العرجاني بوابة عبور إسرائيل والإمارات إلى سيناء
تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT
الأسبوع الماضي نشر الكابتن طيار مدني عصام إبراهيم العرجاني صورا عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي عن تفاصيل زيارته إلى شمال سيناء وتفقده عددا من المشروعات والمناطق الخاصة بمحطات الكهرباء والتجمعات البدوية في مدينة رفح المصرية.
عصام العرجاني هو نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة العرجاني جروب المملوكة لوالده إبراهيم العرجاني رجل الأعمال المصري المقرب من السيسي ونجله وبطل فضيحة المتاجرة بأموال ودماء الفلسطنيين بعد السابع من أكتوبر عبر تحصيله ملايين الدولارات من أجل العبور من بوابة معبر رفح قبل سيطرة الاحتلال عليه في السابع من مايو الماضي.
كان في استقبال نجل العرجاني اللواء خالد مجاور محافظ شمال سيناء وعدد كبير من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ وبعض الصحفيين ورجال القبائل البدوية.
مصر الآن تستورد خمس استهلاكها المحلي من الغاز من إسرائيل عبر حقلي تمار وليفاثان، ما يعني تحكم إسرائيلي كامل في عدد ساعات انقطاع التيار الكهربائي وغلق مصانع البتروكيماويات في مصر وهي المسؤولة عن انتاج الأسمدة التي تغذي المحاصيل الزراعية والسلع الغذائية في مصر.لم يكن نجل العرجاني بمفرده وإنما صحبه المهندس عاصم الجزار وهو وزير الإسكان المصري السابق الذي تم تعيينه فور رحيله من الوزارة كرئيس لمجلس إدارة شركة نيوم للتطوير العقاري وهي إحدى شركات مجموعة العرجاني جروب.
لم تكن هذه الزيارة عادية والسبب وجود ضيف من دولة عربية كان بطل تلك الزيارة العرجانية إلى شمال سيناء وهو علي الشمري مدير الأصول الدولية في مؤسسة أبو ظبي الوطنية للطاقة والمعروفة باسم شركة طاقة الإماراتية.
"بيض الله وجوهكم" بهذه العبارة ختم علي الشمري جولته التفقدية لمحطات الكهرباء وبعض الأراضي والمناطق التي وعد أهالي سيناء بضخ استثمارات إماراتية فيها في القريب العاجل وتوفير فرص عمل كثيرة للشباب السيناوي.
من هو علي الشمري ولماذا فتح له العرجاني أبواب سيناء يدخل منها حيث شاء؟
علي الشمري هو مسؤول الأصول الدولية في شركة طاقة الإماراتية والتي يستحوذ على 90 % من أسهمها مؤسسة أبو ظبي للطاقة، تلك المؤسسة مملوكة بالكامل لشركة أبو ظبي القابضة التابعة لصندوق أبو ظبي السيادي وهي نفس الشركة التي ظهرت في صفقة رأس الحكمة منذ أشهر قليلة.
رئيس مجلس إدارة شركة طاقة الإماراتية هو محمد السويدي، وهو نفسه وزير الاستثمار الإماراتي والعضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة أبو ظبي القابضة التابعة لصندوق أبو ظبي السيادي.
محمد بن زايد والإمارات رمتكم بفلذات أكبادها في قطاع الطاقة والعرجاني يفتح لهم أبواب سيناء ولكن ما علاقة إسرائيل بكل ذلك؟
عام 2020 بعد توقيع اتفاقية أبراهام للتطبيع بين الإمارات ودولة الاحتلال، أعلنت الإمارات وإسرائيل عن خطط استراتيجية للتعاون الوثيق في مجال الطاقة في منطقة الشرق الأوسط.
في مايو 2022، وقعت الإمارات وإسرائيل بموجب اتفاقية أبرهام اتفاقية أخرى أطلق عليها اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة وتنص على التعاون المباشر في عدة مجالات أبرزها ملف الطاقة.
