سودانايل:
2024-09-16@07:12:57 GMT

إختراق مطلوب

تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT

وجدي كامل
كلما تخرج شمس يوم جديد، كلما تزداد رقعة الخسائر المتصلة بسير مجريات الحرب.
تيارات استدامة الحرب تتفاقم، وامراؤها يستعدلون جلستهم، ويتكسبون بنحو لا يطاق. نحو لا تهمهم فيه معاناة مواطنيين باتوا يدفعون حياتهم ثمنا يذهب لجيوب القلة من المنتفعين، والسماسرة، وتجار الحروب.
ترمي الطائرات ببطونها من سموم، وتقصف المدافع باقصى قدراتها على اصابة الاهداف المدنية فتدمر بيوتا عش اصحابها سالمين مسالمين وبنوها بعرق الجبين.

تنهار المستشفيات، والجسور، والمنافع العامة وتنتهك البنى التحتية، وتساوى العمار بالارض ، ويحاصرالسكان اقتصاديا، ويتم التلاعب بموادهم الغذائية.
ورغم ذلك يظهر الامراء وهم عي هضاب من سعادة ومتعة بالحل والتسفار، والتفاخر بإكرام المناصرين من صحفيين ومطربات، ممن يدعون بالبلابسة فييتغنون لمزيد من حمامات الدم ، يفصلون اقمصة الوطنية والمواطنة على مقاساتهم، ويسرقون المحتوى من دلالة كلمة الشعب في سبيل مراكمة المال السياسي القذر .انهم يتحدثون عن شعب آخر من مادة خيالاتهم، و يخترعونه اختراعا في خطب وتصريحات مضطربة تضاف لبقية الاكاذيب الحصرية لهم.
يتعمق مشهد النزوح والتشتت، والتمزق، ويموت الناس من انعدام الدواء، وتضرب المجاعة اجزاء واسعة من البلاد فنراهم يموتون موتا جماعيا مجانيا، حتى صار الموت خبرا معتادا لا تجزع لوقوعه القلوب، او تنهمر الدموع بسبب الاعتياد.
امام كل ذلك تتواضع مبادراتنا كمدنيين، وتفشل في الانتقال الى ضفة اخرى لافكار حرة، اكثر جرأة وحيوية تخترق الازمة المستفحلة، المتصاعدة.
ونتيجة كل ذلك نحتاج فيما نحتاج الى عمل كثيف، متنوع المصادر، والطاقات في كل الاتجاهات، وخاصة من مجتمعات الخارج الاوروبي، والاميركي، والاسترالي، والكندي. فهذه المجتمعات التي اعطت ولم تستبق شيئا ابان ثورة ديسمبر وتصاعد احداثها، تفشل هذه المرة، اذ لا تتمكن من التوحد، واسماع صوتها عاليا كما عهدناها.
لقد لحق الانقسام والتقسيم السياسي بمحمولات الحرب، وامراضها وحدات، واضراب اساسية من مجتمعات السودانيين في تلك الانحاء بما انتجته الحرب من استقطابات اثنية، وسياسية، واعباء اجتماعية فادحة على كل فرد بما حمل ظهره من مسؤليات.
ولكن ورغم تشعب فتن، وتعقيدات الصور فالنظر للمستقبل لا بد ان يوحي للعقلاء بان ثمة مهام عاجلة لا بد للسودانيين اينما كانوا وضع الاعتبار لها، وتجاوز عقباتها بجهود مجددة وجديدة.
في مقدمة تلك الحقائق حقيقة ان للحرب نهاية، وان مرتكبي جرائمها لا بد من محاسبة لهم، وسوق الى ساحات القضاء لاجراء العدالة المستحقة طال الزمن ام قصر.
ما جرى لنا كشعب جراء هذه الحرب الصادمة من خسائر اقتصادية، واجتماعية، وثقافية يفترض فورا، وفي الحال، انشاء هيئة مدنية عريضة لتطبيق العدالة تبدا بالانشاء من سلاسل صغيرة وسهلة الى كبيرة ومعقدة، من المهم خروج تفكير المحاسبة من السر الى العلن فتتشكل بكافة الانحاء، وتجعل الاتصال الاسفيري رابطا لها عبر المنصات المتخصصة.
تلك الهيئة من الضروري تشكيلها من افضل القانونيين الوطنيين الديمقراطيين للمطالبة بالتعويضات العامة واستعادة الاموال لصالح خزينة الدولة القادمة، وبتقديم كل من ساهم في دمار الوطن لمحكمة عليا خاصة، ذات صلاحيات واسعة لتبدا اعمالها منذ اللحظة بتجميع الادلة والوثائق الممكنة بغرض الادانة وتحديد من ارتكبوا الفظاعات.
المطالبة تقتضي محاكمة قيادتي الجيش السوداني، والدعم السريع معا، كما تنظيم الاخوان المسلمين، والحركات المسلحة، وكل من شارك من السياسيين الرماديين والموزيين على ما اقترفوه من دمار مؤسس ومنهجي على المواطنيين العزل، الابرياء والذي بلا ادنى شك سوف يكلف البلاد الكثير، اجيالا واجيال حتى تتمكن من المعافاة منه والحياة من جديد.
علينا الانخراط افرادا، وقوى مدنية من اجل هذا الهدف الاستراتيجي العزيز الذي بدونه لن نحدث الاستقرار، والبناء، والحفاظ على السودان كبلد من ضمن بلدان العالم،رغم ان ذلك يبدو امرا صعب الاستحقاق في المدى الزمني المنظور اذا لم نمارس اختراقا جريئا في آنية المشهد المرعب الماثل.

