تراجع إنفاق السعودية على كرة القدم.. أبرز الأسباب
تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT
اقتحمت المملكة العربية السعودية عالم كرة القدم بخطى كبيرة، حيث أنفقت ما يقرب من مليار دولار لاستقطاب أبرز النجوم في محاولة لتحويل دوريها الناشئ إلى مقصد للاعبين والمدربين الكبار، لكن هذا التدفق المالي الهائل لم يستمر، وفقًا لصحيفة "وول ستريت جورنال".
وانخفض إنفاق الدوري السعودي للمحترفين على اللاعبين الجدد هذا الصيف إلى ما يزيد قليلاً عن 530 مليون دولار، وفقًا لموقع بيانات كرة القدم "ترانسفير ماركت".
وضمت المملكة عددًا أقل من النجوم البارزين، بما في ذلك لاعبو الدوري الإنكليزي الممتاز مثل إيفان توني وجواو كانسيلو وموسى ديابي.
ورغم أن هذا الرقم لا يزال كبيرًا، إذ كان الدوري السعودي سادس أكثر الدوريات إنفاقًا في العالم هذا الصيف، إلا أنه قد يكون مجرد موجة عابرة.
علامة استقرار؟قال متحدث باسم الدوري السعودي للصحيفة إن انخفاض التعاقدات الجديدة يُعَد "علامة على الاستقرار"، حيث يتمتع الدوري بالفعل بتشكيلة قوية من المواهب الأجنبية. وأضاف: "ليس من الممكن التوقيع مع أفضل لاعب في العالم كل عام"، مشيرًا إلى أن السعودية تعمل على تحسين حضور الجماهير في جميع أنحاء الدوري.
ويعكس الانخفاض في ميزانية نجوم كرة القدم تقلبات أوسع في الإنفاق داخل السعودية. ففي ظل ارتفاع تكاليف الإنفاق وتراجع أسعار النفط، أضحت البلاد تفتقر إلى الأموال الكافية لتمويل جميع المشاريع الضخمة والمبادرات الطموحة التي يدفع بها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
على مدى السنوات الماضية، أطلق بن سلمان خططًا بمليارات الدولارات لإعادة تشكيل الاقتصاد السعودي ورفع مكانة البلاد عالميًا. تشمل تلك الخطط مشاريع تهدف لجعل المملكة مركزًا لصناعة السيارات الكهربائية، وقائدًا في الذكاء الاصطناعي، ومطوّرًا لمشاريع عملاقة عالمية المستوى. كما سعت المملكة للعب دور كبير في عالم الرياضة، باستثمارها في دوري الغولف الجديد "LIV Golf" وأصبحت راعيًا رئيسيًا للتنس والكريكيت.
لكن في أواخر العام الماضي، بدأ المسؤولون السعوديون بالاعتراف علنًا بأن البلاد تفتقر إلى الأموال اللازمة لإكمال جميع المشاريع التي بدأت بها.
ورأى داعمو الاستثمار في الرياضة أن دوريًا محليًا قويًا سيساهم في بناء قطاع ترفيهي محلي كان شبه معدوم قبل صعود الأمير محمد بن سلمان إلى السلطة.
في عام 2022، توسعت خزينة الأموال عندما نجح فريق النصر السعودي في استقطاب كريستيانو رونالدو، أحد أشهر الرياضيين في العالم، من نادي مانشستر يونايتد. وفي العام الماضي أيضًا، استحوذ صندوق الثروة السيادي للمملكة على 75 في المائة من حصص أربعة فرق ضمن الدوري السعودي للمحترفين، وتعهد بتمويل كبير لجلب أفضل اللاعبين.
ثم أغدقت الفرق المال على النجوم، مستقدمة لاعبين مثل نيمار البرازيلي، والفائز بكأس العالم الفرنسي نغولو كانتي، بينما أصبح الصندوق السيادي أكبر منفق فردي في كرة القدم بين ملاك الفرق.
وهزت هذه المدفوعات عالم كرة القدم بشكل عام، حيث رفعت توقعات اللاعبين البارزين فيما يتعلق بالرواتب، فيما ملأت عمليات الشراء السعودية حسابات الأندية الأوروبية بالأموال، وفقًا لما قاله كيران ماغواير، محاضر مختص في كرة القدم بجامعة ليفربول "لقد حصلوا فعليًا على أموال مجانية".
متابعة لا ترقى لمستوى الاستثمارقفزت مكانة الدوري السعودي بسرعة، بمساعدة نجاحه في جذب اللاعبين، ليس فقط النجوم "المسنين" وفق تعبير الصحيفة الأميركية، ولكن أيضًا اللاعبين في منتصف مسيرتهم المهنية مثل نيمار (32 عامًا) وروبن نيفيز (27 عامًا).
