اجتمع الموفد الرئاسيّ الفرنسيّ جان إيف لودريان مع نزار العلولا المُفوّض من المملكة العربيّة السعوديّة بملف رئاسة الجمهوريّة في لبنان، في مُحاولة لإيجاد الحلول وحثّ الأفرقاء اللبنانيين على انتخاب رئيس إذا ما نجح المُفاوضون القطريّون والمصريّون والأميركيّون في دفع حركة "حماس" والحكومة الإسرائيليّة إلى وقف إطلاق النار في غزة، وإعادة الهدوء إلى الحدود الجنوبيّة اللبنانيّة.


 
ولعلّ أبرز هدف من حركة لودريان المُتجدّدة هو إستغلال فرصة التوصّل لوقف إطلاق نار في غزة، والإستفادة من هذا الأمر لانتخاب رئيس في لبنان بسرعة. ورغم أنّ الكتل النيابيّة ليست مُتحمّسة من أنّ الموفد الفرنسيّ قد يجدّ مخرجاً للإستحقاق الرئاسيّ، إلّا أنّ هناك ترقباً لما يُمكن أنّ يصدر عن سفراء الدول الخمس في بيروت، خلال إجتماعهم المُرتقب في 14 أيلول كما أفادت المعلومات، وإذا ما كان الموفد الفرنسيّ سيزور لبنان لطرح أيّ مبادرة جديدة.
 
كذلك، هناك علامات إستفهام تتعلّق بقدرة لودريان على حثّ "الثنائيّ الشيعيّ" على فتح باب مجلس النواب من دون حوار، إضافة إلى الذهاب إلى البرلمان من دون توافقٍ على أحد المرشّحين، فحجة "حزب الله" وحركة "أمل" من عدم الدعوة لجلسة إنتخاب جديدة هي غياب الإجماع على إحدى الشخصيّات المرشّحة، أيّ أنّ لا فائدة من عقد جلسات إنتخاب تكون نتائجها غير محسومة بسبب تمسّك "فريق الثامن من آذار" برئيس تيّار "المردة" سليمان فرنجيّة، مقابل دعم "المُعارضة" لوزير الماليّة السابق جهاد أزعور أو أيّ مرشّح وسطيّ آخر لديه الكفاءة في إخراج البلاد من الأزمات السياسيّة والإقتصاديّة والإجتماعيّة.
 
وفي هذا السياق، فإنّ لا شيء يُوحي باقتراب التسويّة في المنطقة بين "حماس" وإسرائيل لإنهاء الحرب في غزة، ويبدو أنّ الحكومة الإسرائيليّة بصدد فتح حربٍ جديدة في الضفة الغربيّة مع تلويحها بأنّ "حزب الله" ولبنان هما التاليان. كما أنّ هناك تساؤلات عن تجديد لودريان لحراكه الرئاسيّ في هذا الوقت، علماً أنّ النزاع في غزة فرمل الإنتخابات الرئاسيّة منذ حوالي 11 شهراً، بسبب إنشغال "حزب الله" بالحرب من جّهة، وعدم حماسته بالتحدّث بموضوع الرئاسة قبل انتهاء المعارك في فلسطين وفي الجنوب من جهّة ثانيّة.
 
كما أنّ هناك علامات إستفهام حول لودريان، وإذا ما كانت لديه معطيات باقتراب وقف إطلاق النار ليزور السعوديّة ويطرح على العلولا أفكاراً جديدة مُختلفة عن تشجيع الحوار برئاسة برّي أو برعاية فرنسيّة في باريس أو بدعم التشاور الثنائيّ والثلاثيّ أو أكثر بين الأفرقاء السياسيين المُتخاصمين.
 
ووفق مصادر مطّلعة على الحراك الفرنسيّ، هناك خشية لدى الرئيس إيمانويل ماكرون من بقاء لبنان من دون رئيسٍ يُفاوض عن البلاد في أوقات الحرب والسلم، ويعمل على تشكيل حكومة تُعالج الأزمات الكثيرة التي بدأت في العام 2019 عبر الإصلاحات ومُكافحة الفساد والإتّفاق مع صندوق النقد الدوليّ. وتُوضح المصادر أنّه لا يُمكن القول منذ الآن إنّ مُبادرة لودريان المُرتقبة ستفشل فهناك تعويلٌ كبيرٌ على نجاحها وخصوصاً بعدما لم تصل جهود كتل "الإعتدال الوطنيّ" و"اللقاء الديمقراطيّ" و"لبنان القويّ" والمُعارضة والمبُادرات الفرديّة إلى نتائج إيجابيّة. وتُضيف المصادر أنّ تسويق لودريان لأفكاره من الرياض، وُمباركة السعوديّة لها يدلّ على أنّ المملكة لديها دورٌ فاعل في الملف الرئاسيّ خلافاً لما يُصوّره البعض في لبنان.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

اللجنة الخماسية حول لبنان تطالب بإجراء الانتخابات الرئاسية في أسرع وقت

أكدت اللجنة الخماسية بشأن لبنان على ضرورة إنجاز استحقاق الانتخابات الرئاسية اللبنانية في أقرب فرصة، وأهمية الجهود الجارية لإنهاء ذلك الفراغ الرئاسي في لبنان.

