موقع 24:
2024-11-21@22:24:11 GMT

عقدة إضافية للأزمة الفرنسية

تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT

عقدة إضافية للأزمة الفرنسية

بعد أسابيع من التجاذبات الفرنسية العقيمة، حاول الرئيس إيمانويل ماكرون إنهاء الجمود السياسي وأعلن تسمية ميشيل بارنييه رئيساً جديداً للوزراء دون إجماع على مهمته بين أغلبية القوى السياسية داخل الجمعية الوطنية، ولدى شرائح واسعة من الرأي العام، ما ينذر بأزمة أكبر تعمّق صدمة نتائج الانتخابات التشريعية الاستثنائية التي جرت قبل نحو 60 يوماً، ويفاقم الخلاف القائم بين الإليزيه والتيارات الحزبية المختلفة.

إقدام ماكرون على تسمية بارنييه خطوة متوقعة، في ظل ضبابية سادت المشاورات الرئاسية مع الأحزاب الفائزة، ورفضه تعيين مرشح من الجبهة الشعبية اليسارية المتصدرة لمقاعد الجمعية الوطنية، التي مازال يعتبرها خطراً كبيراً يهدد محركات الدولة الفرنسية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً. وبدلاً من أن يتبع العرف الدستوري قرر الإتيان بشخصية ظاهرها يشير إلى «رجل دولة»، لكن جذورها تلتقي مع بعض طروحات اليمين المتطرف خصوصاً بشأن النظر إلى مشكلة الهجرة.
وبذلك فإن ماكرون فضل المقامرة والقيام بهذه الخطوة على أمل أن تسمح المفاوضات الدائرة في الكواليس بإعادة تقسيم منظومة التصويت في الجمعية العامة، واستمالة بعض الأطراف على حساب أخرى. فقد أعلنت زعيمة أقصى اليمين مارين لوبان أن حزبها لن يكون جزءاً من الحكومة الجديدة، لكنها تركت الباب موارباً بشأن منحها الثقة، وقالت إن ذلك سيعتمد على برنامجه الذي سيدير من خلاله الحكومة، ورؤيته للتعامل مع المخاوف بشأن الهجرة المتدفقة إلى فرنسا.
موقف اليمين المتطرف يمكن أن يكون حاسماً في منح الثقة لبارنييه مع أحزاب يمين الوسط التي ينتمي إليها ماكرون، أما القوى اليسارية الوازنة في الشارع والبرلمان ممثلة في «الجبهة الشعبية»، فقد اتسم رد فعلها بمواقف متشددة، وقال زعيمها البارز جان لوك ميلانشون إن «الانتخابات سُرقت من الشعب الفرنسي»، فيما اعتبر زعيم الحزب الاشتراكي، أوليفييه فوري، العضو في التحالف اليساري مع ميلانشون، أن تعيين بارنييه، الذي ينتمي إلى الحزب الجمهوري صاحب المرتبة الرابعة في تصنيف القوى الفائزة بالانتخابات «إنكار للديمقراطية»، وأن فرنسا بهذا التعيين «دخلت أزمة نظام».
مثل هذه المواقف ربما تعني أن المعضلة الحقيقية لما بعد الانتخابات ستبدأ الآن بعد نحو شهرين من التسويف وترحيل الخلافات، وقد تكون أخطر إذا فشل بارنييه في الحصول على العدد الكافي من أصوات الثقة في الجمعية الوطنية، أما إذا تجاوزت الحكومة الاختبار البرلماني بنجاح، فستكون هشة وستصطدم بالقوى اليسارية من اليوم الأول.
إذا تسلم بارنييه منصبه فسيكون أكبر رئيس وزراء فرنسي (73 عاماً) خلفاً لغابريال أتال (35 عاماً) أصغرهم سناً في تاريخ الجمهورية الخامسة. ولهذا الانتقال معانيه ودلالاته، فهو يأتي في سياق أزمة سياسية غير مسبوقة تشهد تنافراً كبيراً بين الأحزاب وتمرداً على التقاليد الدستورية، ودعوات عملية لإقالة ماكرون وقع عليها أكثر من 80 نائباً أغلبيتهم من «فرنسا الأبية» اليساري.
أما بارنييه، المفاوض البارع ومتسلق جبال الألب السابق، فسيجد أمامه، إذا أصبح رئيساً للوزراء، واقعاً مختلفاً قد يحرمه من تتويج مسيرته السياسية بنجاح ويخرج من باب خلفي إذا عجز عن إيجاد توافق نادر بين تناقضات فرنسية شديدة التأزم والخطورة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية فرنسا

إقرأ أيضاً:

ماكرون يهنىء فيروز بعيد ميلادها: صوت لا يزال يطيب القلوب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

هنأ الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، المطربة الكبيرة فيروز بمناسبة عيد ميلادها، وذلك عبر موقع "إنستجرام"، باللغتين العربية والفرنسية.

وكتب "ماكرون": " س عم بتشتي الدنيا ثلج، صوت فيروز لا يزال يطيب قلوب اللبنانيين والفلسطينيين الباحثين على دفئ السلام، التى تجسد كرامة هذه المنطقة، عقبال المية!".

وكانت قد احتفلت فيروز أمس الأربعاء 20 نوفمبر بعيد ميلادها الـ90، حيث ولدت فى مثل هذا اليوم.

مقالات مشابهة

  • ماكرون يهنىء فيروز بعيد ميلادها: صوت لا يزال يطيب القلوب
  • الجزائر تعتقل كاتباً يحمل الجنسية الفرنسية صرح بأن تلمسان ووهران مدن مغربية (فيديو)
  • كوريا الشمالية تزود روسيا بأسلحة إضافية وعناصر لصيانتها
  • الخارجية الأمريكية: هوكستين عقد اجتماعات إضافية في لبنان لبحث وقف إطلاق النار
  • تركيا وحماس.. هل تحل أنقرة عقدة التوازن بين الدعم وتجنب الضغط الأمريكي؟
  • نائب جنوبي: كوريا الشمالية زودت روسيا بأسلحة إضافية
  • مساعدات أمريكية إضافية إلى أوكرانيا بقيمة 275 مليون دولارا
  • أزمة بين فرنسا وأذربيجان بسبب "الاستعمار" و"جرائم ماكرون"
  • التكتل الوطني للأحزاب اليمنية يبحث “الحلول” للأزمة الاقتصادية وانعدام الخدمات
  • صيادون يمنيون يكسرون الحصار الإماراتي ويعودون إلى البحر