سودانايل:
2024-11-17@14:35:14 GMT

روشتة إصلاحية

تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT

باسمك اللهم رب العالمين نستعين. ونصل على النبي الأواب صلاة تليق بنور وجهه الكريم. بدءاً نقف اليوم أمام تحديات كبيرة تواجه السودان، تحديات أرهقت النفوس جميعها وأثقلت القلوب. فصبر الشعب السوداني قد وصل إلى حد لا يُطاق وفاق الحد، بعد حرب الخامس عشر من أبريل 2023 . نجد أن المواطن السوداني والمتابع أياً كان حول العالم .

. اليوم ناظرين إلى الأفق السياسي التي أصبحت تبدو له الحلول بعيدة المنال، كما أن التطورات نحو إنهاء الأزمة مجرد سراب في أفق سياسي معقد.
فالسودان تلك البلد الثري بتراثه وتاريخه الطويل عانى لعقود عبر الزمن من أزمات سياسية واقتصادية، يعيش اليوم في تفاقم يوماً بعد يوم وتتعقد في غياب الحوار البناء والنية الصادقة من الأطراف المتحاربين لتحقيق السلام والاستقرار. فشعب السودان الذي لطالما أظهر صبراً وإيماناً عميقاً بقدرة الله على تجاوز تلك المحن، بات يشعر بثقل الزمن ومرارة الانتظار ولكن دون فقدان الأمل. وننظر لتلك المرأة التي تجلت واندفعت أمام الفريق البرهان في إحدى الولايات الشمالية وهي تشكو قسوة الحال والتعب تمثل صوت أمة بأكملها من الرجال والأطفال والصغار والمسنين.
إن الأزمة السودانية ليست مجرد أزمة سياسية عابرة؛ إنها أزمة كل جوانب الحياة. فالاقتصاد ينهار، والخدمات تتدهور، والأمن يختفي من أحياء المدن والقرى. وفي ظل هذا الواقع المرير، تجد أصوات العقل والحكمة هي ما يحتاجه السودان اليوم للخروج من هذا النفق المظلم.و لكن! مع كل هذا الألم والمعاناة، وهنا يبقى الأمل في قلوب السودانيين قائماً، يبقى الإيمان بأن الله لن يخذل عباده، وسيأتي هذا اليوم الذي ستعود فيه البسمة إلى وجوه الأطفال وتعود فيه الحياة إلى طبيعتها من جديد في كل أنحاء السودان. فالنداء اليوم ليس فقط للساسة، بل نداء لكل فرد من أبناء هذا الوطن العزيز، نداء للعمل بصدق وإخلاص من أجل بناء سودان جديد، سودان يليق بتلك التضحيات التي بذلها شعبه ويزيدها صبره الطويل. ولننبذ تلك الحرب وذلك الجهل.
وتكمن الحلول الممكنة في ظل هذه الأزمة السودانية الراهنة هي البحث عن نهجًا شاملاً يراعي تعقيدات الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي. وهنا يمكن أن أستعرض هنا بعض تلك الحلول الممكنة الناجعة والمجربة في بلدان أخرى حول العالم التي يمكن أن تساعد في تخفيف حدة الأزمة وتحقيق نوعاً من الاستقرار النسبي. وأولاً يجب التفكير جدياً في خلق حوار وطني شامل يجتمع فيه جميع الفاعلين السياسيين، بما في ذلك الحكومة والمعارضة والمجتمع المدني، كل في طاولة حوار وطني شامل. وهو الأمر الذي تضطلع به تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) وقد قطعت شوطاً كبيراً في ذلك. وبالتأكيد هذا الحوار يستثنى حزب المؤتمر الوطني الذي لفظه الشعب السوداني جراء ثورة شعبية منهية حكمه لفترة تزيد عن ثلاثين عاماً. ويكمن الهدف السامي لتلك العملية هو الوصول إلى اتفاق يعالج هذه القضايا الجوهرية ويضع مصلحة هذا البلد فوق المصالح الشخصية والفئوية. كما يمكن الاستفادة من دعم المنظمات الإقليمية والدولية مثل الاتحاد الأفريقي أو الأمم المتحدة لتقديم وساطة محايدة تساهم في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتداخلة.
أما عن الخطوة الثانية فهي تشكيل حكومة انتقالية محايدة بحيث يمكن تشكيل حكومة تكنوقراط انتقالية تتألف من خبراء محايدين غير متورطين في الصراعات السياسية، لتتولى قيادة البلاد في فترة انتقالية حتى يتم تهيئة الأجواء لإجراء انتخابات حرة ونزيهة. وتعمل هذه الحكومة مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية العاجلة بحيث تعمل على تحسين إدارة الموارد الوطنية وتعمل على إجراء وتنفيذ إصلاحات عاجلة في إدارة الموارد الطبيعية والمالية، بما يضمن التوزيع العادل للثروات ويقلل من الفساد المالي والإداري. ولا بأس من الحصول على مساعدات دولية تعزز التعاون مع المؤسسات المالية الدولية للحصول على دعم مالي وفني للمساعدة في تحقيق الاستقرار الاقتصادي. ثم تأتي الخطوة الأهم وهي تحقيق العدالة والمصالحة الوطنية وفي هذه المرحلة يتم محاسبة المتورطين في الجرائم التي أرتكبت خلال مدة الحرب وكما يجب تحقيق العدالة بمحاسبة المتورطين في جرائم حرب أو انتهاكات حقوق الإنسان، وذلك عبر محاكمات عادلة وشفافة. كما تشمل تحقيق العدالة على تقديم تعويضات للضحايا، وهذا يساعد في إعادة بناء الثقة بين مكونات المجتمع السوداني. ثم نذهب إلى مرحلة لا تقل أهمية من سوابقها من المراحل وهي إصلاح القطاع الأمني وإعادة هيكلة القوات المسلحة وأجهزة الأمن لضمان أن تكون تلك الأجهزة في خدمة الشعب وحماية الوطن، بعيدًا عن الولاءات السياسية الضيقة. مع إضافة نشر قوات حفظ السلام الوطنية والدولية في المناطق المضطربة لضمان وقف العنف وحماية المدنيين.
في نهاية المطاف يمكن العمل على تهيئة الظروف لإجراء انتخابات ديمقراطية تشمل جميع الأطراف السياسية، لضمان تمثيل حقيقي للشعب السوداني في اختيار قادته. وتوفير مراقبة دولية لضمان نزاهة العملية الانتخابية وشفافيتها. إن الحلول المطروحة تتطلب تعاونًا واسعًا وجهدًا مشتركًا من جميع الأطراف، مع دعم دولي وإقليمي يساهم في دفع عجلة السلام والتنمية في السودان. بالطبع أن الحل لن يكون سهلاً أو سريعًا، لكنه ممكن بالتزام حقيقي وإرادة قوية لتحقيق تغيير إيجابي. وفي الختام لا يسعنا إلا أن نرفع أيدينا بالدعاء إلى الله تعالى أن يرفع عن السودان وأهله هذا البلاء، وأن يهيئ لنا من أمرنا رشداً، ويجمع كلمتنا على الحق والعدل، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