وانضمت شبكات تلفزيونية تعمل في أكثر من 130 دولة ومنطقة لبث المباريات، وبدأت الرعايات بالتدفق.
لكن، ورغم تدفق تلك المواهب، لم يتابع الجمهور هذه المستجدات بنفس الوتيرة، فقد انخفض متوسط الحضور الجماهيري لكل مباراة بنسبة 16في المائة ليصل إلى أقل من 8200 مشجع، بينما زاد الحضور الإجمالي في الدوري بنسبة 13في المائة ليصل إلى 2.5 مليون مشجع، وفقًا لموقع Transfermarkt.
وألقى الدوري السعودي باللوم على عمليات تجديد الملاعب والأحداث التي دفعت إلى نقل المباريات إلى ملاعب أصغر.
كما غادر عدة لاعبين، مثل قائد ليفربول السابق جوردان هندرسون، بعد أشهر قليلة من التوقيع. يذكر أن بعض اللاعبين والمدربين يعيشون في البحرين المجاورة بدلًا من السعودية، حيث يُسمح بالكحول وبعض الأنشطة الأخرى المحظورة في المملكة.
يرى داعمو المشروع الرياضي للمملكة أن هذا الدفع سيستغرق سنوات حتى يؤتي ثماره، ويشيرون إلى دلائل على النجاح. فقد جذب الدوري بالفعل رعاة جدد من القطاع الخاص، كما تجتذب الأندية الكبرى في بعض الأحيان أكثر من 50 ألف مشجع في المباريات.
بالإضافة إلى ذلك، يتجمع الآلاف من المشجعين في حفلات مشاهدة المباريات في المقاهي ودور الترفيه الأخرى.
الصحيفة ترى أن طريق الرياض لتحقيق هدفها "قد يكون طويلًا"، مشيرة إلى أن بناء كرة القدم الاحترافية في الولايات المتحدة استغرق عقودًا من الجهد، بينما كافحت الصين لبناء فريق محلي قوي. ويطمح الدوري السعودي على المدى الطويل لتطوير المواهب المحلية، خاصة أن القوانين تمنع وجود أكثر من 10 لاعبين أجانب في كل فريق.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الدوری السعودی کرة القدم
إقرأ أيضاً:
برؤية السعودية 2030.. ميلانو تستضيف منتدى الأعمال الإيطالي السعودي حول الصادرات
ناقش المنتدى التجاري السعودي الإيطالي الذي نظمته اليوم في ميلانو جمعية الشركات الإيطالية "أسولومباردا" ومجلس الأعمال السعودي الإيطالي واتحاد غرف التجارة السعودية فرص نمو التجارة الاستثمار الجديدة والالتزام المشترك برؤية السعودية 2030
افتتحت وكيلة وزارة الخارجية ماريا تريبودي، منتدى التجارة السعودي الإيطالي نيابة عن وزير الخارجية أنطونيو تاياني، نائب رئيسة الوزراء الإيطالية.
علاقات ممتازة ومتنامية بين السعودية وإيطالياوأكدت تريبودي أن "العلاقات بين إيطاليا والمملكة العربية السعودية ممتازة ومتنامية باستمرار، مع إمكانات كبيرة لمزيد من التعزيز من حيث الاستثمارات والتجارة"، مذكّرة بأنه بفضل الزيارة الأخيرة التي قامت بها إلى العلا رئيسة الوزراء جيورجيا ميلوني "تم رفع العلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، مع التعاون المنظم في مختلف القطاعات ذات الاهتمام المشترك".
وأكدت وكيلة الوزارة أيضًا أن "الحكومة الإيطالية ملتزمة بقوة بدعم تدويل شركاتنا"، من خلال خطة التصدير الجديدة، والتي "تلعب المملكة العربية السعودية دورًا رائدًا فيها". وفي الواقع، من المتوقع أن تتجاوز الصادرات الإيطالية إلى المملكة 6 مليارات يورو في عام 2024، بزيادة قدرها 27,9 في المائة مقارنة بالعام السابق.
شراكات دولية
وأثناء الفعاليات، أكدت فيرونيكا سكوينزي نائبة رئيس جمعية رجال الأعمال الإيطاليين، على "الفرص التي ظهرت بعد زيارة الرئيسة ميلوني إلى المملكة العربية السعودية"، مشيرة إلى أن "هذه التطورات تسلط الضوء على إمكانات الشركات الإيطالية للمساهمة في رؤية السعودية 2030، وتحويل اقتصاد المملكة وتطوير قطاعات رئيسية مثل الرعاية الصحية والسياحة والتعليم والرياضة".
وأكدت سكوينزي على دور جمعية أسولومباردا ونظام الاتحاد العام الإيطالي للصناعات (كونفيندوستريا) في "تسهيل إنشاء شراكات دولية" من خلال شبكة موحدة من العلاقات الاقتصادية والمؤسسية.
