وجدي كامل
كلما تخرج شمس يوم جديد، كلما تزداد رقعة الخسائر المتصلة بسير مجريات الحرب.
تيارات استدامة الحرب تتفاقم، وامراؤها يستعدلون جلستهم، ويتكسبون بنحو لا يطاق. نحو لا تهمهم فيه معاناة مواطنيين باتوا يدفعون حياتهم ثمنا يذهب لجيوب القلة من المنتفعين، والسماسرة، وتجار الحروب.
ترمي الطائرات ببطونها من سموم، وتقصف المدافع باقصى قدراتها على اصابة الاهداف المدنية فتدمر بيوتا عش اصحابها سالمين مسالمين وبنوها بعرق الجبين.
ورغم ذلك يظهر الامراء وهم عي هضاب من سعادة ومتعة بالحل والتسفار، والتفاخر بإكرام المناصرين من صحفيين ومطربات، ممن يدعون بالبلابسة فييتغنون لمزيد من حمامات الدم ، يفصلون اقمصة الوطنية والمواطنة على مقاساتهم، ويسرقون المحتوى من دلالة كلمة الشعب في سبيل مراكمة المال السياسي القذر .انهم يتحدثون عن شعب آخر من مادة خيالاتهم، و يخترعونه اختراعا في خطب وتصريحات مضطربة تضاف لبقية الاكاذيب الحصرية لهم.
يتعمق مشهد النزوح والتشتت، والتمزق، ويموت الناس من انعدام الدواء، وتضرب المجاعة اجزاء واسعة من البلاد فنراهم يموتون موتا جماعيا مجانيا، حتى صار الموت خبرا معتادا لا تجزع لوقوعه القلوب، او تنهمر الدموع بسبب الاعتياد.
امام كل ذلك تتواضع مبادراتنا كمدنيين، وتفشل في الانتقال الى ضفة اخرى لافكار حرة، اكثر جرأة وحيوية تخترق الازمة المستفحلة، المتصاعدة.
ونتيجة كل ذلك نحتاج فيما نحتاج الى عمل كثيف، متنوع المصادر، والطاقات في كل الاتجاهات، وخاصة من مجتمعات الخارج الاوروبي، والاميركي، والاسترالي، والكندي. فهذه المجتمعات التي اعطت ولم تستبق شيئا ابان ثورة ديسمبر وتصاعد احداثها، تفشل هذه المرة، اذ لا تتمكن من التوحد، واسماع صوتها عاليا كما عهدناها.
لقد لحق الانقسام والتقسيم السياسي بمحمولات الحرب، وامراضها وحدات، واضراب اساسية من مجتمعات السودانيين في تلك الانحاء بما انتجته الحرب من استقطابات اثنية، وسياسية، واعباء اجتماعية فادحة على كل فرد بما حمل ظهره من مسؤليات.
ولكن ورغم تشعب فتن، وتعقيدات الصور فالنظر للمستقبل لا بد ان يوحي للعقلاء بان ثمة مهام عاجلة لا بد للسودانيين اينما كانوا وضع الاعتبار لها، وتجاوز عقباتها بجهود مجددة وجديدة.
في مقدمة تلك الحقائق حقيقة ان للحرب نهاية، وان مرتكبي جرائمها لا بد من محاسبة لهم، وسوق الى ساحات القضاء لاجراء العدالة المستحقة طال الزمن ام قصر.
ما جرى لنا كشعب جراء هذه الحرب الصادمة من خسائر اقتصادية، واجتماعية، وثقافية يفترض فورا، وفي الحال، انشاء هيئة مدنية عريضة لتطبيق العدالة تبدا بالانشاء من سلاسل صغيرة وسهلة الى كبيرة ومعقدة، من المهم خروج تفكير المحاسبة من السر الى العلن فتتشكل بكافة الانحاء، وتجعل الاتصال الاسفيري رابطا لها عبر المنصات المتخصصة.
تلك الهيئة من الضروري تشكيلها من افضل القانونيين الوطنيين الديمقراطيين للمطالبة بالتعويضات العامة واستعادة الاموال لصالح خزينة الدولة القادمة، وبتقديم كل من ساهم في دمار الوطن لمحكمة عليا خاصة، ذات صلاحيات واسعة لتبدا اعمالها منذ اللحظة بتجميع الادلة والوثائق الممكنة بغرض الادانة وتحديد من ارتكبوا الفظاعات.
المطالبة تقتضي محاكمة قيادتي الجيش السوداني، والدعم السريع معا، كما تنظيم الاخوان المسلمين، والحركات المسلحة، وكل من شارك من السياسيين الرماديين والموزيين على ما اقترفوه من دمار مؤسس ومنهجي على المواطنيين العزل، الابرياء والذي بلا ادنى شك سوف يكلف البلاد الكثير، اجيالا واجيال حتى تتمكن من المعافاة منه والحياة من جديد.
