شكّل بوابة لأوروبا..لماذا لا يعلم أحد باسم هذا المطار ببريطانيا الآن؟
تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— لا تُعتَبَر بلدة كرويدون، الواقعة جنوب العاصمة لندن، من الوجهات الجذابة في بريطانيا.
وبهدف الوصول إلى هذه البلدة، ستضطر للحاق برحلة مبكرة من مطار جاتويك في المملكة المتحدة.
ولكن لم يكن مطار جاتويك متواجدًا دائمًا.
وعلى يُعد أكثر من كيلومترين بقليل جنوب غرب فنادق كرويدون الحديثة، يقع فندق كلاسيكي جديد على جانب طريق "بورلي واي" المزدحم.
وعادةً ما تكون الحانة مليئة برجال الأعمال المنهكين، لكنها كانت ذات يوم مليئة بالطيارين.
ويُدعى هذا الفندق "Aerodrome Hotel"، وهو أول فندق مطار بُني لهذا الغرض في العالم.
وبجانبه، تواجد أول مطار دولي في بريطانيا.
صورة لما تبقى من مطار "كرويدون" في بريطانيا.Credit: Courtesy Will Noble منتج ثانوي جراء الحربكانت لندن والمناطق المحيطة بها عرضة للهجوم بالفعل خلال الحرب العالمية الأولى.
وكانت كرويدون هدفًا، وبعد غارة مدمرة بشكل خاص في عام 1915، تمت مصادرة قطعة أرض تقع جنوب غرب البلدة بموجب قانون الدفاع عن المملكة، وتم تحويلها إلى "مطار بيدنغتون".
ومن هذا المطار، انطلقت طائرات من طراز "Sopwith Camels" و"Bristol Fighters" ليلاً ضد الألمان.
صورة تُظهر احتفالاً لتعميد خمس طائرات في عام 1926.Credit: Central Press/Hulton Archive/Getty Imagesولكن سرعان ما انتهت الحرب، وبدا أنّ فترة استعمال كرويدون كقاعدة جوية كانت في طريقها للانتهاء.
ولكن استولى مكتب الحرب على مطار "Hounslow Heath"، الذي كان يدير أولى الرحلات الجوية الدولية لبريطانيا.
ومن ثم انضم مطار "بيدنغتون" إلى المطار المجاور في وادون، والذي استُخدِم لفترةٍ وجيزة لاختبار الطائرات الجديدة.
ومعًا، تحول كلاهما إلى "مطار كرويدون".
كان من الصعب جذب المسافرين صورة لخبراء أثناء تفقد دمية استُخدمت لإجراء الاختبارات في المطار.Credit: Hulton Deutsch/Corbis/Getty Imagesوكان المطار عبارة عن مجموعة من المباني الخشبية، وأكواخ الجيش القديمة، بينما جاء برج المراقبة على شكل كوخ آخر قائم على ركائز متينة يمكن الوصول إليه عن طريق سلّم.
وكانت منطقة الجمارك عبارة عن حظيرة تتضمن لافتتين فوق بابين كُتب على إحداهما "البريطانيون"، بينما كُتِب على الآخر "غير البريطانيين".
وكان لا بدّ من طرد الأغنام من مدرج المطار، وازداد الكفاح من أجل جذب الركاب.
وكان الطيران في أوائل عشرينيات القرن العشرين مكلفًا بشكلٍ خاص، إذ عانى الكثيرون من القلق بشأن التحليق أيضًا، ولم يكن ذلك مفاجئًا نظرًا للحوادث المتكررة.
وقدّم المطار تذاكر موسمية خاصة إلى باريس، وخصومات بمناسبة عيد الفصح.
تحول المطار إلى مركز للأعمال.Credit: Courtesy Will Nobleوفي حين تمتعت دول مثل فرنسا، وهولندا، وألمانيا بمساعدات سخية من حكوماتها، إلا أنّ البريطانيين تُرِكوا للتعامل مع الأمور بأنفسهم.
زاره المشاهير يمكن للمرشدين السياحيين اصطحاب الضيوف في جولة حول ما شكّل صالة المغادرة في السابق، والحديث عن المجموعة الواسعة من القطع الأثرية المعروضة.Credit: Courtesy Will Nobleانقلب الوضع وأدركت الحكومة أنّ السفر الجوي لن يختفي.
وفي عام 1924، تم تأسيس أول شركة طيران وطنية في بريطانيا، وهي الخطوط الجوية الإمبراطورية.
وفي حين أنّ ولادة الخطوط الجوية الإمبراطورية كانت بمثابة نعمة للسفر الجوي البريطاني، إلا أنّ ما حوّلها إلى منارة مشرقة هو مجمع مطار "كرويدون" الكلاسيكي الجديد المذهل، الذي افتُتِح في يناير/كانون الثاني من عام 1928.
وعند دخول الركاب من الأبواب، رحبت ساعة بالركاب أثناء عرض تفاصيل الرحلات الجوية القادمة والمغادرة.
وافتُتِح فندق " Aerodrome Hotel" المجاور في الوقت ذاته، وكان يقدم قوائم طعام باللغة الفرنسية. وفجأة، أصبحت بلدة كرويدون في قمة التطور.
