شبكة انباء العراق:
2025-03-29@18:17:08 GMT

إستلهام التجربة الكردية

تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT

بقلم : هادي جلو مرعي ..

لكل أمة حتى وإن كانت تحت قيد الإضطهاد والمنع طموح، وتطلع لغد مختلف، ولعل الأمة الكردية مثال مهم على ذلك فهي، ووفقا لمعادلة الجغرافيا والتاريخ ممنوعة من أن تكون أمة كبقية الأمم المطوقة لها، وحالها يشبه حال فتى أنجبه رجل من زوجته الثانية المغلوبة على أمرها وتركه يصارع الحياة لوحده، بينما يتمتع أبناء الزوجة الأولى بكامل الإمتيازات، وتقع عليهم مسؤوليات عليا، ويشتركون في صناعة القرارات المهمة، ويديرون الأعمال، لكن الفتى المضطهد ممنوع عليه أن يكون مسؤولا، وممنوع عليه أن يكون قويا، وممنوع عليه أن يتصرف كما ينبغي، بل يهمل، ويتلقى الفتات، وإذا إحتج أتته ضربة على الرأس، وعبارة تثقب أذنيه ( أسكت ياولد).


لاأطمح لأن أصنع جبلا في الصحراء برغم تمنياتي الكثيرة، والمتكررة في أن أرى جبلا في بغداد نصنعه من ملايين من الصخور نستوردها على غرار الفكرة التي قدمها سندباد في واحدة من مغامراته حين زار بغداد، ووجد أن نهرها قد جف ماؤه، والعطش أخذ من الناس رغبتهم في البقاء فيها، وصاروا يغادرونها الى أمكنة أخرى، فتوجه رفقة ياسمينة الحزينة الى القطب الجنوبي، وبمساعدة بعض الحيتان طيبة القلب تمكن من دفع كتلة ثلجية عملاقة، وأوصلها الى بغداد لينهي أزمة المياه فيها مع إن أزمات العواصم العربية ليست متصلة بالمياه والثلوج والموارد، بل في الرجال القادة الذين يحولون المشاكل الى فرص، ويعملون بصدق وقدرات حقيقية ليستثمروا ويغيروا دون أن ينشغلوا بطرح الشعارات غير الواقعية، ويبتكرون مشكلات جديدة ليشغلوا بها الرأي العام الذي ينشغل عادة بهمومه الكثيرة التي تأبي أن تغادره.
الكورد الذين نعرفهم هم شركائنا في بناء دولة مابعد 2003 وقد كتبوا معنا دستور العراق، ومنحوا رئاسة الجمهورية، ونيابة رئاسة الوزراء، ونيابة رئاسة البرلمان، ووزارات عدة، مع مناصب وفيرة في مؤسسات الدولة، ولم يأخذوا تلك المناصب غصبا، بل كان ذلك بإتفاق دستوري مع المركز، وهذا يحيلنا الى ضرورة أن نكون موضوعيين وواقعيين في التعاطي مع المشاكل التي تتفتق من حين لآخر، فينبري كتابنا وصحفيونا لمهاجمة الكورد، وإتهامهم بشتى التهم، والغريب إنك حين تزور أربيل تجد إن نصف الشعب العراقي هناك، وتجد معظم المثقفين والصحفيين، ووسائل الإعلام، ورجال الأعمال، ووزراء ونواب، يتجولون في شوارع عاصمة الإقليم وهم منبهرون، ويلتقطون الصور، ويبعثون بها الى أصدقائهم، وهنا يجدر الحديث عن ضرورة ترتيب العلاقة بين بغداد واربيل حيث تتقاطع الرؤى في بعض الملفات التي تحتاج الى إبتكار أساليب أكثر نجاعة لتخفيف التوتر، وحل الإشكالات، وليس إستثمارها لدوافع شخصية وفئوية لاتنفع عامة الشعب، بل تحوله الى حال من القلق والإنزعاج.
من المؤكد إن الكورد يفكرون بطريقة مختلفة جعلت أربيل مختلفة عن بغداد، والسليمانية مختلفة عن البصرة، ودهوك مختلفة عن الموصل، ويبدو إن هناك فرصة مختلفة لمغادرة التصور النمطي عن العلاقة بين بغداد والإقليم طالما إننا نجد نموذجا للحداثة في البناء والإستثمار في كردستان يثير إعجابنا، ويدفعنا لصرف مدخراتنا في رحلة الى مصايف الإقليم، ومولاته مع إن عدد المولات في بغداد كبير، ومزعج، ويثير شكاوي إن تلك المولات في كل مكان، بل وتجد شارعا واحدا قد يحتوي أربعة مولات لايرتادها أحد لأنها بنيت عبثا بلاتخطيط، ولانظام محكم.
يمكن أن نستلهم التجربة الكردية في بناء مدن الوسط والجنوب والغرب، ويمكن حل المشاكل بالحوار لأنه الطريق للوصول الى نتائج مقبولة من الجميع.