علينا الانخراط افرادا، وقوى مدنية من اجل هذا الهدف الاستراتيجي العزيز الذي بدونه لن نحدث الاستقرار، والبناء، والحفاظ على السودان كبلد من ضمن بلدان العالم،رغم ان ذلك يبدو امرا صعب الاستحقاق في المدى الزمني المنظور اذا لم نمارس اختراقا جريئا في آنية المشهد المرعب الماثل.
wagdik@yahoo.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
هبوط أول طائرة مدنية بمطار دنقلا منذ سيطرة الدعم السريع وإبراهيم جابر يعلن إعفاء جمركي مهم ويطلق تعهدات ويقف على الأوضاع الأمنية
دنقلا – متابعات تاق برس- أعلن عضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق بحري إبراهيم جابر، مساعد قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان الأربعاء إعفاء وحدات الطاقة الشمسية لأغراض الزراعة من الجمارك، في إطار جهود الدولة للتوسع في المساحات الزراعية.
وأستقبل مطار دنقلا الدولي صباح (الأربعاء) أول طائرة مدنية منذ سيطرة قوات الدعم السريع له في منتصف أبريل من العام الماضي 2023.
ووصل على متن الطائرة عضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق مهندس بحري إبراهيم جابر، يرافقه وكيل وزارة المالية ومدير الشركة السودانية للموارد المعدنية ومدير هيئة الجمارك ومدير شركة توزيع الكهرباء.
وتلقى جابر تنويرا من والي الولاية الشمالية حول الموقف الأمني بالولاية والجهود التي تقوم بها لجنة الأمن في إستتباب الأمن والاستقرار وإشاعة الطمأنينة وسط مواطني الولاية.
وأكد جابر لدى مخاطبته القيادات الشعبية بالولاية الشمالية، بقاعة مطار دنقلا، توفير جميع مطلوبات إنجاح الموسم الزراعي الشتوي بالولاية.
ونوه إلى أن الشمالية قادرة على تلبية احتياجات البلاد من سلعة القمح اذا تم توفير المطلوبات لذلك، وكشف عن ترتيبات لإنشاء مركز للبحوث الزراعية فرع الولاية.
وأشاد عضو مجلس السيادة بخطوة الولاية الشمالية في قيام ملتقى الاستثمار بالعاصمة الإدارية بورتسودان، مؤكداََ تبني مخرجاته ،ووجه بالبدء في إجراءات إنشاء مسلخ بالولاية يواكب الصادر العالمي، وتحديد احتياجات قيام المحطة التحويلية بشرق النيل.
في جانب آخر حيا جابر المقاومة الشعبية واسهاماتها في معركة الكرامة، وقال إنها تحت إمرة القوات المسلحة في الحرب والسلم.
من جهته رحب والي الشمالية عابدين عوض الله بزيارة عضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق بحري مهندس إبراهيم جابر، للولاية الشمالية، وأكد أن حل مشكلة الطاقة سيجعل الولاية الشمالية مهيأة لسد الفجوة الغذائية في السودان في ظل الظروف التي تمر بها البلاد.
وتفقدإبراهيم جابر خلال زيارته دنقلا ، المستشفى العسكري وزار مصابي معركة الكرامة الذين يتلقون العلاج به وإطمأن على الخدمات الطبية والعلاجية المقدمة لهم.
كما تفقد محطة كهرباء دنقلا التحويلية ووقف على المجهودات التي يقوم بها العاملون من أجل إستقرار التيار الكهربائي بالمدينة. وزار الفريق مهندس بحرى إبراهيم جابر وزارة الصحة والتنمية الاجتماعية وإطمأن على مجمل الخدمات التي تقدمها الوزارة للمواطنين.
كما عقد لقاء مع القيادات الرسمية والشعبية بمدينة دنقلا، وقف فيه على مجمل الأوضاع والمشكلات التي تواجه المواطنين بالولاية الشمالية مشيرا إلى النتائج الإيجابية لقرار إعفاء الطاقة الشمسية من الجمارك إذا كانت لأغراض الزراعة.
مبينا أن هناك إتجاه لانشاء مركز للبحوث الزراعية فرع الولاية الشمالية وأشار إلى أن كل ذلك يأتي في إطار جهود الدولة للتوسع في المساحات الزراعية.
مؤكدا إستعداد الحكومة لتوفير مطلوبات الموسم الزراعي الشتوي. مشيرا للميزات النسبية التي تتمتع بها الولاية في مجال الإستثمار.
إبراهيم جابرالطاقة الشمسيةطائرة مدنية