ورغم أنّ كرويدون لم تتمتع بكل وسائل الراحة التي يوفرها السفر الجوي في العصر الحديث، إلا أنّ الفترة بين الحربين العالميتين كانت بلا شك عصرًا ذهبيًا.
وحقق الفندق نجاحًا كبيرًا، ليس مع الضيوف الذين قضوا الليل فيه فحسب، بل مع الزوار خلال النهار.
وبين عامي 1932 و1933، استمتع نحو 70 ألف شخص بحانة الفندق، ومطعمه، ومنصة المشاهدة على السطح، حيث تمكنوا من مشاهدة الطائرات وهي تقلع وتهبط.
وأصبحت كرويدون وجهة بحد ذاتها.
وزارها مشاهير من بينهم بيب روث، وفريد أستير، وجون إف كينيدي، وتشارلي شابلن، وغيرهم.
وفي عام 1935، نشرت الكاتبة أجاثا كريستي رواية "الموت في الغيوم"، التي سردت قصة امرأة مقتولة على متن رحلة جوية أثناء هبوطها في كرويدون.
وأصبحت بلدة كرويدون جزءًا من الثقافة الشعبية.
تراجع المطار احتضنت البلدة أول فندق مطار في العالم.Credit: Courtesy Will Nobleرُغم أنّ مجمع المطار في عام 1928 شكل خطوة كبيرة للأمام مقارنة بالمطار الأصلي، إلا أنّ كرويدون عانت من بعض المشاكل، ومنها أنها لم تتمتع بمحطة سكة حديدية خاصة بها.
وشكل الضباب جانبًا أسوأ، إذ كان كثيفًا بفضل موقع كرويدون عند سفح "Surrey North Downs".
وشهد التاسع من ديسمبر/كانون الأول من عام 1936 أكبر كارثة على الإطلاق في كرويدون، عندما اصطدمت طائرة تابعة لشركة "KLM" بمنزل أثناء محاولتها الإقلاع وسط الضباب، ما أسفر عن مقتل عدد من الركاب وطاقم الطائرة.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: بريطانيا الحرب العالمية الأولى الحرب العالمية الثانية طائرات لندن مطارات فی بریطانیا فی عام إلا أن
إقرأ أيضاً:
شاهد: لحظات رعب وهروب جماعي في مطار صنعاء أثناء القصف الإسرائيلي (فيديو)
مطار صنعاء الدولي (وكالات)
شهد مطار صنعاء الدولي، قلب العاصمة اليمنية، مشهداً مأساوياً مؤثراً، حيث وثقت كاميرات المراقبة لحظة هروب عشوائي للمسافرين والموظفين في خضم غارات جوية إسرائيلية شنتها قوات الاحتلال على المطار.
اقرأ أيضاً إجراء سعودي مفاجئ قد يؤثر على سعر الصرف في اليمن 26 ديسمبر، 2024 الكشف عن مصير وفد أممي تواجد في مطار صنعاء أثناء القصف الإسرائيلي 26 ديسمبر، 2024
فيديو يرصد الرعب:
انتشر مقطع فيديو مؤثر على نطاق واسع يظهر لحظة الهلع والفزع التي أصابت الركاب والموظفين في المطار. حيث يظهر في الفيديو رجال ونساء وهم يركضون بشكل هستيري باتجاه مخارج الطوارئ، وسط صراخ وصرخات النساء والأطفال. وتُظهر اللقطات حالة من الفوضى والارتباك، حيث يسعى الجميع إلى النجاة بأنفسهم من القصف العنيف الذي يستهدف المطار.
أهداف الغارات الإسرائيلية:
استهدفت الغارات الإسرائيلية بشكل مباشر البنية التحتية الحيوية في مطار صنعاء، حيث تم تدمير برج المراقبة والمدرج الرئيسي، مما أدى إلى شل حركة الملاحة الجوية وتعطيل الحياة اليومية للمواطنين. كما شملت الغارات ميناء الحديدة ومحطات توليد الطاقة، مما يزيد من معاناة الشعب اليمني الذي يعاني أصلاً من أزمة إنسانية حادة.
تداعيات الهجوم:
خسائر في الأرواح والممتلكات: أسفرت الغارات الإسرائيلية عن سقوط عدد كبير من الضحايا بين المدنيين، وتدمير ممتلكات عامة وخاصة، مما زاد من الأوضاع الإنسانية المأساوية في اليمن.
تهديد للسلم والأمن: يمثل هذا الهجوم انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، ويهدد السلم والأمن في المنطقة.
تعميق الأزمة الإنسانية: أدى هذا الهجوم إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، حيث يعاني ملايين اليمنيين من نقص الغذاء والدواء والخدمات الأساسية.
رسالة عالمية:
يشكل هذا الهجوم رسالة واضحة للعالم أجمع بأن إسرائيل تمارس سياسة عدوانية ضد الشعب اليمني، وأنها لا تحترم أي قوانين دولية أو حقوق إنسان. كما يدعو هذا الهجوم المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته واتخاذ إجراءات عاجلة لوقف العدوان الإسرائيلي على اليمن، وحماية المدنيين الأبرياء.
pic.twitter.com/JIo6827caH
— منوعات إكس (@AmlShihata) December 26, 2024