بعد «إجازة الحرب القسرية».. بأي حُلة ستعود صحافة السودان
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
أصاب الشلل كل مناحي الحياة في البلاد وتوقفت الآلات عن الدوران وبينها المطابع، كما توقفت الصحف والقنوات التلفزيونية والاذاعية المحلية.
عادل عبد الرحيم – بهرام عبد المنعم / الأناضول
قبل أشهر فقط وتحديدا منتصف أبريل الماضي، بدأت الحرب في السودان بين الجيش وقوات “الدعم السريع” شبه العسكرية، وسرعان ما امتدت إلى المناطق السكانية والمنشآت الخدمية والمناطق الصناعية بالخرطوم.
هذا الواقع الجديد تسبب بتوقف الصحافة السودانية عن الصدور لأطول فترة تشهدها منذ ما يزيد على قرن من الزمان.ولم تعد الصحف الورقية المحلية مصدرا للمعلومات وغابت عن المشهد في توقيت يحتاج فيه القراء للمعلومات المؤكدة كونها أقرب اتصالا بالجماهير ومراكز صنع القرار.
فيما لجات بعض الصحف إلى تنشيط مواقعها الإلكترونية على الإنترنت بغية المحافظة على وجودها، إلا أنها أصبحت أقل نقلا للأخبار في ظل عدم وجود مراسلين لها على الأرض لصعوبة الحركة في العاصمة الخرطوم وانقطاع الإنترنت والكهرباء لفترات طويلة.
ولم يكن مستغربا أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الإقليمية والدولية هي صاحبة الريادة في تناول أخبار الحرب.
وأدت الحرب إلى توقف مؤسسات تلفزيونية وإذاعية، وحوالي 20 صحيفة ورقية سياسية ورياضية عن الصدور، وتحوّل بعضها إلى مواقع إلكترونية.
ومنذ منتصف أبريل، يخوض الجيش و”الدعم السريع” اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلّف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، ونحو 4 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.
توقف وتشردقالت نقابة الصحفيين السودانيين، الثلاثاء أغسطس في بيان: “أدى استمرار الحرب وتوسعها إلى اختفاء معالم الحياة في السودان بشكل شبه كامل، فتوقفت إثر ذلك الغالبية العظمى من وسائل الإعلام في السودان، و تشردت أعداد كبيرة من الصحفيين والصحفيات، بنزوحهم إلى خارج ولاية الخرطوم، أو اللجوء عبر الحدود إلى خارج السودان”.
وذكر بيان النقابة، أن “أوضاع الصحفيين تسوء يوما بعد يوما وتزداد الانتهاكات من اعتقال وضرب ونهب منازلهم وسيارتهم ونهب معدات العمل وتصل إلى حد القتل مع استمرار الحرب”.
واقع جديدتميزت الخرطوم بأنها المكان الذي تصدر منه جميع الصحف حيث تقع مقرات الصحف و المطابع جميعها فيها، ومنها توزع الصحف المطبوعة إلى بقية الولايات، كما تتواجد مقار الإذاعات والقنوات المحلية.
وتعتمد الصحف على المراسلين الصحفيين في مدن الولايات الـ 17 الأخرى.
ويرى رئيس تحرير صحيفة ” مصادر” الخاصة عبد الماجد عبد الحميد، أن الواقع الحالي يفرض على الصحافة السودانية تحديات جسيمة وجديدة، كما سيفرض واقعا جديدا على مستقبلها.
ويقول في حديثه للأناضول: “اتضح أن الصحافة السودانية صحافة خرطومية ليس على مستوى الطباعة والتوزيع فقط، ولكن حتى على مستوى الاهتمام”.
وأضاف: “عندما اندلعت الحرب اتضح أن مركزية الدولة انسحبت حتى على الصحافة، وستفرض هذه الحرب على مستقبل الصحافة واقعا جديد على الصحفيين”.
وأردف: “بالتالي يمكن أن تبرز مؤسسات صحفية من الولايات وتكون حتى اهتماماتها بالشأن العام ربما تكون محلية أكثر منها قومية”.
وتابع: “كما تفرض هذه التحديات على الصحافيين ضرورة مراجعة أنفسهم في التعامل الشفهي مع الأحداث لأن أغلبية الصحافيين خرجوا عن الخدمة لعدم استطاعتهم مواكبة التحدي الحالي للحرب”.
ومضى قائلا إن “الصحافيين أنفسهم هربوا من مناطق الحرب وإدارة العمل الإعلامي، وانتقلت القنوات السودانية والمواقع الإخبارية إلى خارج البلاد لإدارة عملها”.
