مشمعات المفوضية سبب الشكية!
تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT
بثينة تروس
الحقيقة الماثلة ان اطلاق اسم الحرب العبثية علي الحرب الدائرة الان في السودان، تفتق به خيال القتلة قبل الضحايا، (الجميع خاسر في هذه الحرب العبثية) بحسب تصريح الجنرال البرهان، ويبلغ العبث منتهاه حين تخرج علي الملأ شكاوي وزارة الخارجية من (بورتكيزان) اذ لم تعد للسودان حكومة فتكون لها خارجية محترمة معترف بها، تخرج ببيان عبثي من نفس نسيج الحرب، يشتكون فيه صنيعتهم الدعم السريع، عبر بعثتهم (الدائمة) للسودان بجنيف، مستفسرين رئاسة مفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين ولافتين نظرها حول استخدام قوات الدعم السريع لمواد إيواء ( مشمعات) تخص المفوضية وتحمل شعارها لتغطية مدرعاتها، والذي عدته انتهاكا صريحاً للقانون الإنساني الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ومددت الخارجية شرحا في بيانها أهمية الشكوى بحجة (لفت نظرها لهذا الانتهاك الخطير للقانون الإنساني الدولي وميثاق الأمم المتحدة) انتهي
والسؤال الذي يتبادر الى الذهن هو: هل كانت هذه الشكوى من باب الحرص علي سمعة المفوضية، وحمايتها من انتهاك القانون الإنساني الدولي؟! ام أن الشكوى بسبب الذي تغطيه تلك المشمعات من مدرعات مدمرة سوف تنتهك حياة الأبرياء؟ وهل هؤلاء النفر حقاً يحترمون المجتمع الدولي، ويرضخون لقراراته وقوانينه؟ اذ لا يخفي علي أحد ان سياسة الخارجية في حكومة الاخوان المسلمين طوال حكمها لثلاث عقود، ذاك الهر الذي يحكي انتفاخاً صولة الأسد، كانت ترفع شعارات (أمريكا تحت مركوبي دا) (وامريكا وروسيا قد دنا عذابها) واوهام ان البلاد مستهدفه لان الحكومة تقيم شرع الله! اذ لم تنتفع البلاد من تلك البعثات وخارجيتها، الا انها كانت ولا تزال مصدر دخل لأرباب التمكين، وبقرة حلوب لأقزام السفراء الفاسدين المستثمرين في أموال الخارجية وحقائبها الدبلوماسية، وصعاليك الخارجية والمتحرشين بالنساء في بارات أمريكا.
ومن المعلوم ان اهمية البعثة السودانية بجنيف تكمن في صلتها المباشرة بالمنظمات الدولية الهامة كحقوق الانسان والأمم المتحدة، وكما تقوم برفع تقاريرها لمجلس حقوق الانسان حول انتهاكات حقوق الانسان الأساسية، وكذلك حقه في الصحة، والتعليم، ومواجهة الكوارث الطبيعية في السودان.. ومن بين اهم المنظمات التي تتعامل معها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، والذي يحذر في ظل هذه الحرب على سبيل المثال من ان هنالك 20 ألف شخص يواجهون خطر المجاعة في مورني بمحلية كرينك، بحسب راديو دبنقا، لذلك من سخرية الاقدار ان يتم تسخيرها لشكاوى المشمعات، بدفوعات انه لا يجوز استخدام كل ما يخص الأمم المتحدة في النزاعات المسلحة.. انهم يدعون الحرص علي مهنية الأمم المتحدة، في بلد فيها حرب ضحاياها بالآلاف، واللاجئين من نيرانها يقارب عددهم 10 مليون، والذين يواجهون خطر الموت جوعاً 25 ألف، وجميع السودانيون داخل البلاد وخارجها في الحدود يجابهون اسواء أنواع امتهان الكرامة والإنسانية على مرأي ومسمع من العالم.
أما مربط الفرس في قضية المشمعات، ان شكوى الخارجية عن طريق بعثتها ذات الاذرع العالمية الهامة، لم تشتكي غريمها الدعم السريع حول الانتهاكات والترويع والفظائع التي ترتكبها ميلشياتها حق المواطنين العزل الابرياء، من الذين تسلبهم الحياة، ولا تبقي للأحياء من المساكين حتى بليلة العدسية ليقتاتوا منها. فمن باب اولي يا قوم الخارجية إذا سألتم فأعظموا المسالة، ولكن كاد المريب ان يقول خذوني، اذ لا تقل فظائع وانتهاكات الجيش وميلشياته في السوء عن الجنجويد، يتبارون في هلاك المواطنين وتدمير المستشفيات والكباري ومصافي البترول وتدمير البنية التحتية، بعد أن فقدوا الأمل في الانتصار وفي استعادة السيطرة على هذه المنشآت.. فهم يقصفون بالطيران قصفا عشوائياً منازل المواطنين، وأسواقهم، ومساجدهم كما حدث في مدينة الضعين ومدينة سنجة وأحياء امبدة في الأسبوعين الماضيين.. بل لم تسلم حتى معسكرات اللجوء من القصف كما تم في معسكر خمسة دقائق بزالنجي..
وهؤلاء هم المواطنون الذين لا يملكون إمكانية السفر خارج مناطق النزاع خل عنك الخروج من البلاد، هؤلاء الذين يجابهون الانتهاكات الإنسانية الخطيرة والاحتياج الحقيقي للمشمعات محل الشكوي! لتقيهم من الامطار والفيضانات، وتغطية الاسقف المنهارة فوق رؤوسهم.. عجزت حكومة بورتكيزان عن توفير ابسط مقومات الحياة الادمية للناجين، والاسواء من ذلك استولت القطط السمان علي الاغاثات والاعانات والامدادات الانسانية من الأغذية والأدوية العلاجية والملابس وبيعها في الأسواق بلا ادني حياء. وهكذا يتشابهون، الخارجية وبعثتها الأممية يتبعون سياسة الفلول، ولا تسعفهم القيم الأخلاقية، ولا المؤهلات المهنية عن ان يمتنعوا عن هذه المفارقات السمجة في سبيل المصالح الذاتية الضيقة.
