اعتبر رئيس شركة "رينميتال" للصناعات العسكرية، أرمين بابيرغير، أن 100 مليار يورو قد تكون غير كافية لتحديث القدرات الدفاعية الألمانية، وفق متطلبات حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وقال بابيرغير لوكالة ريا نوفوستي: "100 مليار يورو التي تم تخصيصها سابقًا لتحديث القوات الألمانية ليست كافية لتلبية متطلبات الناتو".

وأضاف بابيرغير أن "البوندسوير" بحاجة لاستثمار 350 مليار يورو إضافية خلال السنوات 10ــ15 القادمة.

إقرأ المزيد بعدسة القوات الأوكرانية... العشرات من أسلحة الناتو مدمرة ومعطوبة على محور زابوروجيه

وقال: ستكون هناك ضرورة لإنشاء صندوق مالي ثان.

وأكد أن ألمانيا إذا لم تقم بذلك فلن تتمكن من تلبية المعايير الدفاعية لحلف الناتو.

وفي وقت سابق، قال بابيرغر إن الدول الأوروبية سيكون من الصعب عليها الدفاع عن نفسها في حالة تعرضها لهجوم من عدو قوي في ظل المستويات الحالية من الإنفاق على الدفاع.

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا حلف الناتو ملیار یورو

إقرأ أيضاً:

هل تكفي الذكريات لملء فراغ الغياب؟!

لا أستطيع أن أنسى اليوم الذي رحلوا فيه، كان الوداع مفاجئًا، وكأن الزمن قد قرر أن يسحب من بين يديّ أجمل لحظات العمر، تلك اللحظات التي كانت مليئة بابتساماتهم وأصواتهم التي لا تبارح مسامعي، هل غاب الأجداد حقًا؟ أم أن غيابهم مجرد وهمٍ يتسلل إلى القلب، فتلتقيه الذكريات لتملأ الفراغ الذي خلّفوه؟ تلك اللحظات التي ضمّت وجودهم، والتي تطرّزت بعباراتهم وحكمتهم، تصبح كالنغمة التي تتكرر في قلب المكان، فتذكرنا أن حضورهم كان طيفًا لا يموت، رغم غيابهم الجسدي.

حينما أكتب عن الأجداد، لا أستطيع أن أتجاهل الكم الهائل من المشاعر التي تُثار في قلبي، هم ليسوا مجرد أفراد مرّوا في حياتنا، بل كانوا علامات فارقة، شوارع راسخة في خريطة الذاكرة، عندما كنت صغيرًا، كانت لحظاتهم مليئة بحكايات يروونها عن الزمن البعيد، وعن الأجداد الذين سبقوهم، وعن أيام الطفولة التي عاشوها في زمن آخر، كان كل حديث منهم يبعث في روحي طمأنينة، وكل كلمة تحمل بداخلها عطر الماضي، وكل نصيحة تحمل بريق حكمة مفقودة في زماننا المعاصر.

«إذا أردت أن تعرف كيف تكون قويًا، فتذكر كيف كنا نعيش أيام الشدة...» هكذا كان يقول لي جدي، في كلمات بسيطة لكنها تحمل أثقالًا من تجارب الحياة.

لكن عندما غابوا، لم يعد للصوت نفسه وقعٌ في المكان، أصبحت كل زاوية في البيت فارغة، كما لو أن الزمن قد اختطف معه جزءًا من روح المكان، غيابهم لم يكن غيابًا عن الأجساد فحسب، بل عن طيفهم الذي كان يعطر الأوقات، وعن بصماتهم التي كانت تشكل هوية الأسرة، كيف للذاكرة أن تحمل كل هذا العبق؟ كيف للمكان أن يبقى حيًا دون حضورهم؟