د. سامر عوض حسين

samir.alawad@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

في اليوم العالمي للسكري| الصحة العالمية تحذر من "القاتل الصامت".. وتؤكد: 537 مليون مريض بالسكرى عالميا.. وأطباء يكشفون لـ"البوابة نيوز" روشتة الوقاية وطرق العلاج

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

537 مليون مريض بالسكرى عالميا بحسب احصائيات منظمة الصحة العالمية، ونحن نحتفل باليوم العالمي للسكري في 14 نوفمبر 2024، وندق ناقوس الخطر لمخاطر "القاتل الصامت"، من خلال مبادرة عالمية تهدف إلى رفع الوعي بمرض السكري ومضاعفاته، وتشجيع الوقاية منه وعلاجه، يمثل هذا اليوم فرصة لتسليط الضوء على أهمية اتباع نمط حياة صحي، وتوفير الرعاية الصحية اللازمة لمرضى السكري.

تاريخ اليوم العالمي للسكري

قالت الدكتورة نعمة سعيد، ممثل منظمة الصحة العالمية فى مصر، أُطلق اليوم العالمي للسكري في عام 1991 من قبل الاتحاد الدولي للسكري ومنظمة الصحة العالمية، وذلك استجابة للزيادة المقلقة في حالات الإصابة بمرض السكري حول العالم، ويهدف هذا اليوم إلى توحيد الجهود الدولية في مكافحة هذا المرض المزمن، وتقديم الدعم لمرضى السكري وأسرهم.

