صحيفة التغيير السودانية:
2025-02-23@02:01:12 GMT

مشمعات المفوضية سبب الشكية!

تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT

مشمعات المفوضية سبب الشكية!

بثينة تروس

الحقيقة الماثلة ان اطلاق اسم الحرب العبثية علي الحرب الدائرة الان في السودان، تفتق به خيال القتلة قبل الضحايا، (الجميع خاسر في هذه الحرب العبثية) بحسب تصريح الجنرال البرهان، ويبلغ العبث منتهاه حين تخرج علي الملأ شكاوي وزارة الخارجية من (بورتكيزان) اذ لم تعد للسودان حكومة فتكون لها خارجية محترمة معترف بها، تخرج ببيان عبثي من نفس نسيج الحرب، يشتكون فيه صنيعتهم الدعم السريع، عبر بعثتهم (الدائمة) للسودان بجنيف، مستفسرين رئاسة مفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين ولافتين نظرها حول استخدام قوات الدعم السريع لمواد إيواء ( مشمعات) تخص المفوضية وتحمل شعارها لتغطية مدرعاتها، والذي عدته انتهاكا صريحاً للقانون الإنساني الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ومددت الخارجية شرحا في بيانها أهمية الشكوى بحجة (لفت نظرها لهذا الانتهاك الخطير للقانون الإنساني الدولي وميثاق الأمم المتحدة) انتهي

والسؤال الذي يتبادر الى الذهن هو: هل كانت هذه الشكوى من باب الحرص علي سمعة المفوضية، وحمايتها من انتهاك القانون الإنساني الدولي؟! ام أن الشكوى بسبب الذي تغطيه تلك المشمعات من مدرعات مدمرة سوف تنتهك حياة الأبرياء؟ وهل هؤلاء النفر حقاً يحترمون المجتمع الدولي، ويرضخون لقراراته وقوانينه؟ اذ لا يخفي علي أحد ان سياسة الخارجية في حكومة الاخوان المسلمين طوال حكمها لثلاث عقود، ذاك الهر الذي يحكي انتفاخاً صولة الأسد، كانت ترفع شعارات (أمريكا تحت مركوبي دا) (وامريكا وروسيا قد دنا عذابها) واوهام ان البلاد مستهدفه لان الحكومة تقيم شرع الله! اذ لم تنتفع البلاد من تلك البعثات وخارجيتها، الا انها كانت ولا تزال مصدر دخل لأرباب التمكين، وبقرة حلوب لأقزام السفراء الفاسدين المستثمرين في أموال الخارجية وحقائبها الدبلوماسية، وصعاليك الخارجية والمتحرشين بالنساء في بارات أمريكا.

ومن المعلوم ان اهمية البعثة السودانية بجنيف تكمن في صلتها المباشرة بالمنظمات الدولية الهامة كحقوق الانسان والأمم المتحدة، وكما تقوم برفع تقاريرها لمجلس حقوق الانسان حول انتهاكات حقوق الانسان الأساسية، وكذلك حقه في الصحة، والتعليم، ومواجهة الكوارث الطبيعية في السودان.. ومن بين اهم المنظمات التي تتعامل معها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، والذي يحذر في ظل هذه الحرب على سبيل المثال من ان هنالك 20 ألف شخص يواجهون خطر المجاعة في مورني بمحلية كرينك، بحسب راديو دبنقا، لذلك من سخرية الاقدار ان يتم تسخيرها لشكاوى المشمعات، بدفوعات انه لا يجوز استخدام كل ما يخص الأمم المتحدة في النزاعات المسلحة.. انهم يدعون الحرص علي مهنية الأمم المتحدة، في بلد فيها حرب ضحاياها بالآلاف، واللاجئين من نيرانها يقارب عددهم 10 مليون، والذين يواجهون خطر الموت جوعاً 25 ألف، وجميع السودانيون داخل البلاد وخارجها في الحدود يجابهون اسواء أنواع امتهان الكرامة والإنسانية على مرأي ومسمع من العالم.

أما مربط الفرس في قضية المشمعات، ان شكوى الخارجية عن طريق بعثتها ذات الاذرع العالمية الهامة، لم تشتكي غريمها الدعم السريع حول الانتهاكات والترويع والفظائع التي ترتكبها ميلشياتها حق المواطنين العزل الابرياء، من الذين تسلبهم الحياة، ولا تبقي للأحياء من المساكين حتى بليلة العدسية ليقتاتوا منها. فمن باب اولي يا قوم الخارجية إذا سألتم فأعظموا المسالة، ولكن كاد المريب ان يقول خذوني، اذ لا تقل فظائع وانتهاكات الجيش وميلشياته في السوء عن الجنجويد، يتبارون في هلاك المواطنين وتدمير المستشفيات والكباري ومصافي البترول وتدمير البنية التحتية، بعد أن فقدوا الأمل في الانتصار وفي استعادة السيطرة على هذه المنشآت.. فهم يقصفون بالطيران قصفا عشوائياً منازل المواطنين، وأسواقهم، ومساجدهم كما حدث في مدينة الضعين ومدينة سنجة وأحياء امبدة في الأسبوعين الماضيين.. بل لم تسلم حتى معسكرات اللجوء من القصف كما تم في معسكر خمسة دقائق بزالنجي..

