أعاد حزب الله في رده على اغتيال القائد فؤاد شكر، توازن الرعب بعدما ظنّت إسرائيل أن باغتيالها شكر استعادت ما فقدته من ردع، فعملية يوم الأربعين جاءت في ذروة الاستنفار الإسرائيلي الأميركي، فالجيش الإسرائيلي أعلن حالة التأهب القصوى في صفوفه، بالتزامن مع استنفار الجيش الأميركي ورفع درجة الاستعداد بإرسال مزيد من الدفاعات الصاروخية والمعدات الحربية إلى المنطق.

فثبت حزب الله معادلة "ضاحية بيروت مقابل ضاحية تل أبيب"، و"التهجير مقابل التهجير". كل ذلك يعني أن الحزب يملك قدرات بشرية ومنظومة عسكرية وإستخباراتية لا يمكن لإسرائيل أن تتجاهلها وتذهب الى حرب مفتوحة في المنطقة او توسيع نطاق حربها في لبنان.

ولا شك في أن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله هو من وضع نظرية توازن الرعب مع إسرائيل ولا يزال متمسكاً بها، ففيديو "عماد 4 "أكد أن الحزب قادر على فرض معادلات ردع جديدة وإقامة توازن رعب تفرضه القوة الصاروخية المحصنة والجاهزة للاستخدام في أي وقت.

وليس بعيداً، ورد في تقرير لمركز ألما الاسرائيلي ، إن المشكلة الرئيسة لإسرائيل هي مشروع الدقة لحزب الله، فهذا لا يتوقف عند الصواريخ التي يبلغ مداها 350 كيلومتراً وشعاع إصابة يصل إلى 10 أمتار، بحيث يمكن لمثل هذا الصاروخ أن يصيب سيارة في تل أبيب إذا تم إطلاقه من منطقة البقاع في لبنان، إذ سرعان ما تحولت إمكانات الدقة إلى صواريخ قصيرة المدى، لذلك ما يثير القلق هو مسألة إدخال الدقة في الترسانة القصيرة المدى - التي تشكل 65000 صاروخاً وقذيفة صاروخية".

فهل حقق حزب الله توازن الردع والرعب مع إسرائيل؟ وهل سيوظف ما حققه الحزب في بناء استراتيجية دفاعية؟ فالاستراتيجية التي طرحها الحزب التقدمي الاشتراكي في العام 2008 تقوم على اعتبار المواثيق والمعاهدات الدولية هي الأساس في حماية لبنان، والجيش هو الوحيد المخول بالدفاع عن البلاد، مع تسليمه بالمقاومة ودورها

الحلقة السادسة: مساهمة استاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية وليد صافي في مناقشة الاستراتيجية الردعية.                   يقول الدكتور صافي:ارتكزت استراتيجية الردع في ما مضى على نظامي توازن القوى والأمن الجماعي. وارتبط البحث بمفهوم الردع والتحولات التي شهدها منذ قيام الردع التقليدي ووصولاً الى الردع النووي بالعلاقات بين الدول، إذ لم يسبق للمنظّرين في العلاقات الدولية او في الردع أن ناقشوا من الناحية النظرية قيام ردع استراتيجي بين حزب او مقاومة وبين دولة.فالردع التقليدي الذي يرتكز على الأسلحة التقليدية لم يمنع المواجهة بين الدول، والردع النووي الذي يرتكز على امكانية استخدام الأسلحة النووية والتكتيكية لتوجيه ضربة للخصم ، وعلى إمكانية الرد على الضربة النووية الاولى ، يواجه اليوم تحديات كبيرة في ضوء بعض الدعوات في أميركا إلى إحياء مفهوم ريغان في الدفاع الاستراتيجي وفي ضوء القرار الذي تتجه موسكو الى اتخاذه باعادة النظر بالعقيدة النووية، بحيث يتاح لها استخدام السلاح النووي إذا ما تعرض الاتحاد الروسي للمخاطر او لتهديد سيادته. كما ان قوة الردع التي عملت إسرائيل على بنائها لعقود طويلة، إنهارت أثناء عملية "طوفان الأقصى". وبالتالي لم تتمكن حكومة بنيامين نتنياهو خلال أحد عشر شهراً من الحرب على غزة وجنوب لبنان، من إعادة ترميم قدراتها الردعية. لقد تمكنت إيران، ولأول مرة، من تنفيذ هجمات بالصواريخ البالستية والمسيرات في السابع من نيسان الماضي. كما تمكّن حزب الله من فرض منطقة أمنية في شمالي إسرائيل، وإرسال مسيرات قتالية في العمق الإسرائيلي مما وضع ما يعرف بالقبة الحديدية أمام تحديات غير مسبوقة. ثمة تحوّل جيواستراتيجي كبير في الشرق الأوسط. إذ لم تنهَر قدرة الردع الإسرائيلية فحسب، بل لم تعد إسرائيل قادرة على حماية نفسها من دون التدخل العسكري الاميركي.

