مطلق النار في مدرسة بجورجيا.. تحقيقات سابقة لواقعة كان من الممكن تفاديها
تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT
يواجه الطالب كولت غراي (14 عاما) تهما جنائية بعد إطلاقه النار في مدرسة ثانية في ولاية جورجيا الأربعاء، أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وتسعة جرحى، على ما أفادت صحيفة واشنطن بوست.
وبهذا يصبح كولت أصغر مطلق نار جماعي في مدرسة منذ ربع قرن.
وأعلن مكتب التحقيقات في جورجيا أن كولين غراي (54 عاما)، والد كولت قد اعتقل الخميس ووجهت إليه تهمة القتل من الدرجة الثانية، وأربع تهم بالقتل غير العمد، وثماني تهم بالقسوة على الأطفال، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.
وذكر كريس هوزي، مدير مكتب التحقيقيات في جورجيا أن التهم "ترتبط بشكل مباشر في تصرفات ابنه والسماح له بحيازة سلاح".
وقالت آني براون، خالة كولت لواشنطن بوست إنه "كان يتوسل منذ أشهر للحصول على مساعدة في مجال الصحة العقلية قبل أن ينفذ هجومه الأربعاء".
وأضافت أنه "كان يتوسل الحصول على المساعدة من كل من حوله.. الكبار من حوله خذلوه".
ولم تكشف براون تفاصيل المشاكل "الصحية العقلية" التي كان يواجهها كولت، لكنها قالت إنها "حاولت من بعيد مساعدته برسائل نصية لبعض الأقارب".
وأعربت عن "قلقها" خلال الشهر الماضي من أن قريبها المراهق لديه إمكانية للوصول للأسلحة، مشيرة إلى أن جدة كولت ذهبت لرؤية المستشار في مدرسته خلال الفترة الماضية لطلب المساعدة.
وكانت جدته قد كتبت في رسالة نصية إنه قبل أسبوع من إطلاقه النار على زملائه كان سيبدأ رؤية شخص مختص من أجل العلاج.
وأكدت براون أن معاناة كولت تفاقمت بسبب الحياة المنزلية الصعبة، فيما اعترفت والدة المراهق بـ"الذنب" في تهمة العنف الأسري وجهت لها في ديسمبر الماضي، حيث أُمِرت بعدم الاتصال بكولين غراي.
وتشير واشنطن بوست إلى أن اعتقال الأب ورواية بروان ساهمت في طرح تساؤلات عما إذا ما كانت سلطات إنفاذ القانون أخفقت في منع الحادثة.
وكان ضباط إنفاذ القانون في جورجيا، يتبعون إفادة من مكتب التحقيقات الفيدرالي بشأن تهديدات عبر الإنترنت بفتح النار في المدرسة ذاتها قبل أكثر من عام، وفي مايو عام 2023، أكد والد كولت لمكتب عمدة مقاطعة جاكسون أنه لا يسمح لابنه باستخدام الأسلحة من دون إشراف.
وتظهر سجلات رسمية اطلعت عليها الصحيفة أن كولت أخبر الضباط أنه كان قلقا من أن "يقترح أحدهم أنه سيهدد بإطلاق النار على المدرسة"، مؤكدا "أنه لن يقول شيئا كهذا أبدا، حتى لو بطريقة مازحة".
وجرى التحقيق في عام 2023 بعد تهديدات على شبكات التواصل الاجتماعي، والتي تم ربطها حينها بعنوان بريدي يرتبط بمنزل كولت، حيث كان يستخدم الحساب حينها اسم "لانزا" باللغة الروسية، في إشارة إلى آدم لانزا مطلق النار في مدرسة ساندي هوك الابتدائية.
وأخبر غراي الأب حينها المحققين أنه لم يكن على دراية بهذا الحساب، ولا يتحدث اللغة الروسية، وأكد للضباط حينها أنه يسمح لابنه استخدام بنادق الصيد تحت إشراف.
