شبكة انباء العراق:
2024-09-16@05:49:17 GMT

صفحة(42)من مذكراتي

تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT

بقلم : محسن عصفور الشمري ..

في احد ايام شهر حزيران2015(درجة الحرارة45)وهذه السنة كانت احدى السنوات العصيبة في تاريخ العراق في مواجهة ارهاب داعش الذي كان يضرب في كل مكان من اراضي العراق،بين الأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة واحتلال عدة محافظات وجرائمهم التي تحتاج الى مجلدات لتدوينها.

كان لدينا اجتماع في المنطقة الخضراء؛تحركنا من وزارة الموارد المائية في شارع فلسطين حوالي الساعة 11صباحا واختار فريق الحماية مرور السيارات(6)السوداء الأمريكية الصنع في شارع سلمان فايق عبر ساحة الواثق.

كان الازدحام شديد واثناء سير السيارات البطئ مررنا بشخص عمره حوالي 70 يلبس بدلة جديدة لونها عسلي غامق وربطة عنق.

اخذ هذا الرجل بالبساق على سيارات الوزارة الواحد تلو الأخرى وينطق بكلمات وبانفعال شديد ويوجه بطن كفيه على السيارات(يغم)،حاول احد افراد حماية الوزارة بالترجل لمنعه او ردعه.

أخبرت مسؤول الحماية بتركه حتى يفرغ ماعنده من احتقانات لاننا كأشخاص لسنى المعنيين وانما موقفه هذا ناتج عن تراكمات سوء ادارة والفساد المستمر منذ عقود في العراق.

عدنا إلى الوزارة واجتمعت بالمجموعة المسؤولة عن حماية الوزير وبدات كلامي معهم باطفاء الإنارة وطلبت منهم اعادة تشغيلها فأعادوها؛قلت لهم مسالة الحياة والموت ليست مثل إطفاء الكهرباء واعادة تشغيلها فاذا ما توفى الله الإنسان فلن يعود للحياة وان اجتمع الملكوت كله،وخذوا عبرة من هذا المثل ولا تفعلوا افعال الحكومات التي نسى الموت اغلب مكوناتها ولذلك وجدنا هذا الرجل الناقم في طريقنا وترجم مابداخله بطريقة مؤلمة وللأسف مازالت ردود افعال ذلك الرجل ومثله الملايين تتكرر إلى يومنا هذا حتى ان ياتي اليوم الذي يتولى من يؤمن بأن الموت نهاية حياته ويقف بعدها ليحاسب على كل صغيرة وكبيرة.

محسن الشمري

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

لا أحتاج رجلا

هاتفتني فتاة أعرفها تعرَّضت لحادث سير بالقرب من بيتي باكية، ولأن ليس لها أحد في مدينة مسقط العامرة على ما يبدو. عندما وصلت وجدتها في حالة من الهلع، رغم كونه حادثا بسيطا للغاية، وبجانبها رجل عرفت أنه صديق لأخيها الذي كان خارج محافظة مسقط وقت وقوع الحادث، فطمأنها بأنه سيُرسل مَن يساعدها. تذكَّرتُ المرات العديدة التي تعرَّضت فيها لمشاكل من ضمنها حوادث السير، فكان أول إجراء أقوم به هو الاتصال بزوجي الذي قد يكون خارج سلطنة عمان وتبعدني عنه آلاف الأميال، لكن مجرد سماع صوته الذي يطمئنني فيه كان كفيلا ببعث الطمأنينة إلى نفسي وشعوري بالأمان، وأكون حينها على ثقة تامّة بأنه سيجد حلا لمشكلتي التي كثيرا من الأحيان تكون كبيرة فقط في عقلي.

أذكر قبل فترة أنه دار حوار بين مجموعة نساء، فقالت إحداهن موجِّهة الكلام لي: محظوظة أنتِ لأنكِ تعملين، بالتالي لستِ بحاجة لرجل، استحضرتُ ذلك الحديث في ذلك اليوم وأنا أرى الفتاة تستنجد بأخيها الذي يبعد عنها مئات الكيلومترات، رغم كونها موظفة، ولديها المال، على حد تعبير تلك المرأة.

ذلك لأن الرجل في حياة المرأة مهما بلغ ثراؤها المادي هو العمود الذي ترتكز عليه حياتها، هو مصدر الأمان والسند، اعترفنا بذلك كنساء معاصرات أم لا، سواء كان هذا الرجل والدًا أو أخًا أو زوجًا، أو حتى زميل عمل، إذ إنني لن أنسى حتى وأنا على رأس الهرم الوظيفي الفريق الرائع من الرجال الذين ساندوني، وأعانوني للوصول ولتأدية دوري بذلك الشكل.

تماما كما أن الرجل لا يستطيع أن يعيش من دون تلك المرأة التي -إن أحسن الاختيار- يستطيع أن يلجأ إليها بعد يوم طويل من العمل الضاغط، والمجاملات الاجتماعية التي تُنهِك روحه، فيجد عندها الدفء والراحة اللذين يُنسيانه كل ذلك التعب، لهذا جعلنا رب العزة «سكنا» لهم، ولهذا عندما استوحش آدم في الجنة خلق له المولى «مؤنسة» من جنس النساء.

المشكلة أن اختيار شريك الحياة في عصرنا أصبح في بعض الأحيان بناءً على ما تعكسه شبكات التواصل الاجتماعي؛ فغابت حكمة الكبار في الاختيار وخبرتهم، فباتت المادة والمظهر معياري اختيار الشريك، وهما معياران هشان للأسف سريعا ما يسقطان بالعِشْرة، فارتفعت تبعا لذلك حالات الطلاق في مجتمعاتنا.

حمدة الشامسية كاتبة عمانية في القضايا الاجتماعية

مقالات مشابهة

  • "محسن حيدر درويش" تطلق منتجات "نيهون كوهدين" اليابانية للرعاية الصحية
  • لا أحتاج رجلا
  • مصلحة الضرائب: حريصون على فتح صفحة جديدة مع رجال الأعمال والمستثمرين
  • الضرائب: حزمة التسهيلات الضريبية تشمل كل الممولين والأنشطة
  • الحمل وعظام الحوض
  • حظر استخدام مصادر المياه في غسل السيارات والمنازل والساحات الخضراء
  • أسماء جلال تكشف حقيقة ارتباطها عاطفيا بويجز
  • اعتقال أكبر "مشعوذة" في العراق.. هذا ما وجدوه بحوزتها
  • من الفاجر؟!
  • قصة وعبرة