دبي-الوطن:
أظهرت العديد من الدراسات ارتباطًا وثيقًا بين التواصل مع الطبيعة والصحة النفسية ومستويات التوتر. فقد تبين أن البيئة الطبيعية تساهم بشكل كبير في تحسين الحالة النفسية وتقليل مستويات التوتر، مما يعزز من الحاجة إلى دمج عناصر الطبيعة في المساحات المعيشية.
أصبح هذا الوعي الجديد بالروابط بين الطبيعة والصحة النفسية دافعًا قويًا لإعادة التفكير في تصاميم المنازل، حيث يسعى الكثيرون إلى إدخال عناصر طبيعية في ديكوراتهم الداخلية لتحقيق توازن بين الراحة الجسدية والرفاهية النفسية.


في هذا الاطار يحدثنا معنى أبودقة الرئيس التنفيذي لشركة “أيبارزا ” للاثاث والتصميم ويسلط الضوء على فكرة دمج عناصر الطبيعة في مساحات المعيشة لخلق بيئة تجمع بين الراحة والأناقة، مع تعزيز الاتصال بالطبيعة لتحسين جودة الحياة في المنزل قائلا: إن نظرية (دع الطبيعة الخارجية تتغلغل في فراغك الداخلي) اللتي تبناها المعماري الامريكي فرانك لويد رايت في بداية القرن الماضي لاقت رواجا واسعا وقتها لكنها سرعان ما تجاهلها اكثر المصممين نظرا لما تطلبه عصر ما بعد الحداثة من سرعة في التصميم والانجاز وانشغال الناس في اعمالهم اغلب الوقت مما جعل المساحات السكنية تتحول الى صناديق مغلقة تخلو من الروح. لقد كان لجائحة كورونا دور مهم في تذكير الناس باهمية هذه النظرية وأهمية ان يكون للطبيعة دور في فراغنا سواء بدمج عناصر أو أشكال أو خامات طبيعية أو مستوحاة من الطبيعة. كما أظهرت الدراسات أن هذا الدمج لا يحسن فقط من جمالية المكان، بل يساهم أيضاً في تقليل مستويات التوتر ويعزز الشعور بالرفاهية

استجابةً لهذه الاتجاهات، قامت شركة “أيبارزا” بتطوير مجموعة من الحلول المبتكرة لغرفة المعيشة، حيث تعتبر هذه الغرفة أكثر الأماكن استخدامًا وتعرضًا للفوضى. شملت الحلول أثاثًا متعدد الوظائف مثل الطاولات التي تحتوي على أدراج للتخزين وأرفف مفتوحة، والكنب الذي يحتوي على مساحات تخزين مخفية، مما يساعد في تنظيم الفضاء وتعزيز الراحة والهدوء كما أطلقت الشركة مجموعة من الحلول للتكسيات الجدارية ووحدات التلفاز التي تضيف لمسة من الفخامة والاتساع، مع توفير وحدات تخزين مخفية. وقد تم تصميم التكسيات لتكون قادرة على الانحناء عند الزوايا، مما يضفي انسيابية وطبيعية على الفضاء. وقد تميزت التكسيات باستخدام الحجر والرخام أو بدائل الرخام بصورتها الخام غير المصقولة، مما يعزز الشعور بالانتماء للطبيعة.
إضافة إلى ذلك، تسعى “أيبارزا” إلى تحسين الصحة النفسية من خلال إدخال النباتات والعناصر الخضراء في التصميمات، وقدمت الشركة مجموعة حصرية من النباتات والأشجار المصنوعة يدويًا، بما في ذلك أشجار الزيتون ذات الألوان والجذوع المميزة.

