التيار والقوات...فشخة لقدام عشرة لورا
تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT
لأن رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع لم يتطرق في خطاب قداس الشهداء في معراب إلى ما يمرّ به "التيار الوطني الحر" من أزمات سياسية وداخلية كبادرة لم تكن مألوفة في مثل هكذا مناسبات، حيث كان رئيس "التيار" النائب جبران باسيل مادة دسمة في خطابات "الحكيم" التجييشية"، كان ردّ على "التحية" بمثلها فأعلن بعد 24 ساعة من خطاب معراب أنه "تلقف بإيجابية التطور في الموقف الذي أبداه جعجع في خطابه، محدّدًا النقاط التي "تلقفها" وهي عن "المقاومة وشهدائها ومواضيع الحوار والعيش المشترك ووحدة لبنان والتلاقي والخروج من الماضي وبناء المستقبلَ بما يجسِّدُ طُموحاتِ جميع المكونات اللبنانية، وتحديداً كونها تتلاقى مع مواقف التيار الانفتاحية وتتماشى، في ما يخص رئاسة الجمهورية، مع ما استطعنا الحصول عليه والتوافق بخصوصه مع معظم الكتل النيابية، من معادلة تشاور بغية التوافق مقابل جلسات انتخاب متتالية ومفتوحة تؤدي بالنتيجة الى انتخاب رئيس، بالتوافق أولاً أو بالتنافس ثانياً، بما يخرج البلد من الفراغ القاتل".
إلى هذا الحد في البيان يمكن اعتبار محاولة باسيل ناجحة أقّله من حيث الشكل ومن حيث انتقاء التعابير، التي يمكن أن تدغدغ مشاعر "القواتيين"، وبالأخص بالنسبة إلى المقاومة وشهدائها، وهي المرّة الأولى التي يتوجّه فيها "التيار" إلى حزب "القوات" بعدما كان يصفه في السابق بأوصاف مغايرة عمّا ساقه في بيانه. فما ورد فيه من تعابير "استلطافية" لافتة وغير مألوفة لم ترد على لسانه حتى في عز "همروجة أوعى خيّك".
أمّا ما لم ينجح فيه "التيار" فهو ما جاء في القسم الثاني من البيان، وقد يكون سقط "سهوًا" تعبير "شكليات بسيطة" عندما قال إنه يمكن "القوات" أن تتساهل بها، "لأنها لا تقف عائقاً أمام أهمية انجاز انتخاب رئيس ميثاقي للبنان كفرصة وحيدة لوقف تحلّل الدولة وانهيار الوطن".
فـ "الشكليات البسيطة" بالنسبة إلى "التيار" هي أمور أساسية وجوهرية بالنسبة إلى "القوات"، وبالأخص بعدما قال جعجع إن طريق بعبدا لا تمرّ لا بعين التينة ولا بحارة حريك، وأن أي تجاوب مع الحوار الذي جدّد الدعوة إليه الرئيس نبيه بري في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر يعني تكريس عرف ميثاقي جديد من الصعب جدّا عدم التخلص من أدبياته في المستقبل وعند كل استحقاق دستوري.
وهذا الأمر بالنسبة إلى "معراب" ليس "شكليات بسيطة"، وبالتالي فإن الاحتكام إلى ما يقوله الدستور في ما خصّ الاستحقاق الرئاسي لا يعني بالضرورة رفض الحوار، الذي يجب أن يكون في قصر بعبدا بعد انتخاب رئيس جديد، تُطرح فيه كل المسائل الخلافية من دون إغفال أي تفصيل مهما كان حسّاسًا باعتبار أن الظرف الدقيق والخطير الذي يعيشه لبنان في ظل ما يُحاك لجنوبه من مخططات، وفي ظل استمرار تغييب موقع رئاسة الجمهورية، وفي ظل النزوح السوري الفوضوي والكبير، وفي ظل الوضع الاقتصادي المتأزم، وفي ظل غياب رؤية موحدة للخروج من نفق الأزمات، يُفترض أن تُطرح الأمور كما هي ومن دون مساحيق تجميلية. فإذا لم يتصارح اللبنانيون هذه المرة على خياراتهم فإن الخشية من اتساع الهوة الفاصلة بينهم والآخذة بالاتساع قد تصبح عملية ردمها من الأمور المستحيلة.