هادي جلومرعي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

تأخير تصنيع طائرة رئاسة جديد قد يدفع ترامب لشراء طائرة قطرية فاخرة

في عام 20218، وافق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على شراء طائرة رئاسية جديدة، ولكن بعد سنوات من التأخير، لم تكن الطائرة جاهزة، ما دفعه إلى البحث عن بديل. 

ويعود اسم طائرة الرئاسة "إير فورس وان" إلى إدارة أيزنهاور، والإصدار الحالي هو طائرة 747 (في الواقع اثنتان منها، حتى يتمكن الرئيس من ركوبها حتى عندما تكون أحدهما في الصيانة) والتي دخلت الخدمة خلال رئاسة جورج بوش الأب. 

وجاء في تقرير لوكالة "بلومبيرغ" أنه بالنسبة لدونالد ترامب، هذا قديم جدًا، وخلال فترة ولايته الأولى كرئيس، وجّه ترامب البنتاغون لإنفاق 3.9 مليار دولار لشراء طائرتين من طراز بوينغ 747-8 لتكونا الجيل القادم من رمز القوة الأمريكية أينما حطّت.

وأكد التقرير أنه "من غير الواضح ما إذا كان سيتمكن من ركوب أيٍّ من الطائرتين قبل انتهاء ولايته الثانية في عام 2029، فقد واجهت بوينغ صعوبة في تحويل الطائرة إلى قلاع طائرة متطورة لنقل القائد العام".

وأضاف أن "التأخيرات دفعت ترامب إلى البحث عن طائرة جديدة في مكان آخر، وقد وقع نظره على طائرة 747 مملوكة لقطر، تتميز بفخامة مطلية بالذهب ومغطاة بالجلد، وهو ما يعشقه مطور العقارات السابق".


في 15 شباط/ فبراير الماضي، هبطت الطائرة في ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا - على بُعد 10 دقائق بالسيارة من معقل ترامب في مار-إيه-لاغو، بعد رحلة ليلية من قطر، وبعد ساعات قليلة، صعد ترامب الدرج لإلقاء نظرة عن كثب على الطائرة قليلة الاستخدام، ذات الكبائن الفخمة التي تليق بيخت فاخر.

استغرقت الجولة 72 دقيقة، وفقًا لجدول أعمال البيت الأبيض، قبل أن ينزل الرئيس من الطائرة للعب الغولف، وأظهرت الزيارة استعداده لكسر البروتوكول والنظر في طائرة مؤقتة - ذات تاريخ أجنبي أيضًا، وقال ترامب للصحفيين على متن طائرة الرئاسة الحالية بعد أيام قليلة من الجولة: "لست راضيًا عن بوينغ. قد نفعل شيئًا آخر. قد نذهب ونشتري طائرة".

على مدار العقد الماضي، كانت الطائرة القطرية الجامبو تحت الطلب لدى حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، أحد أغنى شخصيات العائلة المالكة، وصنع الملياردير البالغ من العمر 66 عامًا اسمه كصانع صفقات غزير الإنتاج أثناء توليه منصب رئيس الوزراء ورئيس صندوق الثروة السيادية من عام 2007 إلى عام 2013. 

وتظهر الأحرف الأولى من اسم آل ثاني - HBJ - في رقم تسجيل الطائرة (P4-HBJ)، ولكن طابعه يمكن رؤيته بسهولة أكبر في التصميم الداخلي الفاخر للطائرة، وأثاثها الأبيض الكريمي والبني الفاتح والسجاد والأعمال الفنية هي من بنات أفكار Cabinet Alberto Pinto، وهي شركة تصميم داخلي في باريس تشتهر بعملائها الذين يميلون إلى الطابع الملكي والأوليغاركي. 


وتوجد في الطائرة سجادات تاي بينغ مصممة خصيصًا، وتركيبات من خشب الجميز والواكابو، وأعمال فنية من تصميم ألكسندر كالدر. 

ويحتوي الطابق العلوي الفسيح على غرفة نوم رئيسية وحمام وغرفة نوم للضيوف وصالة خاصة، وفي الطابق السفلي توجد صالات ومكاتب ومناطق لطاقم الطائرة، مع مقاعد تتسع لـ 89 شخصًا.