مفهوم الردع
يشكل الردع، بحسب الدكتور صافي، رسالة واضحة للخصوم او الأعداء مفادها القدرة على التدمير أو إلحاق الضرر البالغ بهم في حال الإقدام على عمل عدائي. وتدخل رسائل الردع والردع المتبادل في مفهوم "الكلفة والعوائد" والقدرة على احتسابهما بدقة. إذ تمتنع الدولة المعنية عن الإقدام على أعمال عدائية بحق الدولة التي تمتلك قدرات الردع، إذا تبيّن لها أن الكلفة على المستويات المختلفة هي أعلى بكثير من العوائد. وكما تقول الدكتورة رغدة البهي في دراستها عن "الردع: المفهوم والنظرية" المنشورة في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، "الافتراض الذي يتبناه نظام توازن القوى والأمن الجماعي والذي يُشكّل أساس فكرة الردع، وهو أن السلوك الدولي يُبني على عنصر “الترشيد“، أي الميل إلى إجراء موازنات مستمرة بين جانبي المخاطرة المحتملة والمزايا المتوقعة، حتى إذا ما كانت حسابات المخاطرة أعلى من حسابات المنافع المتوقعة امتنعت الدول وأحجمت عن العدوان". وفي هذا المجال، فإن الدروس التي استخلصتها الجامعات ومراكز الابحاث في عام ١٩٦٢ إثر أزمة الصواريخ في كوريا، من خلال القرار الذي اتخذه الرئيس الأميركي آنذاك جون كينيدي في حصار كوبا، فيما كان على طاولته خيارات أخرى، قد أفضت إلى ولادة مفهوم "العقلانية المحدودة" والذي عزز فكرة الردع. هذا المفهوم يرتكز إلى أن الخصم او العدو لديه الإمكانيات والقدرات العسكرية ذاتها ويمكن له ان يستخدمها بفعالية، كما لديه ايضاً الوقت والوسائل الدبلوماسية لتعطيل المبادرات السياسية، وبالتالي، ما من دولة قادرة على تحقيق "العقلانية المطلقة" في قراراتها الاستراتيجية، أي القرارات التي تؤمن مصالحها المطلقة دون الاخذ بعين الاعتبار، القيود التي يفرضها الخصوم والأعداء. فالعقلانية المحدودة تتعلق بالقدرة على اتخاذ القرارات التي تؤمن اعلى مستوى من الرضا، وليس تحقيق المكاسب والانتصارات المطلقة.

للردع ايضاً بعدان عسكري وسياسي، يقول صافي: الأول يتعلق بالوسائل العسكرية والتكنولوجية التي تشكل الذراع الأساسية لقوة الردع التي يتهيّب الخصم او العدو في امتحانها، والثاني سياسي يهدف إلى التأثير على صيرورة اتخاذ القرار لدى الخصم وارغام صنّاع القرار على الخضوع لتهديدات "الدولة الرادعة". او على الاقل عدم اتخاذ اي قرارت تبرر استخدام هذه الأخيرة لقواتها العسكرية.

