مع اقتراب الذكرى السنوية لأحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، يُطرح السؤال: هل علاقة الولايات المتحدة بإسرائيل تستحق كل هذا العناء؟.

دفعت الولايات المتحدة ثمناً باهظاً لعلاقتها بإسرائيل على مر السنين


ويقول الكاتب الصحفي ك. وورد كامينغز، إنه كان من الأسهل بكثير الإجابة عن هذا السؤال خلال فترة الحرب الباردة، عندما قدّمت الولايات المتحدة دعمها لإسرائيل لموازنة النفوذ السوفيتي في المنطقة.

ولكن، كان ذلك منذ أمد بعيد، ورغم أن الروس نشطون في منطقة الشرق الأوسط، أمسى نشاطهم محدوداً، ولا يرقى لنطاقه إبان الحرب الباردة.

 

 

"Is the U.S. relationship with Israel still worth it?" (@TheHillOpinion) https://t.co/Wi51BkP6E7

— The Hill (@thehill) September 2, 2024


وأضاف الكاتب في مقاله بموقع "ذا هيل": فضلاً عن ذلك، كان استقرار أسواق النفط أحد أسباب دعمنا لإسرائيل منذ فترةٍ طويلة. غير أن هذا الوضع يتبدل الآن أيضاً، إذ أمست الولايات المتحدة المنتج الرئيس للنفط على كوكب الأرض.
وتابع الكاتب: "بالطبع تواصل إسرائيل تقديم دعمها للولايات المتحدة في العديد من النواحي السياسية المهمة في المنطقة. لكنني ما زلت أشعر بأنه حري بي أن أطرح السؤال التالي: هل هذا كله كافٍ؟".

ثمن باهظ

دفعت الولايات المتحدة ثمناً باهظاً لعلاقتها بإسرائيل على مر السنين. لا بالمال وحسب، وإنما بالدماء أيضاً. فوفقاً للجنة هجمات الحادي عشر من سبتمبر، كان دعم الولايات المتحدة لإسرائيل سبباً رئيساً في شن هذه الهجمات عام 2001. ووردَ في تقرير اللجنة أن "عداء خالد شيخ محمد تجاه الولايات المتحدة لم ينبع من تجاربه في الولايات المتحدة كطالبَ علم، وإنما من الخلاف العنيف مع السياسة الخارجية الأمريكية المؤيدة لإسرائيل".

 

 

"Is the U.S. relationship with Israel still worth it?" (@TheHillOpinion) https://t.co/IEoC8KDyKD

— The Hill (@thehill) September 3, 2024


وخلال أزمة الطاقة في الولايات المتحدة في سبعينات القرن العشرين، كان نقص الوقود نتيجة قطع الدول العربية إمدادات النفط عن الولايات المتحدة بسبب غضبها من الدعم الأمريكي لإسرائيل خلال حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973.
واعتبر تفجير ثكنة مشاة البحرية الأمريكية في لبنان عام 1983، الذي أودى بحياة 241 من الجنود الامريكيين، "درساً في خطورة تدخل الولايات المتحدة في الصراع بين إسرائيل وأحد جيرانها".

