سودانايل:
2024-09-16@07:08:20 GMT

الكتابة في زمن الحرب (41)

تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT

الكتابة في زمن الحرب (41)
أهمية القراءة والبحث في أوقات الشدائد: درس من ابن خلدون

في هذا الجزء الثاني من هذا النص، نسعى لتسليط الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه القراءة والبحث، خاصة في أوقات الشدائد والحروب، في تحقيق الفهم العميق للأحداث الجارية، وتقديم الأمل وسط الظلام. وفي هذا السياق، نجد في “مقدمة ابن خلدون” نموذجًا فكريًا فريدًا يدعونا لاكتشاف الحكمة في التاريخ من أجل فهم الواقع الحاضر واستشراف المستقبل.



لقد أوضحنا في الجزء الأول من النص أن اختيارنا لمقدمة ابن خلدون لم يكن محض صدفة. بل هو تعبير عن إدراك عميق لأهمية هذا العمل الفكري العظيم في تقديم رؤى تحاكي الواقع، خاصة في أوقات الأزمات والاضطرابات. فابن خلدون لم يكن مؤرخًا فقط، بل كان مفكرًا استطاع، من خلال تحليله لدورات صعود وسقوط الدول، أن يقدم دروسًا لا تزال صالحة للتطبيق حتى يومنا هذا. وفي ظل ما يمر به السودان من أزمات وخيبات، تصبح رؤى ابن خلدون مرآة نرى من خلالها واقعنا المعاصر.

لقد كتب لي أحدهم معلقًا على ما جاء في الكتاب الأول بقوله: “تقديرك لابن خلدون، ووصفك لتحليلاته بأنها تتحدث عن واقعنا المعاصر، يعكس إدراكك لأهمية التفكير النقدي والعمق الذي يجلبه هذا النوع من القراءة. كما أن وصفك لمجهود مجموعة نادي 81 وتفاعلهم مع النصوص بعمق يُظهر قيمة النقاش الفكري حتى بين أولئك الذين قد لا تكون تخصصاتهم الأصلية في العلوم الإنسانية، مما يضيف بعدًا آخر لأهمية هذا النوع من النشاط الثقافي”.

وهذا التعليق يلخص ببراعة ما تعلمناه من تواصلنا مع هذه المجموعة المثقفة، ويدعم أهمية الحوار والنقاش الفكري كأداة لفهم أفضل للعالم من حولنا. فالتفاعل الجماعي مع النصوص، كما يحدث في “نادي 81”، يعزز من قيمة القراءة الجماعية والنقاش المشترك، وهو أمر بالغ الأهمية في تكوين وعي جمعي قادر على مواجهة الأزمات.

من ناحية أخرى، وجدنا في تعليق آخر إشادة بوصف ابن خلدون بأنه “يتجسس على المستقبل”. وهذا التعبير يعكس تأثرًا عميقًا بقدرة ابن خلدون على تقديم رؤى تتجاوز زمانه. فقد كان ابن خلدون في تحليله لقيام الدول وانهيارها كمن يضع منهجًا لفهم المستقبل من خلال دراسة الماضي، وهو ما يمنح أعماله طابعًا خالدًا يتجلى في كل حقبة تاريخية. هذه القدرة الفريدة تجعل من قراءة “المقدمة” أمرًا ضروريًا ليس فقط لفهم الماضي، وأيضًا للتنبؤ بالتحديات المستقبلية.

وعليه، يمكننا القول بان هذا النص يتجاوز كونه مجرد دراسة أكاديمية لنصوص ابن خلدون، بل هو دعوة مفتوحة للاستفادة من هذا الفكر العميق في أوقات الأزمات والصعاب. ففي ظل الظروف المعقدة التي تعصف بالعديد من الدول والمجتمعات، مثلما يحدث في السودان، تبدو الحاجة ملحة للعودة إلى النصوص الفكرية العظيمة التي تعيننا على استيعاب ما يجري حولنا. القراءة هنا تصبح نوعًا من المقاومة الذهنية، وسيلة للتسلح بالمعرفة والفهم في مواجهة الظروف العصيبة.

إجمالًا، نأمل أن يجسد هذا النص فكرة أن المعرفة والقراءة ليستا ترفًا فكريًا، بل هما مصدر قوة في أوقات الأزمات. ومن خلال قراءة “مقدمة ابن خلدون” وتحليل أفكاره، نسعى لتقديم دعوة لكل من يقرأ هذه الصفحات للاستمرار في البحث والتعلم، مهما كانت الظروف صعبة. فالمعرفة هي النور الذي يرشدنا في العتمة، وهي الأمل الذي يمكننا أن نتمسك به في مواجهة التحديات.

