لماذا يشكل نتساريم أكبر معضلة في مراقبة إسرائيل لغزة؟ الدويري يعلق
تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن آلية المراقبة التي يجري الحديث عنها إسرائيليا في غزة مختلفة حسب المناطق، مشيرا إلى أن المعضلة الإسرائيلية الكبرى تكمن في محور نتساريم.
وأشار الدويري -للجزيرة- إلى وجود 3 مناطق يمكث فيها جيش الاحتلال بالقطاع من بينها محور فيلادلفيا الذي يتفاوت عرضه من 75 إلى 225 مترا وفق تقارير، وسط حديث عن إمكانية توسعته إلى 1450 مترا على طول 14 كيلومترا.
ولفت إلى أن محور نتساريم تمت توسعته من 2 كيلومتر إلى 4 كيلومترات، في حين دمرت مناطق مبنية كثيرة على طول السياج الحدودي الفاصل بين غزة وإسرائيل وأضيفت إلى المناطق العازلة، ليؤكد أن الحديث يجري حول 100 كيلومتر مربع بالمناطق الثلاث.
محور فيلادلفياوعن آلية المراقبة، قال الدويري إن هناك حديثا عن تنسيق أميركي مصري إسرائيلي في محور فيلادلفيا لإنشاء جدار عميق تحت الأرض مزود بمجسات وأجهزة استشعار وكاميرات وأبراج مراقبة.
ويؤكد الخبير الإستراتيجي أنه لا قيمة عسكرية أو حيوية لفيلادلفيا في ظل السيطرة المصرية والتحليق المستمر لطائرات التجسس الإسرائيلية والغربية والأقمار الصناعية.
كما أن إسرائيل لم تهاجمه أو تحتل هذا المحور منذ بداية العملية العسكرية البرية الواسعة أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2023 سوى بعد 7 أشهر من بداية الحرب، وفق الدويري.
وخلص الخبير العسكري إلى أن تمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمحور فيلادلفيا "مناورة وألاعيب سياسية أكثر منها إستراتيجية".
محور نتساريم
في الجهة المقابلة، تعتبر الإجراءات الإسرائيلية للمراقبة في نتساريم مختلفة كليا، إذ توجد خنادق طولية وعرضية، إلى جانب 4 نقاط عسكرية 3 منها بين شارعي صلاح الدين والرشيد، كما يقول الدويري.
ولفت إلى أن المعضلة الحقيقية في نتساريم تتمثل بكون هذا المحور يقطع وسط القطاع ويحدد حركة المواطنين من الشمال إلى الجنوب أو العكس، في حين يأخذ محور فيلادلفيا بعدا سياسيا لأنه يفصل غزة عن العالم، بينما تحرم المناطق العازلة القطاع المحاصر من سلة الغذاء.
وعن المناطق الزراعية الحدودية، شدد الخبير العسكري على أن الجدار والسياج كانا موجودين على طول الحدود ولكنهما لم يمنعا هجوم "طوفان الأقصى" يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات محور فیلادلفیا إلى أن
إقرأ أيضاً:
معسكر زمزم للحركات أم النازحين ؟ معضلة الحركات المسلحة الإخلاقية في الفاشر !
معسكر زمزم للحركات أم النازحين ؟ معضلة الحركات المسلحة الإخلاقية في الفاشر !
التحليل في الفيديو المرفق يشرح بوضوح كيف تتسبب الحركات المسلحة في تعريض المدنيين في الفاشر للخطر.
مدخل :
الواقع الآن أن سلاح الجو – وهو الشريان الوحيد المتاح لإيصال الإغاثة والسلاح إلى الفاشر – لم يعد قادرًا على التحليق فوق سماء المدينة. وبهذا فإن الموارد القليلة أصلاً والتي كانت تصل بصعوبة إلى الفاشر أصبحت الآن شبه معدومة.
ولا ننسى أن الجنجويد منتشرون في المالحة، وجبل راهب، والصياح، ومليط، ما يجعل إمكانية إيصال أي إمداد بري إلى المدينة مغامرة خاسرة محفوفة بخسائر كبيرة، وهو أمر لا تريده الحركات المسلحة، أو بالأصح لا تجرؤ عليه.
الجنجويد مجرمون، هذا أمر مفروغ منه. لكن السؤال الحقيقي هو: كيف نحمي المدنيين المحاصرين في الفاشر من الجنجويد؟
الخيارات المطروحة أمامنا لا تتجاوز خمسة:
1. إرسال قوات لفك الحصار وتعزيز دفاعات المدينة مع الحفاظ على خط إمداد دائم. وهذا الخيار رغم مثاليته، إلا أنه صعب جدًا عسكريًا ولوجستيًا.
