بوابة الوفد:
2024-07-06@12:02:14 GMT

عاصمة ابن خلدون

تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT

بمجرد ولوج الطائرة المجال الجوى يتطلع الزائر الشغوف بحماس من النافذة إلى مصر التى فى خاطره، ثم فجأة ينتابه شعور بالصدمة من هول القبح والعشوائية العمرانية، فهنالك جزر متناثرة من الكتل الخرسانية القميئة أشبه برؤوس الشياطين متلاصقة بعنف على ضفاف النهر الخالد تنخر كالسوس فى محيط الوادى الأخضر، ليتساءل المرء بحسرة: هل القاطنون فى هذه الكردونات العبثية هم أنفسهم أحفاد البنائين العظام الذين شيدوا الأيقونات الهندسية من المعابد المهيبة والأهرامات الخالدة؟ تكاد المفارقة العجيبة ترسخ أكذوبة أن حضارتنا صنيعة الكائنات الفضائية! 

فقديمًا قال ابن خلدون صاحب نظرية العمران «الملك بالجند، والجند بالمال، والمال بالخراج، والخراج بالعمارة، والعمارة بالعدل، والعدل بإصلاح العامل، وإصلاح العامل باستقامة الوزراء».

فلنكن صادقين مع أنفسنا ولا ندفن رؤوسنا فى الرمال، مصر تعانى كارثة عمرانية منذ أكثر من قرن تتجلى فى الحضر قبل الريف، فالعاصمة العتيقة مرآة الحكم بدون أى هوية بصرية فهى عبارة عن قرية ضخمة متوحشة ومهملة تفتقد للحدود الدنيا لجودة الحياة، فحدث ولا حرج عن شلل مرورى خانق مع تلوث بصرى وسمعى كئيب، بالإضافة لاعتداء سافر على الكنوز التراثية واختلاط سيريالى بشع للأحياء السكنية والإدارية والتجارية... إلخ. 

لذا فإن تشييد عاصمة حديثة تليق بأقدم دولة فى التاريخ، أصبح فكرة وجودية تأخرت عقودًا، ولكن أن تأتى متأخرًا أفضل من ألا تأتى أبداً.

حسنًا، هى ليست بدعة مصرية، بل سنة كونية سبقتنا إليها البرازيل وتركيا وحتى نيجيريا، لكن ما إن بدأت ملامحها تتضح حتى انهالت سهام الشائعات المعتادة من كل صوب وحدب. أستطيع استيعاب سفاهة أبواق الدعاية الإخوانية المثيرة للشفقة، لكن ما لا أفهمه ولا أتقبله هو لغو بعض «المتثقفين» عن فقه الأولويات بإطعام الشعب أولا  والهمز واللمز عن البذخ والترف فى مقرات الحكم وإذكاء الفتنة الطبقية بوصمها محمية للأغنياء فقط، كل هذا الهراء لا يسمن ولا يغنى من جوع؛ لأن الغرض مرض وهو عدم تسطير تاريخ جديد لهذا البلد العريق، فالقاهرة عصية على التغيير لأكثر من ألف سنة فمن ذا الذى يملك الإرادة السياسية الجسورة لتلك النقلة النوعية الجبارة سيكتب له المجد والخلود مثل جوهر الصقلى لذلك يجب تأليب العامة ووأد مشروع طموح قبل اكتماله؛ لأن صورته النهائية المبهرة سوف ترفع الروح المعنوية وتعمق الفخر الوطنى، والعلمين التى لم تكتمل بعد خير مثال.  

لا شك أن تغيير الصورة الذهنية للبلد له تأثير كبير وقيمة مضافة للسياحة والاستثمار وحتى النفوذ السياسى، فالحداثة التى ستحظى بها سيكون لها مفعول السحر على أزمات القاهرة المزمنة بتفريغها من مخلفات البيروقراطية وجعلها درة سياحية تنافس اسطنبول التى لا تملك نصف كنوزها، ومع ذلك قبلة السائحين الباحثين عن سحر الشرق، وهو ما لا يرغب فيه بعض الأصدقاء وكثير من الأعداء. 

دعك من كل ما سبق واستمع بتجرد إلى لغة الأرقام لعلها تنفع أولى الأبصار. 

الديون الخارجية فى العقد الأخير 120 مليار دولار صرفت على أضخم بنية تحتية؛ وبذلك قفز الناتج القومى من 288 إلى 497 مليار دولار، صافى أصول العاصمة الفاشلة 4 تريليونات جنيه! غير أصول المبانى الحكومية فى القاهرة والتى لا تقدر بثمن. 

يومًا ما سينال هذا المشروع العملاق حقه من التقدير . آفة حارتنا الحكمة بأثر رجعى.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصر

إقرأ أيضاً:

السمدوني: 14.56 مليار دولار  حجم سوق الشحن والخدمات اللوجستية في مصر عام 2024

طالب  الدكتور عمرو السمدوني سكرتير عام شعبة النقل الدولي واللوجستيات، بمزيد من التعاون والتنسيق بين جميع الجهات المعنية، سواء من القطاع الحكومي أو الخاص، لمواجهة التحديات التي تواجه النقل الدولي واللوجستيات وإيجاد حلول فعالة لها، موضحا ان هذه التحديات تتمثل في اضطرابات البحر الأحمر وعزوف البواخر عن الدخول الي منطقة البحر الأحمر، إضافة الى اضطراب سلسلة التوريدات نتيجة الأحداث الجارية في قطاع غزة والسودان والحرب الروسية الأوكرانية.

