قال فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ د. صالح بن عبدالله بن حميد، إن للحق أنوارًا وللفضيلة جمالًا، والموعظة الحسنة حين تكون في كلمات رصينة تقبل عليها النفوس وتأنس بها العقول، فيها حجة باهرة وبرهان جميل في رفق وأدب.
واستشهد بقول الله تعالى "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن".


أخبار متعلقة "الأرصاد": أمطار متفاوتة الشدة على جازان ونجرانالندوة العالمية للشباب الإسلامي تثمن جهود المملكة في العمل الخيريوأكد أن أهل العلم اتفقوا على أن الاستقامة على الحق تكون في سلوك سبيل الهدى وطيب الغذاء والجد في تحصيل التقوى ولزوم الشرع وتعظيم حرمات المسلمين.
وأشار إلى أن الخير في خمس خصال هي لباس التقوى والثقة بالله وكسب الحلال وغنى النفس وكف الأذى.

فديو | خطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن حميد: يامن تتعاملون مع وسائل #التواصل_الاجتماعي اجعلوها لله ولتنصحوا من خلالها وتأمروا بالحق والمعروف#الإخبارية pic.twitter.com/8szYBRYOES— قناة الإخبارية (@alekhbariyatv) September 6, 2024
وأكد أن إمهال الله ليس إهكالًا فالعبد مسائل ومجازى، وكفى بالمرء علمًا أن يخشى الله، وكفى به جهلًا أن يعجب بعمله.
وليحذر العبد الناصح لنفسه من خشوع الظاهر وفجور القلب، وليستحي العبد أن يصلح ما ظهر للخلق ولا يصلح ما يعلمه الخالق.
وأشار إلى أن الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة، والكذب يهدى إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار.
وأكد أن صحبة الأشرار يورث سوء الظن بالأخيار، والحسد يولد قلة الشفقة في المسلمين، وبئس الزاد على المعاد ظلم العباد.
وبين أن من خاف الله لا يضره أحد، ومن خاف غير الله لم ينفعه أحد، وعلى قدر حب العبد لربه يحبب إليه خلقه، وكلما زاد خوفه من ربه ألقى الله مهابته في عباده.
وقال: ومن تعامل مع أدوات التواصل فليذكر بفريضة وليدل على سنة ولينبه على خطأ ولينصح باحتساب وليحتسب الأجر والثواب، وليحرص على جمع الكلمة وإحسان الظن، وليتقي شر ظنون نفسه، وليحذر أن يكون ممن يتجول بدلاء فارغة ويجعل عقله مستباحًا لمتطفلي هذه الأدوات والثرثارين بما لا ينفع.

المصدر: صحيفة اليوم

كلمات دلالية: العودة للمدارس العودة للمدارس العودة للمدارس اليوم الدمام إمام الحرم الجمعة خطبة الجمعة المسجد الحرام

إقرأ أيضاً:

سمعة عُمان خط أحمر

 

 

د. خالد بن علي الخوالدي

 

سنوات طويلة ونحن في هذا البلد الطيب نبني سمعة طيبة لنا ولبلدنا، سمعة أساسها الأخلاق العالية والمكارم الطيبة حتى قال عنَّا المصطفى صلى الله عليه وسلم الحديث المشهور "لو أنَّ أهل عُمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك) ولم يذكر الحبيب هذا الحديث اعتباطا أو كلاما عابرا بل إنه مبني على سمعة طيبة وأخلاق عالية.

واليوم وبعد هذه السنوات تظهر لنا وسائل التواصل الاجتماعي تصرفات غريبة وإشاعات باطلة وافتراءات كاذبة وتزوير للحقائق، ومع أنها تصرفات فردية إلا أنها تنتشر في كل الأقطار والدول ويتلقفها الكائدون والحاقدون لهذا البلد العزيز، كما أنها تظهر العُماني في صورة غير لائقة ولا تمثله التمثيل الحقيقي، مع التأكيد على أننا لا نعيش في المدينة الفاضلة، ولا نقول إننا ملائكة وبعيدون عن الخطأ، ولكن في هذا الزمن ومع وسائل التواصل الاجتماعي علينا بتطبيق الحديث الشريف قل خيرًا أو أصمت بحذافيره، فكل كلمة تؤثر على الأفراد والمؤسسات والدولة بكل أركانها.