علاقة للردع بالامن القومي
ترتبط استراتيجية الردع، وفق قراءة صافي، ارتباطاً وثيقاً بالامن القومي للبلد المعني. إذ لا معنى سياسياً لنظرية الردع إذا لم تكن جزءاً من مكوّنات الامن الوطني الذي يعرف بأنه " مجموعة النشاطات التي تقوم بها الدولة للحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها بما يضمن لها هويتها الوطنية ورفاهية شعبها والدفاع عن حرياتهم ومعتقداتهم ومواجهة التهديدات او عدوان داخلي او خارجي". وبالطبع، يدور مفهوم الامن القومي حول قدرة الدولة على حماية كيانها الداخلي من التهديدات الخارجية بغض النظر عن طبيعة هذه التهديدات. ويذهب البعض أيضاً إلى تحميل هذا المفهوم القدرة على حماية كيان الدولة من التهديدات الداخلية. وترتبط استراتيجية الردع بالتحديات التي يطرحها الأمن الإقليمي الذي يشكل "مجموعة من الترتيبات الرسمية وغير الرسمية بين مجموعة من الدول تلتزم في ما بينها في المجال الأمني بمجموعة من الاحكام والمعايير. ويتطلب ذلك توفّر حد أدنى من المصالح والقيم المشتركة التي تدفع الدولة القومية، في ظروف معينة، إلى التخلي عن مبدأ الاعتماد على الذات في ظل عالم تسوده الفوضى". ومن الطبيعي أن الامن القومي في البلدان الضعيفة والتي تتعرض لانقسامات عامودية وتدخلات خارجية مثل لبنان، يدخل في تعقيدات ومعضلات تؤثر بشكل بالغ في صياغة مفهومه. وتزداد هذه التعقيدات، لان الامن القومي يشكل الهدف الأساسي والمباشر للسياسة الخارجية، إذ يواجه الامن القومي اللبناني معضلات رئيسية عدة وهي:

١ -الأوضاع الجيوسياسية المعقّدة للإقليم الذي يشهد صراعات حادة وفي مقدمها الصراع العربي- الإسرائيلي؛ الصراعات والخلافات العربية- العربية والصراعات بين ايران والولايات المتحدة الاميركية وعدد من الدول العربية، فضلاً عن الصراع بين واشنطن وكل من موسكو وبكين والذي يرمي بثقله على الوضع الجيوسياسي الاقليمي.

٢ - التهديدات والأطماع الاسرائيلية واستمرار احتلال أراضي لبنانية والعدوان المرتبط بحرب غزة والذي يهدد بتفجير حرب واسعة النطاق.

٣ - عدم سيطرة الدولة على الحدود مع سوريا.

٤ - عدم سيطرة الدولة على قرار السلم والحرب

٥- ضعف الموارد المخصصة للسياسة الدفاعية لاسيما تحت تأثير الأزمة المالية الحالية.

٦- افتقار لبنان إلى التحالفات الرسمية او مساندة اي قوة دولية لحماية سلامته الاقليمية ومصالحه الحيوية.

٧ -المقاومة الاسلامية التي تقوم بمواجهة العدوان الاسرائيلي منذ الثامن من تشرين الاول الماضي، تؤدي دوراً فاعلاً في الدفاع عن لبنان، ولكن قراراتها الاستراتيجية والتكتيكية تجري بشكل مستقل عن الدولة اللبنانية، وترتبط من الناحية العقائدية واللوجستية بالجمهورية الاسلامية في إيران.

