كرة القدم المصرية في مرمى الديون.. الأزمة الاقتصادية تعصف بالأندية
تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT
القاهرة- ألقت الأزمة الاقتصادية بظلالها على كرة القدم المصرية، حيث أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" (FIFA)، منتصف الأسبوع، إيقاف قيد 7 أندية بسبب وجود قضايا ضدها تتعلق بتراكم الديون عليها وتشمل مستحقات متأخرة وغرامات.
ويعمّق القرار جراح عشاق تلك الأندية التي تعاني من صعوبات جمة في البقاء في قائمة الدوري المحلي أو محاولة العودة إليه مجددا؛ بسبب عدم قدرتها على شراء وقيد لاعبين جدد سواء كانوا محليين أو دوليين.
وذكرت مواقع محلية أن الأندية هي: نادي مصر المقاصة، إيسترن كومباني، الإسماعيلي، مودرن سبورت، أسوان، نجوم المستقبل والبنك الأهلي، ما يحرمها من قيد أي لاعب جديد.
في المقابل، خرج نادي الزمالك أو ما يعرف بالفارس الأبيض، أحد أكثر النوادي شعبية، ونادي المصري البورسعيدي من قائمة الحظر بعد الوصول إلى تسويات وحل القضايا العالقة وسداد المستحقات المتأخرة عليهما.
هذا الإيقاف الذي يهدد مستقبل هذه الأندية ويؤثر على نشاطها وشعبيتها، يأتي في وقت شهد فيه سعر الجنيه المصري تراجعا كبيرا مقابل الدولار بجانب ارتفاع معدلات التضخم إلى مستويات قياسية خلال العامين الماضيين.
علاقة الأزمة الاقتصادية بواقع الكرةيطرح قرار الاتحاد الدولي تساؤلات عديدة حول العلاقة بين أزمة الديون التي تعاني منها الحكومة المصرية وأزمة الديون التي تعاني منها أندية كرة القدم، وكيف تؤثر هذه الأزمات مجتمعة على الاقتصاد المصري بشكل عام وعلى الرياضة المصرية بشكل خاص.
ويعد سوق الانتقالات أحد أبرز الروافد التي تمد نوادي كرة القدم حول العالم بلاعبين جدد ويشهد صفقات ضخمة تحقق عوائد مالية وفيرة للكثير من الأندية وتضمن لها المنافسة في قائمة الدوريات المحلية والقارية والدولية.
فيفا يرفع حظر القيد على نادي الزمالك المصري (الجزيرة)بحسب موقع الاتحاد الدولي على الإنترنت "حقّقت الانتقالات الدولية رقما قياسيا جديدا بلغ 11 ألف انتقال (أكثر من 6.4 مليارات دولار) خلال فترة الانتقالات النصفية لعام 2024، وهو ما يمثّل زيادة بنسبة 4.9% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023".
ووصف المدرب السابق لمنتخب مصر للشباب، الكابتن محمد الصيفي، قرار الاتحاد الدولي بأنه "ضربة موجعة لتلك النوادي ويعكس تدهور الأداء الرياضي في كرة القدم بشكل عام، والتي تأثرت بشكل مباشر بتراجع قيمة الجنيه وارتفاع تكاليف التعاقد، ويؤشر على تلاشي بريق بعض الأندية المحلية نتيجة تراجع الدعم المالي والجماهيري".
لكنه أشار في حديثه، للجزيرة نت، إلى وجود بُعد آخر للأزمة، يتمثل في سوء الإدارة المالية للأندية، والصفقات الخاسرة، وعدم وجود خطط استثمارية طويلة الأجل، مشيرا إلى أن نظام الاحتراف في مصر يبقى غير ناضج.
وقال "العالم يلعب في دوري جديد ونحن ما زلنا في دوري العام الماضي ولم يحدد بعد موعد الدوري الجديد".
ودلّل الصيفي على حديثه بخروج أندية شعبية كبيرة من حسابات المنافسة على المربع الذهبي للكرة المصرية مثل نادي المقاولون العرب والإسماعيلي وغيرهما، ما يؤثر بشكل مباشر على قوة الدوري المصري ويجعل المنافسة عشوائية ومحصورة في عدد أندية أقل.
ودعا إلى ضرورة عودة الجماهير إلى الملاعب لإعادة الزخم إلى كرة القدم المصرية، ودخول رجال أعمال على خط النوادي المحلية والاستثمار فيها والحفاظ على تلك الأسماء من التلاشي.
وتعاني مصر من أزمة اقتصادية خانقة منذ فبراير/شباط 2022، وسمحت للعملة المحلية بالتراجع مجددا إلى حوالي 49 جنيها للدولار بدلا من حوالي 31 جنيها كجزء من اتفاق مع صندوق النقد الدولي في مارس/آذار الماضي.
غياب الجماهير والحرمان من المواردأرجع الناقد الرياضي أحمد سعد، صدور قرار من "فيفا" بحظر القيد في بعض الأندية المحلية إلى "تبعات الأزمة الاقتصادية الكبيرة التي تمر بها البلاد والتي انعكست على جميع القطاعات بما فيها قطاع كرة القدم، وانخفاض سعر الجنيه المصري أمام الدولار بشكل حاد خلال فترة وجيزة".