أشار السمدوني  إلى أن حجم سوق الشحن والخدمات اللوجستية في مصر يقدر بـ 14.56 مليار دولار في عام 2024، ومن المتوقع أن يصل إلى 18 مليار دولار بحلول عام 2029، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 4.33٪ خلال الفترة المتوقعة (2024-2029).
وأضاف  أن ازدحام الموانئ بسبب زيادة حجم التجارة العالمية، ونقص السفن والحاويات، واضطرابات سلسلة التوريدات، يسبب زحام، ويسبب تأخيرات كبيرة في نقل البضائع، ويُزيد من تكاليف النقل.
طالب السمدوني ، بضرورة العمل في الفترة المقبلة على جعل المواني البحرية لوجستية ذكية خضراء، وربط المواني بشبكات الملاحة الدولية ورفع كفاءة العاملين بها على المستوى الدولي ،مؤكدا على ضرورة التسعير لخدمات المواني وفق الأسس الاقتصادية، والاهتمام بالبنية الفوقية في المواني واللوجستيات، مؤكداً على ضرورة الاهتمام باللوجستيات لجعل مصر مركزا للتجارة العالمية واللوجستيات، وأن يكون هناك جهاز لتنظيم اللوجسيات وتشكيل مجلس أعلى للوجستيات.
وأكد ضرورة وجود مرصد لتتبع الأداء اللوجستي، والاهتمام بالنقل المتعدد الوسائط والنقل المتكامل لتكون مصر مركزا لتجارة الترانزيت.
طالب د. عمرو السمدوني، بإجراء بحوث حول مشاريع البنية التحتية لموانئ جديدة ومناطق الخدمات اللوجستية، مع النظر في مبادئ التنمية المستدامة. مع مراعاة حجم السفن المستقبلية في تصميم البنية التحتية، بما في ذلك تصميم الأرصفة والأعماق والمحاور اللوجستية. ويتم تطبيق ذلك بالتعاون مع شركات الشحن العالمية.
شدد على تفعيل دور الموانئ كمركز لوجستي متكامل يقدم جميع الخدمات المتعلقة بالسفن وحركة البضائع، مع ربطه بسلاسل التوريد العالمية، وتكامل الموانئ محلياً وعالمياً بهدف تقليل التكاليف وزيادة جودة الخدمات المقدمة. بالإضافة الى التركيز على فرص الاستثمار في الموانئ والمجالات اللوجستية، تجهيز وإعداد دراسات الجدوى المسبقة والاستفادة من تجارب الموانئ العالمية المتعلقة بمرونة سلاسل الإمداد وتأثيرها على الاقتصاد والتجارة العالمية.
أكد على ضرورة تعزيز التكامل بين الموانئ وشركات الشحن ومقدمي الخدمات اللوجستية والحكومات لتحسين العمليات العالمية لسلاسل الأمداد. وشدد المشاركون على اعتماد إطار قانوني موحد يتوافق مع الاتجاهات العالمية الحديثة في مجال الموانئ والخدمات اللوجستية.
طالب السمدوني، بسرعة تفعيل دور الموانئ كمركز لوجستي متكامل يقدم جميع الخدمات المتعلقة بالسفن وحركة البضائع، مع ربطه بسلاسل التوريد العالمية، وتكامل الموانئ محلياً وعالمياً بهدف تقليل التكاليف وزيادة جودة الخدمات المقدمة.
أكد الدكتور عمرو السمدوني، أن الجهود التي تبذلها الدولة من أجل تطوير الموانئ البحرية، إضافة إلى توطين الصناعات البحرية والسفن والخدمات المصاحبة للنقل البحرى والنهرى عبر تطوير البنية التحتية للمعدات اللازمة لهذه الصناعة ،لكى  يساهم في زيادة الدخل القومي وتحويل مصر إلى مركز لوجيستي عالمي.

مقالات مشابهة

  • سفير الاتحاد الأوروبي: ندعو لتخصيص 2 مليار دولار للأزمة الإنسانية في السودان
  • السمدوني: 14.56 مليار دولار  حجم سوق الشحن والخدمات اللوجستية في مصر عام 2024
  • مبيعات المركزي العراقي تتجاوز مليار دولار خلال أسبوع
  • كيف مولت البنوك العالمية الجرائم الإسرائيلية بأكثر من 164 مليار دولار؟
  • (34.7) مليار دولار قيمة مشاريع المقاولات التركية التي نفذت في العراق
  • مصر تستورد شحنات وقود لإنهاء انقطاع الكهرباء في الصيف
  • 11.735 مليار دولار ديون جديدة في عهد حكومة الخصاونة
  • اتفاقيات مليارية بين مصر والاتحاد الأوروبي.. هل تتحقق؟
  • تركيا.. ارتفاع العجز التجاري إلى 6.43 مليار دولار في يونيو
  • حزمة مساعدات جديدة من البنتاغون إلى أوكرانيا