بلومبيرغ: أنفاق حماس تشي بأن حروب المستقبل ستُخاض تحت الأرض
تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT
قال قائد عسكري سابق في حلف شمال الأطلسي (ناتو) إن مكمن الخطورة والعامل الأهم في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ليست في الصواريخ أو القوة البشرية التي تمتلكها حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بل الأنفاق المحفورة تحت الأرض بطول يتجاوز 643 كيلومترا.
وأضاف أن حركة حماس -بمعاونة إيران- استخدمت تلك الأنفاق في تدريب مقاتليها وتجهيزهم، ومنها انطلق هجومها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 على جنوب إسرائيل.
وفي مقاله التحليلي بموقع وكالة بلومبيرغ للأنباء، أفاد جيمس ستافريديس -وهو أدميرال متقاعد في البحرية الأميركية وقائد أعلى سابق لحلف الناتو- بأن الجيش الإسرائيلي نشر الآن كتيبا صادره من حماس في عام 2019 يبيّن بالتفصيل كيف سعت الحركة الفلسطينية إلى رفع قدراتها القتالية إلى أقصى حد والتي بنتها "بشق الأنفس" تحت الأرض وبعيدا عن الأنظار.
وأوضح أن الحركة دربت قواتها على القتال في تلك البيئة المعتمة في جوف الأرض ذات الأبواب الواقية من الانفجارات، وذلك باستخدام نظارات للرؤية الليلية وأجهزة تحديد المواقع العالمي (جي بي إس)، وتكتيكات التمويه المتقن، ودربت قواتها أيضا على الاشتباك في فترة زمنية قصيرة للغاية. واستطاعت حماس بذلك أن تنشئ ساحة معركة مختلفة تماما عن ميادين القتال التقليدية على سطح الأرض.
ووفقا لكاتب المقال في تحليله، فإنه ليس من السهل تصديق أن حماس فعلت ذلك في "لحظة إبداع فريدة" تكشف عن نمط جديد من الحرب، فاستخدام الأنفاق في الحروب له تاريخ طويل.
والسؤال اليوم -برأي ستافريديس- هو كيف للتقنيات المتطورة التي ظهرت حديثا أن تعزز هذا النمط القديم من القتال؟ وماذا يتعين على الولايات المتحدة وحلفائها فعله؟
يقول الكاتب -الذي يعمل حاليا نائبا لرئيس الشؤون العالمية في مجموعة كارلايل، وعضوا في مجلس إدارة شركة فورتينيت ومجموعة أنكورا الاستشارية- إن الأنفاق لعبت دورا مهما في الحربين العالميتين الأولى والثانية.
ففي الحرب العالمية الأولى، على سبيل المثال، زرعت قوات الحلفاء ألغاما متفجرة قوية تحت الخطوط الألمانية. وفي الحرب العالمية الثانية، بنى الجيش الإمبراطوري الياباني شبكات أنفاق كثيفة على العديد من الجزر التي سعى إلى الاحتفاظ بها ضد القوات الأميركية الغازية.
واليوم، ربما يكون النظام الأكثر تعقيدا للأنفاق المخصصة للحرب موجودا في كوريا الشمالية، وهي مدفونة على عمق كبير، وربما لا تخترقها حتى أضخم القنابل التقليدية أو الصواريخ فهي من المتانة بمكان، كما أنها أكبر حجما وأشد تحصينا وتزخر بأسلحة أكثر تقدما من تلك الموجودة في غزة.
وعن الدروس المستفادة من حرب إسرائيل على غزة، يشير الكاتب إلى أنه لابد، أولا، من أن تركز أنظمة الاستخبارات التقليدية بشكل أكبر على أنظمة الأنفاق في إيران وكوريا الشمالية التي تخفي البرامج النووية للدولتين. كما أنه لا بد من أن تركز الوسائل التقنية التي تستخدم في مراقبة الهواتف المحمولة والشبكات السيبرانية على ما يحدث في الخفاء.