ولا أحد يقول إنَّ الكلمة ليس لها تأثير وإن السمعة لا تهتز بكثرة المقاطع الهزيلة والمُبتذلة والكاذبة والمُفتراة، فهناك أناس لا تعرف البلد وقد تشاهد مقاطع عدة وعندئذ تصدر أحكامها! وهناك مستثمر يبحث في وسائل التواصل الاجتماعي ويدرس الشعب والدولة حتى يؤمِّن استثماره، وهناك من يتربص بنا الدوائر وعندما يشاهد هذه المقاطع يحفظها في ذاكرته ليُذكرنا بها حين يشاء، فبناء السمعة يتطلب سنوات من العمل الدؤوب والتفاني؛ حيث تبنى السمعة على الإنجازات والتصرفات، وتؤثر بشكل مُباشر على العلاقات الشخصية والاقتصادية.

السمعة ليست مجرد كلمة تستخدم لوصف شخص أو دولة؛ بل هي نتيجة لسنوات من السلوكيات والتصرفات، فعندما يتحدث الناس عن سمعة أي دولة، فإنهم يشيرون إلى ما تم تحقيقه من إنجازات وما يعرف به المجتمع، والدول التي تتمتع بسمعة طيبة غالبا ما تكون لديها بيئة استثمارية جذابة، حيث يسعى المستثمرون إلى الاستثمار في أماكن تعرف بالاستقرار والأمان، في المقابل يمكن أن تؤدي السمعة السيئة إلى عزوف المستثمرين وتراجع الاقتصاد.

وفي السنوات الأخيرة أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي منصات قوية لنشر المعلومات والأخبار، وتستخدم هذه الوسائل أحيانًا لتلويث سمعة الدول من خلال نشر مقاطع مخلة بالأدب والأخلاق، أو عبر إدعاءات كاذبة تهدف إلى استدرار التعاطف، وبلادنا الغالية ليست محصنة ضد هذه الظاهرة فقد انتشرت مقاطع تسيء إلى سمعة البلاد من الخارج؛ بل هناك هجمات مسعورة تُشَن بين الفينة والأخرى ضد هذا البلد المسالم البعيد عن الحروب حسدا على السلام والأمن والاستقرار التي نعيشه ولكن أن تكون هذه الإساءة من أبناء عُمان فإنها كبيرة وخطيرة وتؤثر سلبًا على صورة عُمان في عيون العالم.

إن هذه الادعاءات والأكاذيب التي تروج عبر وسائل التواصل الاجتماعي تمثل مادة جاهزة لمن يسعى للنيل من بلادنا وأمتنا، فعندما تنتشر أخبار كاذبة أو مقاطع مفبركة أو تمثيلات هابطة، تصبح هذه المعلومات سلاحا يمكن استخدامه لتشويه صورة عُمان في نظر الناس.

السمعة تؤدي دورًا محوريًا في خلق فرص التطور والاستثمار، فما يعرف به بلد مُعين يمكن أن يؤثر بشكل كبير على قرارات المستثمرين، فالسمعة الطيبة تجذب الاستثمارات، وتفتح آفاقا جديدة للنمو والتقدم، وعلى العكس فإن السمعة السيئة تعيق هذه الفرص، وتشكل عائقا أمام التقدم الاقتصادي والاجتماعي.

وأخيرًا.. يجب على كل فرد في المجتمع العُماني أن يتحمل مسؤولية الحفاظ على سمعة بلاده وليجعل سمعة عُمان الخط الأحمر الذي لا يتجاوزه، فكل منا يمكن أن يكون سفيرا لعُمان، من خلال نشر الحقائق وتعزيز الصورة الإيجابية للبلاد، كما يجب على الجهات المعنية تعزيز الوعي حول تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على السمعة، والعمل على مواجهة المعلومات المضللة، فبناء سمعة قوية هو استثمار في مستقبل عُمان، وهو أمر يتطلب جهودًا مشتركة من الجميع للحفاظ على مكانة البلاد وازدهارها.

ودُمتم ودامت عُمان بخيرٍ.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • لهذا السبب.. اعتقال «رئيس بلدية اسطنبول» وفرض قيود صارمة على وسائل التواصل!
  • بعد اعتقال عمدة إسطنبول.. تقييد وسائل التواصل الاجتماعي وانهيار الليرة التركية
  • حجب منصات التواصل الاجتماعي في تركيا
  • تركيا تقيد الوصول إلى العديد من منصات التواصل الاجتماعي.. ماذا يحدث؟
  • اعتقالات وتقييد التواصل الاجتماعي.. ماذا يحدث في اسطنبول؟
  • منصات وزارة الداخلية تُكثّف توعية قاصدي المسجد الحرام والمسجد النبوي خلال شهر رمضان
  • سمعة عُمان خط أحمر
  • كيف تحسن الظن بالآخرين ؟.. الإفتاء توضحها فى خطوات
  • وسائل التواصل الاجتماعي.. بصمة كربونية تتضخم بالتراكم
  • «وسائل التواصل الاجتماعي وأثرها على الفرد والمجتمع».. ندوة توعوية بشبراخيت في البحيرة