الولايات المتحدة – يتعرض رائدا الفضاء التابعان لناسا لضرر إشعاعي كبير، كشف عنه العلماء، بعد أن تقطعت بهما السبل في محطة الفضاء الدولية بسبب مركبة “ستارلاينر” التابعة لشركة بوينغ.

ومع بقاء رائدي الفضاء سوني ويليامز وبوتش ويلمور عالقين في محطة الفضاء الدولية لمدة ثلاثة أشهر، بعد أن كان مقررا عودتهما إلى الوطن بعد ثمانية أيام فقط من وصولهما إلى المحطة الفضائية في يونيو الماضي، فقد عرّضهما هذا بالفعل لخطر تلقي نحو 40 ملليزيفرت (mSv) إلى 80 ملليزيفرت من الإشعاع، وهو ما يعادل تقريبا 120 إلى 240 صورة أشعة سينية للصدر.

ولن يعودا إلى الأرض حتى فبراير 2025 على أقرب تقدير، وسيكونان قد أمضيا ثمانية أشهر على الأقل في الفضاء وخاطرا بالتعرض للإشعاع بما يعادل تقريبا 310 إلى 630 صورة أشعة سينية للصدر.

وأظهرت الدراسات أن جرعات الإشعاع عند هذا المستوى تزيد من خطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية وتلف الجهاز العصبي المركزي على المدى الطويل، وفقا لوكالة ناسا.

تحاول الخلايا إصلاح هذه الأضرار، وفي بعض الأحيان تنجح. ولكن عندما يتم إصلاح الحمض النووي بشكل غير صحيح، فقد يؤدي ذلك إلى طفرات جينية يمكن أن تؤدي إلى السرطان بمرور الوقت.

ويمكن للإشعاع أيضا تغيير نظام القلب والأوعية الدموية عن طريق إتلاف القلب، وتصلب الشرايين وتضييقها، والقضاء على الخلايا في بطانات الأوعية الدموية. ويمكن أن تؤدي هذه الأضرار في النهاية إلى أمراض القلب والأوعية الدموية.

ويؤثر الإشعاع أيضا على الدماغ، حيث يمكن أن يعيق تكوين الخلايا العصبية، وهي عملية توليد خلايا دماغية جديدة. يمكن أن يؤدي هذا إلى ضعف الإدراك وعجز الذاكرة.

وكتب عالم فيزياء البلازما الفضائية مارتن آرتشر في مقال لموقع The Conversation: “الفضاء مكان غير مضياف للعيش فيه حقا، لا يوجد هواء يمكن تنفسه، والجاذبية الصغرى تضعف عظامك وعضلاتك وتعرضك لجرعات متزايدة من الإشعاع في شكل جزيئات مشحونة عالية الطاقة. ويمكن أن يتسبب هذا في تلف الخلايا في الجسم عن طريق تفتيت الذرات والجزيئات التي تتكون منها”.

وأفادت وكالة ناسا أن رواد الفضاء الذين يقضون ستة أشهر في محطة الفضاء الدولية يتعرضون لإشعاع يتراوح بين 80 ملليزيفرت إلى 160 ملليزيفرت.

والملليزيفرت (mSv) هي وحدات قياس لكمية الإشعاع التي يمتصها جسم الإنسان، حيث أن ملليزيفرت واحد من الإشعاع الفضائي يعادل تقريبا تلقي ثلاث صور بالأشعة السينية للصدر.

وتحتوي محطة الفضاء الدولية على دروع لتقليل كمية الإشعاع الفضائي الذي يتعرض له رواد الفضاء، لكن الطواقم ما تزال تتحمل نحو 365 مرة من الإشعاع أكثر مما نتحمله هنا على الأرض، وفقا لحسابات آرتشر.

وتتجلى معظم المخاطر الصحية المرتبطة بالتعرض للإشعاع الفضائي على المدى الطويل. وقد يكون رواد الفضاء معرضين لخطر الإصابة بمتلازمة الإشعاع الحادة (ARS)، والتي تحدث عندما يتلقى الشخص جرعة عالية من الإشعاع على مدى فترة قصيرة من الزمن.

وفي الحالات الشديدة، يمكن أن يكون هذا مميتا، لكن لم يمت أي رائد فضاء من هذه الحالة من قبل.

وحذر العلماء من وجود خطر متزايد على الرواد بسبب التوهجات الشمسية، وهي انفجارات مكثفة من الإشعاع عالي الطاقة من سطح الشمس، حيث يقترب نجمنا حاليا من الحد الأقصى للنشاط الشمسي.

