هواتفنا تتجسس علينا في كل لحظة... تسريبات كشفت المستور
تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT
"هل هواتفنا تتجسّس علينا؟" يشغل هذا السؤال بال كثيرين، ويظنون أنه يحدث بالفعل، ودليلهم على ذلك أنهم يتحدثون عن سلعة ما مع أصدقائهم عندما يجلسون معا وتكون الهواتف موضوعة إلى جانبهم، لتصلهم بعد فترة قصيرة إعلانات تروج لتلك السلعة في المنصات الرقمية التي يستعملونها.على سبيل المثال، قد يؤدي الحديث عن سيارات "مرسيدس" أو البحث عنها إلى ظهور إعلانات عن احدث موديلاتها أمامك.
يقول جوردان شرودر المتخصص في أمن الشبكات إن الهواتف الذكية لا تحتاج إلى تسجيل ما تقوله، لأنها تجمع بالفعل الكثير من المعلومات عنك بطرق عدة. ويرجع شرودر سبب عدم تسجيل الهواتف لما يقوله الأشخاص أمامها إلى أن الأمر سيكون باهظا جدا.
ورغم ذلك، مازال البعض من المستخدمين يعتقدون بصورة "جازمة"، خصوصا من أنصار نظريات المؤامرات، أن الهواتف تتجسس بالفعل على أصحابها، بصورة تستفيد منها شركات الإعلانات.
تسريبات تقدّم الخلاصة
أعلنت شركةCox Media Group (CMG) ، وهي شركة إعلامية أميركية مقرها أتلانتا، جورجيا، التي تقدّم خدمات البث الإعلامي، أن برنامجها “Active-Listening” يستخدم الذكاء الاصطناعي لجمع وتحليل "بيانات في الوقت الفعلي" من خلال الاستماع إلى ما تقوله عبر هاتفك أو الكمبيوتر المحمول أو مايكروفون المساعد المنزلي، وفقاً لما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وينص الإعلان على أن "المعلنين يمكنهم ربط بيانات الصوت هذه بالبيانات السلوكية لاستهداف المستهلكين في السوق".
ويستمر العرض التقديمي في الترويج لـ"فيسبوك" و"غوغل" و"أمازون"كعملاء لشركةCMG ، ما يشير إلى أنهم يستخدمون خدمة الاستماع النشط لاستهداف المستخدمين.
وسرب عرض تقديمي إلى الصحفيين في 404 Media يعرض قدرات برنامج الاستماع النشط للعملاء المحتملين.
واعترفت شركة ميتا، بأنها تجري مراجعة لـ CMG بحثاً عن أي انتهاكات لشروط الخدمة.
ردت أمازون على 404 Media بالتصريح بأن ذراع الإعلانات الخاصة بها "لم تعمل أبداً مع شركة CMG في هذا البرنامج، وليس لديها خطط للقيام بذلك".
تقدم المنشورات التوضيحية من الشركة تفاصيل العملية المكونة من ست خطوات، والتي يستخدمها برنامج Active Listening من CMG لجمع بيانات صوت المستهلك من خلال أي جهاز مزود بمايكروفون، بما في ذلك الهاتف الذكي أو الكمبيوتر المحمول أو المساعد المنزلي. ومن غير الواضح ما إذا كان برنامج الاستماع النشط يتنصت باستمرار، أو فقط في أوقات محددة عندما يتم تنشيط مايكروفون الهاتف أثناء المكالمة.
وينص مركز الخصوصية عبر الإنترنت الخاص بشركة Meta على ما يلي: "نتفهم أنه في بعض الأحيان يمكن أن تكون الإعلانات محددة للغاية، ويبدو الأمر وكأننا نستمع إلى محادثاتك عبر المايكروفون الخاص بك، لكننا لا نفعل ذلك".