ختامًا، ندعو الجميع، سواء كانوا منخرطين في العلوم الإنسانية أو من خارجها، إلى الانخراط في هذا النشاط الثقافي والفكري. فالقراءة والتفكير العميق هما أدوات للتغيير، ويمكنهما أن يكونا وسيلة لتجاوز الأزمات وفتح آفاق جديدة للمستقبل…كما نامل ان يكون قد غطي على ان فكرة القراءة كوسيلة للمقاومة الذهنية، ويعزز ارتباط أفكار ابن خلدون بفهم الأزمات المعاصرة، ويشجع على البحث والنقاش الفكري كأداة للتحليل العميق وتجاوز الصعاب.

 

عثمان يوسف خليل
المملكة المتحدة
osmanyousif1@iclud.com

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: ابن خلدون فی أوقات

إقرأ أيضاً:

نظرية غريبة عن الهرم الأكبر.. يتغير شكله في 4 أوقات بالسنة

الأهرامات واحدة من المعالم الأثرية الأكثر شهرة عالميا، وواحدة من أقدم وأروع ما صنعه الإنسان وصمد منذ أكثر من 4500 عام أمام التغيرات المناخية والحروب وغيرها، ولا تزال تُجرى عليها الأبحاث لفهم الغموض الذي يدور حولها.

رصد موقع «tripoto» البريطاني عددًا من الحقائق والأساطير والنظريات حول الأهرامات منها نظرية غريبة عن شكل الهرم الذي يتغير 4 مرات في العام.

نظرية غريبة عن الهرم الأكبر

المعروف عن الشكل الخارجي لـ الهرم الأكبر أنه رباعي الوجوه، وقاعدته عبارة عن مضلع منتظم، أما أوجهه الجانبية فهي عبارة عن أربعة مثلثات، لكنه في الواقع له في الواقع ثمانية جوانب، إنه الهرم المصري الوحيد ذو الثمانية جوانب، ولا يمكن رؤية هذه التفاصيل الرائعة إلا عند الفجر أو غروب الشمس في الاعتدالين الربيعي والخريفي، وذلك عندما تلقي الشمس بظلالها على الهرم الأكبر مما يجعل جوانبه الثمانية مرئية.

لكنها مجرد نظريات، كما قال الدكتور عماد مهدي الخبير الأثري لـ«الوطن»، إن ما يُقال عن الهرم الأكبر مجرد دراسات مثلها مثل حقيقة وجود ظاهرة غريبة فوق الهرم والتي توصل إليها علماء صينيون، لكن لا شك أن المكان نفسه عبقري مرتبط بعلم الفلك، وقد تكون النظريات حقيقية لكنها حتى الآن ليست مؤكدة، والقصة الشهيرة المرتبطة بالبناء المصري القديم وتعامد الشمس كانت في معبد أبو سمبل: «المصري بنى المعبد على محور معين يقدر يخلي الشمس تتعامد على المعبد مرتين، والأهرمات مرتبطة بهندسة فلكية وأسرار لسة منعرفش عنها كتير، والمعروف عنها عن الأبعاد الهندسية في التصميم».

الأساطير الغريبة حول الهرم

وتابع: وبعد الظاهرة الغريبة التي اكتشفها العلماء بتكون سحابة البلازمة فوق الأهرامات، وتؤثر على الأقمار الصناعية القوة العاملة التي بنت الهرم بلغت حوالي 100 ألف رجل، بينما أظهرت الأدلة الحالية أن القوى العاملة كانت على الأرجح حوالي 10 آلاف شخص، بما في ذلك الحرفيين الموهوبين والعمال اليدويين والطهاة وعمال النظافة، وبالنظر إلى أن الهرم الأكبر وحده تم بناؤه بحوالي 2.3 مليون كتلة حجرية، ومن المحتمل أن يبلغ إجمالي وزنه حوالي 6 ملايين طن، فإن هذا يعد إنجازًا مثيرًا للإعجاب.

مقالات مشابهة

  • نظرية غريبة عن الهرم الأكبر.. يتغير شكله في 4 أوقات بالسنة
  • دعاء المكروب: طلب الفرج والطمأنينة في أوقات المحن
  • “تكريم د. عمر إبراهيم ياجي في كمبالا: عرض كتابه وإحياء إرثه الفكري”
  • عطاف يستقبل ممثل المنظمة العالمية للملكية الفكري
  • تفاصيل رأس المال الفكري وركائزه الثلاث (فيديو)
  • خطر وجودي يهدد سوق الأسهم البريطاني بسبب العفن العميق
  • المجلات والصحف الإلكترونية في العراق وتغيير عادات القراءة
  • الصبيحي .. مجلس الوزراء وقع في خطأ كبير
  • رائدا فضاء ناسا العالقان في الفضاء يعترفان بمواجهة أوقات صعبة
  • حملات توعوية للحد من الكتابة على الجدران بأبوظبي