المسجد العباسي بالإسماعيلية.. عراقة الماضي وحداثة الحاضر
تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT
في 8 أكتوبر سنة 1895وعلى ضفاف ترعة الإسماعيلية بالحي العربي دق معول اساس المسجد العباسي بمدينة الإسماعيلية الوليدة، وعلى الطراز العثماني العريق شيدت جنبات المسجد في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني .و الذي ارتبط في وجدان أهالي الاسماعيلية بأنه المسجد الأقدم والأعرق لهم وقاسمهم في افراحهم وأحزانهم.
سنوات وعقود مرت على المسجد العريق كان خلالها شاهدا على تاريخ المدينة التي تشكلت ملامحها مع حفر قناة السويس سنة 1859.
شهد المسجد سنوات البناء والتعمير ولحظات الضعف والهزيمة التي المت بالمدينة طوال تاريخها ولحظات الانتصار والشموخ، فكما احتضن عمال حفر القناة الذين عانوا من السخرة وويلات المحتل خرج من بين جنباته رجال المقاومة الشعبية يشهرون اسلحتهم في وجه الاحتلال، وكان شاهدا على سنوات النكسة واصيب احد جدرانه بدانات العدو الإسرائيلي خرجت منه ايضا صيحات التكبير مع عبور الجيش المصري لخط بارليف سنة 1973 .
اقيم المسجد العباسي على امتداد شارع محمد على فى مواجهة ترعة الإسماعيلية بحي المحطة الجديدة سنة 1859 واستغرق بناءه ثلاثة سنوات وبات جاهزا لاستقبال المصلين واقامة الشعائر الاسلامية سنة 1316هـ/ 1898م .وفي احتفال ضخم حضره وزير الاوقاف حينذاك ومحافظ اقليم القناة واهالي الإسماعيلية تم افتتاح المسجد الاول والوحيد بالمدينة التي لم يتعدى سكانها حينذاك نحو ٤٠٠٠ نسمة اغلبهم من العمال في حفر قناة السويس .فكان افتتاح المسجد ملاذا للعمال وبات المسجد محور اهتمام الأهالي فاقيمت حوله المتاجر والأسواق وانتقل الأهالي للعيش في محيطه وأطلق حينها على المنطقة التي يقيم بها المحطة الجديدة .فبات ملازاما لهم في كل جنبات حياتهم داخله تقام حفلات عقد القران ومنه تخرج جنازات الموتى وبه يتعلم الأطفال مباديء الإسلام وحفظ القرآن الكريم .
وبات المسجد العباسي حينذاك علامة هامة داخل مدينة الإسماعيلية وبات حي المحطة الجديدة منذ ذلك الحين مركز يتوافد عليه التجار والصناع والزراع واقيم داخل الحي المتاجر الضخمة لمختلف السلع فبات مركزا رئيسيا للمدينة الباسلة التي انطلقت منها عقب ذلك شرارة المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الانجليزي.
والمسجد العباسى بالإسماعيلية مربع الشكل ويعود فى طرازه إلى الشكل المعمارى العثمانى فى العمارة الإسلامية، ومدخل المسجد مزين بزخارف إسلامية واضحة، وأيضا منبره الخشبى، ومن الداخل عبارة عن مساحة مربعة حوالي 400م تقريبًا ونظام تخطيطه يتبع نظام المساجد المغطاة بسقف وليس الصحن والظلات ويتكون المسجد من الداخل من ثلاث بائكات متعامدة على جدار القبلة و5 بلاطات موازية لجدار القبلة محمولة على أعمدة حجرية تعلوها عقود مدببة يتوسطها شخشيخة خشبية تعلو البلاطة الوسطى بالمسجد كذلك يوجد روابط خشبية لحمل المصابيح والمشكاوات الخاصة لإضاءة المسجد
ومع مرور السنوات تم ضم المسجد العباسى بالإسماعيلية لهيئة الآثار والتى قامت بترميمه أكثر من مرة كان آخرها عام 2012 بعد مطالبة مجلس إدارة المسجد بالترميم والإصلاح بعد تهالك بعض الجدران وأجزاء من السقف، حيث بدأ الترميم عام 2011 وانتهى في 2012، بالجهود الذاتية من أهالى المحافظة، خاصة بعدما تم تكوين جمعية خيرية مشهرة له تحت رقم 606 لسنة 2011، لجمع تبرعات من الأهالي والمؤسسات لأعمال الترميم، لعدم وجود ميزانية لتلك الأعمال في هيئة الآثار التابع لها المسجد، ثم بعد ذلك تم اعتماد ميزانية من هيئة قناة السويس ووزارة الأوقاف لاستكمال باقى الترميمات بالمسجد بعدما انخفضت تبرعات المواطنين، وتم تجديد شبكة الكهرباء وإنشاء سقف خرسانى فوق السقف الخشبي لعدم سقوط الأمطار عليه في فصل الشتاء وتجديد دورات المياه وتركيب أرضيات وتكييفات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاسماعيليه قناة السويس المقاومة الشعبية الخديوي عباس حلمي الثاني المسجد العباسی
إقرأ أيضاً:
مكتبة مصر العامة بالإسماعيلية تنظم يومًا ثقافيًّا بالمدرسة الفكرية
نظمت مكتبة مصر العامة بالاسماعيلية، يومًا ثقافيًّا مميزًا، بالمدرسة الفكرية، لتعريف الطلاب بأنشطة المكتبة وخدماتها المتنوعة، وتقديم مسابقات مختلفة للطلاب ضمن مبادرة بداية
يأتي ذلك في إطار المبادرة الرئاسية "بداية" والتي تهدف إلى بناء الإنسان وتنمية قدراته.
وصرحت أمل رجب مدير مكتبة مصر العامة، أنه تم تقديم برنامج ثري للأطفال، اشتمل على تعريف الأطفال بأنشطة المكتبة المختلفة، وأنشطة تفاعلية لتنمية المهارات، حيث استمتعوا بالألعاب التعليمية والتلوين الحر، دمج الألوان، تلوين بالفوم، رسم بالجبس، ألعاب السلم والثعبان، وتقديم هدايا للأطفال.
بالإضافة لتوزيع هدايا متنوعة على جميع الطلاب بالمدرسة، ضمن أنشطة مبادرة "بداية".
الجدير بالذكر أن المبادرة الرئاسية للتنمية البشرية "بداية"، تهدف لبناء الإنسان، وإتاحة طريق للمواطن المصري نحو التنمية الذاتية، والصحية، والتعليمية، والرياضية، والسلوكية؛ من أجل تقديم مواطنًا صحيحًا، متعلمًا، متمكنًا، قادرًا واعٍ، ومثقفًا.