موقع النيلين:
2025-02-01@20:02:01 GMT

محمد وداعة: الامريكان .. فى خبر كان

تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT

*الزيارة تأتى رسالة للجميع لمدى اطمئنان و ثقة السيد رئيس مجلس السيادة على الاوضاع فى بلاده*
*الزيارة تأكيد على ان مصالح البلاد العليا هى التى تحدد وجهة السياسة الخارجية*
*الزيارة تأتى اعلانآ بانتهاء حقبة رفع العصا الامريكية الغليظة فى وجه السودان*
*الزيارة حظيت باهتمام صينى متوقع و تم التوقيع على اتفاقيات لتطوير الاستثمارات النفطية و عقود فى الطاقة و الطاقة النظيفة*
فى الوقت الى تغوص فيه امريكا فى وحل الحرب الروسية – الاوكرانية ، و تعجز عن ايقاف الحرب الاسرائيلية على غزة ، تتقدم الصين عالميآ ، و تتوغل افريقيآ حيث الموارد الهائلة و فرص الاستثمار الواعدة ، الصين ابدت اهتمامآ متزايدآ منذ عقدين بتوطيد علاقات اقتصادية استراتيجية مع الدول الافريقية ، مع اهتمام بدورها الدولى و خاصة لجهة التوسط فى انهاء النزاعات ، و كان مدهشآ سعيها لحل النزاع الفلسطيني من خلال استضافة لقاء بين حركتي فتح وحماس في الشهر الماضى وهو لقاء نأت عن عقده الدول العربية و الاسلامية ، وجاء نجاح وساطتها فى اعادة العلاقات السعودية الايرانية تأكيدآ على هذا الدور المتنامى ،
وصل البرهان إلى الصين اول أمس للمشاركة في قمة منتدى التعاون الصيني – الأفريقي 2024، كما سيعقد لقاء ثنائياً مع الرئيس الصيني شي جين بينغ ، و تكتسب الزيارة اهمية خاصة لجهة استئناف و تطوير علاقات التعاون الاقتصادى ، و دور الصين المنتظر فى اعادة الاعمار بعد انتهاء الحرب ، و من جهة أخرى تأتى الزيارة بعد فشل مفاوضات جنيف ، و بداية انحسار الضغوط الامريكية و الاروبية المباشرة على السودان ،بعد ان تم إلغاء اجتماع كان من المقرر أن يُعقد بين الحكومة السودانية ومسؤولين أمريكيين في القاهرة ، غادر على اثره المبعوث الامريكى توم بريليو ، ومع اقتراب موعد الانتخابات الامريكية تشهد السياسة الخارجية الامريكية اضطرابآ غير مسبوق ،
بالرغم من ان الزيارة تأتى فى وجود عدد غير قليل من الرؤساء الافارقة ، الا ان الزيارة حظيت باهتمام صينى كبير و تم التوقيع على اتفاقيات لتطوير الاستثمارات الصينية النفطية و عقود فى الطاقة و الطاقة النظيفة ، و استئناف الاقراض الصينى لمشروعات توقفت منذ عام 2020م ،
الزيارة تأتى رسالة للجميع لمدى اطمئنان و ثقة السيد رئيس مجلس السيادة على الاوضاع فى بلاده ، و مثلت فى توقيتها انفكاكآ من الهيمنة الغربية على اوراق الحل للازمة السودانية فى اطار استعادة التوازن فى السياسة الخارجية ، و تأتى اعلانآ بانتهاء حقبة رفع العصا الامريكية الغليظة فى وجه السودان ، و تأكيدآ على ان مصالح البلاد العليا هى التى تحدد وجهة السياسة الخارجية السودانية ،
امريكا دولة عظمى و مهم ان تكون لبلادنا علاقات طبيعية معها فى اطار المصالح المشتركة ، مع التأكيد انها فقدت فرصتها فى ان يكون لها دور مؤثر فى السودان، و بددت مصالحها ، امريكا ملأت الدنيا ضجيجآ حول الاوضاع الانسانية فى السودان و لم ترسل طائرة واحدة لاغاثة المتأثرين بالحرب او الامطار ، الرئيس الامريكى السابق ترمب صنف الحوثيين جماعة ارهابية ، الرئيس بايدن الغى قرار ترمب و يعمل الان على التراجع من الغاء قرار سلفه ترمب، الرئيس بايدن تجاوز مهلة الكونغرس لتطبيق قانون ماغنتسكى لاعتبار مليشيا الدعم السريع جماعة ارهابية ، الامريكان منافقون ،

محمد وداعة

إنضم لقناة النيلين على واتساب
.