المصدر: ديلي ميل

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: محطة الفضاء الدولیة من الإشعاع یمکن أن

إقرأ أيضاً:

دهون خفية تلحق الضرر بالشرايين حتى لدى النحفاء

كندا – كشفت دراسة حديثة عن خطر خفي يهدد صحة الشرايين، يتمثل في الدهون المتراكمة داخل الجسم وحول الأعضاء الحيوية، حتى لدى الأشخاص الذين يبدون نحيفين.

فقد توصل باحثون في جامعة ماكماستر الكندية، بعد تحليل صور الرنين المغناطيسي والبيانات الصحية لأكثر من 33 ألف شخص في كندا والمملكة المتحدة، إلى أن الدهون الحشوية التي تتجمع في عمق الجسم وحول الأعضاء الداخلية، ترتبط ارتباطا وثيقا بتلف الشرايين السباتية التي تغذي الدماغ بالدم، ما يزيد خطر السكتة الدماغية وأمراض القلب.

وأوضح الفريق أن هذه النتائج تشكك في الاعتماد على مؤشر كتلة الجسم (BMI) كمقياس رئيسي للسمنة، إذ يمكن أن تكون الدهون الداخلية ضارة حتى عندما يبدو الوزن طبيعيا.

وقال البروفيسور راسل دي سوزا، أحد القائمين على الدراسة من قسم أساليب البحث الصحي بجامعة ماكماستر: “تظهر نتائجنا أنه حتى بعد أخذ عوامل الخطر التقليدية مثل الكوليسترول وضغط الدم في الاعتبار، تظل الدهون الحشوية والكبدية من الأسباب المباشرة لتلف الشرايين”.

ووصف دي سوزا النتائج بأنها “جرس إنذار للأطباء والناس على حد سواء”.

ومن جانبها، أكدت البروفيسورة ماري بيجيير أن الدراسة تبرز الحاجة إلى وسائل أكثر دقة لتقييم توزيع الدهون في الجسم، وليس الاعتماد فقط على الوزن أو مقاس الخصر.

وأضافت البروفيسورة سونيا أناند، أخصائية الأوعية الدموية في مستشفيات هاميلتون الكندية: “لا يمكن دائما معرفة ما إذا كان الشخص يحمل دهونا حشوية أو كبدية بمجرد النظر إليه. هذه الدهون نشطة أيضيا وخطرة لأنها ترتبط بالالتهاب وتلف الشرايين حتى لدى من لا يعانون من السمنة الظاهرة”.

وأشار الباحثون إلى أن الأساليب الحديثة في التصوير الطبي يمكن أن تساعد على كشف هذه الدهون “الخفية”، ما يمكّن من الوقاية المبكرة من أمراض القلب والأوعية الدموية.

وتأتي هذه النتائج بالتزامن مع دعوات متزايدة لإعادة النظر في تعريف السمنة عالميا. فقد اقترح 58 خبيرا دوليا مؤخرا تعديل نظام مؤشر كتلة الجسم المعتمد، معتبرين أنه لا يعكس بدقة توزيع الدهون في الجسم ولا يفرّق بين الدهون السطحية وتلك العميقة الخطرة.

ويقترح الخبراء اعتماد مقاييس إضافية مثل محيط الخصر ونسبة الطول إلى الوزن لتقديم صورة أكثر واقعية عن حالة الجسم. وتشير دراسات من جامعة هارفارد ومستشفى ماساتشوستس العام إلى أن تطبيق هذا التعريف الجديد قد يرفع عدد المصنفين على أنهم يعانون من السمنة بنسبة تصل إلى 60%.

نشرت الدراسة في مجلة Communications Medicine.

المصدر: ديلي ميل

مقالات مشابهة

  • متحدية سبيس إكس.. ناسا تعيد فتح المنافسة للعودة إلى القمر
  • العد التنازلي للحياة على الأرض.. دراسة تكشف موعد النهاية وفق توقعات ناسا
  • خبير يكشف بالصور الفضائية: توقف جميع توربينات سد النهضة وإمرار المياه عبر المفيض
  • طهران تفتتح محطة مترو جديدة باسم مريم العذراء (صور)
  • دهون خفية تلحق الضرر بالشرايين حتى لدى النحفاء
  • مُسيرات أوكرانية تشعل حريقا في محطة غاز أورينبورج الروسية
  • حقائق صادمة عن مصير مستوطني المريخ
  • الطاقة الذرية : بدء إصلاحات بمحطة زابوريجيا النووية وسط تهدئة ميدانية
  • حقائق صادمة عن مصير أول مستوطني المريخ
  • عامل يشعل محطة وقود انتقامًا من حبيبته في لبنان