لبنان ٢٤:
2024-09-16@04:54:29 GMT

مسعى أوروبي متوسطي مع سوريا حول النازحين

تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT

مسعى أوروبي متوسطي مع سوريا حول النازحين


لا تزال قضية النازحين السوريين تثير قلقاً في دول الاتحاد الاوروبي، ولا سيما المتوسطية التي تعاني من تدفقهم غير الشرعي، ليعود البحث مع لبنان حول التشدّد بحراً
وكتبت هيام قصيفي في" الاخبار": في الأيام الأخيرة، حطّ في لبنان مسؤولان أمنيان، يوناني وقبرصي، لاستكمال البحث في ملف النازحين السوريين. رئيسا الاستخبارات اليونانية والقبرصية اللذان جالا مرة أخرى بعد زيارات سابقة، على قيادات أمنية وسياسية، ينطلقان من قاعدة أساسية تتعلق برغبة ثماني دول برسم خط سياسي مختلف في التعاطي مع ملف النازحين من ضمن الاتحاد الأوروبي.

والدول الثماني، وهي النمسا وتشيكيا والدنمارك واليونان وإيطاليا ومالطا وبولندا، سبق أن وجّهت رسالة إلى منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تدعو إلى إعادة النظر في السياسة المتبعة تجاه سوريا لوقف تدفق النازحين وتعيين موفد خاص إلى دمشق لمتابعة هذا الملف والتعامل معه بواقعية.
حتى الآن، ما تم في شكل رسمي في سياق عودة العلاقات الأوروبية مع سوريا، هو إعلان إيطاليا تعيين سفير لها في دمشق بعد قطيعة استمرت 12 عاماً. ولا شك في أن صعود اليمين وتولّيه الحكم في إيطاليا ساهما في هذه الخطوة، كما أن قراءة غربية للخطوة الإيطالية تتحدث عن رغبة أوروبية في العودة إلى مكان الحدث في الشرق الأوسط لمعاينة أكثر قرباً للأحداث في المنطقة وفي سوريا من منظار عملاني.
ما يعني لبنان أن اليونان وقبرص تتفهّمان الوضع اللبناني، وهما وإن طالبتا بإجراءات أكثر تشدداً في معالجة أسباب الهجرة غير الشرعية، فإن الجواب الأمني اللبناني لا يزال هو نفسه، أي المتعلق بسياسة أوروبية حازمة، وبوقف الإحاطة والدعم غير المشروط. أما مساعدة لبنان على تحمل أعباء النازحين فلا تعفي الدول الأوروبية من تفهم انعكاس هذا النزوح على البنية الاجتماعية والاقتصادية اللبنانية التي ترزح تحت وطأته إضافة إلى الهم الأمني المشترك مع أوروبا في التخوف من تصاعد عناصر أصوليين من ضمن موجات نازحة. وبقدر ما أن الأجوبة اللبنانية شدّدت على أن لبنان يفعل ما في وسعه لمنع تدفق النازحين، إلا أن الهجرة غير الشرعية قادرة على التسرب أسوة بكل ما يحصل عبر الحدود الأوروبية التي تملك من التقنيات والتدابير الأمنية ما لا يملكه لبنان قطعاً، علماً أن في لبنان من يرفض تلبية المطالب الأوروبية لصالح فتح أبواب هجرة النازحين بحراً بعدما أثقلوا الوضع اللبناني، وليتحمل الأوروبيون تبعات سياساتهم.

وتتحدث معلومات عن احتمال انتقال أحد المسؤولين الأوروبيين من بيروت إلى دمشق، كخطوة، اذا تمت فعلاً، تُعد خرقاً جديداً في ملف النازحين، نتيجة رغبة دول المتوسط التي تعاني أكثر من دول الشمال الأوروبي من تأثيرات الهجرة إليها، رغم أن بعضاً من دول الشمال والعمق الأوروبي بدأت أيضاً تتعاطى بجدية وبقراءة عكسية لواقع النزوح، وللعلاقة مع سوريا. وبحسب المعطيات فإن الموقف الأوروبي المستجد، يمكن أن يشكل ثغرة للبنان ينفذ منها في حال استطاعت هذه الدول إقامة صلات مع سوريا في شأن المناطق الآمنة، رغم أن ثمة اعترافاً بأن ملفاً بهذا الحجم يتعلق بالولايات المتحدة وبدول صناعة القرار الأوروبي، ولن يكون ممكناً اتخاذه من بعض الدول، علماً أن هذه تراهن على أن ما يحصل مثلاً في ألمانيا من تطور في التعاطي مع النزوح يمكن أن يشكل ردة عكسية، تماماً كما تحاول بعض الدول كالمجر التصرف إفرادياً من أجل الحفاظ على استقرار أوضاعها. وفتح قبرص واليونان ثغرة في هذا الملف يمكن البناء عليه لبنانياً، إذا انتقلت معاينة الملف من الحسابات الضيقة إلى سياسة أكثر واقعية في الاعتراف بتنامي النزوح وانفلاشه أمنياً واقتصادياً واجتماعياً من دون الأخذ بتأثيرات عمل الجمعيات غير الحكومية وبفتحها أبواب الدعم غير المشروط للمدافعين عن بقاء النازحين في لبنان.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: مع سوریا

إقرأ أيضاً:

الشتاء كابوسٌ يُلاحق النازحين في غزة

 