وتظهر السجلات أن أحد الضباط قال للأب إن عليه إبقاء الأسلحة النارية في مكان مغلق، ونصحه في إبقاء ابنه خارج المدرسة حتى يتم حل مشاكله.
وأثناء تفتيش منزل كولت، عثرت السلطات على كتابات عن حوادث إطلاق نار سابقة جرت في مدارس ثانوية.
وأزال تطبيق "ديسكورد" في مايو الماضي الحساب الذي يرتبط بالتهديدات.
وعقب الحادثة وهي الأخيرة في حلقة من حوادث إطلاق النار المشابهة في الولايات المتحدة، والتي بلغت قرابة 400 إطلاق نار جماعي هذا العام وفق أحد المصادر، تجمع حشد من الناس في ملعب رياضي أمام ثانوية أبلاتشي وشبك البعض أذرعهم في حلقة دائرية.
وقعت الحادثة قرب بلدة قرب بلدة وايندر على بعد حوالي 70 كلم شمال شرق أتلانتا عاصمة ولاية جورجيا.
وفي وقت سابق، ذكرت تقارير أن إدارة المدرسة بعثت برسالة إلى أهالي التلاميذ تبلغهم فيها عن "إغلاق تام للمدرسة بعد أنباء عن إطلاق نار".
وبعد انتهاء التحذير طلب من الأهالي القدوم إلى المدرسة لمرافقة أبنائهم، فيما امتدت طوابير السيارات أمامها.
وقال مدير مكتب التحقيقات هوزي أن السلطات تحقق في كيفية إدخال مطلق النار السلاح إلى المدرسة.
واعتقد البعض في بادئ الأمر أن إطلاق النار يتعلق بتدريب، حسبما قالت إحدى الطالبات الطلاب لوكالة فرانس برس.
وقالت ألكسندرا روميو "الجميع اعتقد أن الأمر يتعلق بتدريب إلى أن قالت معلمتي إننا لم نتلق رسالة بالبريد الالكتروني".
وأضافت "جمعتنا في زاوية صغيرة وتعانق الجميع مع بعضهم البعض. كان عدد من أصدقائي يبكون. إلى أن جاء شرطيان مسلحان وقالا لنا أن الأمر لا يتعلق بتدريب وبأننا لسنا بأمان".
وروت تلميذة أخرى هي ستيفاني فولغار وتبلغ 17 عاما سماعها "دويا قويا" ولجوء التلاميذ المذعورين إلى الحمامات وغرف الملابس للاختباء.
وقالت "من المخيف معرفة أنك يمكن أن تكون الضحية".
وأفاد تلميذ آخر وسائل إعلام محلية إنه شاهد بقع دم على الأرض وجثة بينما كان المسؤولون يرافقونه للخروج من المبنى.
وتتكرر حوادث إطلاق النار في مدارس في الولايات المتحدة حيث يمتلك حوالي ثلث البالغين سلاحا فيما قوانين شراء أسلحة من العيار الثقيل متراخية.
وتظهر استطلاعات الرأي أن غالبية من الناخبين يفضلون قوانين أكثر صرامة لشراء واستخدام الأسلحة النارية، لكن جماعات الضغط القوية المؤيدة لاقتناء السلاح، تعارض فرض مزيد من القيود فيما فشل المشرعون مرارا في التحرك.
وعبر الرئيس الأميركي، جو بايدن عن حزنه لسقوط الضحايا.
وقال: "يتعلم التلاميذ في مختلف أنحاء البلاد كيفية الانحناء والاختباء بدلا من القراءة والكتابة. لا يمكننا الاستمرار في قبول هذا باعتباره أمرا طبيعيا"، في إشارة إلى تكرار مثل هذه الاعتداءات في مختلف أنحاء البلاد.
بدورها دعت المرشحة الديموقراطية للانتخابات الرئاسية كامالا هاريس الأميركيين إلى وضع حد لـ"آفة عنف الأسلحة" في الولايات المتحدة.