الردع مفهوم نسبي في النظرية الامنية الاسرائيلية
تعرض "الردع الإسرائيلي" في 7 تشرين الأول الماضي من خلال عملية "طوفان الأقصى" للتآكل، ولم يتمكن الجيش الإسرائيلي من استعادة الردع هذا، علماً أن بعض المحللين العسكريين يعتقدون أن إسرائيل تمكنت من إعادة إثباته بعد عملية اغتيال اسماعيل هنية في طهران والقيادي في حزب الله فؤاد شكر. لا يستقيم النظر إلى قوة الردع الإسرائيلي، بحسب صافي، دون العودة إلى التحديات التي تواجه نظرية الامن القومي الاسرائيلي، إذ يعتبر الردع احد المكونات الرئيسية لهذه النظرية. وفي مقالة "لديفيد رودمان" عن الأمن القومي الاسرائيلي والسلوك الاستراتيجي في التاريخ الاسرائيلي نشرت عام 2002في Middle East Review of International Affairs ، شرح ما يسميه "ثمانية مفاهيم أمنية أساسية"، شكلت الأساس في رأيه لتوجيه السلوك والتفكير الإسرائيلي على مدى عمر الدولة. المفاهيم الثمانية هي الجغرافيا، القوة البشرية، الكم ضد الكيف، المناورة الهجومية، الردع، التهديدات التقليدية وغير التقليدية، الإعتماد على الذات، وأخيراً مساندة القوة العظمى. وصف رودمان مبدأ الردع بأنه مفهوم نسبي جداً في النظرية العسكرية الإسرائيلية، فيما رأى فيه ستيوارت كوهين الذي علق على مقالة رودمان في ذلك الوقت، أنه مظلة بحد ذاتها يمكن تقسيمها إلى نوعين "الردع السلبي" و" الردع عن طريق العقاب". كما رأى أن مفهوم "الجغرافيا" يرتبط إرتباطاً وثيقاً بغياب العمق الإستراتيجي، مما أدى إلى تكريس مبدأ الحرب الهجومية، والتي اعتبرت تفويضاً بالردع ضد أعداء آخرين. وأشار كوهين أيضاً إلى أن الجيش هو الطرف الذي تزعّم سنوات طويلة معارضة إنشاء مجلس أمن قومي، وهو المسؤول بدرجة كبيرة عن عدم تمكّن هذه المؤسسة التي شكّلت عام 1999 من ممارسة أي نفوذ يذكر. كما اعتبر كوهين أن العوامل الإجتماعية أهم عنصر مستقل في الفكر الأمني الإستراتيجي، وواحد من أكثر العناصر التي يلاحظ فيها هذا المدى الواسع من التغيير. فالخدمة العسكرية، التي شكلت ذات مرة أحد أهم مكونات الدين المدني في إسرائيل، مهمّشة جداً في كثير من الأوساط. وعلى هذا النحو فقد أخذ تقدير الجمهور وإعجابه بالقوة يتآكل شيئاً فشيئاً. ونقلاً عن كوهين وقبل فترة طويلة من حصول عملية طوفان الأقصى، أيقن عدد من الباحثين في شؤون الامن الإسرائيلي، أن "الردع" الإسرائيلي بكلا مظهريه السلبي والعقابي عانى من القضم. وأكد رودمان أن النظرية الأمنية تشهد فترة من الذوبان ولا يمكن أن يعزي ذلك الوضع إلا إلى التغيرات الأساسية الحاصلة في الحالة الجيو إستراتيجية الشاملة على الصعيدين الإقليمي والدولي، وإلى المناخ التكنولوجي- العسكري. تواجه إسرائيل تحديات كبيرة في مكوّنات نظريتها الأمنية بدءاً من التأثير الذي يمارسه الحجم والتركيبة السكانية في إسرائيل على النظرية الأمنية ومروراً بالتحولات المجتمعية واستمرار رفض الحريديم الخدمة العسكرية ووصولاً إلى التحولات الجيواستراتيجية على المستويين الدولي والاقليمي، إذ باتت إسرائيل في مواجهة تحدي حصول إيران على السلاح النووي الذي ستفقد معه حصرية امتلاكها سلاح التدمير الشامل الذي يشكل العمود الفقري لقدرتها الردعية. وأهم التحديات التي تواجه إسرائيل ايضاً هي الاعتماد على الولايات المتحدة الاميركية كقوة عظمى، إذ تشير استطلاعات الرأي إلى أن ستين في المئة من الاميركيين باتوا يعارضون المساعدات العسكرية المفتوحة لإسرائيل. النظرية الأمنية الإسرائيلية التي رسّخت فكرة الحرب السريعة والخاطفة في أرض العدو، تتعرض لتحديات غير مسبوقة منذ عملية "طوفان الأقصى" إذ لم يستطع الجيش الإسرائيلي منذ أحد عشر شهراً حسم المعركة في غزة، وأظهر قادته تخوفاً كبيراً من قدرة الجيش على القيام بمناورة برية ناجحة في لبنان.

