ذكرت صحيفة "The Washington Post" الأميركية أن "محاولة اغتيال الناشط في حماس نضال حليحل الشهر الماضي في عبرا - صيدا كانت جزءاً من حملة اغتيالات إسرائيلية متصاعدة ضد المسلحين الفلسطينيين في لبنان. وهي حرب داخل حرب طغت عليها إلى حد كبير عمليات تبادل إطلاق النار المتصاعدة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.

إن معظم الفلسطينيين المستهدفين هم أعضاء في حركة حماس، ولكن الاستهداف الأكبر كان في كانون الثاني عندما اغتالت اسرائيل صالح العاروري، وهو شخصية سياسية بارزة ساعدت في تأسيس الجناح العسكري للحركة، في الضاحية الجنوبية لبيروت. وقال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في لبنان أيمن شناعة لصحيفة واشنطن بوست: "يجب على كل الفصائل الفلسطينية في لبنان أن تدرك أنه في أي لحظة قد يتعرض أي شخص للاغتيال"."

وبحسب الصحيفة، "يقول الجيش الإسرائيلي أنه استهدف أشخاصاً متورطين في تنفيذ هجمات على إسرائيل، إما بالتعاون مع حزب الله أو بشكل مستقل، وهو ما يشكل دليلاً على المدى البعيد الذي وصلت إليه الاستخبارات الإسرائيلية. ويقول المسؤولون والخبراء في لبنان إن الضربات دفعت حماس إلى الاقتراب من حزب الله، المجموعة الأكبر حجماً والتي تشكل القوة العسكرية والسياسية المهيمنة في هذا البلد. وقال إميل حكيّم، وهو محلل متخصص في شؤون الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن: "إن هذا من شأنه أن يحدد مستقبل حماس في لبنان بطريقة تجعلها تعتمد بشكل أكبر على المساعدات والإشراف من إيران وحزب الله"."

وتابعت الصحيفة، "لحماس وحزب الله عدوّ مشترك يتمثل في إسرائيل وراعي مشترك يتمثل في إيران، ولكن جذورهما الإيديولوجية متباينة، فحماس جماعة مسلحة سنية وحزب الله شيعي، وفي بعض الأحيان شهد تحالفهما حالة من عدم الإستقرار. لقد حافظت حماس على وجودها في لبنان منذ تسعينيات القرن العشرين، وكان يقتصر وجودها في الغالب على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في البلاد. ويقدم العملاء الدعم اللوجستي لزملائهم المسلحين في الضفة الغربية وغزة، ويشنون هجمات عبر الحدود بين الحين والآخر ضد إسرائيل، وإن لم تكن بنفس نطاق هجمات حزب الله".

وأضافت الصحيفة، "منذ السابع من تشرين الأول، يقول المحللون إن شعبية الحركة ارتفعت بين الجالية الفلسطينية هنا. ويُقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بنحو 250 ألف لاجئ، وفقًا للأمم المتحدة، ولا يزال العديد منهم يعيشون في المخيمات، التي توفر للجماعات المسلحة تدفقًا ثابتًا من المجندين. وأكبر هذه المخيمات هو مخيم عين الحلوة، على مشارف مدينة صيدا، حيث تتمركز حماس بشكل أقوى وحيث وقعت عدة اغتيالات. وفي العاشر من آب، امتلأت شوارع المخيم الضيقة بآلاف المعزين لحضور جنازة المسؤول في حماس سامر الحاج، الذي قُتل في اليوم السابق في غارة إسرائيلية بطائرة من دون طيار. وبعد أسابيع، أسفرت غارة إسرائيلية في صيدا عن مقتل خليل المقدح، الذي زعمت إسرائيل أنه عمل مع حزب الله والحرس الثوري الإيراني للتخطيط لهجمات في الضفة الغربية. وكان المقدح ينتمي إلى الجناح المسلح لحركة فتح، المنافس السياسي الرئيسي لحماس في الأراضي الفلسطينية، لكنه كان يؤيد "وحدة الجبهات"، أو التعاون بين الجماعات المسلحة". 

وبحسب الصحيفة، "قال مسؤول أمني لبناني سابق، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة مسائل أمنية حساسة، إن أغلب الفلسطينيين الذين اغتالتهم إسرائيل في لبنان "ليسوا من كبار المسؤولين. إن إسرائيل ترسل رسالة مفادها أن حربها ضد حماس ليس لها حدود". وقال رئيس بلدية صيدا حازم خضر بدير إنه يشعر بالقلق إزاء العنف المتزايد، لكن انهيار اقتصاد البلاد يشكل قضية أكثر إلحاحًا".

