كشفت الحكومة التركية، النقاب عن برنامج اقتصادي متوسط المدى من المقرر أن يجري تنفيذه بين عامي 2025 و2027، وذلك بعد أكثر من عام على النهج الجديد الذي اتبعه الفريق الاقتصادي الذي شكله الرئيس رجب طيب أردوغان مطلع ولايته الجديدة لمكافحة الأزمة الاقتصادية.

وفي حين شددت التصريحات الرسمية على أهمية البرنامج الجديد في سياق العمل على خفض نسب التضخم إلى فئة الآحاد وتعزيز النمو الاقتصادي، رأى خبراء اقتصاديون أن البيانات المعلن عنها ضمن البرنامج "غير متماسكة" وتظهر تراجع الحكومة عن سقف أعلى لبعض الأهداف التي وضعتها سابقا.



وقال الرئيس التركي في تدوينة عبر حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، "آمل أن يكون البرنامج متوسط المدى 2025-2027، الذي أعلنا عنه والذي له أهمية كبيرة بالنسبة للاقتصاد التركي، مفيدًا لبلدنا وأمتنا".

Bugün açıkladığımız ve Türkiye ekonomisi için büyük önem arz eden 2025-2027 Orta Vadeli Program’ın (OVP) ülkemiz ve milletimiz için hayırlara vesile olmasını temenni ediyorum.

Bir yandan enflasyonla kararlı bir şekilde mücadele ederken, diğer yandan yatırımı, üretimi,… — Recep Tayyip Erdoğan (@RTErdogan) September 5, 2024
وأضاف أنه "في حين يحارب التضخم بشكل حاسم من ناحية، فإن البرنامج يعطي الأولوية للاستثمار والإنتاج والتوظيف والصادرات والنمو من ناحية أخرى"، مشددا على أن البرنامج أيضا "سيعزز الزراعة والصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والسياحة والعديد من القطاعات المختلفة".

وتعهد أردوغان، بالعمل "دون توقف من أجل تحقيق الأهداف التي تم تحديدها في نطاق الخطة المتوسطة الأجل، لزيادة رفاهية المواطنين وضمان استدامة الاقتصاد القائم على أسس متينة".

وفي مؤتمر صحفي للكشف عن البرنامج، قال نائب الرئيس التركي، جودت يلماز، الأربعاء، إن "الغرض الرئيسي من البرنامج للفترة 2025- 2027 هو خفض التضخم تدريجيا إلى مستويات مكونة من رقم واحد، وزيادة إمكانات النمو لدينا بما يتماشى مع عملية تباطؤ التضخم، وزيادة الاستثمار القائم على الإنتاجية والتوظيف والإنتاج".




وأضاف خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة أنقرة، أن البرنامج يهدف أيضا إلى "توزيع الدخل بشكل أكثر إنصافا على جميع شرائح مجتمعنا مع تحقيق زيادة في الرفاهية"، موضحا أنه بناء على هذه الأهداف "سيتم ضمان التنسيق القوي للسياسات النقدية والمالية وسياسات الدخل، واعتبار مكافحة التضخم مجالا ذا أولوية".

يأتي ذلك ضمن خطة اقتصادية يقودها بشكل أساسي فريق اقتصادي مكون من وزير المالية محمد شيمشك، ونائب الرئيس جودت يلماز، ورئيس البنك المركزي فاتح قره خان.

وتمثل برنامج الفريق الاقتصادي الجديد الذي شكله أردوغان بعد إعادة انتخابه  في أيار/ مايو 2023، في التخلي عن السياسة غير التقليدية بالإبقاء على الفائدة منخفضة لصالح إطلاق العنان لنهج تشديد السياسة النقدية، الأمر الذي تلاه على مدى الشهور اللاحقة رفع سعر الفائدة الرئيسي على دفعات متتالية من 8.5 بالمئة إلى 50 بالمئة.

أبرز الفوارق

الناتج المحلي: توقع البرنامج الاقتصادي متوسط الأجل، نمو الناتج المحلي الإجمالي 3.5 بالمئة خلال عام 2024، و4 بالمئة خلال عام 2025، ووصوله إلى 4.5 بالمئة في عام 2026، انتهاء بـ5 بالمئة مع حلول عام 2027.

وذلك في ما يشير إلى انخفاض في التوقعات الرسمية التي سبق أن أعلن عنها الفريق الاقتصادي، والتي رجحت أن يكون نمو الناتج المحلي في الفترة ذاتها على النحو التالي: 4 بالمئة نمو خلال عام 2024، و4.5 بالمئة خلال عام 2025، و5 بالمئة في عام 2026.