وعقدت اللجنة الخماسية أعمالها، السبت، في العاصمة اللبنانية بيروت، على مستوى السفراء، والتي تضم في عضويتها مصر والمملكة العربية السعودية وقطر وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية.

وناقش السفراء الجهود الجارية لإنهاء الفراغ الرئاسي وشددوا على ضرورة إنجاز استحقاق الانتخابات الرئاسية اللبنانية في أقرب فرصة، كما توافقوا على تكثيف الاتصالات مع مختلف الأطراف السياسية اللبنانية لتقريب وجهات النظر وتعزيز الثقة المتبادلة فيما بينها.

وبحسب بيان لوزارة الخارجية المصري، أكد السفير المصري في لبنان علاء موسى، أن بلاده التي سعت خلال الفترة الماضية لمنع توسع المواجهات العسكرية في جنوب لبنان بالتنسيق مع باقي أعضاء اللجنة الخماسية، تشدد على ضرورة إنهاء الفراغ الرئاسي الذي يقترب من إكمال عامه الثاني.

وقال إن انتخاب رئيس جديد للبنان يمثل خطوة أولى على طريق استكمال مؤسسات الدولة اللبنانية، والمباشرة في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة للتعامل مع التحديات التي يواجهها لبنان.

وفي شهر مايو الماضي، وضع سفراء اللجنة الخماسية بشأن لبنان، خريطة طريق لانتخاب رئيس للجمهورية، داعين إلى مشاورات محدودة النطاق والمدة بين الكتل السياسية للاتفاق على مرشح أو قائمة قصيرة من المرشحين للرئاسة، على أن يذهب بعدها النواب إلى جلسة انتخابية مفتوحة في البرلمان، مع جولات متعددة حتى انتخاب رئيس جديد للبنان.

وجاء موقف السفراء بعد لقاءات عقدوها مع الأطراف السياسية في لبنان، مؤكدين أن الكتل النيابية مستعدة للمشاركة في جهد متصل لتحقيق هذه النتيجة، وبعضها مستعد لإنجاز ذلك بحلول نهاية شهر مايو الحالي.

ودخل لبنان في حالة شغور رئاسي منذ 31 أكتوبر 2022 عندما انتهت ولاية الرئيس السابق ميشال عون من دون انتخاب خلف له، وفي فراغ رئاسي لم تتوافق الأطراف السياسية في لبنان بشأن إجراء انتخابات جديدة في البلاد.

ويعد الشغور الرئاسي الذي تشهده لبنان هذه المرة والذي اقترب من عامة الثاني، هو المشهد الرابع الذي تكرر منذ استقلال لبنان عام 1943. وخلال العام الماضي أخفق المجلس النيابي 12 مرة في انتخاب رئيس.

مقالات مشابهة

  • انتخاب الرئيس دونه صعوبات.. والسعوديّة تفعّل دورها لبنانيّاً
  • حجازي: للوقوف مع تطلعات اللبنانيين وعدم رهن لبنان للبازارات الخارجية
  • بين خماسية مفككة وهوكشتاين عاجز: لا انتخاب لرئيس ولا وقف للنار
  • اللجنة الخماسية حول لبنان تطالب بإجراء الانتخابات الرئاسية في أسرع وقت
  • رئيس الحكومة الفرنسي الأسبق: موقفنا من غزة فضيحة حقيقية بالمعايير الديمقراطية (شاهد)
  • المفتي دريان: الفرج آتٍ لانتخاب رئيس
  • رئيس مجلس النواب اللبناني يبحث مع سفير مصر ببيروت الجهود المستمرة لإنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان
  • خلف: التأخير في انتخاب رئيس سوف يُسرع في اقامة جزر طائفية
  • نقابة محترفي الموسيقى والغناء تهدّد حسام جنيد.. أهان الفنانين اللبنانيين
  • باريس...على اللبنانيين تشغيل عقلهم السياسي لانتخاب رئيس وعدم الاعتماد على العقل الخماسي