتقديم مقترحات تهم حالة الاكتظاظ، و تفعيل حقيقي للآلية الوطنية للوقاية من التعذيب، باعتبار أن الاكتظاظ هو أيضا تعذيب حسب القرارات الأممية.
و الاسراع بعرض القانون والمسطرة الجنائية على البرلمان والقانون التنظيمي للدفع بعدم دستورية القوانين، وقانون العقوبات البديلة، و التي يعتبرها المرصد أدوات للرفع من النجاعة القضائية وضمان حقوق الإنسان والمحاكمة العادلة، و اتخاذ إجراءات لإطلاق سراح جميع معتقلي الراي و الحركات الاجتماعية، و تفعيل الية المسؤولية والمحاسبة، حفاظا على مصداقية القرارات والأوامر القضائية، وتفاديا للأخطاء القضائية، واحتراما لقرينة البراءة، المقررة دستوريا وفي القانون الدولي لحقوق الانسان.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
معارض إيراني ينتحر بعد رفض مطلبه بالإفراج عن معتقلين سياسيين
طهران- "حياتي بعد هذه التغريدة ستنتهي"، بعيد نشره هذه التدوينة، أقدم الناشط والصحفي الإيراني المعارض "كيانوش سنجري" (42 عاما)، على الانتحار، مساء الأربعاء الماضي، احتجاجا على رفض السلطات الإيرانية مطالبه بالإفراج عن سجناء سياسيين، في حين تتحدث مصادر إيرانية عن معاناته من اضطرابات نفسية.
وفي تفاصيل الحادث، نقلت صحيفة "سياست روز" الناطقة بالفارسية عن الطبيبة النفسية للناشط سنجري قولها، إن الضحية سبق أن نشر يوم الثلاثاء الماضي تغريدة على منصة إكس وطالب السلطات الإيرانية بإطلاق سراح كل من المعتقلتين السياسيتين فاطمة سبهري ونسرين شاكرمي، وكذلك السجينان، مغني الراب توماج صالحي، وأرشام رضائي.
الناشط والصحفي الإيراني المعارض "كيانوش سنجري" وضع حدا لحياته (الصحافة الإيرانية)وحذر الناشط سنجري في تغريدته، من أنه سينهي حياته احتجاجا على "الديكتاتورية" في بلاده إذا لم يتم إطلاق سراح السجناء الأربعة بحلول السابعة مساء الأربعاء (الماضي)، وينشر الخبر على وكالة أنباء السلطة القضائية.
وأوضحت الطبيبة النفسية، أن كيانوش كان قد اتخذ قرارا بالانتحار منذ أيام، وأنها رافقته خلال السويعات القليلة التي سبقت انتحاره، واجتمعت به في مجمع "جهارسو" التجاري الذي رمى بنفسه من طبقاته العليا، مضيفة أنه قَبِل العدول عن قرار الانتحار خلال اجتماعها به في المجمع التجاري، وأنه وافق على مواصلة جلسات العلاج النفسي معها، لكنه نفذ تهديده بعد دقائق من توديعها ففارق الحياة على الفور.
وفيما اعتبرت الصحيفة وضع الناشط سنجري شرطا للعدول عن الانتحار بأنه "مطلب غير معقول وغير منطقي" ولا يمكن لأي نظام سياسي أن يقبل به، نقلت في تقرير آخر عن فتاة مقربة من أسرة سنجري قولها إنه كان يرقد في أحد المستشفيات للعلاج النفسي جنوبي طهران وأنه رفض تناول الأدوية منذ فترة.
وبالعودة إلى حساب الناشط كيانوش سنجري على منصة إكس، يظهر أنه كان قد نشر تغريدة قبل يوم من الكشف عن عزمه الانتحار، كتب فيها أنه "من المقرر أن أتخذ قرارا صعبا بين الموت والحياة".
وبعد مضي نحو 20 دقيقة من نشره صورة عالية الجودة التقطت من الطبقات العلوية في مجمع جهار سو التجاري بشارع حافظ وسط العاصمة طهران، نشر سنجري تغريدة أخرى كتب فيها أنه "لا ينبغي سجن أي شخص بسبب التعبير عن آرائه. الاحتجاج حق لكل مواطن إيراني".
وتابع في تغريدته أن "حياتي ستنتهي بعد هذه التغريدة، لكن علينا أن لا ننسى أننا نختار الموت من أجل حب الحياة وليس الموت. نأمل أن يستيقظ الإيرانيون يوما وأن يتغلبوا على العبودية".
نشاط سياسيوبدأ الناشط كيانوش سنجري نشاطه السياسي خلال أيام الدراسة في الجامعة عام 1999 ما أدى إلى اعتقاله إثر مشاركته في احتجاجات طلابية غادر إثرها بلاده إلى إقليم كردستان شمالي العراق، ومن هناك هاجر إلى النرويج ثم إلى الولايات المتحدة، وعمل صحفيا في وسائل الإعلام المعارضة الناطقة بالفارسية.
وكشف المعتقل السياسي السابق عبد الرضا دلاوري -الذي كان قد رافق سنجري في سجن إيفين شمالي العاصمة طهران- أن الراحل كان قد اختلف مع المعارضة الإيرانية بالخارج مما أدى به للعودة إلى إيران رغم علمه باعتقاله فور وصوله إلى أرض الوطن.
وفي تغريدة على منصة إكس، كتب دلاوري أن سنجري كان معارضا شريفا لم ينتهك مبادئ الأخلاق بالرغم من وجود شرخ كبير في العقلية السياسية والأيديولوجيا بينهما، مضيفا أن سنجري قال له ذات ليلة إنه يفضل مواجهة "تنين الجمهورية الإسلامية" على الحياة إلى جانب المعارضة بالخارج، التي وصفها بأنها "مصاصة الدماء".