دراسة تسلط الضوء على علاج محتمل لمرض ورم المتوسطة.. ما علاقة بكتيريا الأمعاء؟
تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT
خلصت دراسة أجريت على السرطان إلى أن بعض بكتيريا الأمعاء قد تؤثر على نجاح الجهاز المناعي للمريض في مكافحة ورم المتوسطة (mesothelioma)، وهو شكل عدواني من أشكال سرطان الرئة.
ودفع ذلك الخبراء إلى الاعتقاد بأن التغييرات الغذائية قد تعمل في المستقبل على تحسين فوائد العلاج، وذلك بناء على الدراسة التي نشرت في مجلة Nature Communications.
وعلى مدار العشرين عاما الماضية، قاد أستاذ الأورام الصدرية بجامعة ليستر، دين فينيل، وهو زميل في أكاديمية العلوم الطبية، تطوير وتحسين علاج ورم المتوسطة.
ورم المتوسطة هو شكل عدواني من السرطان يتطور في بطانة الرئتين أو البطن، ومن المعروف أنه ناتج عن التعرض لمادة الأسبستوس الصناعية المحظورة الآن، حسب تقرير نشره موقع "medicalxpress" وترجمته "عربي21".
وأشار التقرير إلى أن هذا المرض نادر نسبيا، ولكنه مدمر. لا يوجد علاج حالي لورم المتوسطة، حيث تسعى العلاجات إلى إطالة وتحسين نوعية الحياة.
وكان التركيز في هذا البحث على تحديد مسارات العلاج الشخصية للمرضى الذين يعانون من تكرار الإصابة بورم المتوسطة. وحتى الآن، من خلال تحديد المرضى الذين من المرجح أن يحصلوا على أكبر فائدة من أنواع مختلفة من العلاجات الدوائية، باستخدام جينات السرطان لتقديم رؤى ثاقبة.
في أحدث ورقة بحثية من تجارب MIST (محاكاة المرض)، التي أجراها البروفيسور فينيل، قام فريق البحث بتقييم فعالية علاجين مناعيين؛ الأتيزوليزوماب وبيفاسيزوماب، في المرضى الذين يعانون من تكرار الإصابة بورم المتوسطة.
قال البروفيسور فينيل، "رأينا أن العلاجات المناعية التي استخدمناها لعلاج المرضى في هذه الدراسة، باستخدام حصار نقطة التفتيش المناعية، يمكن أن تحقق سيطرة سريرية معقولة على ورم المتوسطة في نسبة من المرضى".
وأضاف "برز نظام بيئي للبكتيريا التي تعيش في أمعاء الجميع في السنوات الأخيرة كعامل مهم مرتبط بحساسية الجسم للعلاج المناعي.. أردنا أن نكتشف كيف تؤثر العوامل داخل وخارج السرطان في حد ذاته على استجابة المريض للعلاج المناعي".
"لذلك قمنا بسلسلة الشفرة الجينية للبكتيريا المعوية من المرضى في هذه الدراسة، لتحديد ما إذا كان هناك علاقة باستجابتهم للعلاج"، وفقا لفينيل.
في الدراسة، شارك 26 مريضا مصابين بورم المتوسطة المتكرر. كان متوسط أعمارهم 68 عاما وفي المتوسط تلقوا 4.5 دورة من العلاج المناعي. تم تقييم معدل السيطرة على المرض لدى المريض بعد 12 أسبوعا.
لاحظت الدراسة أن استجابة المريض الإيجابية كانت أكثر احتمالية إذا كان هناك المزيد من الخلايا المناعية المضادة للسرطان في ورم المتوسطة. في المقابل، كان هذا مرتبطا بوجود أو غياب بكتيريا معوية محددة؛ وهي Provetella ومجموعة eubacterium ventriosum و biophilia.
وقال البروفيسور فينيل: "يعتمد عملنا على فهم متزايد بأن العوامل خارج السرطان في حد ذاته، في هذه الحالة البكتيريا، التي تعيش معنا في الأمعاء، يمكن أن تكون حاسمة لنجاح العلاج المناعي".
وأضاف أن "أحد النتائج الرئيسية لعملنا هو أن تغيير ميكروبيوم الأمعاء قد يحسن من احتمالات استفادة المريض من العلاج المناعي. يمكن أن يكون هذا، على سبيل المثال، من خلال تغييرات محددة في النظام الغذائي مثل زيادة تناول الألياف؛ وهو شيء يمكن للمريض اتخاذ إجراء بشأنه".
وتابع: "سوف يستكشف العمل الجاري هذا السؤال، مع البحث عن مزيد من الأدلة من تجارب MIST الأخرى التي أكملت الآن تسجيل المرضى لها. نتطلع إلى معرفة إلى أين يقود هذا البحث".
من جهتها، قالت الدكتورة سامانثا ووكر، مديرة الأبحاث والابتكار في Asthma + Lung UK، إنه "مع تقدم علاج ورم المتوسطة ببطء لعدة عقود، والعلاجات الحالية لا تعمل بشكل جيد بشكل خاص، فإن هذه النتائج ستجلب الأمل الحقيقي لآلاف الأشخاص المتأثرين بورم المتوسطة".
وأشارت إلى أن "لأمر رائع حقا اكتشاف أن شيئا بسيطا مثل الطعام الذي يتناوله شخص ما يمكن أن يكون له القدرة على تحسين استجابته للعلاج المناعي".