التضخم: توقع البرنامج الاقتصادي متوسط الأجل، انخفاض معدلات التضخم السنوي إلى 41.5 مع نهاية عام 2024. وبحلول عام 2025، من المتوقع أن ينخفض إلى 17.5 بالمئة، ليصل إلى فئة الآحاد بنسبة 9.7 بالمئة خلال عام 2026، و7 بالمئة خلال عام 2027.

التوقعات السابقة رجحت أن ينخفض معدل التضخم السنوي إلى 33 بالمئة مع نهاية عام 2024، ومن ثم إلى 15.2 بالمئة خلال عام 2025، وصولا إلى 8.55 مع حلول عام 2026.

معدلات البطالة: توقع البرنامج الاقتصادي متوسط الأجل، وصول معدل البطالة في عام 2024 إلى 9.3 بالمئة، وفي عام 2025 إلى 9.6 بالمئة، على أن تبدأ هذه المعدلات بالانخفاض ابتداء من عام 2026 لتصل إلى 9.2 بالمئة، لتواصل الانخفاض وصولا إلى 8.8 بالمئة في عام 2027.


التوقعات السابقة رجحت أن تصل معدلات البطالة إلى 10.3 بالمئة خلال عام 2024، و9.9 عام 2025، و9.3 بحلول عام 2026.

سعر الليرة مقابل الدولار: توقع البرنامج الاقتصادي متوسط الأجل، استقرار سعر صرف الليرة التركية مقابل الدولار عن حاجز 33.2 ليرة في عام 2024، ليرتفع خلال عام 2025 وصولا إلى 42 مقابل الدولار، ومن ثم 44.4 في عام 2026، انتهاء بعام 2027 حيث يصل سعر الصرف إلى 46.9.

التوقعات السابقة رجحت استقرار سعر صرف الليرة التركية مقابل الدولار عن حاجز 36.8 ليرة في عام 2024، ليرتفع خلال عام 2025 وصولا إلى 43.9 مقابل الدولار، ومن ثم 47.8 في عام 2026.

ماذا قالوا؟

كبير الاقتصاديين السابق في البنك المركزي هاكان كارا: تم رفع هدف التضخم إلى 17.5 (خلال عام 2025)، وهو لا يزال غير واقعي بما فيه الكفاية ولكنه أكثر منطقية. من المحتمل أن يركز السوق على النطاق العلوي للتوقعات التي أعلنها البنك المركزي.

الاقتصادي أوغز ديمير: هذه الأهداف هي تقديرات متفائلة للغاية في ظل الظروف الحالية، وحتى حقيقة أنها أقل من التوقعات تظهر أننا على حافة أزمة اجتماعية.

مع اقتراب الأزمة الاجتماعية القائمة على البطالة، فإن وعد الحكومة لنا هو تحقيق تضخم يقارب 20 بالمئة لعام 2025. وفي حين يتناقص التضخم بسرعة في جميع أنحاء العالم، فإنه سوف يتجاوز لدينا حاجز 40 بالمئة خلال العام الجاري، على الرغم من كون سعر الفائدة لدينا 50 بالمئة.

الاقتصادي سيركان أوزجان: إن توقعات التضخم للفترة 2025-2027 في الخطة المتوسطة الأجل طموحة للغاية، وبالنظر إلى توقعات التضخم هذه، وجدت أن توقعات النمو في الفترة ذاتها غير متسقة.

ومن الصعب للغاية تحقيق مستويات التضخم هذه حتى في ظل تركيبة تتكون من قمع الأجور لفترة طويلة، واستمرار القيود الائتمانية، وبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول بكثير من المتوقع.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد تركي منوعات تركية اقتصاد تركي اقتصادي أردوغان اقتصاد تركيا أردوغان اقتصاد تركي اقتصاد تركي اقتصاد تركي اقتصاد تركي اقتصاد تركي اقتصاد تركي سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بالمئة خلال عام مقابل الدولار خلال عام 2025 وصولا إلى فی عام 2026 عام 2027 عام 2024

إقرأ أيضاً:

توقعات بارتفاع استهلاكات حديد التسليح بعد استعادة النمو الاقتصادي والتوسع في تراخيص البناء

توقعت  تقارير  اعدتها   مجموعة  العز   للصلب ، أكبر منتج  ومصدر   فى  المنطقه العربيه وشمال  أفريقيا  إرتفاع   إستهلاكات  حديد  التسليح  بعد  إستعادة  النمو  الإقتصادى ، والتوسع  فى إصدار  تراخيص البناء   الخاص  خاصة  بعد إقرار الحكومه  عامى 2023 ، و2024  لتشريعات  البناء  الجديدة  ولائحتها   التنفيذية .أكد  التقرير  أن  إستهلاكات   مصر  من  حديد التسليح   لا تزال  دون  المستوى ، وتشهد  هبوطا  كبيرا  من عام 2016  الذى  وصلت  فيه  معدلات  الاستهلاك  إلى  نحو 8.6 مليون  طن  بزياده  24%

عن عام 2023 وذلك  بسبب  تراجع   معدلات  البناء  الخاص .