غير أن الأزمة ليست وليدة اليوم، بحسب تصريحات سعد للجزيرة نت، بل هي موجودة منذ فترة بعد حرمان خزائن الأندية من إيرادات رئيسية مثل تذاكر حضور المباريات، والإعلانات والبث التلفزيوني واستئثار الشركة المتحدة (التابعة للدولة) بكل تلك الحقوق.
أندية كرة القدم المصرية تعاني ماليا (الجزيرة)وظهرت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بشكل لافت عام 2016 وأصبحت في وقت قصير أكبر شركة إنتاج فني وإعلامي بمصر. وتقول الشركة على موقعها الإلكتروني إنها تمتلك أكثر من 40 شركة رائدة في مختلف المجالات الإعلامية بما فيها خدمات الحقوق الرياضية وتسويقها.
وأضاف سعد أن بوادر الأزمة كانت تلوح من وقت لآخر، مشيرا إلى أن الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (فيفبرو) أصدر بيانا العام الماضي حذر فيه اللاعبين من الانتقال إلى الأندية المصرية بسبب وجود شكاوى من عدم دفع الرواتب والسلوك التعسفي مثل، "مصادرة جوازات السفر والابتزاز والتزوير".
وأوضح الناقد الرياضي أن الأزمة الاقتصادية طالت الأندية الكبيرة بما فيها الزمالك والأهلي حيث أدى شح الدولار وخفض الجنيه إلى عدم التعاقد مع لاعبين أجانب جدد في العديد من الألعاب الأخرى لتوفير العملة الصعبة، مضيفا أن تراجع الجنيه أحدث فجوة بين ما يتقاضاه اللاعبون الأجانب وبين ما يتقاضاه المحليون الذين طالبوا بدورهم بزيادة أجورهم.
ورأى سعد أن الأزمة الاقتصادية تؤثر في أداء الأندية المصرية على المستوى المحلي والقاري والعالمي، وقال إن تأثير ذلك واضح على الجماهير ويتسبب في فقدان الثقة بالأندية.
وأضاف "نحتاج إلى تطوير نظام احتراف متكامل، وتحسين الإدارة المالية للأندية، وزيادة الاستثمارات في البنية التحتية الرياضية إلى جانب دعم الأندية ماليا وإداريا، وتشريع قوانين تحكم عمل الأندية، ومكافحة الفساد".
ويرى البعض أن إنقاذ الكرة المصرية يتطلب حلولا جذرية وشاملة، تبدأ بإصلاح النظام الاقتصادي وتحسين الإدارة المالية للأندية، وتكاتف الجهود بين الحكومة والاتحاد المصري لكرة القدم والقطاع الخاص لإيجاد حلول مستدامة لهذه الأزمة، حتى تستعيد الكرة المصرية مكانتها المفقودة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الأزمة الاقتصادیة کرة القدم المصریة الاتحاد الدولی
إقرأ أيضاً:
الحرية المصري: موقف الدولة المصرية تجاه القضية الفلسطينية ثابت ولم يتغير
استنكر حزب الحرية المصري، تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول أزمة القضية الفلسطينية، والإدلاء بتصريح جديد زعم خلاله اعتزام قبول القاهرة وعمان استضافة أهالي القطاع، مضيفا :"إنه يعد تجاهل صارخ لحقوق الشعب الفلسطيني وأهالي قطاع غزة فى العودة إلى منازلهم بعد اتفاق وقف إطلاق النار"، مؤكدا أن الرد على أطماع ترامب ورفضها سيأتي اليوم من سيناء بلسان حال الشعب المصري ليقولوها صراحة أمام العالم أجمع " لا لقتل الشعب الفلسطيني للأبد وتهجيره".
برلماني: الحشود المصرية أمام معبر رفح تؤكد أن رفض التهجير قناعة مصرية راسخةحرصا على مكانة الطبيب.. تحرك برلماني بشأن تعريب العلوم الطبية بالأزهروقال النائب أحمد مهنى، نائب رئيس حزب الحرية المصري والأمين العام للحزب، وعضو مجلس النواب، إن موقف الدولة المصرية تجاه القضية الفلسطينية ثابت ولم يتغير منذ التاريخ، وتجدد وتؤكد على موقفها الدائم بحل القضية الفلسطينية والحفاظ على حقوق الشعب الفلسطينية، ورفض التهجير ودعم فكرة حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة لها سيادة على أراضيها وعاصمتها القدس الشرقية وذلك عبر حدود يونيو 1967.
وأضاف مهنى، أن مصر دولة قوية وذات سيادة ولن تقبل تهديد أو ابتزاز، ومساعيها تجاه القضية الفلسطينية والرافض لمخطط التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم، لن تتوقف، وتدعو دول العالم لتبني السلام وحل أزمة القضية الفلسطينية، موضحا أن حقوق الشعب الفلسطيني هي حقوق مشروعة، وباعتبارهم جزء لا يتجزأ من القومية العربية، و مساعي الدولة المصرية تأتى للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني.
وأعرب نائب رئيس حزب الحرية المصري، عن استنكاره لصمت المجتمع الدولي تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدا أن القضية الفلسطينية هى قضية مصر الأولي، ولن تصمت عنها وحشود اليوم هي أول الأفعال الرافضة للتهجير والداعمة للقيادة السياسية، مجددا دعم الحزب للرئيس عبد الفتاح السيسي والوقوف خلف القيادة السياسية تجاه كافة القرارات من أجل الحفاظ على الأمن القومي للبلاد.