الوسومبثينة تروسالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تُشدد على ضرورة إنهاء الحرب في أوكرانيا بعد مرور ألف يوم على انلاعها
شددت وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام، روز ماري ديكارلو، على ضرورة إنهاء الحرب في أوكرانيا بعد مرور ألف يوم على انلاعها، جاء ذلك خلال كلمتها أمام مجلس الأمن.
مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف يقدم أوراق اعتماده الشباب والرياضة تعقد اجتماعاً مشتركاً مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قالت المسؤولة الأممية: "مر 1000 يوم من تفشي الموت والدمار واليأس المستمر بلا هوادة لملايين الأوكرانيين. المعارك المميتة تجتاح أكثر فأكثر شرقي وجنوبي أوكرانيا. وتحولت مدن وقرى وبلدات بأكملها إلى ركام، ومنذ فبراير 2022، قُتل 12,164 مدنيًا على الأقل منهم أكثر من 600 طفل وأصيب 26,871 شخصًا آخر بجراح".
وقالت ديكارلو، وهي تقرأ كلمة الأمين العام نيابة عنه، إن الأشهر القليلة الأخيرة شهدت زيادة كبيرة في عدد الضحايا المدنيين، وإن الشهر الحالي والماضي شهدا بعض أشد وأوسع الهجمات بالقذائف والمسيرات خلال الحرب.
وأضافت أن روسيا شنت، خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، أحد أكبر هجماتها التي شملت 120 قذيفة و90 مسيرة واستهداف البنية الأساسية للطاقة في جميع المناطق الأوكرانية مما أدى إلى وقوع ضحايا وأضرار جسيمة.
وقال الأمين العام أنطونيو جوتيريش، في كلمته الموجهة إلى مجلس الأمن: "سأكون واضحا.. على جميع الأطراف ضمان سلامة وحماية المدنيين بغض النظر عن مواقعهم. بأنحاء أوكرانيا، المناطق السكنية تتعرض للهجوم بشكل متزايد. سكان كييف يُجبرون مرة أخرى على الاحتماء من القصف الليلي بالقذائف والطائرات المسيرة".
وأضاف أن أوكرانيا أصبحت الآن أحد أكثر الأماكن الملغمة في العالم، وأن ما يقرب من ربع أراضيها أصبحت ملوثة بالألغام بما يوازي أربعة أضعاف مساحة سويسرا.
وتطرق الأمين العام إلى التدهور البيئي الناجم عن الحرب، والصدمات التي يعاني منها ملايين الأشخاص المعتمدين على المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة، والنازحين داخليا البالغ عددهم ما يقرب من 4 ملايين وفرار 6.8 مليون شخص من أوكرانيا. كما يُحرم جيل كامل من الأطفال من التعليم الملائم إذ دفعت الهجمات المدارس لتكون على الإنترنت أو تحت الأرض في المخابئ، فيما تُنتهك حقوق الإنسان بشكل منهجي.
وقال الأمين العام، في الكلمة التي قرأتها وكيلته للشؤون السياسية وبناء السلام، إن البحر الأسود يظل منطقة مشتعلة وإن تجدد الهجمات الروسية على السفن المدنية والبنية التحتية للموانئ وخاصة في أوديسا يفاقم مرة أخرى انعدام الأمن الغذائي العالمي. وأكد عزمه على مواصلة انخراطه مع جميع المعنيين لدعم حرية وسلامة الملاحة في البحر الأسود.
وحذر جوتيريش من أن التدمير المستهدف للبنية الأساسية للطاقة في أوكرانيا، قد يجعل الشتاء المقبل الأكثر قسوة منذ بداية الحرب. وأكد أن الأمم المتحدة تواصل الحشد لدعم جهود إعادة البناء والتعافي الأوكرانية.
وذكر الأمين العام أن التركيز الفوري في الوقت الراهن ينصب على خطة الاستجابة للشتاء، وقال إن عدم توفير الموارد الضرورية سيحرم أكثر المستضعفين من الحماية. وشدد على ضرورة ضمان الوصول الإنساني بدون عوائق لمليون وخمسمئة ألف شخص في المناطق الأوكرانية التي تحتلها روسيا وهي مناطق لا تستطيع الأمم المتحدة الوصول إليها.
وحذر "جوتيريش" من مخاطر وقوع حوادث نووية، بعد ورود تقارير عن استمرار الأنشطة العسكرية قرب أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا وغيرها من المواقع الحساسة في منطقة الصراع. وحذر من العواقب الكارثية لمثل هذه الحوادث المحتملة، وشدد على ضرورة أن تعمل جميع الأطراف بشكل مسؤول لضمان السلامة والأمن النوويين.
وشدد الأمين العام على ضرورة إنهاء الحرب في أوكرانيا وقال إن تغيير المسار الحالي الخطير سيتطلب جهودا دبلوماسية متضافرة وإرادة سياسية.
وقال: "حان الوقت لتحقيق سلام عادل يتماشى مع مـيثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وقرارات الجمعية العامة"، مؤكدًا استعداد الأمم المتحدة لاستخدام مساعيها الحميدة وإتاحة كل الأدوات والخبرات لدعم الجهود المجدية نحو تحقيق سلام عادل ودائم وشامل.