الثورة /
بات فصل الشتاء يؤرق النازحين الفلسطينيين، ويثقل كاهلهم كونهم يعيشون في خيم متهالكة. ‎إذ يتعرض هؤلاء بشكل دائم، ولا سيما مع فصل الشتاء وموجات الصقيع، لقصف “إسرائيلي” مستمر.
في ظل تضييق المساحة الإنسانية إلى 10% من مساحة القطاع البالغة 365 كيلو مترًا مربعًا ، اضطرّ محمد عفانة النازح من سكان شمال قطاع غزة إلى نصب خيمته في وادي السلقا، في مدينة دير البلح وسط القطاع. ويقول عفانة لموقع “العهد” الإخباري: “نحن هنا، في مخيم أبو الروس، وهي أرض طينية بتسبب الحساسية وأمراض جلدية وضيق في التنفّس”. ويضيف: “نقترب من فصل الشتاء، وهذه المنطقة كونها منخفضة تغرق في الشتاء، خاصة أن “إسرائيل” تقوم بفتح السدود”.
ويتابع “المنطقة هذه ستغرق، وسترتفع المياه إلى ما يقارب متراً إلى متر ونصف عن الأراضي الموجود فيها النازحون”، ويُشير الى عدم وجود أماكن لنصب الخيم بعد تضييق الجيش “الإسرائيلي” للمناطق الإنسانية. ويناشد عفانة الجهات المختصة بدعم النازحين لحماية أنفسهم من فصل الشتاء، ويقول “خيامنا كلها لا تتحمل شتاءً.. نحن جالسون على “شوية” حرامات”.
بدورها، تشتكي أم إياد كحيل من الرائحة الكريهة في مراكز الإيواء وخيم النزوح، وتتساءل: “أين نذهب؟ لم تبقَ أماكن يمكن أن نتوجه إليها سوى منازلنا”. وهي تحذّر عبر “العهد” من ضياع جبل كامل لإغلاق المادري في غزة بسبب استمرار الحرب.
من جهته، يقول المهندس حازم خليل مدير مياه الصرف الصحي، في دير البلح، إن وادي السلقا يعدّ أحد المناطق الصعبة التي يُتعامل معها خلال فصل الشتاء. ومجرى وادي السلقا يبلغ نحو 4 كيلو وهو مؤمن من خلال السواتر الترابية التي تنهار في حال ارتفاع سيل المياه. ويصبّ وادي السلقا في منطقة البركة. وهذه المنطقة منخفضة، تعبرها المياه بشكل كامل على مساحة تزيد عن 30 دونمًا بإرتفاع مترين ونصف إلى 3 أمتار.
ويُصرّح خليل لـ”العهد”: “لا يوجد مخرج لتصريف مياه وادي السلقا؛ لذلك أطلقت البلدية، خلال الأيام الماضية، تحذيرًا وإشعارًا للنازحين والسكان الموجودين في ساحة البركة والمجاورين لمجرى الوادي لإشعارهم بخطورة الأمر”. ويُضيف: “وضعت البلدية مع المؤسسات الدولية والداعمة كلها وذات العلاقة من أجل الاطلاع على مشكلة وادي السلقا والمساعدة ومحاولة التخفيف من الآثار التي قد تترتب نتيجة جريان مجرى وادي السلقا”.
ويتابع: “نحن بحاجة إلى تعزيز السواتر الترابية على جانبي الوادي على طول مجرى الوادي، وخصوصًا من شارع صلاح الدين شرقًا وصولًا إلى البركة نحو 2.5 كيلو مترًا، كذلك بحاجة إلى تنظيف مجرى الوادي من المخلفات، وإلى تنظيف العبّارات حتى لا تتراكم النفايات فيها، ما قد يحدث فيضانًا في منطقة أخرى بغير المسار في وادي السلقا”. ويستطرد: “كذلك نحن بحاجة إلى إخلاء النازحين في صحن البركة؛ لأن حياتهم معرضة للخطر نتيجة حدوث تجمع للمياه، واحتمال غرق معظم النازحين الموجودين في المكان”.
ويختم خليل: “طبعًا؛ ليس بإمكان البلدية توفير أماكن بديلة، لكنّنا تواصلنا مع المؤسسات الدولية، من اليونيسيف والصليب الأحمر، من خلال المؤسسات الدولية المعنية بالأمر. وهناك تواصل، على مدار اليوم معهم، من أجل إيجاد أماكن بديلة للمساعدة في نقل هؤلاء النازحين من صحن البركة إلى أماكن أخرى أكثر أمنًا”

مقالات مشابهة

  • مأساة النازحين في غزة تزداد سوءًا مع اقتراب الشتاء
  • شوكولاتة المرجان الجزائرية.. نجاحٌ لافت وحظر فرنسي أوروبي مفاجئ
  • عاجل: بدء سحب سفينة النفط ”سونيون” بالبحر الأحمر بعد نجاح قطرها وإعلان أوروبي بذلك
  • ابراهيم: لبنان لا يتعافى إذا بقيت سوريا مريضة
  • أستاذ سياسات دولية: الموقف الأوروبي منقسم حول ما يحدث في غزة
  • الشتاء كابوسٌ يُلاحق النازحين في غزة
  • أول محطة رياح بحرية في المغرب تشهد تطورات مهمة بدعم أوروبي
  • أبو فاعور: هناك مسعى متجدد يتعلّق ملف الرئاسة
  • خبير: مصر تتعامل مع الأزمات التي تحدث على حدودها بشكل من العقلانية والدبلوماسية
  • إسرائيل تدخل سوريا لتهاجم حزب الله.. هل بدأ الغزو؟