أهداف اليوم العالمي للسكري

وأوضحت ممثل منظمة الصحة العالمية فى مصر، لـ"البوابة نيوز" ، أنه بحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، يوجد 537 مليون مريض بالسكرى عالميا، ولذلك يهدف اليوم العالمى لمرض السكرى الى تنمية المعرفة بمخاطر هذا المرض "القاتل الصامت " ورفع الوعي بتسليط الضوء عليه وأسبابه وعوامل خطورتة، وكيفية الوقاية منه،والتثقيف الصحي بتقديم معلومات دقيقة وشاملة حول كيفية إدارة مرض السكري، والعيش معه بطريقة صحية، وتغيير السلوكيات بتشجيع الناس على اتباع نمط حياة صحي، بما في ذلك التغذية السليمة وممارسة الرياضة بانتظام، ودعم البحث العلمي بتشجيع الاستثمار في البحث العلمي لتطوير علاجات جديدة لمرض السكري، وتحسين جودة حياة المرضى وتوفير الرعاية لضمان حصول جميع مرضى السكري على الرعاية الصحية اللازمة، بما في ذلك الأدوية والإمدادات الطبية.

ما هو مرض السكري؟

ومن جانبها قالت الدكتورة ميادة فرج، استشاري الغدد الصماء والسكر و الباطنة، لـ "البوابة نيوز"، إن مرض السكري هو اضطراب مزمن يؤثر على طريقة معالجة الجسم للسكر (الجلوكوز)، هذا المرض المزمن تتدرج خطورته بتعدد انواعه كالتالي؛ هناك نوعان رئيسيان من السكري: أولهما؛ يحدث عندما يهاجم الجهاز المناعي خلايا البنكرياس التي تنتج الأنسولين، مما يؤدي إلى نقص حاد في الأنسولين، وثانيهما يحدث عندما يصبح الجسم مقاومًا للأنسولين، أو لا ينتج كمية كافية منه.

وتكمل: “نعلم من اخر تقرير لمنظمة الصحة العالمية ان 537 مليون مريض بالسكرى عالميا وتتنوع عوامل خطر الإصابة بمرض السكري كالتالي: تقدم العمر حيث يزداد خطر الإصابة بمرض السكري مع تقدم العمر، والسمنة فالوزن الزائد أو السمنة يزيدان من خطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري، والتاريخ العائلي للأشخاص ، فالذين لديهم تاريخ عائلي من مرض السكري هم أكثر عرضة للإصابة به، وقلة النشاط البدني المتمثل فى عدم ممارسة الرياضة بانتظام يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري، وضغط الدم المرتفع يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري، وارتفاع مستوى الكوليسترول الضار يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري”.

مضاعفات مرض السكري

وفى ذات السياق قال الدكتور أحمد عبدربه، استشاري السكر والغدد والباطنة، لـ" البوابة نيوز"، إنه إذا لم يتم التحكم في مرض السكري بشكل جيد، فقد يؤدي إلى العديد من المضاعفات الخطيرة، محذرًا من تزايد أعداد مرضى السكري في مصر، لأنه طبقا لأخر إحصائية لمنظمة الصحة العالمية، أن 537 مليون مريض بالسكرى على مستوى العالم ، وبالتالى تتزايد أمراض القلب مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية، والفشل الكلوي، ومشاكل في العيون مثل اعتلال الشبكية السكري، الذي قد يؤدي إلى العمى، وتلف الأعصاب المتسبب فى تنميل وخدران في الأطراف، والجروح بطيئة الالتئام، والتي تؤدي إلى بتر الأطراف.

الوقاية من مرض السكري

وأردف: "يمكن الوقاية من النوع الثاني من السكري أو تأخير ظهوره من خلال اتباع نمط حياة صحي، والذي يشمل الحفاظ على وزن صحي باتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة بانتظام، ومراقبة مستويات السكر في الدم بشكل يومى فى حالة ارتفاع نسب التحاليل التراكمية والعشوائية للسكر فى الدم، وإجراء فحوصات منتظمة لضغط الدم ومستويات الكوليسترول، والإقلاع عن التدخين، وذلك لأن التدخين يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري.

العلاجات المتاحة لمرض السكري

واوضحت دكتورة ميادة فرج، أنه تتنوع العلاجات المتاحة لمرض السكري تبعًا لنوع المرض وشدته وحالة المريض الصحية العامة و الهدف الأساسي من هذه العلاجات هو الحفاظ على مستوى السكر في الدم ضمن الحدود الطبيعية، وتقليل خطر الإصابة بالمضاعفات.

العلاجات الدوائية

الأنسولين: هو العلاج الأساسي لمرضى السكري من النوع الأول، ويستخدم أيضًا لمرضى النوع الثاني عندما لا تستطيع الأدوية الأخرى التحكم في مستوى السكر في الدم. يتوفر الأنسولين بأشكال مختلفة، منها الأنسولين سريع المفعول وطويل المفعول، ويتم إعطاؤه عن طريق الحقن أو باستخدام مضخة الأنسولين.