واختتمت حديثها بالقول، إن "نتائج مثل هذه توضح أهمية تمويل الأبحاث. ففي المملكة المتحدة، يموت شخص كل خمس دقائق بسبب مشكلة في الرئة. ويعيش آلاف آخرون في رعب من صعوبة التنفس كل يوم - ومع ذلك، لا تزال أبحاث صحة الرئة تعاني من نقص التمويل بشكل يائس. وفي Asthma + Lung UK، نناضل من أجل المزيد من الأبحاث التي تغير حياة الناس وتنقذ حياتهم من أجل تحويل مستقبل كل من يعاني من مشاكل في التنفس".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة دراسة السرطان صحة دراسة صحة السرطان المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة صحة صحة صحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة یمکن أن
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف كل التفاصيل عن "كورونا طويل الأمد"
عواصم - الوكالات
كشفت دراسة أن نحو 23% من الذين أصيبوا بفيروس SARS-CoV-2 بين عامي 2021 و2023 طوروا أعراض "كوفيد طويل الأمد"، وأن أكثر من نصفهم استمرت لديهم الأعراض لمدة عامين.
ونشرت النتائج في مجلة BMC Medicine، وأظهرت أن خطر الإصابة بـ"كوفيد طويل الأمد" يعتمد على عدة عوامل.
وبعد التغلب على العدوى الأولية بفيروس SARS-CoV-2، يعاني البعض من أعراض طويلة الأمد تعرف باسم "كوفيد طويل الأمد". وتشمل هذه الأعراض مشاكل تنفسية، وعصبية، وهضمية، بالإضافة إلى أعراض عامة مثل التعب والإرهاق، والتي تستمر لمدة ثلاثة أشهر على الأقل.
وقام الباحثون من معهد برشلونة للصحة العالمية (ISGlobal) بالتعاون مع معهد أبحاث جيرمانز ترياس آي بوجول (IGTP)، بدراسة 2764 بالغا من مجموعة COVICAT، وهي دراسة سكانية صممت لتقييم تأثير الجائحة على صحة سكان كاتالونيا. وأكمل المشاركون ثلاثة استبيانات في أعوام 2020 و2021 و2023، كما قدموا عينات دم وسجلات طبية.
وقالت ماريانا كاراشاليو، الباحثة المشاركة في الدراسة من معهد برشلونة للصحة العالمية: "كون الشخص امرأة، أو تعرضه لإصابة شديدة بكوفيد-19، أو وجود أمراض مزمنة سابقة مثل الربو، هي عوامل خطر واضحة للإصابة بكوفيد طويل الأمد".
وأضافت: "لاحظنا أيضا أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة أو لديهم مستويات عالية من الأجسام المضادة IgG قبل التطعيم كانوا أكثر عرضة للإصابة بكوفيد طويل الأمد". وقد يعكس العامل الأخير فرط نشاط الجهاز المناعي بعد العدوى الأولية، ما قد يساهم في استمرار الأعراض طويلة الأمد.
كما حددت الدراسة عوامل وقائية يمكن أن تقلل من خطر الإصابة، مثل التطعيم قبل العدوى واتباع نمط حياة صحي يشمل ممارسة النشاط البدني المنتظم والحصول على قسط كاف من النوم.
وبالإضافة إلى ذلك، كان الخطر أقل لدى أولئك الذين أصيبوا بعد أن أصبح متغير أوميكرون هو السائد.
ويمكن تفسير ذلك بأن العدوى كانت أخف أو بسبب وجود مناعة عامة أكبر ضد كوفيد-19.
وبناء على الأعراض التي أبلغ عنها المشاركون وسجلاتهم الطبية، حدد الباحثون ثلاثة أنماط سريرية لـ"كوفيد طويل الأمد":
- أعراض عصبية وعضلية هيكلية.
- أعراض تنفسية.
- أعراض شديدة تشمل أعضاء متعددة.
ووجد الباحثون أن 56% من الذين يعانون من "كوفيد طويل الأمد" استمرت لديهم الأعراض بعد عامين.
وقالت جوديث غارسيا-أيميريتش، الباحثة في معهد برشلونة للصحة العالمية والمؤلفة المشاركة للدراسة: "تظهر نتائجنا أن نسبة كبيرة من السكان يعانون من كوفيد طويل الأمد، ما يؤثر في بعض الحالات على جودة حياتهم".
وأضاف رافائيل دي سيد، المدير العلمي في معهد أبحاث جيرمانز ترياس آي بوجول: "في الذكرى الخامسة لكوفيد-19، تم إحراز تقدم كبير في فهم المرض. ومع ذلك، كما تظهر هذه الدراسة، فإن تأثير الجائحة على الصحة العقلية والعمل ونوعية الحياة ما يزال عميقا. ورغم أن هذه الأبحاث تمثل خطوة إلى الأمام، إلا أن هناك الكثير مما يجب فعله لفهم هذا المرض الخفي بالكامل".
وتظهر هذه الدراسة أن "كوفيد طويل الأمد" ما يزال يشكل تحديا صحيا كبيرا، وأن فهم عوامل الخطر والوقاية يمكن أن يساعد في تقليل تأثيره على الأفراد والمجتمعات.