وتوقعت تقارير   " عز "  زيادة  استهلاك حديد التسليح في مصر  خلال ألعام  الحالى  2024    إلى 6.8 مليون طن مدفوعًا بالمضي في استكمال مشروعات البنية التحتية، وسداد مستحقات المقاولين، والاستئناف المتوقع لتصاريح البناء الجديدة، كما يتوقع أن يظل استهلاك الصلب المسطح مستقرًا عند 1.5 مليون طن في عام 2024، ويبدأ في الزيادة بعد ذلك.

كما توقعت  التقارير أن تتجاوز صادرات الصلب الصينية 100 مليون طن خلال 2024، وهو أعلى مستوى منذ عام 2016، ولكن هذا التوجه التصديري المبالغ فيه ينتج عنه تحفزًا في الأسواق العالمية، حيث يعاني العديد من المنتجين المحليين في الدول المختلفة من التنافس مع الصلب الصيني منخفض السعر، مما دفع العديد من الدول بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وكندا وجنوب أفريقيا وتركيا والبرازيل، تعريفات جمركية مرتفعة وتدابير تجارية مختلفة لحماية صناعتها المحلية.

وأشارت  تقارير   " عز "  الى  ان استهلاك مصر من حديد التسليح  قدر إرتفع  إلى 3.059 مليون طن خلال النصف الأول من عام 2024، بنسبة نمو 9%، نتيجة التحول في السياسة النقدية التي أدت إلى تعزيز توافر الدولار، وتحفيز زيادة نشاط البناء، غير أن مستوى الاستهلاك مازال أقل بكثير من المستوى الذي كان سائدًا قبل 8 سنوات في عام 2016، وبلغ 8.6 مليون طن، وفق تقرير لشركة حديد عز.

وانخفض الاستهلاك المحلي من الصلب المسطح

(HRC) إلى 668 ألف طن خلال النصف الأول من عام 2024 مقابل 589 ألف طن خلال الفترة المماثلة من عام 2023 بنسبة تراجع 12%، ويرجع ذلك في المرتبة الأولى إلى تباطؤ مشروعات البنية التحتية،

أما على مستوى التصدير، انخفضت صادرات مصر من حديد التسليح في النصف الأول من عام 2024 بنسبة 13% ليصل إلى 656 ألف طن مقارنة بـ754 ألف طن خلال الفترة المماثلة من العام الماضي، مدفوعة بانخفاض أسعار التصدير.

ووفق التقرير، حققت شركة حديد عز مبيعات تصدير بلغت 822 مليون جنيه في النصف الأول من عام 2024، وبلغت صادرات الصلب المسطح (HRC) 544 مليون دولار بنسبة 66.2% من الإجمالي، وحديد التسليح 278 مليون دولار بنسبة 33.8% من إجمالي المبيعات، مقابل صادرات بقيمة 794 مليون دولار خلال النصف الأول من عام 2023، مقسمة بين حديد التسليح بـ284 مليون دولار، والصلب المسطح بـ509 ملايين دولار.

مقالات مشابهة

  • "ياغي" يكبد فيتنام 1.6 مليار دولار ويهدد نمو الاقتصادي
  • استطلاع رأي يظهر التفوق الاقتصادي لترامب على هاريس
  • سيرا إبراهيم تستعين بالنجوم في حكايتي أنا
  • توقعات بارتفاع استهلاكات حديد التسليح بعد استعادة النمو الاقتصادي والتوسع في تراخيص البناء
  • التضخم السنوي في السعودية يسجل 1.6% في أغسطس
  • العجز التجاري في تونس يتراجع إلى 3.9 مليار دولار في 8 أشهر
  • شروط قبول الطلاب الجدد بكلية الآداب جامعة حلوان 2024 (صور)
  • تركيا.. انخفاض محدود في توقعات التضخم لنهاية العام
  • ارتفاع ثقة المستهلكين الأميركيين في سبتمبر مع تراجع التضخم
  • برنامج «الرائدات» من منصة «السيدات للاستدامة» يستقبل طلبات المشاركة لدورة 2025