الأدوية عن طريق الفم: تستخدم لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، وتعمل عن طريق تحسين قدرة الجسم على استخدام الأنسولين أو زيادة إنتاجه تشمل هذه الأدوية:

مثبطات ألفا جلوكوسيداز: تبطئ امتصاص الكربوهيدرات من الأمعاء.

السلفونيل يوريا: تحفز البنكرياس على إنتاج المزيد من الأنسولين.

الميغليتينيدات: تعمل بشكل مشابه للسلفونيل يوريا.

الثيازوليدينديونات: تزيد من حساسية الأنسولين في الأنسجة.

مثبطات DPP-4: تزيد من مستويات هرمون الـ GLP-1 الذي يحفز إفراز الأنسولين ويقلل الشهية.

أغونيستات GLP-1: تحاكي عمل هرمون الـ GLP-1.

مثبطات SGLT2: تعمل على إزالة السكر الزائد من الجسم عن طريق الكلى.

العلاجات غير الدوائية

ولفتت إلى أنه حسب شعار السكرى فى 2024 وهو "كسر الحواجز وسد الفجوات" ، فيجب اتباع النظام الغذائي الصحي، ويجب على مرضى السكري فعل ذلك  بشكل متوازن، والتركيز على الأطعمة الغنية بالألياف والبروتين والكربوهيدرات المعقدة، والحد من تناول السكريات والدهون المشبعة، وممارسة الرياضة بانتظام لانها تساعد على خفض مستوى السكر في الدم وتحسين حساسية الأنسولين، وفقدان الوزن الزائد يحسن بشكل كبير من التحكم في مستوى السكر في الدم، ومراقبة مستوى السكر في الدم بانتظام باستخدام جهاز قياس السكر في الدم، يمكن للمريض مراقبة مستوى السكر لديه واتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ عليه ضمن الحدود الطبيعية، وعمل الفحوصات الدورية وذلك لزاما على مرضى السكري للكلى والعينين والأقدام، لتشخيص أي مضاعفات مبكرة وعلاجها.

العلاجات الجراحية

وفي إطار سياق العلاجات المتاحة جراحيا؛ قال الدكتور أحمد إبراهيم بدران لـ “ البوابة نيوز”، إن بعض الحالات، تحتاج أن يلجأ الطبيب إلى الجراحة لعلاج مرض السكري، مثل: جراحة السمنة للمرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة، وزراعة البنكرياس لمرضى السكري من النوع الأول.

وواصل: "وحسب شعار داء السكرى فى 2024 “ كسر الحواجز وسد الفجوات" يجب على مرضى السكرى اختيار العلاج المناسب، والذى  يعتمد على العديد من العوامل، بما في ذلك نوع السكري، وشدة الأعراض، والعمر، والحالة الصحية العامة للمريض. يجب على المريض استشارة الطبيب لتحديد العلاج الأنسب له.

 وأختتم: “أعتبر اليوم العالمي للسكري فرصة لتذكير الجميع بأهمية الوقاية من مرض السكري وعلاجه من خلال التوعية والتعليم، يمكننا الحد من انتشار هذا المرض وتحسين جودة حياة مرضى السكري”.

مقالات مشابهة

  • في ذكرى التأسيس: النادي السوداني: خمسة وعشرون عاما من العطاء
  • الإسلاميون والجيش واستراتيجية المليشيات: أدوات السيطرة التي تهدد مستقبل السودان
  • السوداني يؤكد للسفير البريطاني على ضرورة وضع حد للحرب التي تستهدف غزة ولبنان
  • وزير الخارجية السوداني يكشف عن  تشكيل لجنة للتشاور السياسي مع الحكومة المصرية
  • عبد العزيز عشر: عودة الظهور وأبعاد سياسية في مشهد الصراع السوداني
  • إثيوبيا تستدعي السفير السوداني لديها احتجاجا على تصريحات وزير خارجية الخرطوم
  • وزير الطاقة السوداني يبحث بموسكو تعزيز التوليد الكهربائي مع شركة روسية
  • الخارجية الإثيوبية تستدعي السفير السوداني
  • منظمة العفو الدولية: التعرف على نظام أسلحة فرنسي الصنع في النزاع السوداني – تحقيق جديد
  • في اليوم العالمي للسكري| الصحة العالمية تحذر من "القاتل الصامت".. وتؤكد: 537 مليون مريض بالسكرى عالميا.. وأطباء يكشفون لـ"البوابة نيوز" روشتة الوقاية وطرق العلاج