2. إرسال قوات في مهمة محدودة إنتحارية لإيصال مواد إغاثية وذخائر للجيش و البقاء داخل الفاشر ، وهذا حل قصير المدى، لكنه أفضل من لا شيء.
3. عقد اتفاق مع المليشيا لتسليم المدينة دون قتال، مع إخلاء الجيش والمدنيين بضمانات إقليمية ودولية، وتحت غطاء جوي من دولة مؤثرة – كالسعودية مثلاً.
4. الاستجابة لمبادرة الجنجويد بإجلاء المدنيين عبر قوات حجر وإدريس إلى مكان آمن بضمانات، مع بقاء المقاتلين في الفاشر. مع الأخذ في الاعتبار أن المدينة لا يمكن إمدادها جوًا، ولا يمكن للجيش الصمود للأبد.
5. الإبقاء على الوضع كما هو: مزيد من الموت، والجوع، والانهيار الكامل للمدينة، والنتيجة معروفة سلفًا.
تحليل :
لكن السؤال الأهم: لماذا لا تريد الحركات المسلحة – وتحديدًا حركتي جبريل ومناوي – إرسال قوة برية للفاشر رغم ضغطها على الجيش للبقاء؟
الجواب بسيط. جبريل ومناوي ينتمون للزغاوة، بينما الفاشر ليست مدينة زغاوية، بل هي مدينة متعددة القوميات، وغالبية سكانها اليوم من الزُرقة من غير الزغاوة . ولذلك، فليست لهم روابط اجتماعية عميقة تدفعهم للمخاطرة.
سقوط الفاشر ليس في صالح الحركات المسلحة، لأن ذلك يعني انهيار آخر مدن دارفور الكبرى، وهو ما يضعف أوراقهم التفاوضية ومواقعهم السياسية.
لكنه أيضًا إذا كانت ساقطة لا محالة فليس من مصلحتهم أن تسقط الفاشر بسهولة، بل يريدونها أن تسقط بعد معركة دامية تستنزف الجنجويد وتفقدهم جزءًا كبيرًا من قوتهم الضاربة. فالمعركة الأهم بالنسبة لجبريل ومناوي ليست في الفاشر، بل في حاكورتهم بوادي هور – هناك، حيث ستدور المعركة الحاسمة. ولهذا، فهم يستخدمون الفاشر الآن كمصيدة ذباب.
أما الجنجويد، فهم يفضلون مدينة خالية من السكان. ليس رحمةً بالمدنيين، ولكن خوفًا من تكرار مجازر كتلك التي ارتكبوها ضد المساليت، والتي أصبحت عبئًا على سجل انتهاكات حمدان وشقيقه عبدالرحيم.
لكن إذا لم يجدها الجنجويد خالية، وإذا استمر ضغط الحواضن الاجتماعية علي حمدان و شقيقه، وإذا ظلّت الشكوك حول كفاءته في القيادة قائمة – فإنه سيدخل المدينة أيا كانت العواقب. هو الآن في لحظة قمار سياسي وعسكري.
والحركات تعلم ذلك تمامًا، وتدير هذه اللعبة بدم بارد، غير آبهة بالمواطنين الذين لا ينتمون إلى قبائلهم أصلاً.
أما الجيش، فالمعادلة واضحة بالنسبة له. البرهان يعلم جيدًا أن أي جيش بلا خط إمداد محكوم عليه بالهزيمة. لكن لأسباب سياسية، لا يستطيع سحب القوات من الفاشر، حتى لا يغضب حلفاءه من الزغاوة، الذين يرون في المعركة فرصة ذهبية لاستنزاف الجنجويد.
الحركات الزغاوية تريد معركة كبرى تُفني فيها قوة الجنجويد قبل أن تندلع المعركة الحقيقية في وادي هور. حتى لو خسر الجيش الفاشر، فهذا ثمن مقبول بالنسبة لهم.
وفي المقابل، لا الجيش ولا الحركات على استعداد لإرسال قوات إضافية لفك الحصار أو لإيصال مساعدات. الحركات تحتفظ بقواتها في نهر النيل والشمالية والجزيرة لحماية مكاسبها السياسية، لأنها ببساطة لا تثق في البرهان، ولا في الشماليين.
هذه هي المعادلة كما شرحتها لكم في البث المباشر على يوتيوب.
مشاهدة طيبة.
عبدالرحمن عمسيب
12 أبريل 2025