وهؤلاء هم المواطنون الذين لا يملكون إمكانية السفر خارج مناطق النزاع خل عنك الخروج من البلاد، هؤلاء الذين يجابهون الانتهاكات الإنسانية الخطيرة والاحتياج الحقيقي للمشمعات محل الشكوي! لتقيهم من الامطار والفيضانات، وتغطية الاسقف المنهارة فوق رؤوسهم.. عجزت حكومة بورتكيزان عن توفير ابسط مقومات الحياة الادمية للناجين، والاسواء من ذلك استولت القطط السمان علي الاغاثات والاعانات والامدادات الانسانية من الأغذية والأدوية العلاجية والملابس وبيعها في الأسواق بلا ادني حياء. وهكذا يتشابهون، الخارجية وبعثتها الأممية يتبعون سياسة الفلول، ولا تسعفهم القيم الأخلاقية، ولا المؤهلات المهنية عن ان يمتنعوا عن هذه المفارقات السمجة في سبيل المصالح الذاتية الضيقة.

الوسومبثينة تروس

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

«صمود» يرحب بدعوة وقف القتال خلال رمضان ويطالب أطراف النزاع بالاستجابة

تحالف «صمود» دعا السودانيين إلى نزع الشرعية عن هذه الحرب المدمرة والعمل من أجل وقفها بصورة عاجلة.

الخرطوم: التغيير

أعلن التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود)، ترحيبه ودعمه للدعوة الأفريقية الأممية لوقف إطلاق النار بالسودان خلال شهر رمضان، وطالب أطراف النزاع بالاستجابة له، فيما أقر بأن البلاد تواجه تحديات كبيرة تتطلب تضافر الجهود لمواجهة الكارثة الإنسانية.

وأصدر قطاع العمل الإنساني بالتحالف بياناً حول تفاقم الكارثة الإنسانية في السودان، اعتبر أن التقرير الذي صدر عن الأمم المتحدة في 14 فبراير الحالي تجسيداً لحجم الكارثة الإنسانية في السودان والتي وصفها التقرير “أكثر الأزمات النزوح والجوع تدميراً في العالم”.

وأشار إلى أن التقرير أوضح أن السودان يشهد أكبر وأسرع ظاهرة نزوح نامية عالمياً وأن ما يفوق 30.4 مليون سوداني في حاجة للمساعدات الإنسانية من أجل الغذاء والصحة والخدمات الضرورية الأخرى.

ونوه البيان إلى ما حواه التقرير بشأن زيادة وتيرة العنف واستهداف وقتل المدنيين خصوصاً وسط النساء والأطفال، وعليه أطلقت الأمم المتحدة نداءً عاجلاً يتعلق بتمويل خطتها للاستجابة الإنسانية في السودان 2025م جملتها 6 مليار دولار منها 4.8 مليار دولار مطلوبة للعمليات الإنسانية داخل السودان و1.8 مليار دولار للدول المستضيفة للاجئين السودانيبن، وهو التحدي الأكبر في ظل تعليق الولايات المتحدة الأمريكية لمساعداتها الإنسانية الخارجية.

وأكد البيان، أن البلاد تواجه تحديات كبيرة تتطلب تضافر وتنسيق الجهود الوطنية والإقليمية والدولية ووقوف أصدقاء السودان بجانبه لمواجهة الكارثة الإنسانية الكبيرة التي خلفتها حرب 15 أبريل 2023م.

وقال إنه يتوجب على السودانيين نزع الشرعية عن هذه الحرب المدمرة والعمل من أجل وقفها بصورة عاجلة لأن استمرارها يعني مزيداً من الدمار وتفاقم الأزمة الإنسانية “المنسية”.

وجدد التحالف الدعوة لأطراف الحرب للتحلي بالمسؤولية والمضي في الوصول لوقف إطلاق نار فوري والاتفاق على انسياب المساعدات وضمان وصولها للمستحقين وتدابير عاجلة لحماية المدنيين.

كما أعلن الترحيب ودعم دعوة الاتحاد الأفريقي وأمين عام الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار خلال شهر رمضان المعظم، وعبر عن أمله أن تستجيب له أطراف النزاع وتحكم صوت العقل وتضع مصلحة شعب السودان أمام كل اعتبار آخر.

الوسومالأزمة الإنسانية الأمم المتحدة الاتحاد الأفريقي التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود) الحرب السودان المجاعة

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تقترح قرارًا خاصًا في الأمم المتحدة بذكرى الحرب في أوكرانيا
  • ضغط أمريكي لمنع القرار الأوكراني في الأمم المتحدة بشأن إدانة روسيا
  • روبيو: واشنطن ستقدم مشروع قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن تسوية الصراع الأوكراني
  • مشروع قرار أمريكي أمام الجمعية العام للأمم المتحدة لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية
  • مشروع قرار أمريكي في الأمم المتحدة يدعو لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • الاقتصاد السوري يحتاج إلى نصف قرن لاستعادة عافيته بعد الحرب التي دمرته
  • الأمم المتحدة:اقتصاد سوريا يحتاج 50 عاما ليتعافى
  • المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفن دوجاريك: الحكومة الموازية إن أعلنت في السودان ستضاعف احتمالات تجزئة البلاد
  • «صمود» يرحب بدعوة وقف القتال خلال رمضان ويطالب أطراف النزاع بالاستجابة
  • الخطر الصهيوامريكي على الامن والسلم الدولي.