وتابعت الصحيفة، "أدت الغارات الإسرائيلية منذ تشرين الأول إلى مقتل 21 مسلحاً فلسطينياً في لبنان، وفقاً لإحصاء أجرته صحيفة واشنطن بوست، وهو جزء بسيط مقارنة بعدد قتلى حزب الله الذي أصبح يفوق الـ 400 قتيل. لكن تبادل إطلاق النار المستمر بين حزب الله والجيش الإسرائيلي وفر غطاءً لملاحقة النشطاء الفلسطينيين على الأراضي اللبنانية، وهو ما كان ليُنظَر إليه في السابق باعتباره استفزازاً كبيراً. واستثمرت إسرائيل بشكل كبير في العمليات الاستخباراتية في لبنان في أعقاب حربها مع حزب الله عام 2006، بما في ذلك تجميع ملفات عن المسلحين الفلسطينيين في البلاد، وفقًا لمسؤول لبناني، تحدث أيضًا بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة مسائل حساسة. ويقول مسؤولون في حركة حماس في لبنان إنهم يحثون أعضاء الحركة على الحد من تحركاتهم، وكذلك استخدام الهواتف المحمولة، التي يشتبه في أنها تستخدم لتتبعهم". 

وبحسب الصحيفة، "بينما تدفع الضربات الإسرائيلية قادة حماس إلى الاختباء تحت الأرض، يتوقع المحللون أن تصبح الحركة أكثر اعتماداً على حزب الله في مجال الأمن، ولكن أيضاً أكثر قوة كمجموعة قتالية داخل لبنان. وقال مهند الحاج علي، مدير الأبحاث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت: "ستمنح الاغتيالات حماس المزيد من الشرعية. كما وإن حصولها على المزيد من التعاطف يعني أنها ستتمكن من تجنيد المزيد من العناصر". وفي نهاية المطاف، قال إن "هذه الحملة سوف تأتي بنتائج عكسية"."
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الفلسطینیین فی مع حزب الله فی لبنان حماس فی

إقرأ أيضاً:

كلاب مُدربة من هولندا.. وسيلة إسرائيل الجديدة لتعذيب الفلسطينيين | شهادات من الجحيم

"سمعتُ ابني يصرخ، وبناتي يبكين رعبًا عندما أعادوه إليّ، كان فاقدًا للوعي، ملفوفًا ببطانية ملطخة بالدماء".. المتحدثة هي آمنة، وهي أم فلسطينية من مدينة نابلس في الضفة الغربية. وكان ابنها أحمد، البالغ من العمر ثلاث سنوات، نائمًا بين ذراعيها عندما اقتحم جنود الاحتلال المنزل برفقة كلب هجومي.

تعذيب الفلسطينيين بالكلاب
قالت آمنة: "هاجمني الكلب أنا وابني، أطبق فكيه على مؤخرة أحمد لعدة دقائق. سمعت صراخ ابني، وبناتي يبكين من الرعب. حمل الجنود أحمد والكلب إلى أسفل الدرج، وضربوني لإجباري على التوقف. وعندما أعادوا الطفل إليّ، كان فاقدًا للوعي، ملفوفًا ببطانية ملطخة بالدماء".
بقي أحمد في المستشفى لمدة ثمانية أيام، وكان بحاجة إلى 42 غرزة. ولا يزال إخوته يعانون من آثار الصدمة.

نشرت صحيفة ilfattoquotidiano الإيطالية هذه الشهادة والعديد من الشهادات، نقلًا عن تقرير جديد أصدره مركز الأبحاث SOMO، والذي يسلط الضوء على صناعة صامتة: صناعة الكلاب الهجومية المدرّبة في هولندا، والتي تستخدمها وحدة الكلاب "أوكيتز" التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل منهجي ضد الفلسطينيين.

التعذيب في سجون الاحتلال
تُدين منظمة سومو استخدام الكلاب من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتصفه بأنه ممنهج، حيث تُستخدم الكلاب لتعذيب المدنيين، بما في ذلك الأطفال وكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى عواقب دائمة وأحيانًا مميتة.
وأكد التقرير أن هذه ليست حوادث معزولة، بل هي نمط حقيقي: "لقد استخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي والشرطة وخدمات السجون الكلاب لسنوات لمهاجمة وتعذيب الفلسطينيين، بما في ذلك، وفقًا لوسائل الإعلام، الاغتصاب".

هولندا تصدر كلاب التعذيب إلى إسرائيل
لا تزال هولندا من أكبر مصدري الكلاب للأغراض العسكرية إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، وتمنعنا سرية الشركات من معرفة عدد الحيوانات المعنية بالضبط أو الشركات التي تقوم بتوريدها.
ومع ذلك، وبفضل الشهادات البيطرية الإلزامية للصادرات، اكتشفت هيئة مراقبة الصادرات الهولندية أنه في الفترة من أكتوبر 2023 إلى فبراير 2025 تم تصدير ما لا يقل عن 110 كلاب إلى إسرائيل من قبل شركات هولندية.

ومن بين هذه الكلاب، جاء 100 منها من مركز "فور ويندز كيه 9"، وهو مركز لتدريب الكلاب البوليسية يقع في جيفن، جنوب البلاد.

وكانت شركة "فور ويندز كيه 9" نفسها محور دعوى قضائية في عام 2017، تحديدًا بسبب بيع الكلاب لجيش الاحتلال الإسرائيلي. لكن الصادرات لم تنخفض منذ ذلك الحين، بل على العكس.