رحم الله صاحب قول الرجوع عن الخطأ فضيلة. وقد يكون الظرف اليوم مؤاتيًا أكثر من أي وقت مضى ليراجع كل فريق حساباته جيدًا، وأن تكون لديه الجرأة الأدبية للعودة عن أخطاء الماضي. فالحاضر والمستقبل لا يُبنيان بالنكد السياسي. وهذا ما على الجميع الإقرار به، والعمل بالتالي لتقريب المسافات البعيدة قبل فوات الأوان، وقبل أن يتطيب كل فريق ما يغنيه على ليلاه. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: بالنسبة إلى وفی ظل
إقرأ أيضاً:
إهتمام فرنسيّ بانتخاب رئيس في 9 ك2 وبري يبدي تفاؤلاً.. بدء نزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات
بينما تشهد سوريا زحمة زيارات غربية ودبلوماسية، يدخل لبنان مطلع الاسبوع المقبل عطلة الاعياد والتي يفترض ألا تتجمد خلالها الاتصالات السياسية من أجل التوافق على رئيس للجمهورية قبل جلسة التاسع من كانون الثاني. حتى الساعة، لم تفض المساعي الى أي تقدم سواء على مستوى المعارضة أو على مستوى "الثنائي"، فالمعارضة مجتمعة لم تعلن بعد رسمياً تأييد او تبني أي مرشح، حتى قائد الجيش العماد جوزاف عون، رغم أن بعض أطرافها يؤيد انتخابه كحزب الكتائب وعدد من النواب المستقلين، في حين أن "الثنائي الشيعي" ينتظر ويترقب موقف المعارضة، خاصة وأن "التيار الوطني الحر" لا يزال على موقفه الرافض لكل من قائد الجيش ورئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية الذي لم يسحب ترشيحه إنما علقه بانتظار ما ستفضي اليه المفاوضات الجارية. وفي سياق متصل، أشارت مصادر نيابية إلى أنَّ تكتلاً نيابياً جديداً سوف يتظهر الأسبوع المقبل بعيداً عن تموضعات المعارضة والثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر.وعليه، يمكن القول إن الخيارات متاحة أمام جلسة 9 ك2، رغم أن رئيس المجلس نبيه بري متمسك بالجلسة ويبدي تفاؤلاً بأن تنتهي إلى انتخاب رئيس، وهو يواظب على تحضير كل ما يلزم لهذه الجلسة التي سيحضرها سفراء ودبلوماسيون وممثلون عن الاتحاد الأوروبي حيث من المفترض ان تصلهم الدعوات للجلسة قبل عيد رأس السنة.
ومن طرابلس، تمنى رئيس الحكومة خلال رعايته افتتاح قسم قسطرة القلب والتميييل في مستشفى طرابلس الحكومي، انتخاب رئيس للجمهورية في التاسع من كانون الثاني المقبل، متطلعين الى رئيس للجمهوريّة يمثل كل لبنان ويجمع جميع اللبنانيين، لما فيه خير الوطن".
والتقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو ، وكانت الانتخابات الرئاسية وجلسة التاسع من كانون الثاني المقبل على جدول البحث، إلى جانب الاتصالات والمشاورات الدائرة حولها على أكثر من صعيد. وأبدى ماغرو اهتمام باريس بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية وفق المواصفات التي توافقت عليها "الخماسية" في الجلسة المحددة لا سيما وان الفرصة متاحة اليوم وعلى الجميع تلقفها. وأمس، بدأت عملية إزالة السلاح الفلسطيني المنتشر خارج المخيمات حيث تسلّم الجيش مركزَي السلطان يعقوب – البقاع الغربي وحشمش بين بلدتَي قوسايا ودير الغزال – البقاع الأوسط التابعَين سابقًا للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، كما تسلم معسكر حلوة - راشيا التابع سابقًا لتنظيم فتح الانتفاضة، وصادر كميات من الأسلحة والذخائر بالإضافة إلى أعتدة عسكرية، وفق ما اعلنت قيادة الجيش مديرية التوجية ورُفع العلم اللبناني وعلم الجيش فوق هذه المواقع. المصدر: خاص "لبنان 24"