منذ أيام قليلة وبالتحديد فى الثالث من أغسطس الجارى كانت الذكرى الرابعة والعشرين لوفاته.
حل ضيفًا شخصيًّا على الرئيس جمال عبد الناصر، ووصف إقامته بالقاهرة من عام 1964إلى 1970 بأنها «كانت أعوامًا مباركة حفلت بأفضل ما أنتج»، ونظم قصيدة عن «عبد الناصر» قال فيها:
وهذا الثائر الإنسان عبر سنابل القمح
يهز سلاسل الريح
مع المطرِ
مع التاريخ والقدرِ
ويفتح للربيع الباب
فيا شعراءَ فجر الثورة المنجاب
قصائدكم له، لتكن بلا حُجّاب
فهذا المارد الثائر إنسان
يزحزح صخرة التاريخ
عبد الوهاب البياتى الشاعر العراقى الذى عشق مصر مثل معظم نظرائه من المثقفين العرب، مصر الحلم، مصر عبد الناصر، روادته أحلام فترة عاشها فى ظل الناصرية، إذ كانت منفاه وحاضنته عندما لاذ بها من الظلم والاضطهاد السياسى فى العراق، ورغم أنه لم يكن مصرى المولد إلا أنه كان مصرى الهوى، ظلت مصر- عبد الناصر تسكن روحه، يحلم بها، وبثورتها التى قال عنها: «أيا جيل الهزيمة.
كان عبد الناصر قد احتل فاتحة ثالث دواوينه، «المجد للأطفال والزيتون»، بقصيدة «أغنية من العراق إلى جمال عبد الناصر»، استهلها مغردًا:»باسمك فى قريتنا النائية الخضراء/فى العراق/فى وطن المشانق السوداء/والليل والسجون/والموت والضياع/سمعت أبناء أخى باسمك يلهجون/فدى لك العيون/ يا صانع الربيع للقفار.. يا صانع السلام/والرجال/يا جمال/وواهب العروبة الضياء/ومنزل الأمطار فى صحراء/ حياتنا الجرداء، يا رجاء/ عالمنا الجديد/وفجرنا الوليد».
وعن القاهرة يغنى فى الديوان نفسه، المجد للأطفال والزيتون، قائلاً:» يا ثورتنا المشتعلة/يا قناديل حياة مقبلة/يا شعارات رفاقى الظافرة/ لك قلب القاهرة/لك-مذ أيقظه الحب-يغنى/للملايين الحزينة/وهى تصحو-بغتة- من نومها/وتروى أرضنا فى دمها/أرض زهران ومبكى أم صابر/وشاحًا أحمرًا للنيل ملقى فوق شاعر/حطمت قيثاره بالأمس أيدى الغجر/ورياح الضجر».
كان يردد دائما إننى أحب مصر فى كل صورها، ولم ينته عشقه لها عند عبد الناصر بل طال لحظات تاريخية مثل الدور البطولى لبورسعيد فى أثناء العدوان الثلاثى:
على رخامِ الدّهرِ بورسعيد
قصيدةٌ مكتوبةٌ بالدّم والحديدْ
قصيدةٌ عصماء
قصيدةٌ حمراءْ
تنْزفُ من حروفِها الدّماءْ
تهدرُ فى رويِّها المُنتصرِ الجبَّارْ
صيحاتُ فجرِ الثارْ
تطلُّ من أبياتها بنادقُ الأنصارْ
وأعينِ الصِّغارْ
***
على جبين الدّهرِ بورسعيدْ
مدينةٌ شامخةُ الأسوارْ
شامخةٌ كالنارْ
كالإعصارْ
فى أوجهِ الّلصوصِ
لصوصِ أوربّا من التّجارْ
من مجرمى الحروب
وشاربى الدّماءْ
***
عبرَ جدارِ الموتِ بورسعيدْ
صامدةٌ كالبحر (لا تنام)
يخوضُ فى ساحاتها السّلامْ
معركةُ الحياة
تحرسُهُ بنادقُ الأنصارْ
وأعين الصّغارْ
روت زوجته السيدة هند، أو أم على كما كان يناديها دائمًا، أنها كانت وراء تغيير تسمية الخليج الفارسى إلى الخليج العربى فى خطابات عبد الناصر التى كانت تسحر البشر من المحيط إلى الخليج. إذ قالت إن الرئاسة دعتهما، ضمن المدعوين، على الاحتفال بمناسبة سياسية ألقى فيها الزعيم خطابًا وتحدث فيه عن الخليج الفارسى. وعندما اصطف الحضور لوداع الرئيس عبد الناصر توقفت أم على أمامه وعاتبته على تسميته للخليج بالفارسى، فما كان منه إلا أن وعدها بأنها آخر مرة يستخدم فيها هذا المصطلح وقبلها من رأسها، وهذا ما كان.
رحل البياتى دون أن يعاود العيش فى أرض الكنانة فاحتضنته دمشق فى آخر سنى عمره ليدفن إلى جوار محيى الدين بن عربى.
حفظ الله مصر وأهلها
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ندى أغسطس الجارى الرئيس جمال عبد الناصر عبد الناصر
إقرأ أيضاً:
عمرو سعد: لا يجرؤ أحد على تقديم أعمالي.. وأرفض أدوارا كثيرة لهذا السبب
تحدث الفنان عمرو سعد، خلال ندوته الفنية المقامة ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ45، عن السبب وراء قلة أعماله الفنية، واعتذاره عن بعض الأعمال.
عمرو سعد: مش عايز حد يتفرج عليا ويحس إني حد تانيقال عمرو سعد: «مش عايز حد يتفرج عليا ويحس إني حد تاني، علشان كدا كنت برفض أعمال كتير، وهتلاقوا أعمالي قليلة، لأني بختار أدوار معينة، ميعملهاش غيري، مفيش دور عملته حد يجرؤ إنه يقول ممكن حد تاني يعمله».
وتابع: «بقيت أقرا في كل حاجة، وأقعد مع فنانين كبار وأنا في سن صغيرة لسه، زي نور الشريف وعادل إمام، أنا مدين للاحتياج المادي، لأنه يخلق تطوير طرق بديلة للاستمتاع، بقيت أعمل كدا لأن كان عندي إصرار أكون مؤثر، وأحقق قراري، وكان عقلي جاهز شوية إني أشتغل ممثل».
عمرو سعد: إيديا كانت بتتاكل من الأسمنتكشف الفنان عمرو سعد، أنه عمل صنايعي من قبل، قائلا: «إيديا كانت بتتاكل من الأسمنت، وعرفت ازاي المهندس بيشوف الصنايعي من زاوية واحدة، فربنا أنعم عليا من زوايا مختلفة، أشوف إحساس الشقيان، وزاوية الراجل اللي بيبص باستعلاء، كنت عامل زي العدسة وأنا صغير، قدرتي على الملاحظة ساعدتني أكون ممثل، وخجلي اللي بعتذر عنه اللي خلي بعض الناس تفتكرني مغرور».