حزب الله وتوازن الردع
حقق حزب الله، بحسب صافي، خطوات كبيرة على طريق توازن الردع مع إسرائيل. إذ تمكّن من وضع القبة الحديدية الاسرائيلية امام تحديات كبيرة، تتعلق بفعاليتها بوجه إمكانية إطلاق عدد كبير من الصواريخ دفعة واحدة. كما تمّكن بفضل المسيّرات التي يملكها والتي تحلّق على ارتفاعات منخفضة، ان يستهدف ثكنات ووحدات عسكرية منتشرة على الجبهة الشمالية. قدرة حزب الله على إطلاق مسيّرات تجمع معلومات استخباراتية تتعلق بمواقع ذات قيمة استراتيجية، ومسيّرات وصواريخ تصل إلى العمق الإسرائيلي، رفعت من حدة التحديات التي تواجه وسائل الدفاع الجوي الإسرائيلية. ارتكز توازن الردع هذا على قدرة الحزب في تحقيق معادلة بيروت في مقابل تل ابيب، أو البنى التحتية في لبنان مقابل البنية التحتية الاقتصادية في شمال إسرائيل، فضلاً عن إمكانية استهداف محطات الاتصال والمياه والكهرباء وغيرها من الخدمات ذات الطابع القومي في إسرائيل. بالطبع لا تزال إسرائيل متفوّقة في المجال الجوي والتكنولوجي والاستخباراتي بالإضافة إلى امتلاكها أكثر من مئة وستين رأساً نووياً. وكما لا يمكن النظر إلى قدرة الردع الاسرائيلية اليوم في الصراع الدائر، بمعزل عن قوة الردع الاميركية في المنطقة والمخصصة للدفاع عن إسرائيل، لا يمكن النظر إلى قدرة حزب الله على تحقيق توازن الرعب مع إسرائيل، خارج منظومة الردع التي تسعى إيران لبنائها. إيران التي بنت "حزاماً من النار" حول إسرائيل بمبادرة من الجنرال الراحل قاسم سليماني، تسعى حالياً إلى امتلاك "قوة الردع الفعال". والمعروف أن الردع الفعال يطال أربع مستويات وهي: القدرات، الصدقية، العقلانية والمعلوماتية. وفي مجال العقلانية، يمارس قادة طهران أعلى درجات الاحتراف في احتساب الكلفة والعوائد في صراعهم مع الاميركيين والإسرائيليين.

عبّر عن هذه الرؤية الجنرال عزيز نصير زاده الذي تولى حقيبة وزارة الدفاع في حكومة الرئيس مسعود بزشكيان امام البرلمان الايراني، واعتبر أن طهران تقوم بمواجهة الأحادية الاميركية وتعمل مع شركائها على بناء نظام عالمي جديد وعلى انتاج "القوة والردع الفعال"، والحفاظ على الامن الإيراني الذي وصفه بالخط الاحمر. وجاء في رؤيته ايضاً "أن الجمهورية الاسلامية تسعى إلى بناء شبكة قوية وتوسيع طابعها القوي"، وحدد "إن جبهة المقاومة ليست مفصولة عن إيران، وعندما نقول "القوات المسلحة" فهذا يعني أن "جبهة المقاومة "هي جزء منها. بالتأكيد، إيران لها الحق في ان تملك قوة الردع التي تتوافق مع طموحاتها وقدراتها، ولكن اعتبار محور المقاومة جزءاً من القوات المسلحة الإيرانية، يفضي لاحقاً إلى تعميق مشكلة البلدان المعنية ومنها لبنان في ممارسة حكومات هذه البلدان سيادتها على قرار السلم والحرب والتخفيف من حدة التدخلات الخارجية.

بالتأكيد، نجح حزب الله، وفق تأكيد صافي، في إدارة معركة مساندة غزة بطريقة عقلانية رغم الكلفة البشرية العالية، والتهجير وحجم الدمار الذي لحق بعدد من قرى الجنوب، مما ساهم حتى الآن مع الضغوط الدولية في تجنيب لبنان حرباً واسعة لا قدرة له على تحمل نتائجها. كما نجح الحزب في تحقيق نوع من التوازن جعل الإسرائيليين يفكرون ألف مرة قبل أن يتخذوا قراراً بتكرار المناورة البرية التي جرت في العام 2006. لكن المسؤولية الوطنية تفرض على الجميع التفكير باليوم التالي للحرب. ومن منظار الأمن الوطني اللبناني، فإن الخيار الدبلوماسي لتطبيق القرار 1701 هو أفضل الخيارات الممكنة التي تعيد الاستقرار إلى الجنوب وتجنب لبنان الدخول بحرب مفتوحة وواسعة. إن توازن الرعب الذي حققه حزب الله في هذه المعركة، يجب ان يوظف في بناء استراتيجية دفاعية وطنية، وفي عودة قرار السلم والحرب إلى الدولة اللبنانية. شعار "قوة لبنان يضعفه"، جعل إسرائيل تستبيح الجنوب وتقوّض سيادة لبنان في البحر والبر والجو، وتحتلّ جزءاً من أراضيه. وشعار "قوة لبنان في مقاومته" اثبت فعاليته، ولكن جعل هذه القوة حصراً تحت مقتضيات الامن الوطني اللبناني، بشكل شرطاً أساسياً لعدم انزلاق لبنان الى حرب واسعة تسعى اليها " كابينت الدم والموت " في إسرائيل.




