المفتي قبلان :القطيعة السياسية هي أم الجرائم
تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT
ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في برج البراجنة، أشار فيها إلى أنه "ليس هناك أولوية أكثر من إنهاء مطحنة الفراغ الرئاسي، فإنقاذ لبنان وحماية عائلته الوطنية أولى الأولويات، ولكن المؤسف أن البعض يعتبر الحوار جريمة شنعاء، ويغفلون عن أن القطيعة السياسية هي أم الجرائم، وأثبت الحوار والتسوية بين كل مكونات العائلة اللبنانية الواحدة أنه أنجع الحلول، خاصة أن جوهر لبنان يقوم على ميثاقية التسويات، والخماسية العربية الدولية وغيرها لا يمكنهم القفز فوق حقيقة لبنان الميثاقية".
وأضاف :"للاخوة المسيحيين، أحب أن أقول كلمة، أن العيش المشترك جوهر ديننا، ولا تصلح صيغة من دون شراكة مسيحية فيها، ولا حاجة لأي موقع دستوري أو سياسي من دون شراكة مسيحية فيه".
ووجه المفتي قبلان خطابه "لمن يعمل على الموازنة العامة" بالقول:"لا بد من تأكيد الإنفاق الاجتماعي والاستثماري ضمن إمكانات مقبولة، ويجب فهم الظروف الصعبة والسيئة التي تظلل الناس، والحلّ لزيادة واردات الخزينة العامة يمرّ بداية بإيقاف مزاريب الهدر، وبزيادة الناتج المحلي التي تمرّ بحماية الأسواق، واليد اللبنانية العاملة، ووضع حدّ لطغيان أصحاب المال صحبة أصحاب النفوذ، وخلق فرص عمل، عن طريق تأكيد إطار الكفاءة وسلطة القانون وزيادة حضور الدولة في كل القطاعات، بالرقابة والمحاسبة والقضاء ومنع اليد الأجنبية وملاحقة الكيانات غير المرخّصة، وقمع المخالفات السيادية، ومراعاة ظروف الناس في المناطق المهملة والمحرومة، وهذا يفترض أن نقطع لعبة السياسة عن المال والأسواق، وكذلك كابوس الوسائط التي تبتلع الإدارات والمؤسسات والأسواق".
وأضاف :"ذلك تأمين الأمن ثم الأمن ثم الأمن، لأن الجريمة ومافيا الخوات والمخدرات تزحف فوق كل متر من هذا البلد، ولا نريد شيطنة العمل الوطني". (الوكالة الوطنية)
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
المفتي: ارتفاع معدلات الطلاق يشكل تهديدًا اجتماعيًا كبيرًا
أوضح الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن مناقشة قضايا الأسرة أصبحت ضرورة ملحة في الوقت الراهن، خاصة في ظل تزايد الخلافات الأسرية وارتفاع معدلات الطلاق والنزاعات بين الأزواج، وهو ما يتعارض مع الأهداف الشرعية التي أرادها الله سبحانه وتعالى عند تنظيم العلاقة الزوجية.
وفي حديثه مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج "اسأل المفتي" على قناة صدى البلد، أشار عياد إلى أن الطلاق كان يُعتبر في الماضي حدثًا نادرًا، وكان المجتمع ينظر إلى الشخص الذي يطلق زوجته أو الزوجة التي يتم طلاقها على أنه تصرف غير مقبول. ومع الأسف، تغيرت هذه النظرة في الوقت الحالي، وأصبح الطلاق أمرًا شائعًا حتى لأبسط الأسباب وأحيانًا دون سبب واضح، مضيفًا: «الزواج هو عقد مقدس يجب الحفاظ عليه».
نظير عياد: الكفاءة تقدم في معايير اختيار شريك الحياة نظير عياد: "الإفتاء" حريصة على حُسن التواصل وإتاحة قنوات مفتوحة مع القضاةوتساءل المفتي عن العوامل التي تؤدي إلى تفكك الأسرة، مشيرًا إلى أن هذا التفكك قد يؤثر سلبًا على الوطن ككل، لأن انهيار الأسرة يؤدي حتمًا إلى انهيار المجتمع.
وأوضح نظير عياد أن الأسباب وراء الخلافات الزوجية قد تكون متعددة، حيث تشمل عوامل تتعلق بالزوجين أنفسهم وأخرى مرتبطة بالبيئة المحيطة، بالإضافة إلى تأثيرات العصر الحالي الذي يشهد تغييرات اجتماعية ونفسية كبيرة.
وأشار المفتي إلى أن النزاعات بين الأزواج في الماضي كانت تُحل في إطار من الاحترام المتبادل، حيث كان هناك مفهوم قوي يُعرف بـ "جبر الخاطر"، الذي كان يشير إلى تجاوز الأزمات بطرق هادئة وعقلانية دون اللجوء إلى العنف أو الانفصال، ومع ذلك، فقد أصبح هذا المعنى الجميل غائبًا في الوقت الراهن، حيث تظهر الخلافات علنًا لأبسط الأسباب، مما يؤدي إلى تفاقم الشقاق والفراق بين الزوجين.
وأكد مفتي الجمهورية أن الهدف الأساسي من بناء الأسرة في الإسلام هو المودة والرحمة، وأن العلاقة الزوجية يجب أن تقوم على مبدأ جبر الخاطر، وهو ما يغفله الكثيرون اليوم، ويجب أن يكون هذا الفهم القائم على الفضل والرحمة دافعًا لاستعادة تماسك الأسرة وتجاوز التحديات التي تواجهها.
وأشار المفتي إلى أن الانحدار في القيم والمفاهيم المرتبطة بالأسرة ينعكس سلبًا على العلاقات بين الأفراد، ما يؤدي إلى تفكك اجتماعي، مؤكدا على ضرورة العودة إلى المبادئ النبيلة التي كانت سائدة في الأجيال السابقة، والتي تؤكد أن بناء الأسرة يعتمد على المودة والرحمة والاحترام المتبادل.