وبحسب بيانات نشرتها جمعية "أسولومباردا"، بلغت قيمة الصادرات الإيطالية إلى السعودية 6,2 مليار يورو في عام 2024، منها ملياران من لومباردي وحدها. وشهدت صادرات لومباردي إلى المملكة نمواً بنسبة 95 بالمئة بين عامي 2021 و2024، مدفوعة بشكل رئيسي بالقطاع الميكانيكي والمعادن.
فرص استثمارية "هائلة"
وفي رسالة فيديو إلى المنتدى، أكد الرئيس التنفيذي لصندوق الودائع والقروض داريو سكانبيكو أن إيطاليا تعد حاليا "سادس أكبر مورد للمملكة العربية السعودية" وأن هناك "فرصا استثمارية هائلة لمجتمعي الأعمال في كلا البلدين".
وأشار سكانابيكو إلى أن صندوق الودائع والقروض مستعد "لتقديم تمويل متوسط الطول لصالح المشترين السعوديين" ووصف الشركاء السعوديين بأنهم "حلفاء رئيسيون لتسريع التحول الأخضر وتعزيز المرونة الاقتصادية وتعزيز تنمية القطاع الخاص في أفريقيا". كما تم إيلاء اهتمام خاص للقطاع الصناعي.
تعاون قائم على 3 ركائز
وأوضح بياجيو مازوتا رئيس مجلس إدارة شركة فينكانتيري أن التزام المجموعة تجاه المملكة العربية السعودية يرتكز على ثلاثة ركائز أساسية هي: "الاستثمار في النمو المتبادل، والشراكة الاستراتيجية والتوطين، والابتكار والاستدامة". وبحسب مازوتا، فإن "التحول الرقمي وتبني التقنيات المتقدمة أمران ضروريان للقدرة التنافسية والامتثال البيئي"، وهي المجالات التي تعتزم فينكانتيري أن تلعب فيها دوراً رائداً في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030.
كما أكد وكيل وزارة الخارجية جورج سيلي اهتمام إيطاليا القوي بدعم مسار التنوع الاقتصادي في المملكة، مضيفًا: "نرى إمكانات كبيرة في استراتيجية التنمية في المملكة العربية السعودية، التي تركز على الاستدامة والطاقة النظيفة والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والبنية التحتية المتقدمة".
وبحسب سيلي، فإن مشاريع الطاقة المستقبلية مثل نيوم لا تعمل على إعادة تشكيل المنطقة فحسب، بل إنها تضع معايير عالمية جديدة للابتكار والمسؤولية البيئية. وأكد وكيل الوزارة أن "هذه رحلة ترغب إيطاليا في أن تكون جزءًا منها كشريك استراتيجي".
وأشار سيلي إلى أن إيطاليا مستثمر ملتزم وتساهم بشكل فعال في الرؤية السعودية، التي تهدف إلى بناء اقتصاد عالمي أكثر ترابطًا ومرونة وتوجهًا نحو المستقبل. واختتم حديثه قائلاً: "نحن مستعدون للمساهمة بشكل كبير في تحقيق الأهداف التي حددتها المملكة".
مكتب للبعثات التجارية
في غضون ذلك، افتتح السفير الإيطالي لدى المملكة العربية السعودية، روبرتو بالدوتشي مكتباً في مركز التأشيرة الإيطالية بالرياض مخصصاً لجميع البعثات التجارية التابعة للاتحاد السعودي للغرف التجارية والصناعية وأعضائه في إيطاليا، بحسب مذكرة رسمية للسفارة الإيطالية في الرياض، نشرتها وكالة نوفا.
ومن المقرر افتتاح مكاتب مماثلة مخصصة للاتحاد السعودي بحلول شهر مايو في جدة والدمام في يونيو، في مراكز التأشيرات الإيطالية المعنية.
وصرّح الدبلوماسي الإيطالي أن "هذه خطوة مهمة، من شأنها أن تُسهم بشكل متزايد في تعزيز العلاقات المتميزة بين قطاع الأعمال الإيطالي والسعودي، لا سيما في إطار الشراكة الاستراتيجية. إنها بادرة ملموسة تهدف إلى مواكبة توسيع التبادلات الاقتصادية والتجارية بين إيطاليا والمملكة العربية السعودية، في أعقاب الاهتمام المتزايد الذي تبلور أيضًا عقب زيارة رئيس الوزراء والارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى استراتيجي. سيحظى رجال وسيدات الأعمال في الاتحاد بفرصة سريعة للقدوم إلى إيطاليا، لأن هذه هي الرسالة التي ننوي إيصالها تحديدًا: علينا أن نتحرك".