واستطرد: “لذلك فإن التحدي الأول يتعلق بالمكان والثاني يتعلق بإمكانيات الصحفيين، وعليه ستبرز مؤسسات صحفية جديدة تستفيد من واقع الصحافي الماضي وتعمل على معالجته”.
و”هذا يعني ظهور جيل جديد من الصحفيين ومؤسسات صحفية جديدة تختلف بشكل كلي عن الأجيال السابقة”، على حد قول عبد الحميد.
ستعود الصحافة الورقيةالطاهر ساتي، رئيس تحرير صحيفة “اليوم التالي” (الخاصة)، قال: “الآن الحرب أوقفت الصحافة الورقية واستمرت الصحافة الإلكترونية لكن هذه الأخيرة تعاني من متاعب بسبب ضعف شبكة الإنترنت والكهرباء”.
وأضاف في حديثه للأناضول: “ظروف الحرب جعلت حتى الصحافة الإلكترونية غير منتظمة ناهيك عن الورقية”.
ورأى ساتي أنه “متى ما توقفت الحرب ستعود الحياة إلى طبيعتها ومن ضمنها الصحافة الورقية التي لا يستغنى عنها الناس كما في كل الدول”.
وقال: “المؤسف في الوقت الراهن بعد توقف الصحف الورقية والإلكترونية التشريد الكبير للإعلاميين والصحفيين لعدم التزام المؤسسات تجاههم، وعجزها عن توظيف الصحافيين وتحويلهم من الصحافة الورقية إلى الإلكترونية والاستمرار في أداء مهامهم من الولايات الآمنة”.
الحرب أجهزت على الصحافةالصحفي السوداني محمد سعيد، رأى أن الصحافة الورقية كانت في حالة موت سريري قبل الحرب لأنها عانت اقتصاديا.
وقال في حديث للأناضول “لكن بعد الحرب لم تتمكن أغلب المباني ومقار الصحف في العاصمة من العمل بل أن بعض الصحف تحولت مقراتها الى ثكنة عسكرية بواسطة قوات الدعم السريع التي تفضل الحركة والتنقل بين مدن العاصمة”.
وأضاف: “الصحافة الورقية كانت تعاني اقتصاديا، وعندما اندلعت الحرب لم يتردد ملاك الصحف وأغلبها مملوكة للقطاع الخاص، من إغلاقها الى حين توقف الحرب”.
وتابع سعيد: “وذلك بسبب صعوبة حركة الصحفيين في العاصمة وكذلك صعوبة تغطية أخبار المعارك العسكرية لعدم وجود ضمانات أمنية والشكوك الموجودة لدى الطرفين (الجيش والدعم السريع)، بأن الصحفيين يعملون لصالح أطراف النزاع المسلح”.
نقلاً عن الأناضول
الوسومالإذاعة الحرب الصحف الورقية الصحفيين القنوات المطابع نقابة الصحفيين السودانيينالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الإذاعة الحرب الصحفيين القنوات نقابة الصحفيين السودانيين
إقرأ أيضاً:
مابعد الفيتو!!
أطياف
صباح محمد الحسن
طيف أول :
وطن حين تستدير نحوه
تشعر أن كل الأشياء ملكك وبين يديك
وحين تُعْرض
فكأنما فاتك كل شيء
و في سابق حديث ذكرنا أن حكومة جو بايدن تحاول حسم ملف الحرب في السودان و تقوم بتحركات متسارعة تسابق بها الوقت الذي أصبح كل يوم فيه يجعل عقارب الساعة تنبض بالأمل عند الذين ينشدون سلاما في السودان حتى وأن كان العد تنازليا
فزيارة توم بيرييلو الي بورتسودان تكشف ان الرجل جاء ليناقش أهم النقاط الحاسمة مع الفريق البرهان وان الإجتماع الذي جمع بينهما لم يتم لطرح إقتراحات ناعمة كما افصح المجلس الإنقلابي لأن القضية بكل المقاييس تجاوزت الطلب والرجاء وذلك لعلم امريكا أن البرهان غير جدير بالثقة فيما يتعلق بالعهود
ويبدو أن بيرييلو اوضح للجنرال أنهم بصدد حسم هذا الملف قبل مغادرتهم البيت الأبيض اما بالتفاوض او التدخل لذلك تحدثنا عن أن التحركات الدولية بما فيها زيارة خمسة مسئولين وسفراء الي البرهان في غضون اسبوع واحد، ربما تثمر عن نتائج قبل تلويحة بايدن الأخيرة لباحة البيت الأبيض
و معهد Quincy في واشنطن نشر تقريرا