وأضاف قائلا سعينا لتصميم مواقد كهربائية تحاكي المواقد الخشبية لتضيف لمسة من الدفء والرومانسية إلى الغرف. يمكن استخدام هذه المواقد كديكور في الحائط الرئيسي أو كعنصر لتقسيم المساحات، وتتميز بخيارات للتحكم الصوتي بشدة الإضاءة ونوع اللهب ولونه. وأضاف قائلا لقد هيمنت الأشكال الهندسية المنتظمة مثل المستطيل والدائرة والمربع على تصميم قطع السجاد لقرون عديدة، مما جعل من الضروري إعادة التفكير في هذا النهج التقليدي. في إطار استراتيجيتنا الرامية إلى العودة إلى الطبيعة وإدخال عناصر جديدة، أطلقنا مجموعة مبتكرة من السجاد ذات الأشكال غير المنتظمة المصنوعة من مواد طبيعية. هذه التصاميم ليست فقط تجديدًا بصريًا، ولكنها أيضًا تعكس ارتباطنا بالبيئة الطبيعية. من بين ما يميز تشكيلتنا الجديدة، نقدم مجموعة من السجاد الجداري القابل للتعليق على الحوائط. هذه القطع توفر شعورًا إضافيًا بالدفء وتعمل كعازل للصوت، مما يجعلها مثالية لتحسين جودة الصوت في الفضاءات وتعزيز الراحة البصرية. وفيما يتعلق بالديكورات الجدارية، نحن فخورون بتقديم مجموعة جديدة تمامًا من الأفكار والخامات أغلبها من مواد طبيعية أو معاد تدويرها تتميز بأشكالها الطبيعية المنسابة وألوانها الترابية الطبيعية تعمل مجتمعة على إضفاء لمسة من الفخامة والأصالة.
ولتكملة تجربة التصميم الداخلي، أطلقت “أيبارزا” مجموعتها الحصرية من الروائح والمباخر المنزلية المصنوعة من زيوت عطرية طبيعية، التي تنقل المستخدم إلى أجواء الغابة، مثل روائح الليمون وخشب الصندل والعود.
كل هذه الابتكارات في التصميم وأكثر تعكس التزامنا بإعادة تعريف مفهوم الجمال والوظيفية في الديكور الداخلي، مع الحفاظ على ارتباط وثيق بالطبيعة وتحقيق توازن بين الأناقة والراحة والاستدامة.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

السياحة في أنفة.. لوحات طبيعية بالأبيض والأزرق

بهية ببيوتها القديمة العريقة المصبوغة بالابيض والازرق تحاكي بزرقتها بحرها وببياضها صخورها العنيدة. تلمع أنفة ناصعة بنقاوة مياهها وطهارة شاطئها بمشهد بديع يجذب العابرين لخطي الاتوستراد الساحلي. فبعد جبيل والبترون، وشكا، تستقبلنا هذه القرية البحرية اللبنانية بهدوئها الداخلي وبشاطئها الهادر بصخب الموج لتذكرنا بشواطئنا القديمة  قبل الحداثة الملوثة وقبل أن تمتد الاستثمارات العشوائية اليها لتعبث بها وتخرّبها  كأنها صورة قديمة من القرن الماضي لشاطئ  في بيروت أو صيدا أو طرابلس.

تقع أنفة على بعد 65 كيلومترا إلى الشمال من بيروت، و15 كيلومترا إلى الجنوب من طرابلس، ويبلغ عدد سكانها نحو 6500 نسمة. وقد تكون أنفة من البلدات اللبنانية البحرية  القليلة الهادئة، حيث باستطاعة الزائر السائح أن يمضي فيها أيام العطل ممارساً هوايات متعددة كالسباحة والسير على الأقدام وتناول أطباق ثمار البحر على أنواعها في مطاعمها وأن يقيم في بيوت الضيافة لقضاء ليلة هادئة، فينام على هدير الموج ويستفيق على أشعة الشمس التي لا تغيب عن سمائها.

معالم مميّزة

تمتاز أنفة بأهمية تاريخية، لأنها كانت محطّة لمختلف الشعوب التي مرّت على الساحل اللبناني. ولقد اشتُهرت بصناعة الملح وصيد السمك. وذُكرت أنفة في رسائل تل العمارنة التي تعود الى القرن الرابع عشر ق.م. باسم "أنبي". ولقد أدّت دوراً بارزاً في الفترة الصليبية حين أُطلق عليها تسمية "نفين". 

وغيّر الصليبيون طبيعة البلدة من خلال قطع اللسان الصخري الذي تتميز به أنفة، وشق أخدودين عظيمين. وكان الهدف من ذلك عزل القلعة العظيمة التي كانت تقوم على الرأس، عن البرّ.

وعُثر في الموقع على بعض المعالم الأثرية الشاهدة على أهميّتها. وأبرزها جدران تعود الى الفترة الفينيقية والرومانية، ومعاصر لصنع النبيذ، وأقنية، وأدراج، وآبار، ومدافن محفورة في الصخور، وقطع فخارية من مختلف العصور وفسيفساء ملوّنة.