بعدها بشهر واحد وتحديدا في يونيو 2022 أعلنت شركة مبادلة الإماراتية المملوكة لصندوق أبو ظبي السيادي شراءها حصة 22% من حقل تمار للغاز الإسرائيلي من شركة نيوميد إنيرجي " ديليك" سابقا وهي نفس الشركة الإسرائيلية التي كشف تحقيق لموقع مدى مصر عام 2018 أنها التي تعاقدت مع شركة مصرية تابعة للمخابرات العامة المصرية في صفقة تصدير الغاز الإسرائيلي من حقلي تمار وليفاثان لمصر.
محمد السويدي وزير الاستثمار الإماراتي الحالي ورئيس شركة طاقة الإماراتية والتي فتح لها العرجاني أبواب سيناء الآن للاستثمار في الطاقة كان مسؤولا عن شركة مبادلة الإماراتية قبل توليه منصبه الحالي.
تواجد الإمارات ومن ورائها إسرائيل في سيناء عبر بوابة إبراهيم العرجاني يفتح المجال لتحكم إسرائيلي مباشر في مجال الطاقة في مصر بشكل أكبر وأيسر عبر الوسيط الإماراتي ما يعني أن أمن الطاقة في مصر بات على المحك.بعدها بأقل من عام تحركت شركة أدنوك الإماراتية التابعة أيضا لصندوق الثروة السيادي في أبو ظبي بالتعاون مع شركة بريتيش بيتروليوم البريطانية للاستحواذ على 50% من أسهم شركة نيوميد الإسرائيلية والتي تسيطر على حقول الغاز تمار وليفاثان في صفقة كانت على وشك الاكتمال قبل أن تتعطل منذ أشهر بعد التوترات في المنطقة عقب السابع من أكتوبر.
الإمارات أيضا وقعت اتفاقية شراكة في مجال الطاقة مع أمريكا وإسرائيل عام 2020 تهدف إلى بناء بنى تحتية تسهل من نقل الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا.
مصر الآن تستورد خمس استهلاكها المحلي من الغاز من إسرائيل عبر حقلي تمار وليفاثان، ما يعني تحكم إسرائيلي كامل في عدد ساعات انقطاع التيار الكهربائي وغلق مصانع البتروكيماويات في مصر وهي المسؤولة عن انتاج الأسمدة التي تغذي المحاصيل الزراعية والسلع الغذائية في مصر.
تواجد الإمارات ومن ورائها إسرائيل في سيناء عبر بوابة إبراهيم العرجاني يفتح المجال لتحكم إسرائيلي مباشر في مجال الطاقة في مصر بشكل أكبر وأيسر عبر الوسيط الإماراتي ما يعني أن أمن الطاقة في مصر بات على المحك.
السؤال الرئيسي هنا، من الذي يمسك بطوق إبراهيم العرجاني؟ هل يعمل هذا الرجل بالفعل لصالح السيسي ونجله أم لصالح الإمارات أم أن العرجاني تحول لوكيل إسرائيل في مصر؟
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المصرية الإماراتية إسرائيل مصر إسرائيل علاقات الإمارات رأي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة شرکة طاقة الإماراتیة إبراهیم العرجانی فی مجال الطاقة الطاقة فی مصر علی الشمری ما یعنی أبو ظبی
إقرأ أيضاً:
الوالغون في صحن المليشيا من بوابة حنك النمل
في جامعة الخرطوم (قبل الخراب) لدي صديق يجالس فتاة مثقفة جدا مهتمة بالفكر النسوي، ذات أفق واسع وعقل مفتوح، تناقشت معها كثيرا أثناء لقاءاتنا المشتركة في جذور مفهوم التحرر و (الإنطلاقة) التي تعيشها، كانت تميل لي أكثر من صديقي، لكني – وبكل أسف- أستهدفت عقلها ولا شئ غيره، لذلك مَلّت الحديث معي، أما صديقي فلا زال مستمرا في الحفاظ على علاقته بها، رغم عداءها الغير مبرر للمجتمع المحافظ الذي ينتمي له كلانا أنا وصديقي ..