تساءل فيه عما قد يتغير في العلاقات السياسية لواشنطن مع مختلف البلدان الأفريقية، وكيف يمكن أن تؤثر هذه التغيرات على توازن الهيمنة الأمريكية مقابل سياسات ضبط النفس ، لتأتي الإجابات من عدد من المختصين يأن الولايات المتحدة تميل الى النظر إلى القارة من خلال عدسة مكافحة الإرهاب، ومن غير المرجح أن يتغير ذلك بحلول 21 يناير 2025 ، أي لن تتغير ملامح نظرتها بمغادرة بايدن وحلول ترامب
ولكن حسب التقرير إن إدارة بايدن ربما تخشى من أن أفريقيا ستكون على الأرجح من أقل المناطق التي سيفكر بها ترامب وفريقه ، وهذا مايعني ضرورة ووجوب سعيها واهتمامها لحسم ما قد تهمله ادارة ترامب
ويتخوف التقرير ايضا من أن تحاول إدارة ترامب دعم طرف معين ( من يكسب الحرب ) في الصراع الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع
لذلك تريد أن تختصر مسافات الطريق قبل العبور بمنعطافات مستقبلية ، ربما تطيل أمد الحرب ويدخل السودانيون في دوامة الأنفاق المظلمة لقطار الإنتظار، سيما أن الوضع الإنساني كارثي للحد الذي جعل المنظمات الدولية تدعم بشدة المشروع البريطاني وتسعى بتكاتف دولي للقفز فوق العقبة التي وضعتها روسيا ولكن يبقى السؤال ما هو اقصى مايمكن أن تبذله ادارة جوبايدن لتحقيق اهدافها قبل ان تدخل مرحلة مخاض الرحيل دون أن يشهد مهد الوداع ميلاد سلام في السودان!!
فما الذي يمكن أن تفعله ما بعد الفيتو الروسي !! إجابة قد نجدها في حديث السفير علي الجندي في حديثه لراديو دبنقا حول ماهية خيارات الحل
ويرى الجندي إن هناك ثلاثة خيارات الأول أن تقوم امريكابعمل إختراق في جلسة مجلس الأمن الثانية في ديسمبر القادم
والخيار الثاني يتمثل في اللجوء إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة وطرح قضية السودان أمامها كنوع من الضغط لمجلس الأمن أسوة بسابقة عام 1950 خلال الحرب الكورية حيث استخدم الاتحاد السوفيتي حينها حق الفيتو لمنع ارسال قوات تحت مظلة الأمم المتحدة إلى كوريا وفي أعقاب ذلك دعت الدول الغربية الى عقد دورة استثنائية خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1950 تحت عنوان «الاتحاد من أجل السلم» تمّ فيها اتخاذ القرار رقم 377، بتصويت 52 ضدّ 5 أيّ بأغلبية الثلثين، جاء فيه أنه في حالة قيام عضو دائم في مجلس الأمن بعرقلة اتخاذ قرار يتعلق بالأمن والسلم الدوليين فإنه يحق لدورة خاصة للجمعية العامة تجاوز ذلك باتخاذ قرارات بأغلبية الثلثين تكون لها قوة قرارات مجلس الأمن
، ومن ضمنها الصلاحيات الممنوحة بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وقد تمّ بموجب هذا القرار إرسال قوات للأمم المتحدة الى كوريا
اما الخيار الثالث هو أن يعقد الإتحاد الافريقي اجتماعا غير عادي للنظر في الوضع الراهن في السودان وإحالة ما يتم التوصل إليه من توصيات إلى مجلس الأمن للبت في الموضوع).
لهذا فإن الأيام القادمة حبلى بالمفاجأت على الصعيد الدولي سيما أن ثمة تحركات سياسية دولية واقليمية تجرى لمساعدة امريكا وبريطانيا لقلب الطاولة
فقد يتغير مسار الرياح فالسماء بالرغم من أنها أبرقت وأرعدت أحلاما للسلطة الإنقلابية وفلولها ولكنها قد تمطر بعيدا عن أرض الأمنيات الكذوبة.
طيف أخير :
#لا_للحرب
يونيسف: ما لا يقل عن 13 مليون طفل سوداني يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد في عام 2024
ربما تكون هذه إجابة مقصودة على الجنرال الذي نفى وجود المجاعة في السودان.
وغمضُ العين عن شرّ ضلالٌ *** وغضّ الطرف عن جورٍ غباءُ