باتت الهواتف الذكية جزءا أساسيا من حياة الكثيرين اليوم، لكن هذه الأجهزة قد تحمل معها خطر التجسس واختراق خصوصية الحياة أحيانا، والأمر المهم لحماية خصوصيتنا وخصوصية الهواتف هو الانتباه إلى التطبيقات التي تطلب الوصول إلى الكاميرا أو المايكروفون، فهذه التقنيات يمكن أن تصبح أدوات للتجسس علينا من جهات خارجية تستغل التطبيق لاختراق الهاتف والتقاط صور وفيديوهات لنا، أو التنصت على ما يدور في محيطنا. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
خلال جلسات الاستماع أمام محكمة العدل الدولية.. إندونيسيا وروسيا تفضحان الاحتلال.. وأمريكا تشكك في الأونروا
البلاد – لاهاي
وسط أسبوع مكثف من جلسات الاستماع أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، كشف اليوم الثالث من المرافعات الدولية أمس (الأربعاء)، عن تنديد واسع بسياسات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وسط تحذيرات من مجاعة وإبادة جماعية في غزة، فيما بدت المرافعة الأمريكية صوتًا نشازًا يحاول تبرير جرائم لا يمكن الدفاع عنها تحت ذرائع واهية.
أكد وزير الخارجية الإندونيسي سوجيونو أن ما تشهده غزة يمثل “أسوأ كارثة إنسانية في هذا القرن”، محذرًا من أن ممارسات الاحتلال تقوّض حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم. وطالب في كلمته المحكمة الأممية بتوجيه رسالة واضحة للجمعية العامة لإنهاء الانتهاكات الإسرائيلية، داعيًا “إسرائيل” إلى احترام الحصانة الممنوحة للمنظمات الدولية، خصوصًا وكالة “الأونروا”، والتوقف عن الهجمات ضد المدنيين.
وشدد سوجيونو على ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق، ورفض بشدة التهجير القسري وسلوك الاحتلال القائم على العقوبات الجماعية.
من جهته، تحدث ممثل روسيا بلغة لا تقل حدة، مشيرًا إلى أن الفلسطينيين في غزة “يتضورون جوعًا”، وأن المستشفيات تحوّلت إلى أنقاض، بينما يستمر العدوان على الضفة الغربية أيضًا. واعتبر أن استهداف “الأونروا” يمثل سابقة تاريخية في سجل الأمم المتحدة، لافتًا إلى أن لا جهة يمكنها تعويض دورها الإنساني. وانتقد بوضوح محاولات الاحتلال لتجريم موظفي الوكالة وعرقلة عملها، محذرًا من أن ذلك سيؤدي إلى تدهور كارثي في الوضع الإنساني للفلسطينيين.
أما الموقف الأمريكي، فجاء معزولًا ومتناقضًا مع الإجماع الدولي. فقد حاول غوش سيمنز، من الفريق القانوني لوزارة الخارجية الأمريكية، التشكيك في حيادية “الأونروا”، زاعمًا أن لديها صلات بحركة حماس. واعتبر أن “إسرائيل” غير مُلزمة بالسماح للوكالة بتقديم المساعدات، مدعيًا أن “الأونروا ليست الخيار الوحيد”. لكن هذا الطرح بدا منفصلًا عن الواقع الميداني في غزة، حيث تعتمد حياة المدنيين على المساعدات التي تؤمّنها الوكالة.
تستمر جلسات محكمة العدل الدولية حتى الغد بمشاركة 44 دولة وأربع منظمات دولية، في وقت يشهد فيه القطاع المحاصر كارثة إنسانية غير مسبوقة، تفاقمت منذ استئناف الاحتلال عدوانه في 18 مارس بعد هدنة مهدورة. وبينما تتسابق دول العالم في محكمة العدل الدولية لكشف الحقيقة وفضح الممارسات الإسرائيلية، يصرّ البعض على حماية الجلاد وتبرير المجازر، متناسين أن التاريخ لا يرحم، وأن غزة اليوم تمتحن أخلاق العالم وتكشف تحالفاته الحقيقية.