خطر متزايد مع تصاعد التوتر في المنطقة، يشعر الخبراء بالقلق من أن "فرصة الاعتداء على الولايات المتحدة تتزايد أيضاً". ويقول مسؤولو وكالة الاستخبارات الأمريكية إن "هناك خطراً متزايداً من أن يضرب مقاتلو حزب الله اللبناني الأمريكيين في الشرق الأوسط، بل وربما داخل حدود الولايات المتحدة نفسها".
وأضاف الكاتب: "هالني أن قرأت في تقرير لجنة الحادي عشر من سبتمبر أن الهجمات كان من المفترض أن تكون أشد وطأة بكثير مما كانت عليه، إذ كان من المقرر أن تنطوي على 10 طائرات لا 3 فقط، وأن أسامة بن لادن أراد أن تُشَن الهجمات قبل موعدها ذاك بكثير رداً على زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون المثيرة للجدل إلى موقع مُقدس مُتنازع عليه في القدس العام السابق".
بَدَت الرسالة واضحة. ستكون حياة الأمريكيين في خطر دائم ما دعمت الولايات المتحدة إسرائيل.
ولم يكن هجوم حماس على إسرائيل 7 أكتوبر (تشرين الأول) سوى جريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد. فقد قُتل نحو 1200 مدني يهودي بريء، واحتُجزت 250 رهينة. وفي إطار ملاحقة القوات الإسرائيلية لمقاتلي حماس، قُتل نحو 40 ألف فلسطيني وشُرِّد مئات الآلاف الأخرون. جيل يُساق إلى التطرف المعاناة كلها مؤسفة، يقول الكاتب، ولكن، بصفتي أمريكياً قلقاً، ولدي ذكريات حية عن تفجيرات مركز التجارة العالمي، فإن أكثر ما يخيفني من هذا الامتداد الأخير لعمليات العنف معاناة الأطفال. وعلى وجه الخصوص، أشعر بالقلق من أن جيلاً جديداً كاملاً من شباب غزة يُساق إلى التطرف ضد إسرائيل والولايات المتحدة.
ووفقاً لتقرير صدر مؤخراً عن لجنة الإغاثة الدولية، تيتَّمَ أكثر من 19 ألف طفل في غزة بسبب الحرب. ويشكل الأطفال ما يزيد على 47% من سكان غزة، ويُعتقد أن نصف القتلى الفلسطينيين من النساء والأطفال.
وأُصيب أكثر من 90 ألف شخص ونزحَ مليون آخرون، كثير منهم من الأطفال. وتشعر لجنة الإغاثة الدولية بالقلق حيال الآثار بعيدة الأجل التي لحقت بهم بسبب الحرب، إذ يعانون من "الانفصال العائلي والهجر والأخطار الجسدية والبيئية والإصابات والإضطرابات النفسية والاجتماعية والعاطفية".
واختتم الكاتب قائلاً إن منظمات الإغاثة الدولية  تبذل ما في وسعها لتخفيف حدة المعاناة وبناء مستقبلٍ لأطفال غزة. لكنني أعلم أنني لست الوحيد الذي يظن أنني لو كنت طفلاً في الثانية عشرة من عمري في غزة، وشاهدت عائلتي وأصدقائي يموتون في غارة إسرائيلة، واضطررت إلى العيش في مخيمات اللاجئين بعيداً عن من منزلي محاطاً بالفقر واليأس، فلا أعتقد أن كل الحلوى والألعاب المُتبرع بها على سطح هذا الكوكب كله كفيلة بأن تُنسيني هذه المأساة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة وإسرائيل رفح الهجوم الإيراني على إسرائيل الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

هاريس وترامب يتوجهان إلى الولايات الأمريكية الحاسمة لنتيجة الانتخابات

واشنطن "أ ف ب": توجّه مرشّحا الانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب وكامالا هاريس إلى ولايات تعد حاسمة بالنسبة للاقتراع اليوم إذ يسعى كل منهما للتفوّق في سباق تبدو نتائجه متقاربة إلى حد كبير قبل أقل من شهرين من موعد التصويت.

وتوجّه ترامب (78 عاما) إلى نيفادا حيث أفادت حملته بأنه سيركّز على إيصال رسالة بشأن الاقتصاد الذي يعد قضية رئيسية في هذه الانتخابات في وقت ما زال التضخم أعلى من الطبيعي رغم تباطؤه.

وأما هاريس (59 عاما) فستكون على الأغلب في ولاية بنسيلفانيا المتأرجحة (أي أنها تصوّت مرة للجمهوريين وأخرى للديموقراطيين) والحاسمة، حيث جرت المناظرة بينها وبين ترامب لأول مرة في وقت سابق هذا الأسبوع والتي وجّهت خلالها عدة انتقادات أثارت حفيظة الرئيس السابق الجمهوري.

وتجري الانتخابات في الخامس من نوفمبر فيما تشير معظم استطلاعات الرأي إلى تقارب النتائج بين المرشحين، بما في ذلك في الولايات حيث تحتدم المعركة الانتخابية عادة والتي يرجّح بأن تحسم النتيجة بناء على نظام المجمع الانتخابي.