wagdik@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

العمل الدولية: نتعاون مع الحكومة المصرية لتحقيق العدالة الاجتماعية في سوق العمل

قال أريك اوشلان مدير مكتب منظمة العمل الدولية في القاهرة، إن المنظمة تسعي بالتعاون مع الحكومة المصرية من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة في عالم العمل مثل المساواة بين الجنسين في الراتب مقابل نفس العمل، مشيرا إلى أن مكتب منظمة العمل الدولية قام مؤخرا بالتعاون مع وزارة التخطيط المصرية بنشر دراسة شاملة حول سبل سد الفجوة بين الجنسين في مصر.

وأشار أريك اوشلان في حوار مع أصوات داعمة - بودكاست الأمم المتحدة في مصر - أجراه محمد القوصي نائب مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام في القاهرة، إلى مفهوم العمل اللائق الذي تدعو إليه منظمة العمل الدولية خلال العشرين عاما الماضية لتوفير رواتب لائقة وظروف عمل مناسبة فيما يتعلق بالصحة والسلامة والحماية اللازمة للعاملين.

وبالنسبة لسوق العمل في مصر، قال اوشلان إن معدل البطالة في مصر منخفض نسبيا نتيجة الاستثمارات في قطاعات مثل التشييد والبناء، ولكن لا يزال حجم الاقتصاد غير الرسمي كبير ويزيد عن 50%، لذلك تسعى منظمة العمل الدولية إلى الاسهام في توفير فرص عمل لائقة من خلال تنظيم برامج تدريبية متخصصة لدعم التشغيل وتعزيز القدرات لدى الشباب لإنشاء المشاريع الخاصة وتطوير ريادة الأعمال من خلال دورات تدريبية تستمر لعدة أسابيع بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة و جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر، لافتا أيضا إلى أهمية تطوير برامج تعليمية تجعل الشباب قادر على تلبية احتياجات سوق العمل.

وأضاف أنه يتمنى النجاح في اعتماد حد أدني للأجور في القطاع الخاص بالتعاون مع وزارتي العمل والتخطيط والنقابات العمالية وأصحاب العمل.. وقال إن المنظمة تعمل حاليا في مشروعين هامين لتعزيز الوعي بقانون العمل الجديد ومعايير العمل الدولية وتسوية المنازعات الخاصة بالعمل، وأيضا مشروع التوعية بمخاطر الهجرة غير القانونية وتوفير الإمكانات لإيجاد بدائل للشباب من خلال القدرة على إطلاق مشروعات خاصة بهم.

وفيما يتعلق بجهود محاربة عمالة الأطفال، قال أريك اوشلان إن مكتب المنظمة شارك في إطلاق الخطة الوطنية لمكافحة عمل الأطفال ودعم الأسرة، منوها بالتزام الحكومة المصرية واتحاد الصناعات المصرية العمل على القضاء على أسوأ أشكال عمالة الأطفال والحد من انتشار الاشكال الأخرى له.

وأوضح أن مكتب منظمة العمل الدولية يتبني ثلاثة برامج لمكافحة عمالة الأطفال لتطوير التشريعات وتقديم التسهيلات اللازمة للأسر أو القرى التي يعمل بها الأطفال وأيضا برامج لزيادة الوعي بين الأسر بأهمية تعليم الأطفال وتوفير بدائل لكسب الدخل.

وأشار إلى أن هناك 160 مليون طفل يعملون على مستوى العالم، وعدد منهم يعمل في أعمال خطرة، بدلا من أن يعيشون طفولتهم ويذهبون إلى المدارس ويمارسون الرياضة ويطورون من شخصياتهم.

اقرأ أيضاًوزيرة التضامن تبحث مع مدير منظمة العمل الدولية سبل التصدي لقضية عمالة الأطفال

وكيل الشباب والرياضة بأسيوط يلتقي ممثلي منظمة العمل الدولية

تنظيم ورشة عمل بين محكمة النقض والمركز القومى للدراسات القضائية ومنظمة العمل الدولية

مدير منظمة العمل الدولية بالقاهرة يزور عربة تدريب متنقلة | صور

مقالات مشابهة

  • هجوم لقوات الدعم السريع يخلف 40 ضحية مدنية في السودان
  • 260 ألف مراجعة في «العدل» عبر 4 خدمات للذكاء الاصطناعي
  • بالفيديو .. زيارة معالي وزير العدل د. خالد شواني المفاجئة لسجون العدالة في الكاظمية
  • وزير العدل يعفي المعاون الفني ومسؤول قسم الشؤون في سجن العدالة 2
  • تفاصيل وظائف في أماكن مختلفة بالقاهرة والجيزة.. مطلوب 15 تخصصا
  • “إنها العدالة الإلهية”.. نهاية مأساوية للص أندونيسي
  • الداخلية: القبض على إرهابي في كركوك
  • البحرين تسترد مطلوب بقضايا إرهاب من دولة شقيقه
  • الناتو: استهداف ناقلة حبوب مدنية يظهر "تهور روسيا"
  • العمل الدولية: نتعاون مع الحكومة المصرية لتحقيق العدالة الاجتماعية في سوق العمل