وتؤكد تقارير الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام أن حالات الاعتداءات الوحشية ليست استثناءات، بل جزء من استراتيجية عسكرية تستخدم الكلاب كأدوات للقوة ضد الفلسطينيين.

وتُظهر الشهادات التي جمعتها منظمة سومو في عام 2024 بوضوح عواقب هذه الاستراتيجية.

التعذيب في غزة
قال رجل يبلغ من العمر 77 عامًا، احتُجز لمدة شهر في غزة: "كانت أسوأ أيامي تلك الليالي التي أمرونا فيها، في تمام الساعة الحادية عشرة مساءً، بالاستلقاء على وجوهنا، ثم أطلقوا سراح الكلاب. عضّني أحدهم في يدي وسحبني خارج الغرفة، ثم ضربوني بالهراوات ولكموني، كان الأمر مرعبًا."

وقال سائق سيارة إسعاف اعتُقل خلال مداهمة مستشفى: "كانوا يأمروننا بالاستلقاء وإطلاق الكلاب، التي كانت تعضنا على أفخاذنا وأكتافنا. في ديننا، لمس الكلب نجس، وكان الجنود يعلمون ذلك. أطعم أحدهم كلبه أمامي أثناء التحقيق، وهددني بإطلاقه إن لم أعترف. وإذا تحركنا، كانوا يركلوننا بأحذيتهم في وجوهنا."

ووصف رجل آخر، من غزة أيضًا، اقتحام منزله في ديسمبر 2023:
"كان حوالي ستة جنود يُعذبونني. شتموني، ونعتوني بالوغد. نمتُ على زجاج مكسور، وكان دمي في كل مكان. شعرتُ وكأن ذاكرتي تتلاشى شيئًا فشيئًا كل ساعة. عندما طلبتُ الماء، سكبوه على رأسي. أطلقوا ثلاثة كلاب، لحست الدم من جسدي، وأطفأوا السجائر على ظهري."

استمرار التوريد رغم الاحتجاجات
ورغم الجدل والاحتجاجات التي أثارها المجتمع المدني وعدد من البرلمانيين، تستمر هولندا في تزويد إسرائيل بالكلاب الهجومية.

وفي يناير 2024، أعلنت وزارة الدفاع في حكومة الاحتلال عن عملية شراء جديدة مع موردين "موثوق بهم" مقيمين في هولندا وألمانيا.

وتشير منظمة سومو إلى أن صادرات هذه الحيوانات تظل غير منظمة إلى حد كبير، حيث تتبع نفس الإجراءات الإدارية المتبعة لتصدير الحيوانات الأليفة، دون أي تقييم لتأثيرها على حقوق الإنسان، وفي ظل غياب تام للشفافية.

قال كريستيان ألبيردينغك ثيم، محامي المنظمات التي رفعت دعوى قضائية ضد الدولة الهولندية: "لا تبذل هولندا جهدًا كافيًا لمنع تصدير الأسلحة والكلاب إلى إسرائيل. تُستخدم الكلاب لتهديد الفلسطينيين وعضّهم. يجب أن يتوقف هذا."

إلى جانب منظمة سومو، تتهم تسع منظمات غير حكومية فلسطينية وهولندية أخرى من منظمات المجتمع المدني، الحكومة الهولندية بتسهيل انتهاكات دولة الاحتلال للقانون الدولي، بما في ذلك الاحتلال غير القانوني للأراضي الفلسطينية والإبادة الجماعية المستمرة في غزة.

ومن بين المطالب التي تشكل جوهر الإجراءات - التي هي قيد الاستئناف حاليًا - وقف فوري لتصدير الكلاب العسكرية إلى تل أبيب، أو بدلاً من ذلك فرض نظام ترخيص تصدير مزدوج الاستخدام يحد من استخدامها ويتحكم فيها.

مقالات مشابهة

  • منذ بداية وقف إطلاق النار مع لبنان.. إسرائيل تُعلن حصيلة اغتيالاتها لعناصر حزب الله (فيديو)
  • كلاب مُدربة من هولندا.. وسيلة إسرائيل الجديدة لتعذيب الفلسطينيين | شهادات من الجحيم
  • فضيحة أمنية تهز إسرائيل.. رئيس الشاباك يتهم نتنياهو بالتجسس على المتظاهرين وطلب الولاء الشخصي
  • الجيش الإسرائيليّ: اغتلنا هذه الشخصيّة في حزب الله اليوم
  • مصر تكثف الجهود لإنهاء احتلال إسرائيل لمواقع بجنوب لبنان
  • هولندا تصدّر كلابا مدربة إلى إسرائيل تستخدم في تعذيب الفلسطينيين
  • المعارضة تتهم نتنياهو بتعريض إسرائيل لخطر وجودي بعد طلبه الولاء الشخصي من رئيس "الشاباك"
  • كيف تمحو إسرائيل أحلام الفلسطينيين في المنطقة «ج»؟
  • نداء الموت.. كيف تستخدم إسرائيل صوت كواد كابتر لقتل الفلسطينيين؟
  • تصعيد في الجنوب.. هل هو ردّ إسرائيل على خطاب الشيخ قاسم؟!