المفارقة العجيبة أن الأجداد لا يموتون كما يموت الآخرون، فهم لا يرحلون إلا في أجسادهم، يظلون حاضرين في كل زاوية من حياتنا، في كل خطوة نخطوها، وفي كل لحظة صمت نعيشها، نراهم في كل مكان، في ابتسامة طفل، في طريقة كلامنا، في الحكمة التي ننقلها لأبنائنا وأحفادنا، هل يكفي هذا؟ هل تكفي الذكريات لتغطي الفراغ الذي خلفوه؟ هل تكون الأجيال الجديدة قادرة على فهم المعاني التي زرعوها فينا؟ أم أن الزمن، كما في كل شيء آخر، ينسى شيئا فشيئا حتى يغيب المعنى عن الأعين؟

في لحظات الضياع، في لحظات الحيرة، ندرك أن غياب الأجداد هو غيابٌ لا تعوضه الأيام ولا الأوقات، نحن أمام حقيقة واحدة: لا يمكن للزمن أن يعيد لنا ذلك الحضور العميق، ذلك المعنى الكبير الذي كان في قلوبهم، لا يمكن للذكريات أن تملأ الحيز الذي خلفوه، ولا يمكن لنا أن نرثَ سوى ما زرعوه فينا من حب، من حكمة، ومن صبر.

ولكن، في كل ذلك، هناك شعاع من الأمل، شعاع ينبعث من تواصلنا مع إرثهم، من تمسكنا بتلك القيم التي زرعوها فينا، مهما مرَّ الزمان، تظل آثارهم حية فينا، إن نحن حملناها في قلوبنا وطبّقناها في حياتنا، الأجداد علمونا كيف نواجه الحياة بكل صعوباتها، كيف نتمسك بالأمل حينما يعصف بنا اليأس، علمونا أن الفقد ليس نهاية، بل هو بداية لفهم أعمق للحياة، وكيف أن الموت ليس إلا نقطة انتقال من عالم إلى آخر. لا نملك سوى أن نعيش على ذكراهم، وأن نحيي إرثهم بما في ذلك من تربية، وحكمة، وقيم، الأجداد هم الحافز الذي يدفعنا للمضي قدمًا في الحياة بكل ما فيها من تحديات، في كل مرة نعيش لحظة فرح، نتذكرهم، وفي كل مرة نتعثر، نتذكرهم، وجودهم في ذاكرتنا يجعلنا نرسم خطانا بثقة، وتظل حياتهم مثالًا نحتذي به.

في غيابهم، قد يكون الفرح أقل سطوعًا، ولكن الذكريات ستظل تلوّن حياتنا بألوانهم الطيبة، وها نحن اليوم، نعيش وسط هذه الذكريات، نحتفظ بكل كلمة قالوها، بكل دعوة كانوا يرفعونها إلى السماء من أجلنا، وفي كل مرة ندعو لهم بالرحمة، نجد أنفسنا جزءًا من تلك الحلقة التي لا تنتهي.

اللهم اجعلهم من أهل الجنة، وارزقهم الراحة الأبدية، ونسألك أن تكون أرواحهم في طمأنينة، وأن تظل دعواتهم تحفظنا في الدنيا، كما حفظنا حضورهم في قلوبنا.

مقالات مشابهة

  • هل تكفي الذكريات لملء فراغ الغياب؟!
  • هل الهطولات خلال المنخفض كانت كافية لتعديل الموسم المطري؟
  • بايتاس: وزارة الصحة سارعت إلى توفير لقاح التهاب السحايا بكميات كافية
  • ضمان صحة المواطنين .. الدولة توفر اللقاحات بكميات كافية
  • السوداني يبدي رغبة العراق بالتعاون مع الناتو بمجال الصناعات العسكرية الدفاعية
  • الحكومة: البنك الأوروبي لإعادة الإعمار ضخ استثمارات بـ1.5 مليار يورو في مصر
  • «متطلبات التوظيف في الشركات العالمية».. ندوة نقاشية بنقابة المهندسين بالإسكندرية
  • نقابة المهندسين بالإسكندرية تنظم ندوة حول متطلبات التوظيف في الشركات العالمية
  • سكرتير عام بني سويف يناقش إجراءات توفير متطلبات مشاريع الصرف
  • «الاتحادية للضرائب» تدعو لتحديث السجلات الضريبية لتجنب الغرامات