وكثّف ترامب المعروف بخطابه الحاد هجماته على هاريس التي قلّصت الفارق بينهما في الأسابيع الأخيرة، إذ وجّه لها إهانات مباشرة وتحدّث عن "غزو" المهاجرين للولايات المتحدة.

وخلال تجمّع في أريزونا الخميس، وصف ترامب منافسته بـ"المجنونة" واتّهم القائمين على المناظرة التي جرت في وقت سابق من الأسبوع بالانحياز ضدّه.

كما استبعد المشاركة في مناظرة أخرى مع نائبة الرئيس الديموقراطية.

وفي معرض حديثه عن قضية الهجرة الرئيسية في الانتخابات، كرر ترامب اتهامات لا أساس لها للمهاجرين القادمين من هايتي مفادها أنهم يأكلون الحيوانات الأليفة لسكان مدينة سبرنغفيلد في أوهايو.

وتعهّد المرشّح الجمهوري حال انتخابه مكافحة الهجرة غير الشرعية من خلال عمليات ترحيل جماعية، وهو وعد قوبل بهتافات "يو إس إيه!" (الولايات المتحدة الأمربكية) من جمهوره.

شوهد ترامب بشكل متكرر في الأيام الأخيرة برفقة لورا لومر، وهي ناشطة يمينية متشددة عُرفت بالترويج لنظريات مؤامرة لا أساس لها بشأن العديد من المسائل بما في ذلك اعتداءات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة.

وهاجمت هاريس مؤخرا قائلة إن "رائحة الكاري ستفوح" من البيت الأبيض حال فوز المرشّحة الديموقراطية، علما بأن والدة الأخيرة هندية.

ولم ترد هاريس حتى اللحظة على الهجمات الشخصية التي وجّهها لها خصمها.

عندما طرح ترامب مسألة أن المهاجرين يأكلون الحيوانات الأليفة أثناء المناظرة المتلفزة الثلاثاء، ردّت هاريس بهز رأسها بذهول.

والخميس، ألقت هاريس خطابها الانتخابي في كارولاينا الشمالية، وهي ولاية أخرى تعد حاسمة بالنسبة للانتخابات.

وقالت في إشارة إلى ترامب "حان وقت قلب الصفحة"، متعهّدة الدفاع عن الطبقة الوسطى وحقوق المرأة المرتبطة بالإنجاب.

دخلت هاريس على خط الاقتراع بشكل غير متوقع بعدما انسحب الرئيس جو بايدن في يوليو، في أعقاب أداء كارثي أثناء مناظرة متلفزة بمواجهة ترامب.

والخميس، أصرّت على أنها ما زالت "الطرف الأضعف" في السباق.

وقالت "نعرف بأن نتائج السباق ستكون متقاربة حتى النهاية. نحن الطرف الأضعف. لنكن واضحين في ذلك".

ويرجّح بأن تحسم النتيجة عشرات آلاف الأصوات فحسب للناخبين الذين لم يحسموا قرارهم بعد في الولايات المتأرجحة.

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تؤكد دعمها لديمقراطية السودان وتندد بالقتال المستمر
  • وسائل إعلام أمريكية تكشف عن دور قوات الإصلاح في دعم العمليات العسكرية الأمريكية
  • مسؤولة أممية تكشف عن قسوة معاناة السودانيات
  • منظمة الدول الأمريكية تواصل دعم الاحتلال خلافا لرغبات الدول الداعمة للحق الفلسطيني
  • عاجل| "حادث مرعب" أثناء مظاهرة مؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة
  • الغارديان: كابوس غزة بلا نهاية والسبب نتنياهو وعجز السياسة الأمريكية
  • هاريس وترامب يتوجهان إلى الولايات الأمريكية الحاسمة لنتيجة الانتخابات
  • الولايات المتحدة تكشف عن الجنسية العربية الأعلى حصولا على البطاقة الخضراء
  • كبير مستشاري ترامب يؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية شريك يُعتمد عليه لحل قضية الصحراء المغربية
  • وزير البترول يبحث مع سفيرة الولايات المتحدة تعزيز التعاون من خلال الشركات الأمريكية العاملة بمصر