وقالت أمام حشد في تجمع انتخابي في نيوهامبشر لعرض عناصر خطتها الاقتصادية "يتعين علينا إنهاء آفة عنف الأسلحة في بلدنا إلى الأبد. لا ينبغي أن يكون الأمر على هذا النحو".
وشهدت الولايات المتحدة 384 حادث إطلاق نار جماعي على الأقل هذا العام، وفقا لمنظمة "أرشيف عنف الأسلحة" غير حكومية التي تعرف إطلاق النار الجماعي بأنه الحادث الذي تسجل فيه إصابة أو مقتل أربعة أشخاص أو أكثر.
وقتل 11557 شخصا في أعمال عنف مرتبطة بالسلاح بحسب تلك المنظمة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة مکتب التحقیقات نار فی مدرسة حوادث إطلاق إطلاق النار مطلق النار فی جورجیا إطلاق نار النار فی إلى أن
إقرأ أيضاً:
بلالين وممر شرفي.. تلميذات مدرسة ببني سويف يحتفلن بمعلمتهن لخروجها على المعاش
وسط حالة من الفرحة الممزوجة بالحزن، فوجئت مُعلمة بمدرسة أطواب الابتدائية بنات التابعة لإدارة الواسطي التعليمية شمال محافظة بني سويف، بممر شرفي لها داخل مدرستها نظمه لها تلميذات المدرسة؛ عرفانًا وتقديرًا لمعلمتهن التي بلغت السن القانونية للتقاعد، وسط حالة من التأثر الشديد ظهرت عليها أثناء تجاوزها الممر نظرًا لانتهاء فترة عملها.
وفوجئت المُعلمة سومة أحمد عبد المحسن، باستقبال التلميذات لها على باب المدرسة في ممر شرفي وتصفيق حار؛ إذ رفعن البلالين ردًا للجميل للمعلمة التي كانت تدرس لهم حتى آخر أيام عمل لها قبل خروجها للمعاش، إذ غلبتها دموع التأثر بهذه اللافتة الطيبة، وكلمات التلميذات اللاتي رفعن البلالين تكريمًا لمعلمتهن، إذ وجهن لها الشكر والتحية عرفانًا منهن بدورها معهن.
مشاركة أعضاء هيئة التدريس في الاحتفاليةكما شارك عدد من أعضاء هيئة التدريس بمدرسة أطواب الابتدائية بنات في محافظة بني سويف في تكريم المعلمة بإقامة احتفالية مُصغرة، إذ جرى منحها شهادة تقدير عرفانًا بما بذلته من مجهود خلال فترة خدمتها بالمدرسة، متمنين لها دوام الصحة والتوفيق في المرحلة المقبلة.
وخلال الاحتفالية، أثنى المعلمين والمعلمات بالمدرسة وزملائها على دورها خلال السنوات الماضية سواء تعليميا أو اجتماعيا، وقدموا لها بعض الهدايا التذكارية لها تقديرا لما قدمته من نماذج تعليمية وخلقية يُقتدى بها.
سعادة ممزوجة بالحزن لمعلمة يوم خروجها على المعاشوعبرت المعلمة لـ«الوطن»عن سعادتها بهذه الحفاوة والتقدير خلال حفل بلوغها سن المعاش، مؤكدة أنها برغم سعادتها الغامرة بلحظات التكريم، إلا أنها حزينة لفراق مدرستها التي عملت بها خلال رحلتها الوظيفية، مؤكدة أنها ممتنة لجميع المعلمين وإدارة المدرسة شاكرة إياهم على تقديرهم لها.
وقال أحمد حسن، كبير معلمين بالمدرسة، لـ«الوطن»، إن المُعلمة لآخر لحظة لها بالتربية والتعليم تقوم بالتدريس، ورفضت أن تكون وكيل أو مدير مدرسة لمحبتها في التدريس، كما كانت تتعامل مع التلميذات كبناتها.