وتُعد الطائرة القطرية واحدة من مجموعة صغيرة جدًا من طائرات بوينغ التي قد تُستخدم كبديل للطائرة الرئاسية المتأخرة في الإنتاج، وفقًا لبريان فولي، الاستشاري المتخصص في طيران رجال الأعمال، لا توجد سوى 18 طائرة بوينغ 747 ذات الظهر المحدب في الخدمة الخاصة حول العالم، معظمها في الشرق الأوسط. 

وعلى الرغم من أن طرازًا واحدًا فقط من طراز 747 القديم مُدرج للبيع علنًا، إلا أن فولي يقول إنه من الممكن تسويق طائرات أخرى بهدوء.

والطراز القطري - 747-8، النسخة النهائية التي أنتجتها بوينغ قبل توقف إنتاجها في عام 2023 - هو أحد هذه الطائرات، وفقًا لأشخاص طلبوا عدم الكشف عن هويتهم نظرًا لسرية الإجراءات. 

وقد تكون الطائرة متاحة بسعر منخفض جدًا يُفضله الرئيس، ويقول فولي: "لا يوجد الكثير من التقارب مع طائرات 747 المستعملة.. إنها ليست باهظة الثمن كما قد تظن". 


وصُنعت الطائرة في عام 2012 وسُلمت إلى الخطوط الجوية القطرية، التي تُدير طائرات العائلة الحاكمة في البلاد، على الرغم من أنها كانت تُشغلها مؤخرًا شركة مختلفة، وفقًا لشركة Cirium Ascend Consultancy. 

والسعر المطلوب لهذه الطائرة غير معروف حاليا، ولكن من المرجح أن تُباع الطائرة بسعر يتراوح بين 75 مليون دولار و100 مليون دولار، كما تقول شركة سيريوم، بينما يمكن أن يضيف التصميم الداخلي، الذي اكتمل قبل عقد من الزمان، 25 مليون دولار إضافية. 

وسيساوي السعر الأساسي تقريبًا سعر طائرة غلف ستريم الأصغر حجمًا والمتطورة، ولكن ذلك لأن محركات الطائرة الجامبو الأربعة تستهلك ما قيمته حوالي 12000 دولار من الكيروسين لكل ساعة طيران - أي ما يقرب من ثمانية أضعاف ما تستهلكه طائرة غلف ستريم.

وتفتقر الطائرة القطرية إلى أنظمة الاتصالات والأسلحة السرية التي أخرت طائرات الرئاسة الأمريكية التالية. بينما يعمل مسؤولو بوينغ والقوات الجوية الأمريكية على حل التحديات الفنية لتلك الطائرات، قد يقوم صانع الطائرات أو مقاول آخر بترقية أخف لدفاعات الطائرة القطرية وتركيب أجهزة مضادة للتشويش، حتى مع هذه التعديلات، لن تكون الطائرة مزخرفة مثل الطائرة الأصلية، مما يعني أنها قد تُستخدم للرحلات الداخلية فقط، بينما تتعامل الطرازات الحالية مع السفر إلى الخارج.

بحلول منتصف تموز/ يونيو المقبل، من المتوقع أن تحدد بوينغ والقوات الجوية موقف الطائرات الجديدة، ومن المرجح حدوث المزيد من التأخيرات. 

وقالت بوينغ إن إيلون ماسك وما يسمى بوزارة الكفاءة الحكومية التابعة له قد اطلعا على الوضع لإيجاد طرق لتسريع عملية التجديد. ورفضت الشركة التعليق أكثر. ولم يستجب البيت الأبيض ووزارة الدفاع لطلبات التعليق، بحسب ما ذكرت الوكالة.

مقالات مشابهة

  • عابدين البلوشي: رمضان مليء بالتحديات .. وهذا ما تعلمته من التجربة
  • غوارديولا: الخسارة أمام بورنموث كانت بداية المشاكل
  • فيديو متداول.. لحظة غرق الغواصة "سندباد" في مصر
  • يعمل بالسحر والشعوذة.. شرطة الرصافة تطيح بمتهم في جريمة اغتصاب
  • الذكاء الاصطناعي يتفوق في رصد تشوهات الجنين
  • 7 نجوم رفضوا عرض حلقاتهم.. حسن عسيري يكشف كواليس "بروود كاست"
  • تأخير تصنيع طائرة رئاسة جديد قد يدفع ترامب لشراء طائرة قطرية فاخرة
  • فاجعة سندباد في مصر تخلف 15 قتيلاً وجريحاً من جنسيات مختلفة
  • كبد خنزير معدّل وراثياً يثور على القواعد ويعمل داخل جسم إنسان
  • الكورد والثورة السورية تحذير من تكرار الخطيئة الإيرانية