عُرفت أنفة بإنتاج الملح منذ التاريخ، فانتشرت على شاطئها آلاف البرك التي كانت تُستخدم لجمع مياه البحر. وكانت المياه تُجرّ الى البرك بواسطة المراوح الهوائية التقليدية، التي كانت تعمل على ضخّ المياه. وكان يُعدّ إنتاج ملح البحر من ركائز الاقتصاد المحلي في المنطقة، لذلك كان يُطلق عليه لقب "الذهب الأبيض". ولكن تراجعت هذه الصناعة مع الوقت إلى حدّ الانقراض، بسبب منافسة الأسواق الخارجية، فتحوّلت معظم الملّاحات اليوم إلى معالم تراثية.

كما تُعدّ قلعة أنفة من القلاع الفريدة في لبنان. فهي تتميّز بالخندق المحفور في الصخر، الذي يبلغ طوله نحو خمسين متراً، ويصل عرضه الى عشرين متراً تقريباً. وصُمّم هذا الخندق الذي نقش يدوياً لجعل المكان صالحاً لبناء السفن من جهة، ولعزل القلعة تماماً عن البرّ، لتصبح شبيهة بجزيرة بحرية. 


قرية عادية أو واجهة سياحية؟

عند كل موسم سياحي أو عيد في لبنان، يُكرِّر أرباب المؤسسات السياحية والخدماتية، واقع انحسار القطاع السياحي الى ما قبل استفحال الأزمة الاقتصادية في العام 2019. ويتناقلون من موسم لآخر، أرقاماً تؤشِّر إلى تقدّم ملموس أو الى تراجع تحت سقف الانهيار العام. وفي مراجعة لواقع القطاع على مدى 10 سنوات، أي بين العامين 2014 و2024، لا يخفى الانحدار الكبير لأرقام القطاع ولتوقّعات أربابه. ويمكن تقسيم الفترة العشرية إلى مرحلتين، الأولى من العام 2014 حتى 2019، والثانية تمتدّ حتى العام 2024 وتحمل تصوّرات غير مشجّعة.

ان العنصر الرئيسي الذي يعيق التطور السياحي في بلادنا وحتى ما قبل الازمة الاقتصادية وتزعزع الاوضاع الامنية هو أن اهتماماتنا بالمشاريع السياحية لا تلحظ أهمية المناطق النائية بل تهتم بالمدن الكبرى وما يحيطها من ضواحي. على سبيل المثال، كان بامكان رجال الاعمال أن يستثمروا سياحيا بمشاريع صغيرة بقرية أنفة مع التقيّد بشروط بيئية مشددة تراعي نظافة المكان.

لكن  الواقع  جامد ولا يتحرك اذ لا تزال الجهود غير كافية وتفتقد الى الكثير من الأعمال  لتحويل هذه المنطقة بأكملها الى منتجعات للسياحة البيئية البحرية ما يعود بالكسب المادي على أهل المنطقة فينعش اقتصادها ويدعم إرثها الثقافي والحضاري الذي يحويه هذا الشاطئ الجميل.

ما يميز شاطئ أنفة أن لا مكان يشبهه حاليا في لبنان، فالمنتجعات السياحية الضخمة غير متوفرة في البلدة، إنما الراحة الهادئة الخالية من الضجيج والتلوث هي المتوفرة.  لانفة شاطئ لا يمكن المرور من أمامه دون التوقف عنده ودون ان تجذبك بيوت الضيافة البيضاء المقامة لاستقبال السياح ودون التمتع بزرقة السماء الناصعة والمياه وبالنسيم البحري النقي الحامل الى البرّ رائحة البحر..   المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • هيدي كرم: أتجاهل التعليقات السلبية وممكن أكون جريئة لبعض الناس
  • الأعاصير ظواهر طبيعية تهدد العالم
  • تامر هجرس يتألق مع أسرته وسط الطبيعة ويُشيد بتفاعل الجمهور عبر إنستجرام
  • اللجنة الخماسية حول لبنان تطالب بإجراء الانتخابات الرئاسية في أسرع وقت
  • مصر تشارك في اجتماع اللجنة الخماسية حول لبنان
  • السياحة في أنفة.. لوحات طبيعية بالأبيض والأزرق
  • تامر هجرس يتألق بإطلالة ساحرة وسط الطبيعة على إنستجرام
  • بين الماركسية والكونفوشية.. أفكار شي وصراع الصين الطويل مع الحداثة
  • أعراض نقص الحديد في الجسم وتأثيراته النفسية
  • تراجع سهم آبل رغم إطلاق iPhone 16 ومنتجات جديدة