قابلتها بعد فترة ، أقتربت منها، وجدتها قاطعت صديقي، وصارت ترافق كل يوم شخصا مختلفا وتأتي بسيارة مختلفة، كل علاقاتها فوضوية وغير (ملتزمة) ، ذات مساء قابلتها في كافيه بصحبة (شوقر دادي مريب)، فسألتها سؤالا صريحاً، هل أنتِ مثقفة متحررة أم (ش*شة) ؟؟ فردت وهي غارقة في اللامبالاة : إن الطريق نحو ال## يبدأ من العقل ..
هذه الفتاة تشبه إلى حد بعيد الزميلين خالد نور وعبد الحفيظ مريود ، كلا الشخصين كوز سابق ومهمش، خالد كان ناشطا بقطاع طلاب الحركة الإسلامية لكن التنظيم همشه، فهو شخص سطحي محدود القدرات وضعيف الإمكانات التحليلية والتبريرية، كما همش مريود كذلك وهو المثقف والكاتب والسيناريست المتميز، كما أن شخصيته تجمع بين التصوف والتشيع والفلسفة والوجودية، مع سيطرة كبيرة لأفكار الهامش والمركز على طرائق كتابته ..
كلا الشخصين مختلف عن الآخر في إمكاناته وقدراته ، وكلاهما كان غارقاً في المسغبة للدرجة التي لا تتحمل فيها ظروفه الإقامة في فندق أو قطع تذكرة طيران لحضور منشط وطني أو غير وطني خارج السودان ، لكن ما يربط نور ومريود هو نهاية الطريق الذي وصلا إليه ..
حنك النمل هو أفضل طريق يمكن أن يسلكه الناشط المثقف للوصول لحالة الجنجويد الكامل ، فالجنجدة تبدأ من العقل كما أثبتت لنا المفكرة النسوية أعلى المقال، فالمثقف الغارق من المسغبة يعيش نظرية التطور الداروينية، يبدأ فيها مشككا ضعيفا ثم مخذلا صغيرا، ثم متهما أحد الأطراف (تلاويحا وتلاميح) ثم داعية سلام ومحايداً ثم يتحول لجنجويد كامل بكدمول ولغة جنجويدية متماهية مع خطاب القوني وجزلانه ..
هذه العملية لا يسلكها الأرزقية العاديين، فشخص مثل صلاح سندالة أو أحمد كسلا أو منعم الربيع، لن يجتهد كثيرا في تغيير موقفه، فيمكن أن يغير موقفه في اليوم مرتين ولا أحد يشعر بالصدمة حيال هذا التغيير، أو يستنكر عليه الفعل، لأن هؤلاء وطنوا متابعيهم على حقيقتهم وهي أنهم (أرزقية) محترفون ، لا يخجلون ولا يشعرون بالحرج من أحد وليست على وجوههم مزعة لحم يخشون عليها ..
لكن المعضلة أن مريود مثلا قدم نفسه مفكرا ومثقفا منحازاً لكثير من القيم الإيجابية والدينية، وكذلك لديه تجربة وتاريخ وسبق في تنظيم الحركة الإسلامية، فهو يورد القصة والإستشهاد في مقاله كالآتي : (مرة كنا مع الشيخ علي عثمان ومعنا المرحوم فلان والمرحوم فلان وشخصي الضعيف) فقد كان أقرب من غيره ل على عثمان ونافع وكرتي وأسامة عبد الله من كثير من حاملي السلاح ضد الجنجويد اليوم، والذين يدعي وهو وشلته الجديدة أنهم مليشيا كرتي وأسامة عبد الله ..
أنا لا أعرف خالد نور جيدا، لكني كنت أحترم مريود جدا، وأثق في رأيه، لكنه أصبح لا يستحي، وكلما زاد عدد الأشياء التي يستحي منها الإنسان كلما كان أقرب للكمال، والإنتماء للجنجويد هو أمر جدير بالخجل منه والتبرؤ، لكن المكتولة ما بتسمع الصايحة ..
يوسف عمارة أبوسن.