نعيش اليوم زمن السوشيال ميديا والتنافس والتسابق على التريند لنشاهد كل يوم واقعة جديدة أحياناً غير حقيقية وأحياناً مفبركة لجلب المشاهدين وأحياناً حقيقية، ولكن إيصالها للجمهور على غير الحقيقة لتصبح تريند ومن ثم زيادة عدد المشاهدين! ولا يهم بعد ذلك ما إذا كان نشر تلك الواقعة يضر بمن فيها، ولا يهم بعد ذلك أثر تلك القصة المزيفة على نفسية المجتمع، فكل ما يفكر فيه ناشرها هو تحقيق أعلى نسب المشاهدة ليصبح تريند!
فمتى يتوقف هذا الهراء؟! البعض يسارع بالإجابة: شرعوا القانون، وفى الحقيقة هناك قانون يعاقب على كل ذلك، وللأسف احيانا عند البحث عمن قام بتشيير الخبر المزيف تجده يشغل مهنة تنم على علمه بالقانون! فنجد البعض يقوم بترويج صور الآخرين بدون إذن وكتابة كلام غير لائق عليها! وتجد البعض الآخر يروج لفيديو يشير لواقعة ما ويقوم بالسب وهو لا يعلم ما هى حقيقة ذلك الفيديو! فتجد البعض يسارع بترويج الخبر لأخذ السبق الصحفى، والبعض الآخر يقوم باستضافة أصحاب الفيديو ليسردوا القصة على الهوا، لنجد المجتمع يتحاكى فى أمور ليس له دخل بها ولا تجلب إلا تعكير الصفو العام.
فالقانون أثبت أنه وحده غير كاف، بل يسبقه العلم بالقانون والوعى المجتمعى، فالأغلبية اليوم يبحثون عن المادة، فنجد الكثير اتخذ مهنة بلا مهنة كيتيوبر وبلوجو؛ وأصبح يشاهدهم الملايين ويجنون الملايين من وراء تلك المشاهدات ومن ثم أصبحوا تريند ومشاهير ويبدأ التعامل معهم على أساس ذلك، وعند مشاهدة محتواهم تجد أنه عبارة عن سرد حياتهم الشخصية المزيفة، فيبدأ رجل وامرأة يسجلان يومهما منذ الصباح وحتى المساء وكأنه مسلسل تركى خال من الهموم والمتاعب وتسجيل لحظات حب رومانسية ٢٤ ساعة ليشعر كل من يشاهدهم بجمال الحياة وكم الرومانسية وتبدأ التعليقات هذا هو الزواج وبعد فترة من الزمن يبدأ نشر خبر طلاقهما ليسردا عقب ذلك كم الإحباط والحياة المزيفة التى أخفياها للمشاهدين، ليصبح كل شخص بلا مهنة يبدأ بنشر فيديوهات ليس لها أهمية وتقريبا هم علموا أن المحتوى الهادف لا يجلب الكثير من المشاهدة فأصبحت أغلب المحتويات غير هادفة. فمتى ينتهى هذا العبث الذى نعيشه؟ متى ينتهى هذا الكابوس الذى يعيشه المجتمع، فيوما تلو الآخر أستيقظ على خبر يملأ جميع صفحات السوشيال ميديا وأغلب صفحات الناس ليصبح الجانى مجنيا عليه والمجنى عليه جانيا، تضيع سمعة البعض جراء أناس لا يبحثون إلا عن المادة وتحقيق أعلى نسب مشاهدة ويصبحون تريند، ولا يهم بعد ذلك ماذا حدث لحياة هؤلاء!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عضو مجلس النواب الواقعة
إقرأ أيضاً:
منطقة «الحمالين» بالإسكندرية.. حكاية مهنة انقرضت وبقيت ذكراها
جذب «ميناء الإسكندرية» الكثير من المواطنين للعمل في مهنة الحمالين أو ما يُطلق عليها «الشيالين»، لحملهم البضائع من داخل الميناء إلى خارجه، في نهاية القرن الـ19، وتجمعوا حتى أصبح عددهم كثير واستقروا في منطقة تم إطلاق اسم «الحمالين» عليها، ومن كثرة حكاياتهم أصبحت مٌلهمة للمؤلفين والمخرجين في القرن العشرين لإنتاج أفلام أو تستوحي منها أفكار عن مهن الشيال والفتوة، وغيرها من مميزات هذه الفترة.
منطقة الحمالين«اختار الحمالين أن يقيموا بالقرب من الميناء، بجوار أعمالهم، وأنشأ الإنجليز لهم هذه المنطقة عام 1895 في نهاية باب الكراسته بالإسكندرية»، يحكي محمد السيد، مسؤول الوعى الأثري بإدارة آثار الإسكندرية لـ«الوطن»، أن المقيمين في تلك المنطقة عملوا في حمل الأمتعة والبضائع في ميناء الإسكندرية.
يقع «باب الكراسته» وهي كلمة تركية، تعني باب الأخشاب، في مواجهة إقامتهم، ويعد هذا الباب إحدى البوابات القديمة التي كانت تسمى باب «الدخان»، حيث كان باب رئيسي لدخول التبغ الُمستورد.
جمعية الحمالينوعن شكل مباني منطقة الحمالين يصفها محمد السيد: «تصميم الحي عبارة عن بيوت على الطراز الإنجليزية مكونة من طابقين تعلوها قبة هرمية، مثلثة من الطوب الأحمر، ومساحة المنطقة حوالي 9 أفدنة».
ويحكي السيد، قصة إنشاء جمعية حمالين الجمرك لتنظيم أحوال الحمالين، قائلا إنه في عام 1903 تم إنشاء الجمعية، وتٌولى رئاستها إسماعيل بك حافظ، وفي 7 نوفمبر 1925 صدرت لائحة لتنظيم العمل بالجمعية، حددت تكلفة إصدار رخصة الحمال «الشيال» 5 قروش، وكان يلزم الحمال بوضع صفيحة من النحاس موضح عليها رقمه.
وأشار السيد إلى أن اللائحة حددت تكلفة حمل الأمتعة من 3 إلى 5 مليم، وفرضت غرامة مخالفات الحمالين حوالي 100 قرش، وإذا زادت المخالفة تصل الغرامة إلى الحبس أسبوع.
باب الكرستةويرجح البعض إلى أن اسم «باب الكراستة» يعود إلى الأصول التركية، بمعنى الأخشاب، حسبما ذكر مسؤول الوعى الأثري، حيث كان الباب خاص بتجارة الأخشاب فيما يعتقد البعض أن معناها قطع الغيار أو أنها كلمة استخدمت في الجيش، بمعنى خزانة أو دولاب، وفي عام 1926 تم إنشاء مدرسة صناعية لأبناء الحمالين لتعليم «الحياكة والسروجية وصناعة الأحذية»، ولاحقا تم إنشاء مشغل حياكة لبنات الحمالين