ويخلص ستافريديس إلى أن حرب الأنفاق "مرعبة"، والاستعداد لمواجهة المزيد منها يشكل عنصرا حاسما في ساحات القتال في القرن الحالي، مضيفا أن من يطلق عليهم "إرهابيين ودولا مارقة" سيفكرون في تطبيق النهج نفسه في القتال من تحت الأرض.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات تحت الأرض فی الحرب
إقرأ أيضاً:
أول سائقة لمترو الأنفاق في مصر: مش مسموح لي بالفطار داخل القطار.. فيديو
قررت هند عمر، أن تغير القواعد في عالم ظل لسنوات حكرًا على الرجال، وتصبح أول امرأة تقود مترو الأنفاق في مصر، لم يكن الطريق ممهدًا أمامها، لكنها استطاعت أن تفرض نفسها بجدارتها، لتكسر حاجز العادات والتقاليد، وتصبح نموذجًا للإصرار وتحقيق الأحلام.
تحكي هند خلال لقائها مع الإعلامي هاني النحاس في برنامج «ساعة الفطار» المذاع على قناة «صدى البلد» عن لحظات البداية، عندما كانت تبحث عن عمل، وقدمت سيرتها الذاتية إلى الشركة المسؤولة عن تشغيل الخط الثالث لمترو الأنفاق.
لم تتوقع أن تجد استجابة، لكنها فوجئت بالموافقة، ليبدأ معها فصل جديد من حياتها، وتقول خلال لقائها مع الإعلامي هاني النحاس:"في البداية كنت أبحث عن وظيفة، وقدمت أوراقي، ولم أتخيل أنهم سيقبلونني، لكن بعد الموافقة، بدأت رحلتي في مهنة غير مألوفة للنساء، في البداية، كان الأمر صعبًا، لكنه تحول إلى شغف ومسؤولية كبيرة، فأنا مسؤولة عن القطار، والركاب، والمعدات داخله".
تتذكر هند المواقف الأولى عندما بدأت العمل، وكيف كانت نظرات الركاب مليئة بالمفاجأة والدهشة: "في الأول، الناس كانت بتجري ناحية كابينة القيادة عشان تتأكد إن القائد بنت! كانوا مستغربين جدًا، لكن مع الوقت، أصبح الأمر طبيعيًا، والناس تقبلوا الفكرة، خاصة بعدما أثبت جدارتي".
وتضيف أن كبار السن أصبحوا يشجعونها ويثنون على جهودها، وهو ما يمنحها دفعة معنوية كبيرة لاستكمال مسيرتها.
عن طبيعة عملها خلال شهر رمضان، تقول هند إن معظم نوبات عملها تكون في الصباح، وأحيانًا تعمل في المساء، لكنها معتادة على التحديات.
وتقول: "أوقات بنزل الشغل الساعة 6 الصبح، بستلم الطقم الخاص بالقطر، وببدأ يومي، ولو كنت صايمة، مش مسموح لي بالفطار داخل القطار، لكن عندي 15 دقيقة راحة في المحطة، بفطر فيها بسرعة قبل ما أرجع للشغل".
رغم أن دخولها عالم قيادة المترو لم يكن سهلًا، إلا أنها الآن أصبحت متمرسة وواثقة في قدراتها.
وتتذكر بدايتها قائلة: "أول مرة دخلت كابينة القيادة كنت مرعوبة، لكن بعد 4 سنوات، أصبح الأمر عاديًا بالنسبة لي، بل مصدر فخر. كل ما يفعله زملائي الرجال، أفعله أنا أيضًا بنفس الكفاءة".
أثبتت هند أن لا شيء مستحيل، وأن الإرادة تصنع المستحيل، اليوم، أصبحت جزءًا من المشهد اليومي لمترو الأنفاق، حيث تجلس خلف المقود، تقود القطار بثقة، بينما ينظر إليها الركاب بإعجاب، بعد أن كانت نظراتهم في البداية مليئة بالدهشة.