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: السیاسة الخارجیة

إقرأ أيضاً:

السياسة الأمريكية الجديدة

تعتبر دراسة تاريخ الامبراطوريات أمرا هاما لاستنباط الجانب الأكبر من التوجهات المنتظرة للسياسة الأمريكية خاصة في عهد ترامب.
الرئيس ترامب أتى من خارج منظومة الدولة الأمريكية العميقة، متمردا على أسسها وأدبياتها، لا يتفق مع الإدارة الأمريكية السابقة سوى في التأييد الأعمى لإسرائيل وإن كان دعم الإدارة الأمريكية السابقة لإسرائيل غير مسبوق في التاريخ الأمريكي. 
ان دراسة التاريخ نستنبط منها أنه لا توجد دولة حاربت العالم وانتصرت حتى لو كانت حربا اقتصادية، فلا توجد دولة مهما أوتيت من القوة تستطيع أن تحارب العالم.
حاولت الدولة الرومانية في الأزمنة القديمة ورغم توسعاتها لم تنجح، حاول المغول ذلك في القرون الوسطى وفشلوا، حاول نابليون ذلك في القرن التاسع عشر وفشل، حاول الانجليز وبنوا امبراطورية لا تغرب عنها الشمس ولم يستطيعوا تجاوز روسيا في أوروبا والهند في آسيا شرقا.
تعتبر مراكز الدراسات الاستراتيجية في الولايات المتحدة الأمريكية مصدرا هاما لتخطيط السياسات الأمريكية لعقود قادمة، وهي غالبا ما تكون تحت سيطرة اللوبي الصهيوني، تمرد الرئيس ترامب على دراساتها وتوصياتها الا فيما يخص مخططات إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط.
أعلن الرئيس الأمريكي عن اعتزامه ضم جزيرة جرينلاند وفرض عقوبات اقتصادية على كندا لضمها الى الولايات المتحدة الأمريكية وإلغاء المساعدات الخارجية والانسحاب من اتفاقية المناخ وإلزام أوروبا بزيادة انفاقها الدفاعي والضغط على المملكة العربية السعودية لخفض أسعار البترول وفي نفس الوقت استثمار مئات المليارات من الدولارات في الولايات المتحدة الأمريكية وزاد على ذلك بأن دخل المملكة من الحج له نسبة منه لأن الله رب الجميع ! ، وتغيير اسم خليج المكسيك الى خليج الولايات المتحدة الأمريكية وترحيل سكان قطاع غزة الى مصر والأردن!.
في هذه القرارات ازدراء بالمراكز البحثية التي تمد الإدارات الأمريكية المتعاقبة بالخطط الواجب تنفيذها في المستقبل القريب والمتوسط والبعيد، لقد أطلق اسم (الإدارة الأمريكية) على مؤسسة الرئاسة نظرا لأنها عنصر تنفيذ للسياسات وليست أداة تخطيط ولأنها تبني خططها على معطيات معقدة تدرس بواسطة خبراء متخصصين في مراكز دراسات استراتيجية، لكن ما يصدر عن الرئيس ترامب لا يدل على أي دراسة مسبقة أو خطط وضعها خبراء متخصصين، زاد على ذلك باعتزامه فرض رسوم على الدول التي لها فائض تجاري مع الولايات المتحدة الأمريكية.
بالإضافة الى إغضاب أقرب حلفائه (إلون ماسك) عندما أعلن عن اعتزامه استثمار مئات المليارات من الدولارات في الذكاء الاصطناعي، مما جعل الأخير يرد عليه علنا وبشكل غير مرضي.
هذه السياسات بالتأكيد لن يكتب لها النجاح، الرئيس ترامب يغلب عليه طابع التاجر وهو أمر لا يتماشى مع استراتيجيات الدول الكبرى ، فقد تكون هناك مكاسب سياسية واستراتيجية تتجاوز بكثير المكاسب المالية ، فالمملكة العربية السعودية ودول الخليج التي طالما عايرها بأنه لولا الولايات المتحدة الأمريكية لكانت تتكلم الفارسية  ونسي أن الولايات المتحدة الأمريكية ستكون الخاسر الأول لو حدث ذلك لأن ايران ستتحول لدولة كبرى تنفذ مشروعا خاصا بها ومضادا للولايات المتحدة الأمريكية ، وأنه لولا دول الخليج لما كان الدولار هو العملة الرئيسية في العالم، فسياسة ربط بيع البترول بالدولار منذ خمسينات القرن الماضي والتي تعززت بمؤتمر جاميكا بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج عام 1976هي التي كرست تلك السياسة ونتج عن ذلك احتياج الدول الكبرى لتخزين الدولار حيث كان من الممكن أن تشتري البترول بعملاتها ( اليابان – فرنسا – ألمانيا ....) وأصبح الدولار هو العملة التي تتم بها المقاصة في المعاملات الدولية وأصبح الدولار الأمريكي مغطى بإنتاج الدول الأخرى.