المصدر: لبنان 24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: استراتیجیة الردع طوفان الأقصى الامن القومی توازن الرعب مع إسرائیل فی إسرائیل الردع التی قوة الردع فی لبنان حزب الله لا یمکن

إقرأ أيضاً:

اللواء أيمن عبد المحسن: إسرائيل تدعي استخدام الطائرات المسيرة لمراقبة حزب الله

قال اللواء أركان حرب أيمن عبد المحسن، المتخصص في الشأن العسكري والاستراتيجي، إنّ إسرائيل دأبت على عدم الالتزام بتنفيذ أي اتفاقات موقعة، بالإضافة إلى انتهاكاتها المتواصلة لسيادة الدول وخرقها للقانون الدولي.

الانتهاكات الإسرائيلية في لبنان واستخدام الطائرات المسيرة

وأضاف «عبد المحسن»، خلال مداخلة هاتفية على قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّ إسرائيل تواصل انتهاك سيادة الدولة اللبنانية من خلال عملياتها العسكرية واستخدام الطائرات المسيرة في الجنوب اللبناني، رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي وُقع في نوفمبر الماضي ودخل حيز التنفيذ.

ادعاءات إسرائيل بشأن الطائرات المسيرة

وأشار إلى أنّ إسرائيل تدعي أن الطائرات المسيرة تُستخدم لمراقبة الأوضاع في الجنوب اللبناني، خاصة تلك المتعلقة بـ حزب الله، كما تزعم إسرائيل أنها تحذر السكان في المنطقة وتفجر بعض المناطق السكنية بدعوى وجود عناصر مسلحة من حزب الله فيها.

إسرائيل تطالب لبنان بالالتزام بوقف إطلاق النار

وأوضح أن إسرائيل تطالب لبنان بالالتزام باتفاق وقف إطلاق النار بينما هي نفسها لا تلتزم به، مؤكدًا أن أهداف إسرائيل من خروقاتها المستمرة للاتفاق هي إرسال رسالة إلى الداخل الإسرائيلي، خاصة في الشمال، تؤكد فيها أنها تسيطر بشكل كامل على الجنوب اللبناني، مما يساعد في تهدئة مخاوف المستوطنات الإسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • اقتلعنا أنياب الأفعى..إسرائيل تهدد بسحق حزب الله
  • بلال الدوي: مصر الدولة الوحيدة التي أجبرت إسرائيل على السلام
  • قماطي: لبناء إستراتيجية دفاعية وحزب الله مُنفتح سياسياً
  • ‏الحوثيون يهددون إسرائيل باستهداف مقراتها الحيوية
  • ‏وسائل إعلام إسرائيلية: الجيش الإسرائيلي يبدأ التحقيق في أسباب عدم اعتراض الصاروخ الذي أطلق من اليمن
  • الرئيس الفرنسي: صدمت بشدة من الرعب الذي ضرب سوق عيد الميلاد في ألمانيا
  • اللواء أيمن عبد المحسن: إسرائيل تدعي استخدام الطائرات المسيرة لمراقبة حزب الله
  • خبير استراتيجي: انتهاكات إسرائيل للهدنة في لبنان تتم تحت أنظار لجنة المراقبة
  • إسرائيل تستعد لسيناريو الرعب في الضفة الغربية
  • كوابح التصعيد: هل يصمد اتفاق وقف النار بين إسرائيل ولبنان بعد رحيل الأسد؟