الرئيس لا يدرك أن الصين التي تملك أكبر كم من السندات الأمريكية تستطيع اسقاط الدولار حتى لو تأثرت نسبيا وأن المصالح الاقتصادية أصبحت متشابكة بشكل معقد مع باقي دول العالم ومع دول الاتحاد الأوروبي بشكل خاص.  
بعد فترة وجيزة من الذهول الدولي من تصريحات الرئيس ترامب بدأت الدول تتجرأ بالرد العلني على الرئيس الأمريكي ، الأمر الذي كان خطا أحمر في الأزمنة السابقة ، وبدأت الهيبة الأمريكية تتآكل ، رد رئيس الوزراء الكندي على الرئيس ترامب بأنه اذا فرض على صادرات بلاده الى الولايات المتحدة الأمريكية رسوما فعليه أن يستورد البترول من فنزويلا و الصين ، حجم التبادل التجاري بين البلدين عام 2022 وصل الى 908.9 مليار دولار، بلغ العجز 53.5 مليار دولار لصالح كندا ، لكنه نسي أن معظم المنتجات الأمريكية خاصة الصناعية تدخل فيها مكونات كندية ( السيارات، الطائرات ، الأسلحة... ) الأمر الذي سيرفع بالتأكيد من تكلفة المنتج الأمريكي .
قام الرئيس الكولومبي بالرد على الرئيس الأمريكي بإعلانه فرض رسوم على المنتجات الأمريكية وأعلن أنه لا يخشى أن تدبر الولايات المتحدة الأمريكية انقلابا ضده أو أن تغتاله.
ردت رئيسه وزراء الدانمارك بأن جرينلاند جزءا لا يتجزأ من الدانمارك.
ردت مصر والأردن بشكل رسمي وعلني برفض توطين الفلسطينيين في أراضيها، لم يتنبه الرئيس الأمريكي بأن أهالي القطاع في ظل القصف والقتل وهدم المنازل وتدمير المستشفيات بقوا على أراضيهم، فكيف سيقبلون بالترحيل الآن؟.
أما بالنسبة لرفع موازنات الدفاع في الدول الأوروبية فحتى لو وافقت بعض الدول الأوروبية على ذلك فستكون موافقة شكلية، فالحكومات الأوروبية المنتخبة لو رفعت مخصصات الدفاع من 2% الى 5% ستتضرر خطط التنمية ومخصصات التعليم والصحة، الأمر الذي سيطيح بتلك الحكومات، لذلك فلا يمكن أن يتم ذلك بالشكل والنسبة التي يريدها الرئيس الأمريكي، علاوة على أن ذلك سيجعلها أكثر تحررا من الالتزام بالتوافق مع السياسات الأمريكية أو أن تتحالف مع قوى معادية للمصالح الأمريكية ، الأمر الذي لو حدث ستتضرر منه الولايات المتحدة الأمريكية. 
بالإضافة الى ما سبق ، فإن تدمير المنظومة الشكلية للقانون الدولي وقواعد الشرعية الدولية والتي كانت الولايات المتحدة الأمريكية تستخدمها عند الحاجة واستبدالها بشريعة الغاب سيحول العالم الى غابة كبيرة تسودها الفوضى ولن يصب ذلك في مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية على المدى البعيد. 
 

 

 

مقالات مشابهة

  • السياسة الأمريكية الجديدة
  • برلماني: احتشاد الآلاف أمام معبر رفح رسالة شعبية للإدارة الامريكية
  • كان حاضراً في وصية الباقر العفيف الأخيرة … علم السودان بين التاريخ و السياسة متى أوان «التغيير» ؟
  • السيد بدر: الحوار نهج دبلوماسي تقوم عليه السياسة الخارجية العمانية
  • تفاصيل الزيارة المفاجئة لوكيل صحة أسيوط لمستشفيات الصدر والرمد بحى شرق
  • وزير الخارجية يصل القصر الجمهوري ببعبدا للقاء الرئيس اللبناني
  • تفاصيل جديدة ومثيرة للهجمات اليمنية على السفن الامريكية
  • الرئيس الفلبيني مخاطبا الصين: أوقفوا العدوان البحري وسوف أعيد الصواريخ لأمريكا
  • محمد وداعة يكتب: تقدم .. تتصدع
  • الصين.. تقنية رائدة لإعادة تدوير بطاريات الليثيوم المستهلكة